بوابة الوفد:
2025-05-01@05:00:51 GMT

حكم إهداء ثواب الصيام للأحياء والأموات

تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT

أوضحت دار الإفتاء المصرية أنه يجوز للمسلم إهداء ثواب الصيام للأحياء والأموات جميعًا، وسواءٌ حصل هذا الإهداء عند أداء هذه العبادة أو بعد تمامها، مع التنويه على أن الصائم إذا دعا الله تعالى أن يهب للميت مثل ثواب عمله الصالح؛ فإن ذلك يصل إليه بإذن الله تعالى باتفاق جميع الفقهاء.

فضل الصيام


والصيام عبادة من أَجَلِّ العبادات وأعظمها ثوابًا عند الله تعالى، فقد اختصَّ الله تعالى بتقدير ثواب الصائم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي» أخرجه البخاري.

وعن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، بَعَّدَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا» أخرجه البخاري.

حكم إهداء ثواب الصيام للأحياء
أما عن إهداء ثواب هذا الصيام للأحياء، وذلك بأن يصوم الإنسان تطوعًا، ثم يهب ثواب هذا الصيام لغيره، فقد اختلف فيه الفقهاء؛ فذهب الحنفية والحنابلة إلى القول بجوازه ووصول ثوابه إلى من أهديت، وسواءٌ كان صيامًا أو غيره من الأعمال الصالحة وهذا هو المختار للفتوى، وطريقة ذلك أن ينوي إهداء ثواب الصيام عند القيام به، وزاد الحنفية أنه يجوز أن يصوم أولًا ثم بعد ذلك يجعل ثوابه لغيره.

وقال العلامة ابن نجيم الحنفي في "البحر الرائق" (3/ 63، ط. دار الكتاب الإسلامي): [من صام أو صلى أو تصدَّق وجعل ثوابه لغيره من الأموات والأحياء جاز، ويصل ثوابها إليهم عند أهل السنة والجماعة. كذا في "البدائع"، وبهذا عُلِم أنَّه لا فرق بين أن يكون المجعول له ميتًا أو حيًّا، والظاهر أنه لا فرق بين أن ينوي به عند الفعل للغير أو يفعله لنفسه، ثم بعد ذلك يجعل ثوابه لغيره؛ لإطلاق كلامه] اهـ.

وقال العلامة ابن عابدين في "حاشيته على الدر المختار" (2/ 243، ط. دار الفكر): [للإنسان أن يجعل ثواب عمله لغيره صلاة أو صومًا أو صدقةً أو غيرها. كذا في "الهداية"، بل في زكاة "التتارخانية" عن "المحيط": الأفضل لمن يتصدق نفلًا أن ينوي لجميع المؤمنين والمؤمنات؛ لأنها تصل إليهم ولا ينقص من أجره شيء اهـ، هو مذهب أهل السُّنَّة والجماعة] اهـ.

وقال أيضًا (2/ 595) -في إهداء ثواب الأعمال للغير تعليقًا على قول الماتن: "الأصل أنَّ كلَّ من أتى بعبادةٍ ما؛ له جعْل ثوابها لغيره وإن نواها عند الفعل لنفسه لظاهر الأدلة"-: [قوله: (بعبادةٍ ما) أي: سواء كانت صلاة أو صومًا أو صدقةً أو قراءةً أو ذكرًا أو طوافًا أو حجًّا أو عمرةً، أو غير ذلك من زيارة قبور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والشهداء والأولياء والصالحين، وتكفين الموتى، وجميع أنواع البر] اهـ.

مذهب المالكية والشافعية في هذه المسألة
بينما ذهب السادة المالكية والشافعية إلى التفرقة بين إهداء الثواب للأحياء وإهدائه للأموات، فبينما اتفقوا على أنه جائزٌ للثاني، ذهبوا إلى أنَّ إهداء ثواب الصيام للأحياء غير جائز؛ لأنه مقتصرٌ على القُرُبات التي تقبل الإنابة؛ كالصدقة والدعاء، أما ما لا يقبل الإنابة كالصوم فلا يجوز إهداء ثوابه للأحياء.

