- يعقوب الشهيمي: أنشطة البرنامج الصيفي لهذا العام اختلفت وشملت عدة مجالات

- سعيد الكثيري: تسخير المقدرات خدمة للطالب والمعلم وتفعيل دور المؤسسة التربوية

- ناصر السيابي: تفاعل واضح من الطلبة مع المناشط المتنوعة والبرنامج حقق أهدافه

اختُتمت مؤخرا فعاليات البرنامج الصيفي لطلبة المدارس بتعليمية ظفار "صيفي رؤية وبناء" الذي استمر لمدة أسبوعين ضمن فعاليات موسم خريف ظفار 2023م، حيث جاءت الأنشطة المنفذة لهذا العام مختلفة عن الأعوام السابقة والتي تهدف إلى تعزيز روح التعاون الجماعي وتنمية القدرات والمواهب خلال فترة الإجازة الصيفية.

وقال الشيخ يعقوب بن سيف الشهيمي، مدير عام المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار إن البرامج الصيفية لطلبة المدارس والتي تنفذها وزارة التربية والتعليم في جميع المحافظات التعليمية اشتمل على الأنشطة التربوية الهادفة والمتنوعة بهدف استثمار وقت الطلبة وتلبية احتياجاتهم ورغباتهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة تحت إشراف مدربين مؤهلين تربويًّا، متضمنة عدة مجالات كالمواطنة وحب الوطن والمجال العلمي والذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى المجالات الثقافية والاجتماعية والرياضية والزيارات العلمية والترفيهية.

توصيف الأنشطة

وأشار سعيد بن مسعود الكثيري، المدير المساعد بدائرة التوجيه المهني والإرشاد الطلابي للأنشطة الطلابية، رئيس اللجنة المحلية المشرفة إلى أن تنفيذ البرنامج الصيفي لطلبة تعليمية ظفار يأتي حرصا من وزارة التربية والتعليم على رعاية الطلبة واحتواء مواهبهم وتطلعاتهم المستقبلية، لذا حرصنا على تنفيذ البرنامج الصيفي وفق دليل توصيف الأنشطة التربوية الوزاري والذي يهدف إلى جمع عدد من الموهوبين والمجيدين والمهتمين والراغبين من الطلبة وأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية خلال الإجازة الصيفية لتقديم عدد من البرامج والورش والمحاضرات في مجالات مختلفة كـ (العلوم والابتكار- تقنية المعلومات- الترفيه والرياضة- الفنون والموسيقى- التراث والسياحة).

وحول شعار منتدى هذا العام والجديد الذي قدمه المنتدى الصيفي قال الكثيري: إن شعار هذا العام هو (صيفي.. رؤية وبناء) حيث إن المراكز الصيفية مهيئة لتقديم برامج وأنشطة نوعية مبتكرة ومتنوعة تواكب تطلعات الجيل الحالي ومتطلبات المرحلة والتوجهات الراهنة التي تساعد على تنمية المهارات والقدرات وزيادة المعارف والخبرات في المجالات المختلفة (التطوعي والاجتماعي- الفني- الأدبي والإعلامي- العلمي- الرياضي- القيمي- الإبداعي- الريادي- الكشفي)، كما نحرص على التغيير وعدم تكرار فعاليات الأعوام السابقة.

وعن الفعاليات والمناشط التربوية التي تم تنفيذها وأهم تلك المناشط والفعاليات يضيف أن المناشط والفعاليات متنوعة بين المراكز وذلك وفقا لنوع الفئة المشاركة ونوع الموهبة التي يمتلكونها، ونحن نركز على تعزيز المواطنة في نفوس الطلبة في جميع المجالات سواء كانت تقنية أو ترفيهية أو فنية أو ريادية، لذا فإن المجال القيمي تم غرسه في جميع المجالات، لأنه الأساس لرفع المجتمع ومن هنا حرصنا على أن تكون المواطنة لدى الطلبة في أعلى مستوياتها لتحقيق الرقابة الذاتية من خلال حب الوطن وبالتالي يكون العطاء بلا مقابل.

