صدى البلد:
2025-03-26@10:51:10 GMT

نجاة عبد الرحمن تكتب: التوحد

تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT

كثيرون يعتقدون أن التوحد إعاقة ذهنية، يجهلون انه ليس مرضا بل اضطرابا عصبيا يصيب الجهاز العصبي خلال سنوات النمو الأولي للطفل، و للبنين النصيب الأكبر من تلك الإصابات، و مازال يعجز العلم حتى الآن عن اكتشاف سبب ذلك الاضطراب العصبي الذي بنفسم إلى ثلاث مستويات :

المستوى الأول يطلق عليه متلازمة اسبرجر، وأصحاب ذلك المستوى تكون درجة ذكائهم حادة للغاية و يتقنون الحفظ بكافة أشكاله، لكنهم يفتقدون التفاعل الاجتماعي و انعدام المهارات الحياتية، بشكل اشبه بالروبوت الآلي الذي يتم تحريكه بالريموت كنترول.

المستوى الثاني: يواجه طفل التوحد ذات الدرجة المتوسطة صعوبة كبرى مع البيئة المحيطة في التواصل فيقتصر حديثه على عبارات بسيطة، كما ينخرط في سلوكيات متكررة، ويحتاج إلى رعاية ودعم نفسي و اجتماعي كبير.


المستوى الثالث: هو أشد درجات التوحد وفيه يحتاج الطفل إلى رعاية متكاملة شاملة، لما يعانيه أصحاب ذلك المستوي من صعوبة شديدة في التواصل، وعدم القدرة على التحدث بوضوح بل يصدر أصوات همهمات و زائير يشبه زائير الأسد، ونادرًا ما يتفاعل مع الآخرين، كما تظهر عليه الأعراض السلوكية بصورة أكثر حدة، خاصة تجاه نفسه حيث يميل لإيذاء نفسه بعض كلتا اليدين و ضرب الرأس في جسم صلب عند التعبير عن الغضب أو الفرح لعدم تلقيه لغة تعبير أخرى.

و مؤخرا أصبح التوحد يصيب الأطفال في سن العاشرة بسبب التعمق في استخدام السوشيال ميديا و الانغلاق و الانعزال التام بعيدا عن جو الأسرة.

نصائح للتعايش مع التوحد و تعد خلاصة تجربتي و دراستي مع أصحاب اضطراب طيف التوحد.

توجد بعض الإجراءات التي يمكن للوالدين القيام بها التي تقدم الدعم والرعاية للطفل المصاب، وتتضمن هذه الإجراءات ما يلي:

التركيز على الإيجابيات: يستجيب صاحب اضطراب طيف التوحد للتعزيز الإيجابي، مثل المكافآت وتقديم الهدايا عند القيام بسلوك جيد، ويساعد مدح الطفل على زيادة شعوره بالرضا.
الحفاظ على روتين محدد: يفضل اصحاب اضطراب طيف التوحد الروتين وعدم التغيير؛ لذا يفضل الالتزام بروتين محدد ليسهل على الطفل تطبيق ما تعلمه.


اللعب: تساعد مشاركة الأنشطة واللعب مع الطفل في تحسين مهارات التواصل.
منح الطفل الوقت اللازم للاستجابة: قد يحتاج الطفل تجربة عدة طرق علاجية لاكتشاف الطريقة المناسبة له؛ لذا ينبغي على الأهل التحلي بالصبر وعدم الاستسلام إذا لم يستجب الطفل لأسلوب علاجي معين.
اصطحاب الطفل خارج المنزل: يساهم اصطحاب الطفل عند الخروج من المنزل أثناء القيام بالمهام اليومية، مثل التسوق في اندماج الطفل مع العالم الخارجي.

تمت دعوتي كضيف متحدث في عدد من الندوات حول التوحد خلال الأيام الماضية، وجدت أنه أصبح هناك اهتماما كبيرا من الدولة و المجتمع تجاه البحث و المعرفة حول التوحد و كيفية التعايش معه، و كانت من اكثر الندوات ثراءً ثلاث ندوات الأولي بمؤسسة إيزيس للخدمات الاجتماعية لدعم و تدريب و تعليم و تأهيل و توظيف ذوي القدرات الخاصة بالتعاون مع الجمعية المصرية العلمية للعلاج التنفسي التي يرأسها أ.د محيي الدين عبد الظاهر خليفه، ثم ندوة تم تنظيمها بالمجلس الأعلى للثقافة دعاني لها آ.د عماد محجوب أستاذ و رئيس قسم علم النفس بجامعة القاهرة و أستاذ علم التفس الإكلينيكي فئات خاصة، ثم ندوة بحزب حماة وطن أمانة شرق القاهرة دعاني لها د. جمال حمدان أحد قيادات الحزب.


