كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، صباح اليوم السبت 21 ديسمبر 2024، أن تفاؤل حذر يسود حالياً إزاء إمكانية الوصول إلى صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس ، وذلك بعدما أحرز الوسطاء تقدُّماً ملحوظاً في المفاوضات الجارية.

وأضافت الصحيفة، أنه "بموجب هذا التقدم، فقد جرى تقسيم الاتفاق المتبلور إلى مرحلتين، مع ترحيل أهمّ الخلافات وأكثرها تعقيداً إلى المرحلة الثانية، ما يعني أن الاتفاق يمكن أن يتحوّل عمليّاً إلى نوع من الهدنة المؤقتة، التي تُستأنف في أعقابها عمليات القتل الإسرائيلية".

ووفقاً للمعلومات المتداولة، ففي المرحلة الأولى، يُفترض أن تطلق حماس سراح الأسرى من النساء والمرضى وكبار السن، في مقابل هدنة مؤقتة يُطلق خلالها أيضاً سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، على أن تُبقي الحركة على الجنود الإسرائيليين إلى الجولة الثانية، والتي يأمل الوسطاء أن تجري فيها مبادلة هؤلاء بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب لجيش الاحتلال من القطاع، وفقاً لما تطالب به حماس".

وتابعت "لكن إسرائيل تتعامل، من جهتها، مع الصفقة باعتبارها فرصة لتحصيل مكاسب واستعادة عدد من الأسرى، في مقابل هدنة مؤقتة، يُصار في أعقابها إلى استئناف الحرب التي لا يريد الائتلاف الحكومي إنهاءها، ربطاً بجدول أعمال خاص بمكوناته من اليمين الفاشي".

وقالت الصحيفة، إنه "مع ذلك، فإن النتائج التي توصّل إليها المفاوضون، ستحظى، وفقاً لما يُتداول، بقبول ظاهر من الجانبَين، على أن تُبقي إسرائيل بموجبها على وجودها العسكري في قطاع غزة ، مع إعادة تموضع وانسحابات جزئية طوال مدة تنفيذ المرحلة الأولى، وهو ما يراه الوسطاء تراجعاً إسرائيلياً معتدّاً به. على أن إعادة الانتشار تلك قد يُستفاد منها لإنعاش الجنود الإسرائيليين المنهكين، فيما لا أحد يمكنه أن يضمن التزام إسرائيل بالمرحلة الثانية؛ إذ إن أكثر المتفائلين في تل أبيب يتحدّثون عن نبضة أولى من التسوية لا تلحقها نبضة ثانية، لا بل إن خبراء ومعلّقين يرون أن المرحلة الأولى نفسها ما زالت محلّ أخذ ورد، وأن هناك احتمالاً معتدّاً به لأن لا تدخل حيّز التنفيذ، في ظلّ استمرار الحكومة الإسرائيلية في تحديث مطالبها وشروطها بشكل متواصل، في ما يمثل اجتراراً لإستراتيجية جرى اتباعها سابقاً لإفشال صفقات كانت في متناول اليد".

وأشارت إلى أن "ذلك يعني أن الحديث عن تقدُّم المفاوضات لا يعني أن الاتفاق بات ناجزاً، رغم كل التفاؤل الذي يُبثّ من جانب الوسطاء وإسرائيل؛ والحذر هنا لا يتعلّق بالجزأين فقط، بل بالجزء الأول الذي جرى تجريده من البنود الخلافية الصعبة".

في المقابل، لا تتفق استطلاعات الرأي لدى جمهور إسرائيل مع إستراتيجية الحكومة؛ إذ بحسب آخر استطلاع للرأي، اعتبر 74% من الإسرائيليين أن هناك ضرورة للتوصّل إلى اتفاق شامل يعيد جميع الأسرى، حتى وإنْ كان الثمن وقف الحرب في غزة.

واللافت في هذا الاستطلاع، أن مطلب استعادة الأسرى مقابل إنهاء الحرب، يحظى بموافقة 84% من ناخبي المعارضة، والأهم بتأييد 57% من جمهور الائتلاف، فيما لا تتجاوز نسبة مَن يؤيّدون صفقة جزئية، الـ10%.