قال العلامة الدردير المالكي في "الشرح الكبير" (2/ 10، ط. دار الفكر): [(و) فُضِّل (تطوُّع وليِّه) أو قريبه مثلًا، يعني ولي الميت (عنه) أي عن الميت، وكذا عن الحي (بغيره) أي بغير الحجِّ (كصدقة ودعاء) وهدي وعتق؛ لأنَّها تقبل النيابة، ولوصولها للميت بلا خلاف، فالمراد بالغير: غير مخصوص وهو ما يقبل النيابة كما ذكر، لا كصوم وصلاة، ويكره تطوُّعُه عنه بالحجِّ كما يأتي، وأمَّا بالقرآن فأجازه بعضهم وكرهه بعضهم] اهـ.

وقال الإمام الماوردي الشافعي في "الحاوي الكبير" (15/ 313، ط. دار الكتب العلمية): [أمَّا الصيام عن الحيِّ: فلا يجوز إجماعًا بأمر أو غير أمر، عن قادرٍ أو عاجزٍ؛ للظاهر من قول الله تعالى: ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾ [النجم: 39]، ولأنَّ ما تمحَّض من عبادات الأبدان لا تصحُّ فيها النيابة، كالصلاة، وخالف الحج؛ لأنَّه لمَّا تعلق وجوبه بالمال لم يتمحَّض على الأبدان، فصحَّت فيه النيابة كالزكاة] اهـ
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إهداء ثواب الصيام للأحياء ثواب الصيام الله تعالى أو غیر

إقرأ أيضاً:

اتكاءة عجلي علي إبداعاتهم !

وهم كثر أولئك ، يملأون السهل والجبل ويزحمون الآفاق والفضاءات الظمئة بالري بطيب الكلم المموسق بالإيقاعات التي يصنعها الجرس و أولئك هم الشعراء والشاعرات أو يأتي إبداعهم خلوا من الموسيقي يعبق بالخيرية،موسيقاه كامنة مستترة تعاف المباشرة شاءت أن تمتزج في خلايا الحكمة والجمال المعني لا المبني تشق طريقها عجباً إلي الوجدان دون استئذان فهي تلامس الروح والفؤاد وذاك الضرب من الابداع يسمونه النثر الفني الذي تجده في سائر ضروب المنثور من القول، تجده في كتاب الله وفي أقوال الرسول فتخشع له القلوب فتذرف الدمع الهتون محبة ومهابة معاً أو يجري حكماً علي ألسنة الخيرين في كل ملة وثقافة من صناع الروايات والقصص والحكم ينبثق هكذا من دواخلهم كما الماء العذب من نبع الفطرة النقية التي فطر الله الناس عليها لم تطمر ركامات الغرائز النافرة والثقافات والحضارات بهاءها بل ظلت كمعدن الذهب حبيسة الأغوار البعيدة مكنونة هناك تجلوها الحاجة وتخرجها لحظات الصدق فتشع ضياء يوقظ البشرية ولو للحظات من نوم عميق يغشي الحضارات كعضالات الأسقام المميتة فيثوب الإنسان لرشد قد يبقي لبعض الوقت أو ينطفي وهجه كما البرق الخاطف. وعليه فالكلم بأي الوجهين سيان يطرب بالجرس او يقدح زناده التأمل بغيره ،فقط بمضامينه من حمولات الخير والجمال. وللمفارقة فقد عبر عنها الشاعر الغنائي محمد بشير عتيق شعرا لا نثرا يحكي عن هذا الانسياب الفطري في الدواخل وموضع الاستشهاد في قوله ( انوار آخذ بدون سلوك):