وأوضح الكثيري أن المنتديات الصيفية تعد فرصة لصقل السمات الشخصية لدى الطلبة وغرس القيم الأخلاقية والاجتماعية وإيجاد فرص أكبر لاكتشاف مواهبهم وتوجيهها نحو الأمن الفكري السليم في استثمار أوقات فراغهم بما يعود بالنفع على المشاركين وتوحيد الجهود بين جميع المؤسسات المختلفة وتسخير المقدرات خدمة للطالب والمعلم وتفعيل دور المؤسسة التربوية كمركز إشعاع للمجتمع، وهنا كلمة نوجهها لأولياء الأمور لتشجيع ودعم أبنائهم للمشاركة في المراكز الصيفية سواء كانت وطنية أو دولية أو حتى افتراضية في مجالات اهتماماتهم حتى وإن كانت ترفيهية فهي لا تخلو من الموهبة بالتأكيد.

اكتشاف المواهب

وأكد ناصر بن محمد السيابي، رئيس قسم المسابقات والجوائز بقسم الأنشطة التربوية بوزارة التربية والتعليم على أهمية المراكز والمنتديات الصيفية، مشيرا إلى أنها فرصة لاستثمار أوقات الطلبة وصقل مهاراتهم وتنمية معارفهم وبناء قدراتهم، حيث إن هناك جهودا كبيرة بُذلت في سبيل أن تحقق هذه المراكز الأهداف الموضوعة لها ونجد ذلك في الحراك الذي صاحبها من خلال تنوع المناشط والفعاليات والورش والمحاضرات المقدمة للطلبة والأثر الذي بدا واضحا على تفاعل الطلبة مع البرامج المتنوعة المقدمة من المراكز الصيفية بالمحافظة.

وعن أهداف وأهمية هذه البرامج الصيفية يضيف السيابي أن أهم أهداف البرامج الصيفية توفير مساحة كافية وبيئة مناسبة للطلبة من أجل اكتشاف هواياتهم وتنمية مهاراتهم في شتى المجالات ضمن إمكانيات مادية معنوية غير عادية تتيح لهم تعزيز الجوانب المعرفية والمهارية والنفسية لديهم.

من جانب آخر أشار الأستاذ علي بن محاد فاضل، رئيس قسم الأنشطة التربوية وعضو اللجنة المحلية المشرفة على البرنامج الصيفي إلى أن المراكز الصيفية بالمحافظة حرصت على التنوع في المجالات مثل الأعمال التطوعية والاجتماعية ومجال الفنون التشكيلية والمهارات الموسيقية وكتابة القصص والفنون الأدبية وريادة الأعمال وكذلك المجال العلمي والابتكار والذكاء الاصطناعي والمهارات الكشفية وذلك عن طريق المحاضرات والورش التدريبية سواء بالجانب النظري أو العملي بالإضافة إلى الزيارات الخارجية المنوعة.

وأضاف: استُهدف طلبة الصفوف من الخامس إلى الثاني عشر، حيث بلغ عدد الطلبة المستهدفين وفق الموازنة المعتمدة 200 طالب موزعين على 3 مراكز، وحرصنا على الالتقاء برؤساء المراكز الصيفية الثلاثة بتعليمية ظفار وهي مركز مدرسة ظفار ومركز مدرسة منبع الحكمة ومركز مدرسة النهضة للمتابعة والحديث عما تم إنجازه من فعاليات ومناشط تربوية وماذا قدم البرنامج الصيفي للطلبة خلال فترة إقامته.