لكن ذلك لا يعني على أيّ حال أن الائتلاف سيجاري جمهوره، وخصوصاً أنه وفقاً لاستطلاعات الرأي المتكرّرة، تراجع ناخبو الشرائح الوسطية عن تأييد أحزاب الائتلاف، وتحديداً الليكود، في اتجاه أحزاب المعارضة، التي باستطاعتها الآن، في حال إجراء الانتخابات، الفوز بغالبية في الكنيست ، من دون أحزاب فلسطينيي عام 1948، في حين تقهقر الليكود وأقرانه والأحزاب الحريدية والصهيونية الدينية إلى ما دون عتبة الغالبية اللازمة للفوز بولاية جديدة.

ويُضاف إلى ما تقدّم، أن عدداً من أحزاب الصهيونية الدينية، وفي المقدّمة منها حزب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، قد لا تحظى بأيّ مقعد في "الكنيست" المقبل، فيما رئيس الحكومة السابق نفتالي بينت، قد يدخل الندوة النيابية وينافس على الشريحة الناخبة نفسها، حاملاً تجربة سابقة في الائتلاف مع أحزاب الوسط والمعارضين، وأيضاً مع أحزاب تمثّل فلسطينيي الداخل.

وفي ما يتعلّق برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، الذي يَمثل عدّة مرات في الأسبوع أمام المحكمة على خلفية اتهامه بقضايا رشى وفساد واحتيال، فهو لا يجد في إنهاء الحرب في غزة ما يفيد محاكمته، بل إن استمرار الحرب يُعدّ جزءاً لا يتجزّأ من إستراتيجيته الدفاعية، كونه يدرك أن وقوفه في قفص الاتهام بصفته رئيساً سابقاً للحكومة أو لحكومة مستقيلة، يغري القضاة الذين يعدّهم أعداء ومتربصين به، لإدانته، في حين أن بقاءه رئيساً فعليّاً للحكومة، في ظلّ استمرار الحرب، من شأنه أن يبطّئ توثّب القضاء لإدانته.

وأضافت الصحيفة "وتشير المعطيات إلى أرجحية معتدّ بها لأن تنجح المفاوضات في التوصّل إلى اتفاق على الجزء الأول من صفقةٍ لتبادل الأسرى، تفيد الأطراف كافة بلا استثناء، ومن بينهم نتنياهو وائتلافه، كونها ستخفّف ضغوط الجمهور عليه وتنزع عنه - وإنْ مؤقتاً وفي ظلّ محاكمته - صفة التطرّف وإرادة استمرار الحرب على خلفية مصالح سياسية وشخصية. أما المرحلة الثانية من الصفقة، والتي رُحِّلت إليها كل الخلافات الصعبة والمستحيلة، فتكتنفها شكوك كبيرة جداً".

المصدر : وكالة سوا - صحيفة الأخبار اللبنانية

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: المرحلة الأولى

إقرأ أيضاً:

إسرائيل: نحتاج فقط هذا الأمر لتحقيق صفقة مع غزة ولا ننتظر ترامب أو أعياد

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، صباح اليوم الخميس 19 ديسمبر 2024، تفاصيل جديدة بشأن مفاوضات تبادل الأسرى مع حركة حماس لوقف إطلاق النار في قطاع غزة .

وأكدت الصحيفة، أن "حركة حماس سلمت إلى إسرائيل قوائم بأسماء الأسرى الذين تطالب بالإفراج عنهم ويتم الآن فحصها".

وأشارت إلى أن "إسرائيل من جانبها مطلوب منها الإفراج عن المئات من "الملطخة أيديهم بدماء الإسرائيليين" بينهم "قتلة خطيرون" وتصر على ترحيلهم إلى دولة ثالثة مثل تركيا أو قطر أو غيرها".

