علي جمعة: الصدق الذي نستهين به هو أمر عظيم
تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان سيدنا رسول الله ﷺ أمرنا بالصدق، وسأله أحد الصحابة : أيزني المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «نعم». قال: أيسرق المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «نعم». قال: أيكذب المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «لا». قد يشتهي الإنسان، فتدفعه شهوته للوقوع في المعصية، أو يحتاج، فيعتدي بنسيان أو جهل.
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه عندما التزم الناس بهذه النصيحة، وهذا الحكم النبوي الشريف، عرفوا أنهم لا يقعون في الزنا ولا في السرقة. سبحان الله! لأن الإنسان إذا واجهته أسباب المعصية، وكان صادقًا مع نفسه، مع ربه، ومع الناس، فإنه يستحي أن يرتكب المعصية.
وجاء رجلٌ يُسْلِمُ على يدي رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله، أريد أن أدخل الإسلام، ولكني لا أقدر على ترك الفواحش والزنا. فقال له النبي ﷺ: «عاهدني ألا تكذب».
فدخل الإسلام بهذا الشرط، رغم كونه شرطًا فاسدًا في الأصل. وقد وضع الفقهاء بابًا في كتبهم بعنوان: الإسلام مع الشرط الفاسد.
دخل الرجل الإسلام، وتغاضى النبي ﷺ عن معصيته، لكنه طالبه بعدم الكذب. ثم عاد الرجل إلى النبي ﷺ بعد أن تعافى من هذا الذنب، وقال: والله، يا رسول الله، كلما هممت أن أفعل تلك الفاحشة، تذكرت أنك ستسألني: هل فعلت؟ فأتركها استحياءً من أن أصرح بذلك، فالصدق كان سبب نجاته.
الصدق الذي نستهين به، هو أمر عظيم؛ الصدق يمنعنا من شهادة الزور، ومن كتمان الشهادة. وهو الذي ينجينا من المهالك. وقد ورد في الزهد : »الصدق منجاة؛ ولو ظننت فيه هلاكك، والكذب مهلكة؛ ولو ظننت فيه نجاتك».
وفي إحياء علوم الدين للإمام الغزالي، رضي الله عنه: كان خطيبٌ يخطب في الناس عن الصدق بخطبة بليغة. ثم عاد في الجمعة التالية، وألقى نفس الخطبة عن الصدق، وكررها في كل جمعة، حتى ملَّ الناس، وقالوا له: ألا تحفظ غير هذه الخطبة؟ فقال لهم: وهل تركتم الكذب والدعوة إليه، حتى أترك أنا الدعوة إلى الصدق؟! نعم، الصدق موضوع قديم، ولكنه موضوع يَهُزُّ الإنسان، يغير حياته، ويدخله في البرنامج النبوي المستقيم. به يعيش الإنسان مع الله.
الصدق الذي نسيناه، هو ما قال فيه النبي ﷺ : »كفى بالمرء كذبًا أن يُحَدِّث بكل ما سمع ».
ونحن اليوم نحدث بكل ما نسمع، نزيد على الكلام، ونكمل من أذهاننا بدون بينة.
ماذا سنقول أمام الله يوم القيامة؟
اغتبنا هذا، وافتَرَينا على ذاك، من غير قصدٍ، ولا التفات. لأننا سمعنا، فتكلمنا، وزدنا.
قال النبي ﷺ: «إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».
وأخذ بلسانه وقال: «عليك بهذا».
فسأله الصحابي: وهل نؤاخذ بما نقول؟ فقال النبي ﷺ : وهل يَكُبُّ الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم؟ لقد استهنا بعظيمٍ علمنا إياه النبي ﷺ. يجب علينا أن نعود إلى الله قبل فوات الأوان.
علق قلبك بالله، ولا تنشغل بالدنيا الفانية، واذكر قول النبي ﷺ: «كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل».
راجع نفسك، ليس لأمرٍ من أمور الدنيا، ولكن لموقف عظيم ستقف فيه بين يدي رب العالمين. فلنعد إلى الله، ولا نعصي أبا القاسم ﷺ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإسلام الكذب الصدق المعصية شهادة الزور السرقة الفواحش كتمان الشهادة المزيد رسول الله النبی ﷺ
إقرأ أيضاً:
حكم أكل لحم الحصان وبيعه للمواطنين .. لجنة الفتوى توضح
رأى فقهاء الشافعية والحنابلة وبعض الحنفية والمالكية بجواز أكل لحم الحصان، ومن الأدلة التي استدل بها القائلون بجواز أكل لحم الحصان ، قوله تعالى تعالى: «قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ» (الأنعام: 145)، ووجه الدلالة أنَّ نَصَّ الآيةِ يُفيدُ عُمومَ حِلِّ ما لم يَرِدْ ذِكرُه فيها، ومنها الخَيلُ.
أكل لحم الحصانأكدت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، أنه يجوز تناول لحوم الخيل وحليبها بناءً على رأي الجمهور ومنهم الحنفية، استنادا لما ورد في الصحيحين وغيرهما "أن رسول الله نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية وأذن في لحوم الخيل".
بعد سقوط جزار بني سويف.. ما يحدث للجسم إذا تناولت لحم الحصان وكيف تفرقه عن اللحم البقري؟كانوا خلاص هيبيعوها.. استشاري يفجر مفاجأة عن لحم الحصان| علامات تكشفهاكما ورد في مسلم عن أسماء بنت أبي بكر رضى الله عنهما قالت "نحرنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنا نأكل لحم الخيل ونشرب ألبانها".
وأوضحت اللجنة، أن ما جاز أكله جاز شرب لبنه، حيث روى جابر قال "سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنا نأكل لحم الخيل ونشرب ألبانها".
أكل لحوم الحمير والخيلوأجاب الشيخ محمد متولي الشعراوي، عن حكم تحريم أكل لحم الخيل والبغال والحمير، مؤكدا أن الله لم يُحرم أكل لحمها، مستشهدا برؤى عن أسماء بنت أبى بكر حينما قالت: "نحرنا فرسا فأكلناه على عهد رسول الله".
وأكد الشيخ الشعراوى، أن الرسول كان يحرم أكل لحمهما لكونها تفنى، خاصة لاستخدامها كأدوات فى القتال والحمل مضيفا : "إذا كانت العلة انتهت، فيجوز أكلها".
وتابع "الشعراوى" حديثه قائلا: "الحصان شكلة أجمل أم الجاموسة؟" طبعا الحصان أجمل، ولكن جعل طعم لحم الجاموسة أفضل"، مؤكدا أن لحم الحمار يأكله بعض الأفارقة ولا يصابوا بسوء.
وضبطت الأجهزة الرقابية، جزار يبيع للمواطنين لحوم الحصان على أنها لحم بقري ويغش الناس في هذا الأمر، حيث تم ضبط كميات لديه قبل الترويج لها وبيعها للمواطنين على أنها لحم بقري وهو غير ذلك.