يطلق عليه الإيرلنديون لقب "رئيس وزراء تيك توك" نظرا لاستخدامه وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة.
وهو أصغر سياسي يتسلم منصب رئيس الوزراء في بلاده، وهو أيضا أصغر نائب في البرلمان حتى إنه وصف بـ "طفل مجلس النواب" وهو في سن الـ24 عاما.

ورغم صغر سنه إلا أنه كان مشتبكا مع جميع القضايا التي شهدتها "إيرلندا منذ أن التحق بحزب "فاين جايل".



وأيضا اشتبك بشجاعة نادرة مع فلسطين وغزة، فكان الأكثر صراحة في وصف سلوك دولة الاحتلال في غزة بأنه "مثير للاشمئزاز" و"أمر مقزز".

ولد سيمون هاريس في عام 1986 في المدينة الساحلية غريستونز في مقاطعة ويكلو في جمهورية إيرلندا، لأب كان يعمل سائقا لسيارة أجرة، وأم تعمل مساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة ربما لأن أحد أطفالها كان مصابا بالتوحد.

أثناء دراسته الثانوية كان ناشطا في الدراما والتمثيل وكان رئيسا للطلاب حتى إنه كتب مسرحية وهو في سن الثالثة عشرة.

انخرط لأول مرة في السياسة المحلية عندما كان يبلغ من العمر خمسة عشر عاما عندما أسس تحالف "نورث ويكلو تريبل إيه" لمساعدة أسر الأطفال المصابين بالتوحد والأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه.


درس هاريس في البداية مسح التقييم، المعروف أيضا باسم اقتصاد الممتلكات لمدة عام قبل التحول إلى الصحافة واللغة الفرنسية في معهد دبلن للتكنولوجيا، لكنه ترك الدراسة لمتابعة وظيفة في السياسة.

فقد بدأ العمل كمساعد برلماني لزميلته المستقبلية في مجلس الوزراء فرانسيس فيتزجيرالد في عام 2008، عندما كانت عضوا في مجلس الشيوخ الإيرلندي، الغرفة العليا في الهيئة التشريعية الإيرلندية.

نشط في "فاين جايل" وهو حزب سياسي محافظ ليبرالي وديمقراطي في جمهورية إيرلندا. وهو حاليا الحزب الحاكم وأكبر حزب في إيرلندا من حيث عدد الأعضاء في البرلمان الإيرلندي والأعضاء في البرلمان الأوروبي.

انتخب هاريس في الانتخابات المحلية لعام 2009 لمجلس مقاطعة ويكلو، ثم لاحقا انتخب في عام 2011 نائبا في البرلمان عن نفس الدائرة.

وأعيد انتخابه في برلمان 2016، وفي انتخابات عام 2020، وعين وزيرا للدولة في وزارة المالية عام 2014، وتسلم منصب وزير الصحة في حكومة الأقلية بحزب "فاين جايل" عام 2016، وعند تشكيل الحكومة الائتلافية عام 2020، عين وزيرا للتعليم الإضافي والعالي والبحث والابتكار والعلوم.

وما بين عامي 2022 و 2023، شغل أيضا منصب وزير العدل أثناء إجازة الأمومة لزميلته في مجلس الوزراء هيلين ماكنتي.

بعد استقالة رئيس الوزراء ليو فارادكار في آذار/ مارس الماضي، كان هاريس المرشح الوحيد في انتخابات زعامة حزب "فاين جايل" فعين رئيسا للوزراء في سن الـ37 عاما، وأصبح أصغر شاغل لهذا المنصب في تاريخ البلاد.

مواقفه السياسية في غالبيتها داخلية تتعلق بقضايا وملفات وطنية، لكنه، وحتى قبل أن يتسلم منصب رئيس الوزراء، فقد انتقد العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة ، قائلا: "إن الأمر لا يتعلق بالتأييد لإسرائيل أو الفلسطينيين. إنه يتعلق بالتأييد للقانون الدولي. لقد كان الأمر يتعلق بالتأييد لحقوق الإنسان. وأعتقد أن ما يحدث في غزة أمر غير مقبول".

ودعا إلى وقف إطلاق النار، وقال: "إن مقتل 40 ألف شخص في غزة هو علامة فارقة يجب أن يخجل منها العالم. لقد فشلت الدبلوماسية الدولية في حماية الأطفال الأبرياء، بعضهم لم يتجاوز عمره الأيام القليلة".