وقال مسؤول إسرائيلي، إنه "إذا قالت حماس "نعم" اليوم فسوف تقدم قائمة بجميع المختطفين الأحياء وتوافق على عدد المختطفين الأحياء الذين تريد إسرائيل إعادتهم في المرحلة الأولى فسيكون هناك اتفاق".

وشدد المسؤول "نحن لا ننتظر عيد الحانوكا ولا الرئيس دونالد ترمب ولا وقتا آخر، فقط زيادة عدد المختطفين الأحياء هذا هو الاتجاه الذي نسير فيه لكن حماس لا توافق على ذلك".

وأكدت الصحيفة، أن إسرائيل تطالب بالإفراج عن أكبر عدد ممكن منهم المختطفين في المرحلة الأولى من الصفقة لكن حماس ترفض وتستعد لسد هذه الفجوة بنقل جثث المختطفين.

وأضافت أن "حماس تصر على الإفراج بشكل أساسي عن مروان البرغوثي وأحمد سعدات وعبدالله البرغوثي كما ستطالب بإطلاق سراح عباس السيد وإبراهيم حامد".

وأشارت إلى أنه "النسبة لإسرائيل فإن الهدف الأساسي هو زيادة عدد المختطفين الأحياء الذين سيتم إعادتهم في المرحلة الأولى إلى أكبر حد أقصى ممكن وهذا هو ما تعمل عليه".

وأكدت أن نتنياهو هو الذي لا يريد صفقة شاملة كما يطالب بها أهالي المختطفين لأنها ممكنة فقط في إطار انسحاب كامل وتام لإسرائيل ووقف الحرب.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي مطلع على سير مفاوضات غزة، قوله إن "هناك تقدما ملحوظا في الآونة الأخيرة".

وأوضح أنه "يتواجد فريق فني إسرائيلي في الدوحة لسد الثغرات وهناك احتمال أن يذهب مسؤول كبير إلى الدوحة وينضم إلى رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية بيل بيرنز لكن هذا لم يتحدد بعد، كما انه لا يوجد وفد إسرائيلي في القاهرة ولا توجد خطط حاليا لإرسال وفد إلى مصر.

وأشار إلى أنهم "في إسرائيل يقولون إن الكرة في أيدي حماس التي ترفض حتى يومنا هذا كل الخطوط العريضة التي عرضتها إسرائيل"..

وقال مسؤولون إسرائيليون، "اليوم نرى مرونة أكبر من حماس لأنها معزولة بعد كل الإنجازات التي حققت والتي يمكن نرى أنها تؤتي ثمارها، لكن علينا أن ننتظر ونرى ما إذا كان بإمكاننا قطف هذه الثمار.

وأشاروا إلى أن "هناك فجوات أخرى حول موضوع محوري فيلادلفيا ونتساريم وكيفية تطبيق آلية تفتيش الغزيين لمنع عودة المسلحين إلى شمال القطاع، حماس مستعدة لأن تكون مرنة فيما يتعلق بمطلبها بالانسحاب الكامل من فيلادلفيا في المرحلة الأولى لكنها تصر على تخفيف كبير للوجود الإسرائيلي هناك".

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • ثلاثة أرباع الإسرائيليين يؤيدون صفقة شاملة لتبادل الأسرى مقابل وقف الحرب
  • ثلاثة أرباع الإسرائيليين تؤيد صفقة شاملة لتبادل الأسرى مقابل وقف الحرب
  • مصدر في حماس يكشف عن مستجدات المباحثات الجارية في القاهرة والدوحة
  • إسرائيل: نحتاج فقط هذا الأمر لتحقيق صفقة مع غزة ولا ننتظر ترامب أو أعياد
  • "هدنة ثم وقف العدوان" ننشر مراحل وقف إطلاق النار في غزة
  • ينتهي بوقف الحرب..الميادين تكشف تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • واشنطن تعلق على تطورات مفاوضات صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس
  • تفاؤل بقرب التوصل لاتفاق وقف حرب غزة ومغردون يتساءلون: هل إسرائيل جادة؟
  • هآرتس: التفاؤل بشأن وقف إطلاق النار بغزة سابق لأوانه ونتنياهو لا يريد وقف الحرب