وعن المناشط التربوية والحلقات التدريبية المنفذة بمركز ظفار الصيفي يضيف قائلا: هناك العديد من المناشط التربوية والحلقات التدريبية المنفذة منها كيفية تصميم المواقع الإلكترونية وحلقة عن أساسيات البرمجة باستخدام لغة البايثوم وبرنامج عن قيم المواطنة وعلاقتها بتكوين قادة المستقبل، وكانت هناك حلقات عمل عن مراسم رفع وتحية العلم والهلوجرام والبحث التربوي وطرق وأساليب النشر، وأيضا كان هناك العديد من الزيارات العلمية مثل زيارة مركز الابتكار والروبوت العلمي ومتحف البليد، وتم تخصيص يوم رياضي بمجمع السعادة الرياضي كان بعنوان (رياضتي صحتي) بالإضافة إلى العديد من الأنشطة الرياضية مثل كرة القدم وكرة الطائرة وتنس الطاولة ومسابقات مختلفة مثل شد الحبل.

كما صاحبت الفعاليات إقامة معرض الفنون التشكيلية (عمان.. حضارة.. رؤية.. بناء) الذي يهدف إلى توثيق منجزات الوطن وربطها بالمجال التربوي من خلال الفنون التشكيلية وذلك لتعزيز وترسيخ قيم المواطنة والسياحة في سلطنة عمان في نفوس الطلبة وإبراز مواهبهم وصقلها، وتنقسم فكرة المعرض إلى قسمين عنوان معرض القسم الأول (عمان.. حضارة) تكمن في تجسيد خريطة سلطنة عمان بمحافظاتها المختلفة وإبراز المعالم الحضارية والسياحية في كل محافظة بتحويلها إلى رسمة مرتبطة بأهم جوانبها التي تشتهر فيها المحافظة والتعبير عنها بالألوان والفرشاة وإخراجها بهوية عمانية متكاملة.

وجاءت فكرة معرض القسم الثاني (رؤية.. بناء) من رؤية 2040م وهذا بدوره يعزز الجانب الابتكاري لدى الطلبة من خلال الرؤية المستقبلية لسلطنة عمان وإدخال الذكاء الاصطناعي وتطبيقات الهاتف الذكي والألوان المضيئة على المعالم الوطنية والسياحية للسلطنة بالصورة المرسومة للدلالة على الاعتزاز بمنبرها الوطني وواجهتها التي تمثل رمزا من رموز الوطن بهدف ربط تعزيز قيم المواطنة لدى الطلبة وبث روح الفخر بما تم تحقيقه من منجزات في السلطنة مع إظهار جوانب تطويرها برؤية مستقبلية.

ويهدف المعرض إلى إبراز مواهب الطلبة من خلال عرض مجموعة من الأعمال المنفذة لإتاحة الفرصة لهم في عرض أعمالهم الفنية أمام رواد المعرض وغرس الثقة بأنفسهم وتمكينهم من مهارة العرض أمام المجتمع المحلي.

برامج متنوعة واستفادة

فيما عبّر عدد من الطلبة المشاركين في البرنامج الصيفي عن استفادتهم الكبيرة من البرامج المتنوعة التي صقلت مهاراتهم، حيث قال الطالب عامر بخيت العامري: إن هناك فعاليات كثيرة تضمنها البرنامج، وما أعجبت به ما يتعلق بكتابة القصة من حيث البحث عن فكرة القصة، وتحديد الراوي، وبناء الشخصيات، وتحديد الزمان والمكان في القصة، وتطوير الحبكة وإيجاد الصراع، وكتابة خاتمة قوية إضافة إلى الأنشطة الأخرى المصاحبة والفعاليات والزيارات الميدانية.

أما الطالبة الزهراء بنت محمد باعمر من مركز منبع الحكمة فتقول: هناك استفادة دون شك من حضورنا للمحاضرات اليومية وحلقات العمل المقدمة والزيارات الترفيهية التي كانت مميزة وممتعة، وكل ذلك يصقل مهارة الطالب ويعزز ما لديه من قدرات، وشخصيا استفدت من المحاضرات وحلقات العمل المقدمة في الجانب الإعلامي، إضافة إلى البيئة الجميلة في المركز الصيفي وما صاحبها من تعاون وروح الفريق الواحد بين جميع الطالبات من خلال الأنشطة والفعاليات المقدمة طيلة فترة البرنامج.