سعدت كثيرا بالندوات الثلاث و الحفاوة بأصحاب اضطراب طيف التوحد و مدى حرص و اهتمام الحضور بمعرفة كل تفصيله تتعلق بأولادنا من اصحاب اضطراب طيف التوحد، و لكن ما أثار إستيائي ما صدر عن أحد الأساتذة دكتور جامعي ربما كان رئيسا لجامعة عريقة ذات يوم عندما قال " ربنا خلق المعاقين ليه؟ علشان أهاليهم تتعذب بيهم؟ ! هذه كانت كلمته خلال الندوة.

لا أنكر أنني لم أندهش لان كثيرا ما أسمع ذلك من الجهلاء و عديمي الثقافة و المعرفة و مسطحي الفكر و الأميين، و لكنني صعقت عندما سمعته من قامه كبيرة و قدوة عليها واجب تجاه المجتمع و يجب عليها تثقيفه و توعيته و ليس العكس.

الذي صدر عن ذلك الأستاذ هو نتاج جهل مجتمعي تجاه أولادنا من ذوي القدرات الخاصة.

بالرغم من الطفرة العلمية و التقدم و اهتمام الدولة المصرية بذلك الملف إلا إنه مازال هناك تقصيرا كبيرا تجاه توعية المجتمع و تثقيفه بأهمية الاهتمام بأولادنا من ذوي القدرات الخاصة، الأزهر الشريف يجب أن يتدخل بسلسلة ندوات إرشاديه حول الصبر على أولادنا و حسن التعامل معهم و فضل ذلك عند رب العالمين.

و لا أنكر التقصير الصحفي و الإعلامي تجاه ذلك الملف الهام، فلا يعقل أن تنتفض الدولة المصرية من أجل حقوق هؤلاء الأبناء و في الوقت ذاته يتجاهل الإعلام و الأزهر حملات التوعية و التثقيف.

و هنا يجب أن أنوه لفضل وجود ملاك في بيتنا انه منحه من الله و ليس محنة، منحة اختارنا الله حتى ندخل بها الجنة دون عناء.

ليس كل متعلم مثقف و ليس كل جاهل أعمى، المقصود بالأعمى هو أعمى البصيرة و الفطنة و الثقافة و القناعة و الصبر على أولادنا، كم من أم غير متعلمة بل أمية تحسن إلى أولادها من ذوي القدرات الخاصة، و خير مثال أحب أن أحدثكم عنه هي " ماما زوزو " تلك المرأة الحديدية الصبورة الحنونة، التي تجاوزت السبعين عاما و كان قد رزقها الله بأبن معاقً ذهنيا صبرت عليه و كبرته و رعته خير رعاية ثم زوجته من فتاة من نفس ظروفه لترزق بثلاث أبناء معاقين ذهنيا تقوم على رعايتهم جميعا تلك البطلة " ماما زوزو " النموذج الذي استمد منه قوتي و أدعو القادرين و أصحاب القلوب الرحيمة لتقديم المساعدة لتلك المرأة الحديدية بتوفير مسكّن آدمي لها و لأحفادها و ابنها و زوجته المعاقين ذهنيا حيث أنهم يعيشون في غرفة متواضعة ذات سقف من الخوص و بقايا الكرتون و الخشب بحمام مشترك مع الجيران، و دعمها ماديا و تحقيق أمنيتها بزيارة بيت الله الحرام.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الجهاز العصبي التوحد الاضطراب العصبي المزيد ذوی القدرات الخاصة اضطراب طیف التوحد

إقرأ أيضاً:

في مواجهة الفاروا المدمرة.. هل يكون التلقيح الصناعي طوق نجاة نحل تسمانيا؟

مع تصاعد التهديدات التي تواجه صناعة تربية النحل في تسمانيا، لجأت أكبر شركة تلقيح في الولاية الأسترالية إلى استخدام تقنية التلقيح الصناعي لملكات النحل، في خطوة تهدف إلى حماية أسراب النحل وضمان استمرارية الإنتاج.

اعلان

يأتي هذا التحرك بعد فرض حظر على استيراد منتجات النحل، ما دفع الشركات إلى البحث عن حلول محلية لمواجهة خطر تفشي الأمراض وطفيل الفاروا المدمر.

هل ستساعد هذه التقنيات على مواجهة المخاطر؟

يُعد تلقيح ملكات النحل صناعيًا عملية معقدة تتطلب دقة عالية وخبرة متخصصة. وتقول أنجيلا أوليفييه من شركة "تسمانيان بولينيشن" إن الفريق كان يعمل لساعات طويلة لتعلم هذه التقنية: "لقد كنا نحاول إتقان عملية التلقيح الصناعي خلال الأيام الماضية، وكان العمل مكثفًا للغاية".

ولضمان نجاح هذه الخطوة، استعانت الشركة بخبير التلقيح الصناعي رينيه فان دير مولين من هولندا، الذي جاء إلى تسمانيا خصيصًا لتدريب الموظفين المحليين.

ويوضح مولين آلية العمل قائلاً: "نستخدم جهاز تلقيح مجهزًا بكاميرا دقيقة، وقمنا هذا الصباح بجمع السائل المنوي من ذكور النحل. الآن نقوم بتلقيح الملكات بحوالي ثمانية ميكرولترات لكل واحدة".