وكان أقسى ما وجهه إلى نتنياهو قوله: "رئيس الوزراء نتنياهو، دعني أقل لك ذلك في هذا المساء. الشعب الإيرلندي لم يكن له أن يكون أوضح من ذلك. نحن مشمئزون من أفعالك. أوقِف إطلاق النار الآن واسمح بتدفق المساعدات بأمان".

وأضاف: "إننا نشهد أطفالا يتعرضون للتشويه والقتل، أطفالا أبرياء. إنه أمر مثير للاشمئزاز، إنه أمر مقزز ويجب أن يتوقف".

وسبق أن أعلنت إيرلندا عن الاعتراف بدولة فلسطينية في أيار/ مايو الماضي، وهي الخطوة التي وصفها هاريس بـ "المهمة والتاريخية".


وشهدت العلاقات بين إيرلندا ودولة الاحتلال الإسرائيلي توترات شديدة خلال الفترة الأخيرة بسبب مواقف إيرلندا الصريحة في دعم القضية الفلسطينية.

وفي السنوات الأخيرة، دعم البرلمان الإيرلندي عددا من القرارات التي تنتقد الاحتلال الإسرائيلي، وكانت إيرلندا واحدة من أولى الدول الأوروبية التي دعت إلى فرض عقوبات على دولة الاحتلال بسبب جرائمها في فلسطين. وقد انضمت إيرلندا إلى جنوب أفريقيا في دعوتها ضد الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.

وكانت آخر مواجهة سياسية يخوضها رئيس وزراء إيرلندا على خلفية إعلان الاحتلال الإسرائيلي إغلاق سفارته في العاصمة الإيرلندية دبلن، ووصف هاريس إغلاق السفارة بـأنها "دبلوماسية تشتيت الانتباه".

وأكد  أن "تل أبيب" لن تستطيع إسكات بلاده لانتقادها الهجمات التي تشنها القوات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. قائلا: "ما تفعله إسرائيل بفلسطين أمر حقير.. ولا أحد سيُسكت إيرلندا ".

وقال في تصريحات أدلى بها للصحفيين: "هل تعرفون ما الذي يجب إدانته في رأيي؟ قتل الأطفال؛ أعتقد أن هذا شيء يجب إدانته، هل تعرفون ما الذي يجب إدانته في رأيي؟ هول الوفيات بين المدنيين في غزة".

وأضاف: "هل تعرفون ما الذي يجب إدانته في رأيي؟ ترك الناس يواجهون الجوع وعدم تدفق المساعدات الإنسانية".

وقال كلاما كثيرا ومؤثرا حول ما يشهده قطاع غزة من جرائم منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

هاريس سياسي واعد وشجاع وينتظره الكثير رغم رحلة صعوده السريعة التي يصفها بقوله: "أعلم أن مسيرتي المهنية كانت غريبة بعض الشيء في كثير من النواحي،  كنت عضوا في مجلس المقاطعة عندما كان عمري 22 عاما. وكنت عضوا في البرلمان الإيرلندي عندما كان عمري 24 عاما. وكنت وزيرا مساعدا في سن السابعة والعشرين. وكنت وزيرا للصحة في سن التاسعة والعشرين. لقد جاءت الحياة إلي أسرع بكثير مما كنت أتوقعه".

والعالم ينتظر منه الكثير من التوقعات في قادم الأيام، وفلسطين ستبقى تنظر إلى هؤلاء الأحرار بكل امتنان على شجاعتهم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه بورتريه غزة سيمون هاريس نتنياهو غزة نتنياهو ايرلندا سيمون هاريس بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه سياسة سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی رئیس الوزراء فی البرلمان عندما کان فی مجلس فی غزة

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر يستقبل الرئيس الإندونيسي ويتفقان على مواصلة الضغط لوقف الإبادة الجماعية في غزة

استقبل الإمام الأكبرد. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، بمشيخة الأزهر، السيد الرئيس برابوو سوبيانتو، رئيس جمهورية إندونيسيا، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك.

ورحَّب فضيلة الإمام الأكبر بالرئيس الإندونيسي والوفد المرافق له في رحاب الأزهر الشريف، مشيرًا إلى العلاقات التاريخية المتينة التي تربط الأزهر بإندونيسيا، والتي ترسَّخت من خلال توافد أبناء إندونيسيا لتلقي العلوم في الأزهر، مشيرًا إلى أن الأزهر يسعد باستضافة ١٥٠٠٠ طالب وطالبة من إندونيسيا للدراسة في مختلف المراحل التعليمية، وأنهم يتميزون بالجِد والاجتهاد في طلب العلم، والتحلي بالأدب والأخلاق الرفيعة.

