تقرير يكشف أسرار صفقة المليار دولار الروسية لإنتاج المسيّرات الإيرانية
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
استعرضت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الخميس، وثائق حول مصنع روسي لإنتاج المسيّرات ذات التكنولوجيا الإيرانية، وذلك بعد تعاون بين البلدين وصفته الصحفية بأنه "اتفاق المليار دولار".
وعلى بعد 500 ميل شرق العاصمة الروسية موسكو، وبالتحديد في منطقة تتارستان، أقامت روسيا مصنعا يهدف لإنتاج نحو 5 آلاف طائرة مسيّرة بحلول عام 2025، مما يكفي لسد العجز الذي تواجهه البلاد في هذا السلاح خلال غزوها لأوكرانيا.
وكشف مسؤولون غربيون في وقت سابق، تفاصيل عن المنشأة والشراكة بين موسكو وطهران، لكن الوثائق التي تطرقت إليها "واشنطن بوست"، تشير إلى أنه "على الرغم من ضغوط العقوبات المفروضة على البلدين، فإن روسيا تتقدم بشكل ثابت نحو هدفها لتصنيع المسيرة الإيرانية (شاهد-136) الهجومية، القادرة على التحليق لأكثر من ألف ميل".
6 آلاف مسيّرةوأظهرت الوثائق أيضًا، أن المهندسين في المنشأة "يحاولون تحسين تقنيات التصنيع الإيرانية، واستخدام الخبرات الروسية الصناعية لإنتاج المسيرات على نطاق أوسع مما كانت تفعله إيران، وبقدرة أكبر على التحكم فيها".
كما يعمل المهندسون على "إدخال تحسينات على الطائرة نفسها، مثل قدرتها على شن هجمات تقوم خلالها المسيرة بشكل آلي، بالهجوم ضد هدف ما".
وأشار خبراء اطلعوا على الوثائق، إلى أنه "من المرجح أن المصنع لن يكون قادرا على تسليم 6 آلاف مسيّرة في الوقت المحدد".
وقالت الصحيفة إنها حصلت على الوثائق من أحد العاملين في المصنع الذين يعارضون الغزو الروسي لأوكرانيا، وقرر تسريب الوثائق من أجل "جذب انتباه المجتمع الدولي، وربما تشديد العقوبات على البلدين، لعرقلة عملية إنتاج هذه المسيّرات".
يمكن للطائرة الإيرانية "شاهد-136" حمل 53.5 كيلوغرام من المتفجرات، وإصابة الهدف الذي تمت برمجته مسبقًا عند الإطلاق.
مشاكل التصنيعوكشفت الوثائق أن "مسألة المكونات الأساسية للمسيرات تمثل تحديًا، في ظل العقوبات الغربية على روسيا، والتي تمنع وصول مكونات إلكترونية إليها".
ويستخدم في تصنيع الطائرات بدون طيار من طراز "شاهد-136" في المصنع الروسي، "4 مكونات فقط مصنوعة محليًا من بين نحو 130 مكونًا يتم صناعتها في الغرب".
ولا ترجح الوثائق "تورط أي شركة غربية في تزويد إيران أو روسيا بشكل مباشر بمكونات إنتاج المسيّرات".
ورد البيت الأبيض على طلب بالتعليق من "واشنطن بوست"، قائلا إن "المسؤولين الأميركيين عملوا على منع موسكو من الحصول على التكنولوجيا التي يمكن أن تستخدمها في الحرب ضد أوكرانيا، وفرضت عقوبات ضد المتورطين في نقل المعدات العسكرية الإيرانية إلى روسيا".
وتحصل روسيا على بعض تلك المكونات من مصانع صينية أو بيلاروسية، فيما تجد صعوبة كبيرة في الحصول على مكونات أخرى.
كما كشفت الوثائق أن إحدى المشكلات التي تمثل معضلة أمام روسيا، هي "عدم القدرة على تصنيع المحركات محليًا"، فيما المسيّرة شاهد تعمل بمحرك من صناعة شركة "ليمباخ فلوغمورين" الألمانية، التي حصلت عليها إيران قبل عقدين.
وللانتهاء من المشروع، "على إيران الوصول إلى نسختها الخاصة من المحرك، والتي تعد مسألة معقدة"، وفق ما جاء في الوثائق.
وطلب فريق المهندسين في "ألابوغا" التواصل مع شركة "مادو" الإيرانية المصنّعة للمحركات والمكونات الأخرى للمسيّرات، وذلك باستخدام تكنولوجيا غربية وصلت إليها بطريقة غير مشروعة. لكن هذه الشركة تعرضت لعقوبات من حكومات غربية العام الماضي بسبب دورها في الحرب الأوكرانية.
وعلى الرغم من ذلك، فقد تمكن المهندسون من تحسين المسيرات، واستبدلوا المكونات الصينية الإلكترونية بأخرى أكثر موثوقية، وطوروا من تصميم هيكل الطائرة.
وأصبحت روسيا أكبر مستثمر أجنبي في إيران خلال العام الماضي، بحسب مسؤولين إيرانيين.
وبالنسبة للروس، فإن الطائرات الإيرانية بدون طيار هي "بديل لصفقة صواريخ أكثر تكلفة بكثير، والتي تتضاءل مخزوناتها بشكل كبير مع استمرار الحرب والعقوبات".
