الكهرباء: مراعاة البعد الاجتماعي للمواطنين وراء تأجيل زيادة الأسعار
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
أكد الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة، أن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بتأجيل الزيادة فى أسعار الكهرباء إلى شهر يناير القادم يأتى مراعاة للبعد الاجتماعي للمواطنين ومحدودي الدخل فى ظل الظروف الاقتصادية العالمية، وأن الدولة ستتحمل الاعباء الكبيرة لذلك لتخفيف الأعباء عن المواطنين، مؤكدا أن أسعار الكهرباء لم تشهد أية زيادة أو تحريك منذ عام 2021 فى الوقت الذى تم فيه تخفيض السعر للصناعة بواقع 10 قروش وتقديم تيسيرات كبيرة للقطاع السياحى مع أزمة كورونا .
وجاء ذلك عقب الاجتماع الموسع الذى عقده الوزير وقيادات قطاع الكهرباء لبحث إجراءات تطبيق قرار مجلس الوزراء والبدائل المطلوبة لسد العجز بين تكاليف إنتاج الكيلووات وأسعار بيعه المدعومة للمواطنين لاستمرار تقديم افضل الخدمات للمواطنين واستكمال مشروعات الكهرباء الجارى تنفيذها
شدد الوزير خلال الاجتماع بأنه لا مساس بأسعار الكهرباء المقدمة للمواطنين وقطاعات التنمية والإنتاج تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى أمر بعدم الزيادة المقررة أول يوليو لتخفيف الأعباء عن المواطنيين وتأجيل الزيادة فى أسعار الكهرباء رغم الارتفاع القياسى لأسعار الكهرباء فى أوروبا ودول الشرق الأوسط ووصول سعر الكيلووات إلى ارتفاعات غير مسبوقة نتيجة للأزمات التى يشهدها العالم.
وأشار الوزير إلى أن المشروعات العملاقة التى نفذت خلال السنوات الماضية فى قطاع الكهرباء ووجود قدرات كبيرة احتياطية فى محطات التوليد وتوافر قطع الغيار الأساسية واعتماد القطاع على الخبرات الوطنية وجزء كبير من المهمات المصنعة محليا أسهم بشكل كبير فى امتصاص الأزمات الناتجة من التداعيات التى يشهدها العالم خاصة الأزمة الروسية الأوكرانية، وكذلك فى استقرار تكلفة إنتاج الكيلووات، مشيرا إلى الأعباء الكبيرة التى يتحملها القطاع رغم ذلك والناتجة من ارتفاع تكاليف إنتاج الكيلووات ساعة بعد ارتفاع أسعار البترول والغاز عالميا وفوائد وأقساط القروض التى حصل عليها القطاع لإقامة محطات وشبكات ومشروعات الكهرباء والدعم المقدم للمواطنين، حيث إن هناك أكثر من 17 مليون وحدة سكنية تحصل على الدعم.
ووجه بمد خطة رفع الدعم مراعاة لمحدودى الدخل والفئات الاقل استهلاكا فقد اتخذ القطاع كافة الإجراءات لعدم تحمل المواطنين أي أعباء وأن خطة ترشيد دعم الكهرباء بدأت فى العام 2015، وكان مخططا أن تنتهى فى يوليو 2019 ومحاسبة المواطن بسعر تكلفة الكيلووات ومع ارتفاع سعر الدولار وجه الرئيس بمدّ خطة رفع الدعم لتخفيف العبء عن المواطنين.
وأشار الوزير إلى أن الدولة تتحمل 22 مليار جنيه دعما للقطاع الصناعى خلال الـ 5 سنوات القادمة لتثبيت سعر الكهرباء له لمدة 5 سنوات وأن هذا الرقم يتضاعف مع الارتفاع الكبير لأسعار الوقود وقطع الغيار والمهمات ومستلزمات الإنتاج، مشيرا إلى أن الفئات حتى استهلاك 650 ميجاوات تحصل على دعم لأسعار الكهرباء يتفاوت وفقا للاستهلاك حيث يزيد مع الأقل استهلاكا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الكهرباء ارتفاع الأسعار المواطنين أسعار الکهرباء
إقرأ أيضاً:
ترامب … أسعار النفط … تحليل ..؟؟
بقلم الخبير المهندس :- حيدر عبدالجبار البطاط ..
بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض تتجه الأنظار نحو سياساته التي قد تؤثر بشكل كبير على أسواق النفط العالمية.
تُعتبر الولايات المتحدة لاعبًا رئيسيًا في سوق الطاقة
سواء من خلال إنتاجها المحلي أو تأثيرها على التحالفات الدولية مثل ( أوبك+ )أو عبر سياساتها الخارجية تجاه الدول المنتجة للنفط مثل إيران وفنزويلا.
في هذا المقال سنستعرض كيف يمكن لسياسات ترامب الثانية أن تشكل مستقبل أسعار النفط.
