هل عطس #الأردن بالاحزاب البرامجية و #نتائج_الإنتخابات معا..كيف ولماذا..؟.
ا.د #حسين_محادين*
(1)
لاشك ان تعديل قانونيّ #الاحزاب والانتخابات النيابية ، قد جاء وبشكل رئيس ترجمة ضمنية لنتائج وتوصيات اللجنة الملكية للتحديث السياسي( 2021) التي عهد الملك برئاستها لدولة سمير الرفاعي المنحدر تاريخيا من جامعة سياسية اردنية وغربية فاعلة في مسيرة الدولة الاردنية عبر احداث واجيال من جد واب وابن .


ان هذا الاختيار الملكي للرفاعي كما أقرأه من منظور علم اجتماع السياسية وبخصوصيته الاردنية ، ليس خيارا عابرا للمعاني والايحاءات التي بنيت فيه وعليه ،فهو رؤية ملكية اصلاحية واستشرافية جريئة، غنية المضامين والآفاق، كيف لا..؟ وهي باجتهادي؛ سعيّ مؤسسي لإنعاش وتنشيط مترابط المسارات لاداء بناءات اساسية في مسيرة مجتمعنا وهي:- السياسية، والاقتصادية والادارية تزامنا مع
عبورنا للمئوية الثانية لدولتنا الاردنية على الصعيد الداخلي ؛ اما خارجيا فالقرار يحمل نوعا محسوبا من أهمية تناغمنا كدولة مع سرعة تأثيرات سيادة القطب الواحد عولميا المنادي بضرورة تبني الاصلاحات “الوظيفية” الهادئة، وليس التغييرات “الصراعية” الصادمة في دول الاصدقاء له خصوصا في منطقة الشرق الاوسط الرجراجة منذ قرن في الاقل فماذا كانت مخرجات قانوني الاحزاب ونتائج الانتخابات النيابية في ظل اقليم متسارع وعميق التغييرات وبأي اتجاه…؟.
(2)
تشخيصيا ، انطلقت عملية اندفاع الشيّاب والمسؤولين السابقين في سعيهم العودة للمشهد السياسي بغلاف حزبي على شكل جُزر شخصية وانطباعات مترهلة غير مقنعة للمتلقي، لكن التمسك بهذا الموسم مطلوب كمصالح شخصية غالبا،
ولا علاقة لها كمصالح شخصية بحتة – بفلسفة وضرورة قيام احزاب اردنية حقيقية تخدم تجدد وتنظيمات الدولة كما ا.ارادها جلالة الملك – لذا كان لابد من تحالف الحزبيون والليبرليون الجُدد “فوقيا” مع اصحاب رؤوس الاموال ومالكي الشركات الذين توهموا بدورهم ايضا، ان هذه الاحزاب المتوالدة كالفِطر ستحوز على اغلبية برلمانية في المجلس القادم، وبالتالي قد تهدد عبر التشريعات”البرامجية” المتخيل وضعها من قِبلهم مصالح هؤلاء الراسماليين وبقايا متقاعدي القطاع العام؛ لذا من المصلحة لابد من التحالف معهم، كي لا يقلل من ارباحنا ونفوذنا الباطن كقطاع خاص ؛لذا لابد من ادخال وتفعيل قانون العرض والطلب المالي في الاحزاب الهشة والناشئة والانفاق بسخاء لتحديد من هم المرشحين الواجب ان يدفعوا لاحزابهم ليصار الى ترشيحهم من قبل احزابهم في قوائم العاصمة والمحافظات مع اهمية زيادة الانفاق على على شراء اصوات الناخبين واستئجار المقرات الحزبية والانتخابية لهم بغية الحصول على اكبر عدد من المقاعد النيابية ، فكان ان فاز حزب الاخوان الايدلوجي باغلبية نيابية لافته في المجلس وهذه نتيجة تؤكد معاني التعددية والسلمية في الديمقراطية الاردنية الواعدة بالكثير .