وتضيف الطالبة روان بنت محمود البراكة أن البرنامج الصيفي هو متنفس لكثير من الطلبة وفرصة لاستغلال وقت الفراغ خلال فترة الإجازة، وحقيقة ما قُدِّم من برامج وفعاليات مختلفة يسهم بشكل كبير في الخروج بمردود إيجابي للطالب المشارك، وبحكم ميولي الإعلامية ومن خلال مشاركاتي السابقة استفدت من المحاضرات المقدمة وحلقات العمل في الجانب الإعلامي وأيضا الزيارات الميدانية كان لها الأثر الإيجابي في نفوسنا كمشاركين.

أما الطالب أحمد جعبوب من مركز ظفار فيقول: هذه مشاركتي الثانية على التوالي في البرنامج، حيث إن هذا العام جاء بشكل مختلف عن السنوات السابقة من حيث الأفكار والمحاضرات المقدمة وبرامج الزيارات وهذا ما ساهم في إتاحة الفرصة للطلبة للحصول على محاضرات متنوعة حسب الاهتمام والميول، مضيفا: من ضمن اهتماماتي هي لغة البايثون التي تعد من أكثر لغات البرمجة شيوعًا حيث تعرّفنا في هذا المركز على ماهية لغة البايثون من خلال حلقات عمل عن أساسيات البرمجة باستخدام هذه اللغة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: البرنامج الصیفی المراکز الصیفیة من الطلبة هذا العام من خلال

إقرأ أيضاً:

سوق شاطئ الحافة التراثي.. تجسيدٌ حيٌ للأصالة والمعاصرة (2- 2)

