بوابة الوفد:
2025-03-05@18:30:04 GMT

فوضى "المحمول"

تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT

 

بلغت التكنولوجيا وثورة الاتصالات مبلغاً لم نكن نتخيل الوصول إليه من قبل، وصار المرء منا لا يتخيل أن يستغنى عن هاتفه الذي صار أشبه بعضو جديد نما لدى الإنسان في هذا العصر إذ صار "يده الثالثة" وإذا نسيه ذات مرة فإنه يشعر أن شيئاً عظيماً ما ينقصه وصارت تطبيقات الهاتف المحمول تمتزج بحياة المرء منا سواء فى عمله أو حياته الخاصة.

. إلخ.

ولا شك أن تلك التكنولوجيا لها من الفواىٔد ما لا يحصى بالنسبة للإنسان في شتى المجالات العملية والشخصية، إلا أنه ثمة جانب آخر بغيض يرتبط ببعض الممارسات الغريبة المنتشرة التى قد تؤدى بك إلى أن تلعن النت والنتيت والمحمول وكل أشباهه.

 فقد تضطرك ظروفك إلى استقلال إحدى المواصلات العامة، وتجلس بجوار شخص ما، لكن لا يلبث هذا الشخص أن يخرج هاتفه المحمول ثم يبدأ فى الاستماع لإحدى فقرات «التوك توك» أو اليوتيوب بصوت عال يجلب لك الصداع دون أدنى اهتمام، وحينما تحاول تنبيهه كى يخفض صوته قليلاً أو يستخدم "سماعة"، فإنه ينظر لك باستغراب شديد ويخفض صوته على مضض هذا إن فعل ذلك من الأساس، بل قد يتطور الأمر إلى مشاجرة حامية الوطيس!!

 

وقد يجلس آخر بجانبك كى يتحدث مع أحدهم على هاتفه ويمكث طيلة وقت المواصلة يتجاذب أطراف الحديث بصوت عال تعرف من خلاله تفاصيل حياته كاملة بل تاريخ ميلاده وتفاصيل علاقاته الشخصية، أو تلك السيدة التى تعاتب صديقتها بصوت جهورى وهى تتحدث فى هاتفها المحمول على الملأ دون اهتمام بأن يسمعها أحد أو ما شابه وهكذا قد تعرف تفاصيل حياة الشعب المصرى كله أثناء استقلالك المواصلات العامة فى ظاهرة تعبر عما وصلنا إليه من ضوضاء سمعية تفقد المرء صوابه بل وقد تدفعه للجنون!! 

  ويرتبط بما سبق سلوك آخر في السياق نفسه،  ويعد من أكثر مظاهر عدم احترام الخصوصية الآخر، يتمثل فى ذلك الفضول الغريب الذى أصبح سمة لا تنفصل عن شخصية الكثيرين بشأن ما تفعله أو تقرأه عندما يجبرك القدر على الجلوس بجوار أحدهم، إذ يمد أحدهم «بوزه» ليرى ما تشاهده على هاتفك المحمول، أياً كان ما تفعله، سواء عندما تقرأ كتاباً أو تشاهد صوراً خاصة بك أو حتى تلعب إحدى الألعاب لا يبالى بل قد تفاجأ بأحدهم يناقشك فيما تقرأ -حدث لى ذلك بالفعل إذ فوجئت بأحدهم يسألنى وهو متجهم الوجه وهو يشير إلى ما أقرأه قائلاً: «هل حضرتك موافق على الكلام المكتوب ده»، فسألته باندهاش «وانت مال حضرتك ده حاجة خاصة» وكاد ينقلب الأمر إلى ما لا يحمد عقباه!!- أو يحملق إلى صورتك الخاصة بشكل مستفز أو حتى يقترح عليك أن تلعب بشكل معين معتبراً نفسه مدربك في هذه اللعبة!!!

إنه نوع من سوء الأخلاق طال كل شىء الآن فلم يعد احترام الآخر ذا قيمة، ووصل الأمر إلى استباحة كل ما يخصه، فمن يعطى لنفسه الحق فى مشاهدة ما لا يخصه قد يتجاوزه لاستباحة ما هو أكثر..

هى سلوكيات قد يراها البعض بسيطة، لكنها تحمل فى العمق منها الكثير، فمن لا يحترم خصوصية الآخرين فى أبسط الأشياء بالتأكيد لن يحترمها فيما هو أكثر وقد يتطور الأمر لديه ليشمل التعدى على ما يتجاوز خصوصيته إلى ما يتعلق بماله أو عرضه أو ما هو أكثر من ذلك، فمعظم النار من مستصغر الشرر. فقط عليك أن تدرك أن لكل شخص مساحة عليك احترامها وألا تتجاوزها حتى لا يتجاوز الآخرون في حقك.

 

 

 

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

المفتي: هذا الأمر دليل قاطع على وجود إله عليم قدير للكون

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن التأمل في الكون والنظر في مخلوقات الله هو السبيل الأمثل لإدراك وجوده وصفاته العُليا، موضحًا أن الله تعالى ليس كمثله شيء، ووجوده يختلف عن وجود المخلوقات، فلا يجوز قياسه بمقاييس البشر. 

وأوضح مفتي الديار المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن العقل الإنساني، وإن كان محدودًا في قدرته على الإحاطة بحقيقة الذات الإلهية، إلا أنه قادر على الاستدلال على وجود الله من خلال إبداع خلقه، إذ إن هذا الكون بما فيه من دقة وإحكام هو دليل واضح على عظمة الخالق وقدرته المطلقة. 

بث مباشر .. شعائر صلاتي العشاء والتراويح من الحرمين الشريفينلو المراهق عمل في نفسه حاجة بيتحاسب زي الكبير العاقل؟ علي جمعة يجيبهل تجوز العادة الســرية خوفا من الوقوع في الزنا؟ علي جمعة يرد على سؤال أحد الشبابكيف تؤدى صلاة التراويح في المنزل؟.. الإفتاء توضح

وأشار الدكتور نظير عياد إلى أن تدبر الظواهر الكونية، مثل حركة الكواكب وتعاقب الليل والنهار، وكذلك تنوع المخلوقات ووظائفها، يثبت بالدليل القاطع وجود إله عليم قدير بيده تدبير الأمر كله، مؤكدًا أن كل شيء في الكون خُلق وفق نظام محكم لا يمكن أن يكون وليد الصدفة. 

وشدد على أن الإنسان المنصف إذا نظر بعمق وتأمل في أسرار هذا الكون، فإنه سيصل حتمًا إلى الإيمان بوجود الله وصفاته العظيمة، داعيًا الجميع إلى تدبر آيات الله في الكون بقلب سليم وعقل متفتح للوصول إلى اليقين الحق.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية ينفي هذا الأمر
  • مراهق يمني ينتحر بعد تحطيم والده لهاتفه المحمول
  • ظاهرة الباعة الجائلين في رمضان.. فوضى وازدحام مروري قبل الإفطار
  • المفتي: هذا الأمر دليل قاطع على وجود إله عليم قدير للكون
  • القبض على عصابة سرقة بطاريات شبكات المحمول ببنى سويف
  • لا تؤذوا عكرمة!
  • استمرارها خرق للسيادة ويهدد بكوارث مع مستجدات الأحداث.. العراق.. مصير فوضى الفصائل والسلاح مرتبط بتطورات الإقليم
  • منعطف إجباري
  • فوضى في الكنيست الإسرائيلي بعد منع عائلات الرهائن من حضور جلسة برلمانية
  • المطرب موسى يكشف حقيقة ملكيته لأغنية "ويعز عليا"