(3)
ومن منظور علم اجتماع السياسية ،
بدأت عمليات تشكيل”الاحزاب” والاستقطاب لعضوياتها بصورة ضبابية، ودون وجود اجابات واضحة على تساؤلات العقل الجمعي الاردني، لاسيما الشباب من الجنسين فيه خصوصا في الحافظات خارج العاصمة الحبيبة عمان ومنها:-
لماذا الاحزاب في ظل ارتفاع نسب البِطالة والفقر ،ما هي بنيتها وبرامجها الفكرية والتنظيمية، وهل هي احزاب حكومية عبر اشخاص لم ينجحوا اصلا عندما كانوا في سِدة المسؤولية، ثم ما المكسب الذي سأحصل عليه في حال التحاقي بهذا الحزب او ذاك، ثم ما المقصود في الاحزاب البرامجية اصلا وبما ستختلف عن الاحزاب الايدلوجية التي سبقتها حتى وهي صاحبة التجارب المُرة اثناء توليها السلطة سواء في العراق او سوريا وحتى في اليمن الجنوبي..؟. تساؤلات بقيت معلقة برسم الاجابة التي لم تاتِ بها هذه الاحزاب الجديدة قبيل واثناء وبعيد الانتخابات النيابية للاسف.
(4)
يمكن القول انه ربما وبحكم قِصر المدة الزمنية التي مرت بها عمليات وبالتالي سرعة تعديل”قانوني الاحزاب والانتخابات النيابية” كجزء من مخرجات لجنة التحديث الملكية ، قد جاءت الولادة القيصرية للاحزاب البرامجية والتي لم تجد من يسوّقها شعبيا في مجتمع مسيس ومجرب للعمل مع الاحزاب الايدلوجية قبلا بعد ان غاب عن الحزبيين الجُدد مقولة بأن “العرض الجيد للقضية نصف كسبها” ، فاداروا العملية التسويقية للاحزاب الناشئة وفقا لعقلية “الكِسبة/نِهبة” السياسية من قبل مجموعة شبه رسمية/حكومية من المستعجلين على خطف ريادة المبادرة الملكية في مجتمع اردني مدمن ومعتق بالسياسية منذ تاسيس الامارة (1921) في الاقل ، كما ان لدينا في المملكة، غابة من اسماء القادة السياسين والحزبيين الخبراء وقادة الرأي والنقابيين المؤثرين المنسحبين من المشهد العام الذين لم يتم التواصل معهم، او حتى كسبهم لصالح العمل والتسويق للعمل الحزبي البرامجي بعد ان اصبح العالم بقيادة التكنولوجيا وليس الايدلوجيا. ، مثلما هو متخم الوعي والخبرات بالعملين النقابي الحزبي الوطني والايدلوجي لاحقا وذلك منذ نشوء الامارة 1921 ترابطا مع استمرار الصراع الفلسطيني كمتغير فاعل واساس في اي عمل او تشكل حزبي اردني وبصورة عضوية مع تغير ادوات ومظاهر الصراع العربي الاسرائيلي انطلاقا من كل فلسطين التؤام للأردن عبر التاريخ.
(5)
اخيرا…
ليس غريبا على الدولة الاردنية بمرونة بناءاتها الفكرية والتنظيمية وهي تلج مئويتها الثانية ان تجاهر في ضرورة اعادة تقويم ريادتها المؤمنة بضرورة وجود احزاب برامجية راشحة من اوجاع وتطلعات المواطنيبن لكنها متقدمة عليها فرا وتنفيذ ولكن -بنوعية حزبيين جُدد مع الاحترام للحاليين منهم- احزابا الكل شركاء في تشكيلها ونقد اداءاتها وبالتالي انضاجها مؤسسا وفقا لخصوصية دولتنا القائمة على قاعدة اعمل وطنيا وفكر عولميا ….ولعل الانتقادات والسِهام الواخزة التي اطلقها رئيس لجنة التحديث الملكية دولة سمير الرفاعي نحو الاحزاب وممارستها التي سبقت وصاحبت نتائج الانتخابات النيابية ليس ببعيد غالبا وباجتهادي عن رؤية وتشخيص القيادة العليا في الدولة لهذا الواقع المنوي تقويمه في مرحلة مفصلية يمر بها الاقليم ممثلا بدول الجوار والعالم افكارا وحروب متقدة قبيل مباشرة الرئيس الامريكي ترامب مهامه الدستورية بما يعمق مؤسسية المجتمع ويوسع من آفاق العمل الحزبي …انها قراءة مفتوحة على التفكر والحوار تحت مظلة وتعددية الراي في اردننا الحبيب أولا بأول.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الأردن نتائج الإنتخابات الاحزاب

إقرأ أيضاً:

الأردن الجديد … ضرورة أم خيار

#الأردن_الجديد … #ضرورة أم خيار
تفريط بعض #الحكومات باوراق الأردن القوية اوصلنا الى ما وصلنا اليه

#عدنان_الروسان

تشكل المستجدات التي حصلت في الإقليم و التي لم تتوقف حتى الآن عاملا قويا يدفع بالأردن الرسمي باتجاه مراجعة لمجمل السياسات الحكومية و النهج السياسي للدولة فيما يتعلق بالإستراتيجية الوطنية لمصفوفة العلاقات الأردنية العربية و الأردنية الدولية و العلاقة بين الدولة و الشعب ايضا ، و هذا لا يعد عيبا او نقيصة بل ان كل الدول الحريصة على بقائها و استقرارها تكون دائمة الحرص على التغيير و التكيف مع المستجدات و التحولات الإقليمية التي تحيط بها و الدول التي تؤثر بها و هذا يجدد حيوية و دينامية الدولة و يضخ في شرايينها دماء جديدة.
ان التصريحات التي يطلقها اعضاء نادي الإصطفاف مع ما يظنون انه يعجب صانع القرار و ليس ما يجب ان يسمعه قد حان الوقت لعدم الإصغاء لهم لأن الأردن اليوم يحتاج الى من يصدقه النصح بالقول الصادق و الموقف الثابت الوطني و الأخلاقي المتجرد من كل هوى و غرض و الذين يريدون لنا جميعا ان نبقى نعيش في ظل الأهازيج و القصائد و المديح غيرالصادق لا حاجة لنا بهم اليوم فالوضع خطير و يحتاج الى امعان في الفكر، و اخلاص في النية و صدق في التوجه و العمل.
الأردن اليوم يواجه مخاطر حقيقية كبيرة استجدت منذ عملية السابع من اكتوبر في غزة و العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني و الذي امعن في القتل الهمجي و التدمير الممنهج ضد الفلسطينيين ، و دفعه فشله في القضاء على المقاومة الفلسطينية و استئصالها كما كان يحلم الى توجيه سهام عدوانه في كل اتجاه و كان للأردن نصيب الأسد من هذه الإعتداءات اللفظية و التهديدات المجنونة و ندرك جميعا أن الأردن الذي يقع بالضرورة لا بالخيار في وسط المنطقة العربية الأكثر سخونة و تهديدا بين العراق شرقا و سوريا شمالا و اسرائيل غربا وفي كل الجهات الثلاث الأخرى ، اضافة الى أن الأردن فقد دوره الإقليمي المحوري الذي كان وازنا بصورة كبيرة جدا جراء بعض الإرتباك الذي أصاب دوائر الإدارة و الحكم في لحظة ما مثل قيام حكومة الروابدة بطرد حركة حماس و اخراجها من الأردن دون حاجة لذلك و بذلك تخلينا عن ورقة مركزية قوية و التي استثمرتها قطر بصورة ذكية و قوية مما زاد من تقوية موقف #قطر الإقليمي و الدولي و جعلها لاعبا لا يمكن الإستغناء عنه بالنسبة للقوى المؤثرة عالميا أمريكا و اوروبا ، كما أن تخبط الحكومات اللاحقة على الصعد الإقتصادية و الإجتماعية و تقديم وعود كاذبة للشعب دفع الناس الى عدم الثقة بالحكومات و اعلام الدولة الرسمي و الذي دفع بالأغلبية الساحقة من ابناء الشعب الى استقاء المعلومات من مواقع التواصل الإجتماعي و الإعلام الخارجي كقناة الجزيرة و القنوات الأمريكية و الإسرائيلية احيانا مثلا.
المصيبة الأخرى التي حصلت أنه طرأ تيار سري – علني باسماء وهمية او كودية اشتغل على تخويف الناس و تهديدهم احيانا اذا ما ناقشوا او انتقدوا اي اداء حكومي او فساد و توج كل ذلك بقانون الجرائم الإلكترونية الذي أضفى صفة شرعية بصورة غير مقصودة على تيار المطبلين و المزمرين و الواقفين بالمرصاد لكل من تسول له نفسه انتقاد الأداء الحكومي الرسمي ، و صار شعار الجميع انج سعد فقد هلك سعيد و هذا دفع بدوره و بقوة الى ان لا يكون هناك معارضة موضوعية و مراقبة للحكومات و من نافلة القول ان مراقبة مجلس النواب غير موجودة على الأقل بالنسبة لغالبية الأردنيين.
مفهوم أن قيادة و ادارة السياسة الأردنية في بحر لجي متلاطم الأمواج و التناقضات أمر صعب للغاية لكن لابد من أن يقوم الأردن الرسمي باحداث تغييرات جوهرية في نظرته للخريطة الجيوسياسية في المنطقة و الى التهديدات الإسرائيلية و التوجهات الأمريكية الجديدة ، و هذا يدفع بالضرورة لإطلاق ورشة عمل سرية او معلنة من قبل الدولة لإعادة صياغة سياسات جديدة تكون نتجة في القضايا و الشؤون الكبرة التي استجدت ، و ان ترسم مجالا حيويا جديدا للسياسة الأردنية للتحرك في اطاره و وضع استراتيجيات قصيرة المدى لإعادة التموضع السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي الداخلي ، لسنا بحاجة الى حساسيات و مشاكل مع أحد ” باستثناء اسرائيل فهي مفروضة علينا ” و لا بد من خلق واقع اجتماعي سياسي جديد في طريقة تعامل الدولة مع الناس ، و فتح ابواب الحريات العامة و الخاصة و الأردن قادر حينما يريد على انجاز افكار بناءة و منتجة و فاعلة.
الأردن الجديد الذي نحن بحاجة اليه سوف يتعامل بصورة منتجة أكثر و ذكية أكثر مع الملفات الهامة التالية و اعادة النظر فيها :