خالد بن سعد الشنفري

كان السوق يتألف من 3 سُبَل رئيسية: واحدة خصصت للأسماك ومشتقاتها، الثانية للخضار والفواكه، والثالثة للحوم، وفي ستينيات القرن الماضي- كما أتذكر- كان يتم ذبح بقرة واحدة يوميًا لتلبية احتياجات النَّاس، وكانت اللحوم تُقسَّم إلى أكوام صغيرة لتسهيل الشراء، خاصةً في ظل عدم وجود ثلاجات. وفي أيام الجمعة، كان يُذبح بقرتان أو أكثر.
تعود تسمية "ماركيت الحافة" إلى الجنود البريطانيين العاملين في القاعدة الجوية بصلالة، الذين كانوا ينطقون كلمة "Market" بالإنجليزية؛ ما أدى إلى انتشار هذا الاسم في خمسينيات وستينيات وبدايات السبعينيات من القرن الماضي، مع العديد من التسميات والجمل المترجمة حرفيًا من الإنجليزية إلى العربية... (أشرت إلى ذلك بتوسع في قصة الرعاة الصغار من كتابي البطران الذي صدر عام 2022).
كانت سبل السوق الثلاث مسقوفة بجزوم وسعف نخيل النارجيل، ترتكز على قوائم خشبية من بساتين النارجيل المحيطة بالسوق من الجنوب والشرق، والتي تمتلكها عوائل كريمة من أبناء الحافة، مثل عوائل التميمي، بن عبيد، ومقيبل. وكان يُطلق على الأطعمة التي تُباع بهذا السوق مصطلح قديم يُعرف بـ"الخصار"، وهي كلمة دارجة ظفارية تُشير إلى المواد الغذائية الثلاثة الرئيسية التي كانت تُباع فيه: الأسماك، اللحوم، والخضار. كان السوق بسيطًا ويفتح أبوابه من الصباح حتى صلاة الظهر؛ حيث كان الناس يشترون احتياجاتهم اليومية من الغذاء الطازج.
وفي عام 1986، وكجزء من مشاريع الخطة الخمسية الثالثة، قامت بلدية ظفار بإنشاء سوق صغير في جزء صغير من أرض سوق ماركيت الحافة القديم، لإقامة سوق حكومي جديد وسمي عند افتتاحه بسوق البلدية خصص لبيع اللبان والبخور الظفاري الشهير وذلك تزامنًا مع بدايات مواسم الخريف السياحية.
هذه الشهادات والمعلومات، هي نماذج ندرك من خلالها أن الحافة كانت ولا تزال مركزًا حيويًا للتجارة والثقافة على مر العصور؛ إذ تمثل الحافة رمزًا لتراث ظفار العريق وتاريخها الغني، كونها مركزًا تجاريًا مُهمًا وميناءً رئيسًا ومنطقة ذات أهمية استراتيجية تمتد عبر العصور. 
هنا، أودُ أن أوجه كلمة لبعض زملائي الكتّاب من أبناء المحافظة، خاصةً لمن يرون في الكتابة فرصة للشهرة أو لإشباع غرض شخصي دون التحقق من المصداقية. أقول لهم: اتقوا الله في أنفسكم وفي قرّائكم من جميع الأطياف والمستويات. فالكتابة في مثل هذه الموضوعات تتطلب منّا الدقة والبحث العميق، فهي ليست مجرد خواطر عابرة؛ بل مسؤولية عظيمة. لذا، نُشدد على ضرورة الالتزام بالمصداقية التاريخية والمسميات التاريخية، لضمان توثيق موروثنا الثقافي بأمانة ودقة واحترام.
الكتابة بدون تمحيص وبحث قد تؤدِّي إلى نشر معلومات مغلوطة، وتكون عواقبها وخيمة على المجتمع المتآلف الذي نسعى جميعًا لبنائه وتعزيزه، وعلى الجميع ألّا يدع الأهداف الشخصية والتطلعات الخاصة، تسيطر على ما يكتبونه؛ فالحقيقة والمصداقية هما الأساس.. اللهم إنّي قد بلّغت.. اللهم فاشهد!
عمومًا.. لن أتوسَّع أكثر من ذلك في حديثي عن السوق قديمًا ونكتفي بهذا القدر. 
والآن، قد يتساءل البعض عن التكهنات والتساؤلات التي أشرنا إليها في بداية مقالنا في الجزء الأول منه، خاصةً مع متابعة معظم أبناء محافظة ظفار لموضوع أكشاك اللبان والبخور في السوق الحكومي.
ويأتي هذا التساؤل تزامنًا مع الانتهاء من إنجاز مشروع سوق شاطئ الحافة التراثي الجديد، الذي أسس كبديل لسوق الحافة وبعد قرب أوان إزالتها بالفعل، فقد تم الإنذار بالإزالة قبل موسم خريف 2025، ومن ثم أعطيت مهلة أخرى إلى ما بعد انتهاء الموسم.