تعزيز الإنتاج الأمريكي
خلال فترة رئاسته الأولى، دعم ترامب صناعة النفط والغاز الأمريكية بشكل كبير، مما أدى إلى زيادة الإنتاج المحلي وجعل الولايات المتحدة واحدة من أكبر المنتجين للنفط في العالم.
في إدارته الثانية، من المتوقع أن يستمر ترامب في تعزيز الإنتاج المحلي عبر تخفيف القيود البيئية والتنظيمية، مثل السماح بالحفر في مناطق كانت محظورة سابقًا، وتسهيل عمليات الاستكشاف.
هذه السياسات قد تؤدي إلى زيادة المعروض العالمي من النفط، خاصة مع استمرار نمو إنتاج النفط الصخري الأمريكي.
إذا ارتفع الإنتاج الأمريكي بشكل كبير، فقد يضع ضغوطاً هبوطية على الأسعار، خاصة إذا لم يرتفع الطلب العالمي بنفس الوتيرة.
ومع ذلك، فإن هذا السيناريو يعتمد أيضاً على قدرة الأسواق على استيعاب الإنتاج الإضافي دون حدوث فائض كبير.
العلاقة مع ( أوبك+ )
خلال فترة رئاسته الأولى، لم يتردد ترامب في الضغط على تحالف أوبك+ لضبط أسعار النفط.
في إدارته الثانية، من المرجح أن يستمر هذا النهج، خاصة إذا شعر أن التحالف يتحكم في الأسعار.
قد يحاول ترامب استخدام الدبلوماسية أو حتى التهديد بفرض عقوبات على الدول الأعضاء في ( أوبك+ ) إذا ارتفعت الأسعار بشكل كبير.
من ناحية أخرى، إذا انخفضت الأسعار بشكل حاد بسبب زيادة الإنتاج الأمريكي، فقد تضطر أوبك+ إلى خفض إنتاجها للحفاظ على استقرار الأسواق.
هذا التفاعل بين السياسات الأمريكية وقرارات ( أوبك+ ) قد يؤدي إلى تقلبات في أسعار النفط، حيث تحاول كل جهة تحقيق مصالحها.
السياسة تجاه إيران وفنزويلا
تعد إيران وفنزويلا لاعبين مهمين في سوق النفط العالمي، رغم العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة عليهما.
في إدارته الثانية، قد يعيد ترامب فرض عقوبات صارمة على كلا البلدين، خاصة إذا شعر أن سياسات بايدن السابقة كانت متساهلة للغاية.
إذا تم تقييد صادرات إيران وفنزويلا بشكل كبير، فقد ينخفض المعروض العالمي من النفط، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
ومع ذلك، إذا نجحت الولايات المتحدة في زيادة إنتاجها المحلي بشكل كافٍ، فقد يتم تعويض جزء من هذا النقص، مما يحد من تأثير العقوبات على الأسعار.
السياسات الاقتصادية والنقدية
سياسات ترامب الاقتصادية قد تؤثر أيضًا على أسعار النفط بشكل غير مباشر.
إذا اتبع ترامب سياسات تحفيزية لزيادة النمو الاقتصادي الأمريكي، مثل خفض الضرائب أو زيادة الإنفاق الحكومي، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع الطلب على النفط محليًا وعالميًا.
هذا الارتفاع في الطلب قد يدعم أسعار النفط ويبقيها مرتفعة.
ومع ذلك، إذا أدت سياسات ترامب إلى اضطرابات اقتصادية أو حروب تجارية مع دول أخرى، فقد ينخفض الطلب العالمي على النفط.
على سبيل المثال، إذا فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية جديدة على الواردات من الصين أو الاتحاد الأوروبي، فقد يؤدي ذلك إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، مما يقلل من الطلب على الطاقة ويضع ضغوطًا هبوطية على أسعار النفط.
النتيجة المحتملة مزيج من التأثيرات المتضاربة
في النهاية، فإن تأثير سياسات ترامب الثانية على أسعار النفط سيعتمد على المزيج الذي ستتبناه إدارته من السياسات.
إذا ركز ترامب على زيادة الإنتاج الأمريكي، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض الأسعار.
وفي المقابل، إذا أعاد فرض العقوبات على إيران وفنزويلا، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع الأسعار.
بالإضافة إلى ما جاء اعلاه هناك التوترات الجيوسياسية، مثل العقوبات على روسيا أو الصراعات في الشرق الأوسط و الاحتباس الحراري و التلوث يفرضان محددات كبيرة قد تجبر العالم الى التحول للطاقة النظيفة (مثل اتفاقية باريس) و كل هذه المتغيرات السياسية و الاقتصادية و البيئية و الصحية قد تسبب تقلبات حادة في اسواق الطاقة في العالم.
بالتالي، فإن أسواق النفط ستكون في حالة تأهب لأي تغييرات في السياسات الأمريكية، حيث أن قرارات ترامب قد تكون عاملاً رئيسياً في تحديد اتجاهات الأسعار في السنوات القادمة.