Relatedفيديو: لأنه مربح أكثر.. النحالون في كينيا يلجأون إلى جمع سم النحل بدلًا من عسلهحوالى نصف مستعمرات النحل هلكت في الولايات المتحدة العام الماضيوكأن الحرب لا تكفي! التغير المناخي ينهك مربي النحل في سورياشاهد: مربو النحل الفرنسيون يتظاهرون في باريس ضد تهاوي الأسعار وإغراق الأسواق بالعسل المستورد حظر الاستيراد يفرض حلولًا محلية

أدى انتشار طفيل الفاروا في ولايات أسترالية أخرى إلى فرض قيود صارمة على استيراد النحل إلى تسمانيا، مما جعل التلقيح الصناعي ضرورة وليس مجرد خيار.

ويؤكد ميك بالمر، من "خدمات تلقيح تسمانيا"، أن الوضع الحالي دفع الشركات إلى تبني هذه التقنية بشكل أسرع مما كان متوقعًا: "لم يعد بإمكاننا استيراد جينات جديدة من البر الرئيسي، لذا كان علينا إيجاد حلول بديلة. ربما كان يجب أن نبدأ بهذه الخطوة في وقت سابق، لكن الظروف أجبرتنا الآن على اتخاذ هذا القرار".

ويكتسب توقيت هذه الجهود أهمية بالغة، حيث يهدد طفيل فاروا ديستركتور مستعمرات النحل عن طريق نقل الفيروسات، وقد انتشر بالفعل في ولايتي نيو ساوث ويلز وفيكتوريا، ويقترب تدريجيًا من الوصول إلى تسمانيا.

ويحذر الخبراء من أن وصول الطفيل إلى الولاية بات مسألة وقت، ما قد يؤدي إلى خسائر كبيرة لصناعة تربية النحل. ويختتم بالمر حديثه قائلًا: "إذا وصل الفاروا إلى تسمانيا، فقد تتكبد شركتي خسائر تصل إلى 300 ألف دولار أسترالي سنويًا".

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: تلقيح اصطناعي لدبّي باندا في حديقة حيوانات فرنسية شاهد: بعد انقراض الذكور...عملية تلقيح صناعي لأنثى وحيد القرن تحيي آمال بقائها التلقيح الصناعي قد يزيد من مخاطر إنجاب أطفال معاقين ذهنيا تربية النحلتلقيح اصطناعيمرضأستراليااعلاناخترنا لكيعرض الآنNext وزارة الصحة: حصيلة قتلى الحرب الإسرائيلية في غزة تتجاوز 50 ألفًا يعرض الآنNext بعد إقامة دامت 38 يومًا.. البابا فرنسيس يغادر مستشفى جيميلي بروما يعرض الآنNext مقتل 3 أشخاص بينهم طفل في هجوم روسي بالطائرات المسيرة على كييف قبل ساعات من محادثات وقف إطلاق النار يعرض الآنNext أوروبا في مواجهة تحديات جديدة: هل تعود إلى السباق النووي لبناء الردع العسكري؟ يعرض الآنNext مظاهرات في شوارع فرنسا وهولندا ضد تنامي العنصرية وصعود اليمين المتطرف اعلانالاكثر قراءة ترامب: أنا الوحيد القادر على إيقاف بوتين.. وعلاقتي جيدة معه ومع زيلينسكي ضحايا حريق النادي الليلي في جمهورية مقدونيا الشمالية يُشيَّعون إلى مثواهم الأخير قُتل والداها وعاشت هي.. رضيعة كُتبت لها النجاة بعد قصف إسرائيل منزل أسرتها في غزة القضاء التركي يصدر حكماً بسجن إمام أوغلو والمعارضة تتهم الحكومة بالسعي لإقصائه الكابينيت الإسرائيلي يصادق على إنشاء إدارة خاصة لـ"الهجرة الطوعية" من غزة إلى دول ثالثة اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزةإسرائيلفرنسافلاديمير بوتينروسياباريسدونالد ترامبالحرب في أوكرانيا رجب طيب إردوغانضحاياقصفالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • نجاة طفل سقط من سيارة تحت عجلات مركبة أخرى
  • ليس المهم كيف تنشر.. ولكن كيف تكتب؟!
  • بعد تفجير دراما "لام شمسية" للقضية.. البيدوفيليا اضطراب نفسي.. عدم شعور الطفل بالأمان أبرز مظاهره.. ودراسة أسترالية: الحالات في ازدياد منذ الثمانينات
  • «العتاولة 2» الحلقة 22.. نجاة الوزان من الموت وأزمة تلاحق شادية
  • شيخة الجابري تكتب: تجليّات شارع الأعشى
  • صنعاء تكتبُ بدم الأحرار عهدَ الفتح القادم
  • نجاة طبيبة أسنان من محاولة اغتيال في كركوك
  • في مواجهة الفاروا المدمرة.. هل يكون التلقيح الصناعي طوق نجاة نحل تسمانيا؟
  • نصائح صحية مهمة للحفاظ على الأمعاء
  • يسرية محمد الحسن تكتب.. أين حسن..؟