الإشكال هنا يتعلق بمبلغ الإيجار للأكشاك في السوق الجديد. الأكشاك الحالية التي أقامتها بلدية ظفار عام 1986 كانت بتكلفة متواضعة جدًا وتؤجر بمبلغ رمزي قدره 20 ريالًا شهريًا. في المقابل، وبما يدل على الكفاية التقديرية في الدراسة المالية المعدة مسبقا للسوق الجديد؛ إذ جُهِّزَ سوق شاطئ الحافة التراثي الجديد بـ60 دكانًا صغيرًا كبديل لمحلات اللبان والبخور، تتساوى تقريبًا في العدد والحجم والنمط، ولكن بفخامة وجودة أعلى ما يجعل تكلفة الإيجار أعلى بالتأكيد.
ونأمل أن يتوصل الجميع إلى توافق سريع ومرضٍ للطرفين. من ناحية، السوق الجديد وما استثمر فيه من مبالغ طائلة وعلى أعلى المواصفات والجودة يستحق رفع قيمته التأجيرية. ومن ناحية أخرى، فإنَّ مستأجري الأكشاك القديمة من العُمانيين قد استفادوا منها على مدى أكثر من 30 سنة سابقة وبعضهم لا يدير الأكشاك بنفسه؛ بل يؤجرها من الباطن بمبالغ أعلى بأضعاف مضاعفة من مبلغ الـ 20 ريالا شهريا.
لدينا كامل الثقة في أن المسؤولين ببلدية ظفار ومكتب سمو السيد المحافظ وشركة أساس الحكومية المستثمرة لسوق شاطئ الحافة سيجدون مخرجًا وحلًا يحقق التوفيق بين الطرفين دون ضرر أو ضرار، لما فيه الصالح العام. كما نؤمن أن الحلول المستقبلية ستساهم في تطوير وتحديث البنية التحتية للأسواق، مع الحفاظ على التراث العريق لظفار.
أخيرًا، ونحن بصدد أسواقنا التراثية، يجب الإشارة إلى فئة أخرى من إخوتنا بائعي التراث المادي من أسلحة عتيقة وتقليدية وسكاكين وجنابي وسيوف وعصي زينة الرجال ومواد تراثية أخرى لم يلتفت لهم. هؤلاء الباعة يستحقون التقدير والاحترام؛ لأنهم منذ ساعات الصباح الباكر يفترشون ظل بعض البيوت بالحافة حتى تتوسط عليهم شمس الظهيرة لينفروا مُغادرين لموقع آخر.
ويجب على السوق الجديد احتضان هؤلاء الباعة من خلال توفير أماكن مناسبة لهم لعرض بضائعهم الثمينة. موقعهم المثالي يجب أن يكون في أحد محاور السوق الجديد، ليتمكنوا من جذب الزوار والمشترين بمنتجاتهم الفريدة التي تمثل أصالة التراث والثقافة العُمانية.
ونناشد هنا الجهات المسؤولة- سواءً شركة أساس المُستثمرة في السوق أو بلدية ظفار- أن تتعامل برأفة، وتوفر أماكن بالتساوي لكل من يُتاجر بالموروث ويُباشره بنفسه ومع عائلته، وأن تكون لهم الأولوية بأسعار معقولة في السوق الجديد، ولو في السنوات الأولى، وقطع دابر التجارة المستترة في هذه الأنشطة اللصيقة بموروثنا وخصوصيتنا، لأن مثل هذه الإجراءات ستُثري السوق عمومًا وتُسهم في ترويج السياحة بشكل أفضل.
وختامًا.. نتطلعُ لمستقبل مُشرق يُحقق التوازن بين تطوير البنية الأساسية والحفاظ على التراث العريق؛ بما يخدم الجميع ويُعزِّز من جمال وروعة محافظة ظفار بما يتماشى مع مُستهدفات رؤية "عُمان 2040".
 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • تدريب طلبة جامعة التقنية بصور على مهارات الإنعاش القلبي
  • سويلم يوجه بتكثيف التعامل الفعال مع النقاط الساخنة بالموسم الصيفي المقبل
  • التحالف الإسلامي يعزز جاهزية الدول الأعضاء للتعامل مع حوادث المواد الخطرة
  • جامعة التقنية بالمصنعة تعزز مهارات الطلبة
  • إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»
  • «أجيال» يؤهل 4000 طالب وطالبة
  • "ملتقى البحوث التربوية" يفتح آفاقا جديدة لتحسين التعليم في عصر الرقمنة
  • زيارة ميدانية إلى محطة معالجة مياه الصرف الصحي لتنمية مهارات طلبة "تقنية صور"
  • سوق شاطئ الحافة التراثي.. تجسيدٌ حيٌ للأصالة والمعاصرة (2- 2)
  • دراسة ترصد تأثير المواقع الإلكترونية على طلبة الجامعات اليمنية