المستجد الفلسطيني و بروز حركة ح م – ا س و انحسار دور السلطةالفلسطينية الى أدنى مستوياته و غيابها كليا عن ساحة الفعل الفلسطيني و في السياسة يكون الرهان دائما على الحصان الفائز و ليس الخصان الذي خسر كل سباقاته. المستجد السوري و التعامل معه بحكمة و فاعلية و التخلص من عقدة أن أي نظام رسمي عربي بتوجه اسلامي يقوي شوكة الحركة الإسلامية الأردنية ” الإخوان المسلمين ” و يشكل خطرا على النظام ، النظام بخير و الإسلاميون هم أخر من يشكل خطرا عليه ، من يشكلون خطرا على النظام هم الخوارج و الباطنية السياسية من تيارات البرامكة الجدد. المستجد الأمريكي و قضايا التهجير و المساعدات قضية الوضع الداخلي و تحسين ظروف العايش الوطني بين الحكم و الشعب و ملفات أخرى ربما اقل اهمية لكنها ملحة. و سنقوم بمناقشتها ان شاء الله في اوراق قادمة انحسار الدور الإيراني في المنطقة و بروز الدور التركي بقوة و المرحب به شعبيا على نطاق واسع في الأوساط الشعبية العربية لأنه يمثل افسلام السني في نظر الكثيرين
لا أدعي امتلاك كل الحكمة و المعرفة فيما أكتب ، و لكنني ارى من واجبي كمواطن يفتخر بوطنه أن ابوح ببعض مافي داخلي عله يكون مفيدا ، حتى لو أفضى بي احيانا الى مالا أحب و قد حصل …
إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ صدق الله العظيم
adnanrusan@yahoo.com مقالات ذات صلة إعلان نتائج طلبات المنح والقروض الخميس 2025/01/29

مقالات مشابهة

  • الأونروا: استلمنا ثلثي المساعدات من الشاحنات التي دخلت القطاع منذ اتفاق غزة
  • «المفتي»: الأمن في الأوطان هو المظلة التي تحفظ المقاصد الشرعية
  • ندوة في بروكسل حول مستقبل الأحزاب في اليمن بمشاركة قادة الاحزاب
  • العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة التي تحطمت في واشنطن
  • الجامعة الاردنية – ( 1980 ) …
  • برلماني: الشعب المصري يقف خلف القيادة السياسية في مواجهة محاولات المساس بسيادة الدولة
  • الصحفيين والإعلاميين: خلال لقاء محافظ الدقهلية كلنا خلف الرئيس في جميع القرارات السياسية التي تحافظ على الأمن القومي
  • «حماة الوطن» بمطروح: نؤيد وندعم القيادة السياسية في رفض تهجير الفلسطينين
  • برلماني: وزير الشئون النيابية قدم تقريرا جامعا شاملا أمام المتحدة عن جهود الدولة في تعزيز حقوق الإنسان
  • الأردن الجديد … ضرورة أم خيار