‎كوكب منزه في علوك

‎سحرك قريب شخصك بعيد

‎او كان قريب انواره آخذه بدون سلوك

‎يبرق ثناك في غيهب الليل الحلوك

والأمثلة من كلا الإبداعين كثيرة لا تكاد تحصي وحسبنا منها الإشارة العابرة التي تغني عن الاسترسال:
قال عنترة بن شداد في الذهبية يذكر رحيل المحبوبة من الحي وآية ذلك الرحيل أن الابل شرعت تسف ما تبقي من نبات الخمخم حيث كانت مضارب قومها:
ما راعني إلا حمولة أهلها وسط الديار تسف حب الخمخم
فيها اثنتان وأربعون حلوبة سودا كخافية الغراب الأسحم قال الدكتور محمود ذهني أستاذ الادب العربي إن ذكره سواد الأربعين حلوبة ،وهو سواد حالك كسواد الغراب ،إن ذلك دال علي الاحباط الذي اعتراه جراء الارتحال وفراق الحبيبة. والغراب المسكين ألصقوا به من قديم جناية النوي والفراق!
ومثله في المموسق حيث يطرب الجرس وصف أبي تمام ليوم عمورية يزري بالسحرة والمشعوذين:
السيف أصدق أنباء من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب
بيض الصفائح لا سود الصحائف
في متونهن جلاء الشك والريب
وكان السحرة والخراصون قد أشاروا علي الخليفة المعتصم أن يرجئ الانتصار للحرة التي أهينت في مستعمرات الفرنجة بصيحتها التي حفظها التاريخ مستنجدة ( وا معتصماه!) فهب الغيور سليل العترة المطهرة لنصرتها فأشار إليه أولئك أن انتظر فعلم التنجيم يشير إلي الانتظار حتي بنضج التين ويطيب العنب ( تخرصا وأحاديثنا ملفقة ) كما قال أبو تمام كما ننتظر نحن في هذا الزمان البئيس ، النصفة من مجلس الأمن الدولي وهذه الهياكل التي ابتناها أولو السطوة والطغيان، لكنه اقتحم عمورية بالسيف وانتصر قبل نضج التين والعنب. ولئن سألك أحفادك وأنت غارق بنظارتك السميكة العدسات ذات الدوائر العديدة ،تجهد النظر الذي ضعف تبحث في بطون الكتب ???? جداه! أحقاً ما تقول لنا أحقاً أيها الشيخ ؟ أكانت الأمة بهذه المنعة؟ قل لهم يملؤك الفخر ( أي ورب الكعبة قد كان!) وجميل قول الفرزدق يمدح جرسا ومعني وهو شاعر بنو أمية وفي حضرة ابن الخليفة أو أخوه ، حفيد رسول الله الزاهد الورع علي بن الحسين زين العابدين كما وصفه معاصروه الذي كلما اقترب من الحجر الأسود أفسح الناس له حتي يقبله ولا يجد هشام بن عبدالملك ذلك الشرف. ولما سأله أتباعه :من هذا قال وهو يعرفه : لا أعرفه. فتنزلت علي الفرزدق صحوة الحق فقال أنا أعرفه:
وما قولك من هذا بضائره العرب تعرف من أنكرت والعجم.
يكاد يمسكه عرفان راحته ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم.
يا للروعه وجمال الجرس والمعني : أي من شدة معرفة الحجر الأسود للسبط زين العابدين يكاد الحجر أن يذهب هو إليه ليمسكه!
والصيت الحسن حظ يصادف الأشياء كما يصادف البشر وكذلك تنتشر المذاهب والنظريات والرؤي ويخبؤ بريق بعضها للظروف والحادثات. قالوا ساد مذهب الأوزاعي زماناً في بلاد الأندلس ثم استلم الراية مذهب مالك ولم يزل حتي اليوم في المغرب الكبير وإفريقيا الغربية وشرقاً حتي السودان.
واشتهرت من قصيدة المتنبي التي مطلعاها
لهوي النفوس سريرة لا تعلم عرضاً نظرت وخلت أني أسلم، أبيات عديدة منها :
والظلم من شيم النفوس وان تجد ذا عفة فلعلة لا يظلم وأبيات أخري فيها من البذاءة ما يجل عن الوصف في ابن كيلغ وعرسه.
وعجبت من سؤ حظ البيت الذي يقول:

يُؤذي القَليلُ مِنَ اللِئامِ بِطَبعِهِ
مَن لا يَقِلُّ كَما يَقِلُّ وَيَلؤُمُ
وهو جدير بالصيت في زمانه وفي هذا الزمان وربما في سائر الأزمنة وبل وأجدر من بيته في وصف غلبة طباع الظلم عند الناس وأنهم لا يفعلون الخير إلا مطية تتخفي فيها مصالحهم فقد خبرت الأمم وخبرنا أفاضل جبلوا علي فعل الخير والإنصاف.
وفي المنثور من جمال كثير لسمو المعاني وجمال التعبير عنها.
قالوا سأل اعرابي النبي عليه الصلاة والسلام سؤال هو جماع المطلوبات المفضية إلي الجنة ، ولعله كان من أهل البادية أو كان سبيل كسبه من العيش لا يتيح له غشيان المجالس للتعلم: يا رسول الله أوصني وأوجز! قال النبي : اتقي الله ثم استقم!
وسأله آخر : متي الساعة فقال له ماذا أعددت لها؟!
وروي العقاد في عبقرية الصديق أنه عندما مات أبوبكر نعاه الناع لأبيه ابو قحافة فقال : أمر جلل.. أمر جلل ! قال ومن خلفه ( أي علي الحكم) ؟ قالوا عمر. قال: صاحبه! لم يزد علي ذلك!
قال العقاد معلقاً ، أي صاحب الأمر أو صاحب الصديق في ايجاز بديع كايجاز ابنه ويزيد عليه ابنه في كل فضيلة. وكان أبوبكر ينصح عماله بأن لا يطيلوا الخطب لأن( كثرة الكلام ينسي بعضه بعضاً) . حقاً فخير الكلام ما قل ودل وكان ذلك عنواناً لعمود مقرؤ للأستاذ الصادق عبدالله عبدالماجد رحمه الله.
وأختم في جمال المنثور حكاية خالد بن يزيد البخيل الذي جمع أموالاً طائلة والذي أورد حكايته الجاحظ في "كتاب البخلاء" يوصي ابنه وهو علي فراش الموت بالبخل الشديد وحفظ المال بالتقتير علي نفسه وعلي الناس ويقوي مقالته بأنه جمعه عن خبرة عظيمة تعلمها في الحل والترحال بمخالطة السلاطين والنساك وارتياد السجون ومجالس الذكر وركوب البحر قائلا:
لقد بلغت في الارض منقطع التراب وفي البحر أقصي مبلغ السفن فلا عليك ألا تري ذا القرنين!

abuasim.khidir@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • وفاة الكاتب الرياضي محمد الشنيفي
  • لا تنسوه .. لا تنسوه
  • الأوقاف تنشر نص موضوع خطبة الجمعة غدا بعنوان ونَغْرِسُ فَيَأْكُلُ مَنْ بَعْدَنا
  • دعاء صباح يوم جديد
  • ما حكم وضع اليد على الآية عند قراءة القرآن من المصحف؟.. الإفتاء تجيب
  • علي جمعة: التفكر في ذات الله تعالى منهي عنه
  • عَميدُ الشُهَداء
  • الأول من شهر ذي القعدة 2025 غدا.. هل فاتك ثواب الستة البيض؟
  • اتكاءة عجلي علي إبداعاتهم !
  • آداب الحج والعمرة.. الإفتاء تحدد 9 نصائح للحفاظ على ثواب الفريضة