روسيا تستنسخ مسيرات إيران في مشروع سري
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
مع تزايد أهمية سلاح الطائرات المسيرة في حرب أوكرانيا، لجأت روسيا إلى تطويع كل إمكانياتها وقدراتها الفنية والتكنولوجية، لتحقيق إمدادات كافية تعوض النقص الحاد في ترسانتها الجوية، من خلال بناء خط إنتاج كامل للطائرات المسيرة في تتارستان، بالتعاون مع إيران، وبشكل سري.
وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها، عن مشروع سري يقوده خبراء أمنيون متقاعدون مقاماً على أراضي مقاطعة تتارستان الروسية، وتحديداً في منطقة ألابوجا الاقتصادية، لإنتاج أكثر من 6000 طائرة مسيرة بحلول صيف 2025، بالتعاون مع إيران.
ومنذ اندلاع الحرب في فبراير (شباط) الماضي، تزايد التعاون العسكري بين روسيا وإيران بشكل غير مسبوق، وأصبحت طائرة شاهد الإيرانية المسيرة، سلاحاً لا غنى عنه بالنسبة للجيش الروسي، واستخدمت مئات المرات لضرب منشآت أوكرانية، مدنية وعسكرية على حد سواء.
تقدم ثابتومن شأن نجاح المشروع الروسي السري، أن يساعد الجيش الروسي في تأمين إمداداته من الذخائر الدقيقة، وإحباط هجوم أوكرانيا المضاد، الهادف لاستعادة أراض سيطرت عليها روسيا في شرق وجنوب البلاد.
وتشير الوثائق، حسب الصحيفة، إلى إحراز موسكو تقدماً ثابتاً نحو هدفها المتمثل في تصنيع نسختها الخاصة من طائرة شاهد الإيرانية القادرة على التحليق مسافة ألف ميل.
والهدف الأساسي من المشروع السري، تحسين تقنيات التصنيع الإيرانية القديمة في مجال الطائرات المسيرة، باستخدام الخبرة الصناعية الروسية لتحقيق جودة أفضل، وجعل المسيرات قادرة على شن هجمات حربية دقيقة.
وإلى الآن، استطاعت روسيا إتمام بناء أجسام الطائرات المسيرة فقط، ويرجح الخبراء، أن لا يتم تصنيع أكثر من 300 طائرة مسيرة خلال المدة المحددة، أي أقل بكثير من المستوى المقرر عند 6000 طائرة.
تشمل الوثائق التي حصلت عليها الصحيفة، والتي يعود تاريخ بعضها إلى شتاء 2022 وربيع 2023، مخططات لأرضية المصنع المخصص للطائرات المسيرة، وخططاً فنية، وسجلات موظفين، ومذكرات مقدمة لنظراء إيرانيين، وعروضاً مقدمة لممثلي وزارة الدفاع الروسية حول حالة المشروع السري.
وتحرص روسيا على بقاء المشروع سرياً، ويستخدم الموظفون العاملون في المشروع وبعضهم صودرت جوازات سفرهم لمنعهم من مغادرة البلاد أسماء رمزية للإشارة إلى المشروع، وعلى سبيل المثال، يشار للطائرات المسيرة بعبارة "قوارب"، أما متفجراتها فتسمى "مصدات"، بينما إيران يشار إليها باسمي أيرلندا وبيلاروسيا.
"أكبر من 14 ملعب كرة قدم"وفي نوفمبر (تشرين الثاني) وضعت اللمسات الأخيرة على اتفاق بين إيران وروسيا، يتيح للأخيرة استنساخ تكنولوجيا إيران في الطائرات المسيرة، ونقل التصاميم، وتدريب موظفي الإنتاج، وتوفير المكونات الإلكترونية التي يصعب الحصول عليها بشكل متزايد.
وتقدر تكلفة بعض جوانب المشروع بـ151 مليار روبل، أي أكثر من 2 مليار دولار بسعر الصرف في ذلك الوقت. وبموجب الاتفاق بين الطرفين، كان من المقرر أن يذهب أكثر من نصف هذا المبلغ إلى إيران، التي أصرت على استلام أموالها بالدولار أو الذهب بسبب تقلب الروبل.
ووفق وثائق التخطيط، فإن المنشأة المخصصة لبناء الطائرات المسيرة، أكبر من 14 ملعباً لكرة القدم ويتم العمل فيها على 3 مراحل، أولها إعادة بناء الطائرات المسيرة المفككة القادمة من إيران، وثانيها إنتاج بعض أجزاء الطائرات على أرض المشروع، مع تزويدها بالإلكترونيات الإيرانية، وصولاً للمرحلة الثالثة أوائل العام المقبل، حينها ستبدأ المنشأة في بناء طائرات مسيرة مقاومة للماء وبتكنولوجيا متطورة باستخدام مواد روسية صرفة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني تتارستان روسيا وإيران الطائرات المسيرة روسيا الطائرات المسیرة أکثر من
إقرأ أيضاً:
طائرة مدنية تتجاوز سرعة الصوت في تجربة تاريخية
الجديد برس|
أفادت مجلة “Boom Supersonic” الأمريكية بنجاح طائرة XB-1 المدنية في تجاوز سرعة الصوت خلال رحلة تجريبية أُجريت يوم 28 يناير الجاري.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تحقق فيها طائرة مدنية هذا الإنجاز في الأجواء القارية للولايات المتحدة، مما يمثل خطوة مهمة نحو عودة السرعات فوق الصوتية إلى عالم الطيران المدني.
وأكد جريج كرولاند، كبير المهندسين السابق في شركة “بوم سوبرسونيك”، خلال البث المباشر للرحلة: “تمتلك هذه الطائرة تقنيات متطورة ستسهم في تطوير طائرات ركاب أسرع من الصوت للسوق العالمية”.
تم تنفيذ الرحلة التجريبية في مركز “موهافي” للطيران والفضاء في كاليفورنيا، حيث وصلت الطائرة إلى سرعة 1.11 ماخ في المحاولة الأولى، تلاها نجاح ثلاث محاولات أخرى. وتُعتبر هذه الرحلة الاختبار الثاني عشر الناجح للنموذج الأولي لطائرة XB-1.
يُذكر أن الطائرات العسكرية، مثل المقاتلات والقاذفات، هي الوحيدة القادرة حاليًا على تجاوز سرعة الصوت، بينما توقفت طائرة “كونكورد” المدنية الشهيرة عن العمل في عام 2003 بسبب التكاليف المرتفعة والحوادث، بما في ذلك تحطم إحداها عام 2000، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب البالغ عددهم 109 أشخاص.
يُبشر نجاح طائرة XB-1 بإمكانية عودة الرحلات التجارية الأسرع من الصوت. وتعمل شركة “بوم سوبرسونيك” على تطوير طائرة “Overture”، وهي طائرة ركاب مستقبلية ستصل سرعتها إلى 1.7 ماخ وتستوعب حتى 80 راكبًا. وتخطط الشركة لبدء إنتاج الطائرات هذا العام، مع توقع بدء نقل الركاب بحلول عام 2029. وقد قدمت كل من شركتي “United” و”American” طلبات شراء مبدئية لتلك الطائرة.
إلى جانب ذلك، تعمل جهات أخرى، مثل شركة “Dawn Aerospace” متعددة الجنسيات ووكالة “ناسا” الأمريكية، على تطوير طائرات تفوق سرعة الصوت. وتركز “ناسا” على تقليل الضوضاء الناتجة عن الطائرات عبر مشروع طائرتها X-59، التي تهدف إلى إنتاج صوت هادئ بدلًا من الانفجار الصوتي المزعج.