بغداد اليوم - متابعة

في انقلاب مفاجئ للمشهد الإعلامي السوري، وجدت وسائل الإعلام الرسمية نفسها عاجزة عن مواكبة التطورات المتسارعة التي أعقبت تغيير السلطة في دمشق. 

بعد عقود من القمع والتضييق على الحريات، وخاصة حرية الإعلام والتعبير، والتي فرضها نظام البعث وعائلة الأسد، وجدت هذه الوسائل نفسها أمام تحدٍ جديد: كيف تغطي حدثًا أطاح بالنظام الذي خدمت مصالحه طويلًا؟

في البداية، بدا وكأن الإعلام الرسمي قد توقف عن العمل، وصمتت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن النشر، وتوقف التلفزيون الرسمي عن بث الأخبار الحية، مكتفياً ببث مواد أرشيفية قديمة، لكن سرعان ما تغير الحال، فبعد ساعات من الارتباك، ظهرت على شاشة التلفزيون شعارات الثورة، وأعلن مذيع عن سقوط النظام وإطلاق سراح المعتقلين.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد سارعت وسائل الإعلام الرسمية إلى تغيير هويتها بصورة كاملة، فبدلت وكالة سانا شعارها القديم بشعار جديد يحمل ألوان الثورة، واستأنفت نشر الأخبار لكن هذه المرة بنبرة جديدة تعكس التغيير الذي طرأ على البلاد، كما قام العديد من الإعلاميين الذين عملوا في النظام السابق بحذف كل ما من شأنه أن يربطهم به، وحاولوا الظهور بمظهر جديد.

هذا التحول السريع في الإعلام السوري يعكس عمق التغيير الذي حدث في البلاد، ويدل على رغبة القوى الجديدة في طي صفحة الماضي وبدء صفحة جديدة. إلا أن العديد من المراقبين يتساءلون عن مدى صدقية هذا التغيير، وهل سيتمكن الإعلام السوري من استعادة مصداقيته بعد سنوات من الكذب والتضليل.

وتحتل سوريا بحسب منظمة مراسلون بلا حدود المرتبة ما قبل الأخيرة في تصنيفها لحرية الصحافة لعام 2024.

ونشرت وزارة الإعلام في 13 ديسمبر (كانون الأول) بياناً أثار قلق صحافيين كانوا يعملون تحت مظلة النظام، أكدت فيه عزمها على محاسبة جميع الإعلاميين الحربيين الذين كانوا جزءاً من آلة الحرب والدعاية لنظام الأسد الساقط، وساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر في الترويج لجرائمه.

وعاودت منصات ومواقع محلية النشر عبر منصاتها المختلفة تدريجياً، وبعضها لا يزال يتحضر ويستعد للانطلاقة مرة أخرى مثل قناة سما الخاصة التي كانت ممولة من رجل الأعمال السوري والنائب في البرلمان محمّد حمشو.

المصدر: وكالات

المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

فنانون يتطلعون للنهوض بالدراما السورية بعد سقوط الأسد

أعرب ممثلون سوريون عن رغبتهم في التعاون فيما بينهم للنهوض بقطاع الدراما في المرحلة الجديدة التي تعيشها البلاد بعد إسقاط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

أبطال مسلسل "بنات الباشا" الذي يخرجه عمار تميم، ومن المنتظر أن يبث في رمضان القادم، تحدثوا عن توقعاتهم لسوريا الجديدة، فقالت رندة الحلبي إن "كل ما يحدث مع انهيار النظام سيصبّ في مصلحة الدراما".

وأوضحت أن الدراما "ستبقى دائما مبنية على الحريات. ومع ترسخ الحريات، سنرى أن القيود في الدراما ستختفي أيضا".

وشددت على أن الفنانين "حرموا من أشياء كثيرة" في عهد النظام المخلوع ولم يتمكنوا من طرح كثير من القضايا المهمة بسبب الرقابة، مشيرة إلى أنها تأمل أن يبدأ عصر جديد تماما في الفن والموسيقى والدراما في المرحلة الجديدة.

وذكرت أن انهيار نظام البعث "مرحلة جديدة لن تجلب إلا الخير للبلاد والشعب السوري العظيم".

من جانبها، أعربت الممثلة سوزان سكاف عن فرحتها باستعادة سوريا حريتها من النظام الذي أنهكهم سنوات طويلة، حسب قولها.

وقالت "نشكر الله كثيرا على منح هذا الخلاص لشعبنا".

أما الممثل وائل رمضان، فقال بدوره إنهم بحاجة إلى "إحياء الدراما في سوريا معا، وإن رأس المال والأمن والبيئة السلمية ضرورية لذلك".

إعلان

رمضان أكد أنهم يرحبون بكل المنتجين الذين يريدون الاستثمار في سوريا الجديدة، "إن شاء الله تكون سوريا أجمل من قبل في كل النواحي".

وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، سيطرت قوات "ردع العدوان" التابعة لغرفة العمليات العسكرية على العاصمة دمشق بعد تحريرها حلب وحماة وحمص، منهية 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

وفي اليوم التالي، أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تكليف محمد البشير بتشكيل حكومة جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية.

مقالات مشابهة

  • من خلف القضبان إلى الحرية.. شهادات مؤلمة لأسيرات فلسطينيات عن أساليب القمع والتنكيل في سجون الاحتلال
  • خلال مئة عام.. تعرف على رحلة الدساتير في سوريا بعد سقوط النظام
  • فنانون يتطلعون للنهوض بالدراما السورية بعد سقوط الأسد
  • من وراء القضبان إلى الحرية.. شهادات أسيرات فلسطينيات عن القمع والتعذيب في السجون الإسرائيلية
  • من وراء القضبان إلى الحرية.. شهادات أسيرات فلسطينيات عن القمع والتعذيب في سجون الاحتلال
  • مهنتان محرمتان على السوريين انتعشتا بعد سقوط النظام
  • كابوس يناير الذي لا ينتهي
  • رحيل رجال أعمال النظام السوري.. هل ينهار الاقتصاد أم يبدأ التعافي؟
  • سوريون يتراجعون عن طلبات اللجوء في قبرص ويعودون بالمئات إلى بلادهم
  • تحديات النموذج السوري في التغيير