غيبوبة العقل العربي وتناقضاته
تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لم تكن حياتنا قاسية، لكننا نحمل قلوباً نقية في مواجهة عالم رمادي لا يعرف سوى الأقنعة. فعلى الرغم من المشاهد الانتقائية التي تنقلها لنا الفضائيات (الجزيرة X العربية) عن الهجمات والاشتباكات والحمم المتساقطة فوق رؤوسنا. اصبح الرأي الجمعي على قناعة تامة بالسردية الأمريكية في التفسير والشرح والتحليل المنحاز دائما وأبدا إلى المعسكر الأقوى.
اما لماذا اخترنا مفردة (انتقائية) في توصيف اللقطات المتلفزة ؟، فذلك يعزى إلى سياسة التشويش والتضليل التي تمارسها السلطة الرابعة في التعامل مع العقل العربي. .
نذكر (مثال على ذلك) ان قناة (الجزيرة) ترفض توغل القوات الاسرائيلية في قطاع غزة، لكنها لا ترفض توغل القوات نفسها في ريف دمشق، بينما ترى قناة (العربية) العكس. .
ومثال آخر: المشايخ الذين وقفوا ضد كتائب القسام في غزة، لكنهم هرعوا لدعم تحركات الدواعش في سوريا، وألقى الواعظ بسّام جرّار محاضرة يوم 14 / 12 / 2024 تجدونها منشورة على اليوتيوب، عبّر فيها عن تأييده لزحف الدواعش لإسقاط نظام الاسد المدعومين من القوى الغربية، لكنه لم يحتج ولم يعترض ولم يتطرق لسقوط القنيطرة وجبل الشيخ بيد الخياليم، ولم يناقش قرار جيش الغولاني بطرد عناصر منظمة التحرير من سوريا، وكان يعلم انهم قطعوا الإمدادات ومنعوا وصولها إلى عناصر المقاومة في جنوب لبنان. .
اما على الصعيد العام فلدينا نسبة عظيمة من العرب المبتهجين الفرحين باقتراب موعد تقسيم اوطاننا وتجزئتها. ناهيك عن أفراحهم بسقوط نظام الرجل الذي كان يساند الشعب الفلسطيني ويؤويه، ويساعد المقاومة اللبنانية. فقدم الثوار الجدد ولاءهم المطلق للاعداء، وطلبوا منهم تدمير القدرات العسكرية السورية، وسمحوا لهم بغزو دمشق واحتلالها، بدعوى أن وجود الغزاة وغاراتهم المستمرة بادرة خير على ثورتهم. .
كانت إسرائيل تتوق منذ سنوات للسيطرة على جبل الشيخ، وهي اليوم تسيطر على سوريا وفلسطين ولبنان والأردن، وتحظى بتأييد الغالبية العظمى من الجماهير العربية. .
كانت المليشيات المتعددة تطالب باسقاط النظام، فكان لها ذلك، لكنها لم تطلق رصاصة واحدة على الزناة الذين تسللوا لفراش ليلى العامرية . .
ماذا لو زحف اللبنانيون وهاجموا سوريا من جهة بلدة القصير ؟. ألا يسارع هؤلاء لمواجهتهم وقتالهم ؟. فما بالهم لا يسارعون الآن لمنع الذين يدحرجون كرة الثلج فوق قمة جبل الشيخ ؟. .
ختاما: قررت إسرائيل توسيع الاستيطان بالجولان، وهذا يتناسق مع توجهات الجولاني بأن سوريا لن تدخل في حرب اخرى، ويتناسق مع قرار الغاء التجنيد الإلزامي، ولا يجرح مشاعر اصحاب العقول المشوشة الذين لا يفرقون بين الجمل الناقة. .
ولله في خلقه شؤون. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
السفارة الأذربيجانية في سوريا تنظم موائد إفطار لألف طفل يتيم
دمشق-سانا
نظمت السفارة الأذربيجانية في سوريا، بالتعاون مع جمعية المبرة النسائية مساء اليوم، مأدبة إفطار للأطفال الأيتام في مقر الجمعية بدمشق.
وأوضح القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان لدى سوريا النور سلطان شاه حسينوف في تصريح لـ سانا أن المبادرة جاءت من الحكومة الأذربيجانية بشكل مباشر، التي اقترحت تنظيم موائد إفطار لألف طفل يتيم في سوريا، على مدى ثلاثة أيام، حيث ضمت اليوم 400 طفل يتيم، فيما سيكون هناك مائدتا إفطار في اليومين القادمين في مقر الجمعية بالمزة، وفي منطقة سبينة بريف دمشق.
وبين حسينوف في كلمة له خلال حفل الإفطار أنه منذ إغلاق سفارة بلاده في دمشق، كان الشعب الأذربيجاني محروماً من ممارسة علاقاته مع الشعب السوري، الذي يتقاسم معه العرى الثقافية والدينية والتاريخية، لافتاً إلى أنه بعد النصر العظيم الذي حققه الشعب السوري، وجه الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بإعادة العمل بالسفارة المغلقة منذ عام 2012، إضافةً إلى زيارة وفد رسمي رفيع المستوى من الخارجية الأذربيجانية، وتقديم مساعدات إنسانية بحمولة 200 طن، وبناء مدرسة.
وأوضح حسينوف أن أذربيجان كانت في طليعة الدول التي أقامت اتصالاً مباشراً مع سوريا، وأرسلت برقيتي تهنئة للرئيس أحمد الشرع بمناسبة توليه منصبه، وبمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، إضافة إلى أن القيادة الأذربيجانية تولي أهمية كبيرة لتطوير علاقات الصداقة والتعاون مع القيادة السورية الجديدة في كل المجالات، مشيراً إلى أن بلاده تدعم وحدة الأراضي السورية، وسيادتها، واستقرارها، وازدهارها، وتنمية اقتصادها.
ولفت حسينوف إلى أنه من الناحية الدولية، تسعى أذربيجان لإعادة دمج سوريا في المجتمع الدولي، وكذلك المشاركة في جميع المؤتمرات التي تخص سوريا، معرباً عن تمنياته لسوريا وشعبها بالسلام والأمن والاستقرار.
بدورها، أعربت رئيسة مجلس إدارة الجمعية مها دياب عن شكرها لجمهورية أذربيجان على هذه المبادرة، مشيرةً إلى أن الجمعية عملت خلال مسيرتها على دعم ورعاية اليتيم داخل الجمعية، واليتيم بأحضان أسرته وامتداد عائلته، وذلك بدعم المعيل لهم، وتأمين كل مستلزمات المعيشة الكريمة التي يفتقدونها، من مأكل وإعانة ودعم نفسي، إضافةً إلى العديد من الأمور الأخرى.