ويعتقد خبراء أن طائرة "شاهد-186" على سبيل المثال، تكلف حوالي 20 ألف دولار، وهو أقل بكثير مقارنة بتكلفة صاروخ كروز "كاليبر".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المسی رات
إقرأ أيضاً:
تقرير: وقود الصواريخ الإيرانية وعلاقته بانفجار بندر عباس
(CNN)-- لم تعلن السلطات الإيرانية عن سبب الانفجار الهائل الذي وقع في ميناء بندر عباس، السبت، والذي أسفر عن مقتل 28 شخصا على الأقل، لكن لقطات فيديو وتقارير غير مؤكدة تشير إلى احتمال وجود مادة كيميائية تُستخدم في صنع وقود الصواريخ الصلب.
وتشير روايات شهود عيان ومقاطع فيديو إلى اشتعال النيران في مواد كيميائية في منطقة حاويات الشحن، مما أدى إلى انفجار أكبر بكثير. وارتفع عدد القتلى بشكل كبير عقب الحادث، كما تم الإعلان عن إصابة 800 آخرين.
يُظهر مقطع فيديو من كاميرات المراقبة، نشرته وكالة أنباء "فارس"، اندلاع حريق صغير بين الحاويات، وابتعاد عدد من العمال عن مكان الحادث، قبل أن ينتهي بث الفيديو بسبب الانفجار الضخم.
وذكرت شبكة CNN في وقت سابق، أن مئات الأطنان من مادة كيميائية أساسية تُستخدم في تزويد برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني بالوقود، وصلت إلى الميناء في فبراير/شباط. وأفادت تقارير بوصول شحنة أخرى في مارس/آذار.
ونقلت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية للأنباء عن مسؤول قوله إن الانفجار وقع على الأرجح بسبب حاويات مواد كيميائية، لكنه لم يحدد المواد الكيميائية. وقالت الوكالة في وقت متأخر، السبت، إن إدارة الجمارك الإيرانية ألقت باللوم في الانفجار على "مخزون من السلع الخطرة والمواد الكيماوية المخزنة في منطقة الميناء".
وقالت شركة النفط الوطنية الإيرانية إن الانفجار الذي وقع في الميناء "لا علاقة له بالمصافي أو خزانات الوقود أو خطوط أنابيب النفط" في المنطقة.
ونفى المسؤولون الإيرانيون وجود أي عتاد عسكري في الميناء. وقال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إبراهيم رضائي، في منشور، الأحد، إنه بحسب التقارير الأولية، فإن الانفجار "لا علاقة له بقطاع الدفاع الإيراني".
ويأتي هذا الانفجار في وقت تتصاعد فيه التوترات في الشرق الأوسط، والمحادثات الجارية بين إيران والولايات المتحدة حول برنامج طهران النووي، لكن لم تشر أي شخصية رفيعة المستوى في إيران إلى أن الانفجار كان هجوما.
وأظهرت مقاطع فيديو وصور من موقع الحادث، والتي حددت شبكة CNN موقع بعضها جغرافيا، دخانا برتقالي اللون يميل إلى البني يتصاعد من جزء من الميناء حيث كانت الحاويات مكدسة. ويشير هذا اللون إلى استخدام مادة كيميائية مثل الصوديوم أو الأمونيا.
وكانت الحرائق لا تزال مشتعلة في الميناء، الأحد، على الرغم من أن وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية ذكرت أنه تم احتواؤها بنسبة 80%.
وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الأحد، أن شخصا "على صلة بالحرس الثوري الإسلامي الإيراني" قال إن ما انفجر كان بيركلورات الصوديوم، وهي عنصر أساسي في الوقود الصلب للصواريخ. وتحدث الشخص مشترطا عدم الكشف عن هويته لمناقشة "مسائل أمنية".
ولم تتمكن شبكة CNN من تأكيد ما كان يتم تخزينه في المنطقة وقت الانفجار، وليس واضحا سبب الاحتفاظ بهذه المواد الكيميائية في الميناء لفترة طويلة.
وفي فبراير/شباط الماضي، ذكرت شبكة CNN أن أول سفينة من سفينتين تحملان 1000 طن من مادة كيميائية صينية الصنع، والتي قد تكون مكونا رئيسيا في وقود برنامج الصواريخ العسكرية الإيراني، قد رست خارج بندر عباس.
وغادرت السفينة "غولبون" ميناء تايكانغ الصيني في يناير/كانون الثاني وهي تحمل معظم الشحنة التي يبلغ وزنها ألف طن من بيركلورات الصوديوم، وهي المادة الأولية الرئيسية في الوقود الصلب الذي يُشغّل الصواريخ التقليدية الإيرانية متوسطة المدى، بحسب مصدرين استخباراتيين أوروبيين تحدثا لشبكة CNN
ويمكن أن تسمح بيركلورات الصوديوم بإنتاج ما يكفي من الوقود الصلب لنحو 260 محرك صاروخي يعمل بالوقود الصلب لصواريخ "خيبر شكان" الإيرانية، أو 200 صاروخ باليستي من طراز "حاج قاسم"، بحسب المصادر الاستخباراتية.
وقالت وزارة الخارجية الصينية لشبكة CNN في فبراير إن "الصين التزمت باستمرار بضوابط تصدير المواد ذات الاستخدام المزدوج وفقا لالتزاماتها الدولية والقوانين واللوائح المحلية"، وأضافت أن "بيركلورات الصوديوم ليست مادة خاضعة لرقابة الصين، وأن تصديرها يُعتبر تجارة عادية".