(Lean on Me) أو نظام التكايا في الحرب الضروس!
تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT
حسين عبدالجليل
أبتدع أهلنا زنوج أمريكا أغاني البلوز , و كون أن يكون المرء "بلو" في العامية الامريكية فذلك يعني أنه حزين , والحزن متجذر في كثير من أغانيهم, و لاضير في ذلك فهم شعب عاني من أهوال العبودية و التفرقة العنصرية لمئات السنين. الحزن (البلوز) في كثير من أغانيهم لاينم عن استسلام للاحباط و للهزيمة النفسية, فدوما هنالك بارقة أمل ما.
و لعل أغنية بيل وزرس Lean on Me تجسد ماعنيته.
بعض كلمات الاغنية تقول:
اتكئ عليَّ عندما تكون ضعيفا
و سأكون صديقا لك و سأساعدك لتواصل المسير
فربما لن يمر وقت طويل حتي أحتاج انا نفسي لشخص استند عليه!
نظام التكايا كان يوجد قديما في كثير من الأمصار التي يقطنها المسلمون. وكانت تلك التكايا تقدم المأوي و الطعام مجانا للمتصوفة المتجولين و لغيرهم من أبناء السبيل. فبحسب صاحبة رواية "قواعد العشق الأربعون" فان شيخ "تكية بغداد" هو الذي أشار علي الدرويش المتجول "شمس التبريزي" بالذهاب الي قونية لكي يجد تلميذه المثالي: جلال الدين الرومي .
و قبل وصول التبريزي لتكية بغداد ببضع سنوات كانت عائلة الرومي, مثلها مثل ملايين الأسر السودانية حاليا, تهرب من زحف المغول. فما أن يدخل المغول مدينة الا و تتركها لمدينة أخري , حتي أستقر بهم المقام في مدينة قونية (بتركيا الحالية).
في معجمه "قاموس اللهجة العامية في السودان" , يُعَرٍف عون الشريف قاسم التكية بالتالي:
"التكأة, مايتكيئ عليه الفقير. قال الشايقي:
خلواتكم دايما تكية.
و قال العبدلابي في الشيخ عجيب:
واقف وقفو
و تكيتو تدور "
-انتهي الاقتباس-
لعل السودانيين هم الذين حافظوا علي أرث التكية و الذي اندثر في معظم البلاد الاسلامية الأخري, فأي مَسِيد في أي قرية سودانية يعتبر تكية لكل عابري السبيل, حيث يمكنهم المبيت فيه كما و يزودهم أهل القرية بالطعام خلال أقامتهم القصيرة بالمسيد. وهذ هو الأرث الحضاري الذي أستند عليه شبابنا في أحيائهم و تطويرهم للتكايا لتكون مطاعم مجانية لسكان أحياء كاملة خلال الحرب.
و من يعتمد علي التكايا في طعامهم, خلال الحرب, هم أناس عزيزين أفقدتهم الحرب كل ممتلكاتهم المادية, وكان بعضهم قبل ذلك يطعم المسكين و يكفل اليتيم و يعين غيرهم علي نوائب الدهر!
فشكرا للشباب و الشابات الذين يشرفون علي تكايا أطعام الناس في العاصمة المثلثة و غيرها, فأؤلائك هم القادة الحقيقيين وشتان مابينهم و بين من يدعي القيادة من لوردات الحرب و نافخي الأبواق و ناشري الكراهية, و هذه دعوة لمن يستطيع من سوداني المهجر أن يزودهم ببعض التبرعات التي ستعينهم في : ( اطعام في يوم ذي مسغبة),
وكل من يتصدق باخلاص لفعل الخير هذا فسيؤتيه الله أجرا عظيما. و لمعرفة قيمة الصدقة مقارنة باعمال الخير الاخري ماعلينا سوي تدبر الآية الكريمة (وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ) أي أنه عند الموت/عند لحظة الحقيقة المطلقة التي ينكشف فيها الغظاء, فكل ماسيطلبه المرء حينئذ هو أعطاءه لحظات اضافية ليتمكن من التصدق, فما شاهده الميت في الجانب ألآخر من الوجود جعله يصل لهذه القناعة و يسعي لتنفيذها مباشرة ان قيض الله له العودة للدنيا , فليتنا نفعل ذلك الآن بالتبرع لتكايا اطعام أهلنا ضحايا الحرب .
husseinabdelgalil@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
(3.755) تريليون ديناراً إيرادات الضرائب خلال العام الماضي
آخر تحديث: 22 فبراير 2025 - 12:32 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- أعلنت اللجنة العليا لتنفيذ الإصلاح الضريبي، السبت، تحقيق قفزة نوعية في الإيرادات الضريبية، مسجلة نسبة نمو بلغت 22% ، وبإيرادات تصل إلى 4 تريليونات دينار خلال العام الماضي، فيما أشارت إلى أن العراق على أعتاب إنهاء مشكلة تشابه الأسماء عبر نظام رقمي متطور يضع حدًا للأخطاء الإجرائية.وقال عضو اللجنة العليا لتنفيذ الإصلاح الضريبي خالد الجابري، في تصريح للوكالة الرسمية إن “الإيرادات الضريبية لعام 2024 سجلت 3.755 تريليونات دينار عراقي، في مؤشر واضح على تحسن السياسات الضريبية، وتعزيز كفاءة التحصيل، وتبسيط الإجراءات الإدارية”، موضحا أن “هذه الإصلاحات أسهمت في تقليل الفساد، وتسريع إنجاز المعاملات، إلى جانب إصدار قرارات تحفيزية، مثل إعفاء المكلفين من الغرامات والفوائد، مما دفع العديد منهم إلى تسوية مستحقاتهم المالية طواعية”.وأشار الجابري إلى أن “الفترة المقبلة ستشهد حل ثلاث مشكلات رئيسية لطالما أثقلت كاهل المكلفين، إلى جانب إنهاء مشكلة تشابه الأسماء، سيتم اعتماد نظام رقمي للاستعلام الضريبي، يتيح للمكلفين معرفة موقفهم المالي إلكترونيًا دون الحاجة إلى مراجعة الهيئة، كما ستتاح بيانات الشركات إلكترونيًا للدوائر الحكومية، مما يعزز الشفافية، يسهل عمليات الاستعلام، ويدعم بيئة الاستثمار”.ولفت الجابري إلى أن “السياسة الضريبية في العراق واجهت تحديات كبيرة، أبرزها التهرب الضريبي الذي أدى إلى حرمان الموازنة من إيرادات ضخمة، إضافة إلى البيروقراطية التي تعيق كفاءة التحصيل”.ولفت إلى أن “الإصلاحات الجديدة تسعى إلى معالجة هذه الإشكاليات عبر تبني نظام مالي حديث يعتمد على الأتمتة، مما يقلل التدخل البشري في التقييم والتحصيل، ويحد من التجاوزات التي كانت تعرقل العملية الضريبية”.وأشار عضو اللجنة العليا لتنفيذ الاصلاح الضريبي أن “هذه الإجراءات تعكس بداية مرحلة جديدة، تتحول فيها الضرائب من عبء مرهق إلى عملية منظمة قائمة على العدالة والتكنولوجيا، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، ودعم استقرار الاقتصاد الوطني”.