وأكد فضيلته استعداد الأزهر لتلبية كل مطالب إندونيسيا المتعلقة بتدريب الأئمة والوعاظ في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة، مشيرًا إلى أن الأكاديمية قامت بتدريب ٣٠٠ إمام إندونيسي، كما أكَّد فضيلته استعداد الأزهر لزيادة البعثة الأزهرية المُوفَدة لإندونيسيا البالغ عددها ٤٧ عالمًا ومعلمًا أزهريًّا، 

كما أشاد  بتطور العلاقات بين بيت الزكاة والصدقات -الذراع الخيري للأزهرـ والمؤسسات الخيرية الإندونيسية، خاصة في دعم القوافل الإغاثية التي يُسيِّرها البيت دعمًا لإخواننا في غزة، الذين يعانون ظلمًا كبيرًا، وإبادة جماعية، وعدوانًا لا يمكن أن يتحمله بشر في ظل صمتٍ وتخاذلٍ دوليين لم يسبق لهما مثيل.  

وأكَّد شيخ الأزهر ضرورة العمل على وحدة الصف العربي والإسلامي، وأنه السبيل الأوحد للتصدي للأزمات المتلاحقة التي تواجه عالمنا الإسلامي، مشيرًا إلى امتلاك الدول الإسلامية لكل عوامل التقدم والازدهار، داعيًا المولى عز وجل أن يُخرجَ لنا من كل هذه المحن مِنحةً للتقارب والتعاضد وتغليب المصلحة والأخوة الإسلامية.

كما أعرب شيخ الأزهر عن تقديره لاحتضان إندونيسيا المكتب الإقليمي لمجلس حكماء المسلمين، وترحيبها بالاضطلاع بدور مهم في التحالف العالمي للقيادات الدينية، الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين تحت عنوان: (أديان من أجل التنمية والسلام).

من جانبه، أعرب الرئيس الإندونيسي عن سعادته بلقاء شيخ الأزهر للمرة الثانية بعد اللقاء الأول في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، وتقديره الكبير لما يبذله الأزهر من جهود لرعاية طلاب إندونيسيا، وتوفير كل سبل الراحة لهم للتفرغ لتحصيل العلوم والمعارف، مؤكدًا أن خريجي الأزهر في إندونيسيا يتمتعون بسمعة طبية، ويمثلون قاعدة أساسية في إرساء قيم الإخاء والتعايش في المجتمع الإندونيسي، وأن الدولة تعول عليهم كثيرًا في نشر السلام المجتمعي، مشيرًا إلى أن الرئيس الإندونيسي الرابع عبد الرحمن وحيد تلقى تعليمه في الأزهر الشريف.

وأضاف الرئيس الإندونيسي: "نحن نشعر بالأسى والحزن لما يحدث في منطقة الشرق الأوسط، وكل ما يحدث للعرب والمسلمين يؤثر فينا بشكل كبير، ونحزن كثيرًا عندما نرى حالة الفُرقة التي اجتاحت عالمنا الإسلامي والصمت تجاه ما يحدث في غزة، كما يؤسفنا أن نرى تيارات عالميَّة تعمل على تهميش دور العالم الإسلامي وتقزيم دوره"، مؤكدًا ثقته في استعادة الدول الإسلامية لموقعها المميز في النظام العالمي، في ظل ما تمتلكه من قدرات بشرية وموارد طبيعية تضمن لها النمو والتقدم، مؤكدًا أن إندونيسيا حريصة على وحدة العالم الإسلامي، وتبذل جهودًا كبيرة في احتواء النزاعات والتوترات الداخلية ودفع عجلة التواصل والتقارب.

كما أكَّد الرئيس الإندونيسي ترحيب بلاده لاحتضان النسخة الأولى من مؤتمر مجلس حكماء المسلمين (أديان من أجل التنمية والسلام) ورعايته وتوفير كل السبل لخروجه بأفضل شكل ممكن.

مقالات مشابهة

  • سياسي أيرلندي يهاجم نتنياهو ويدعو لوقف الإبادة في غزة (بورتريه)
  • باحث سياسي: خلافات في التحالفات تهدد الحكومة الألمانية
  • باحث سياسي: نتنياهو يسعى لتغيير خريطة المنطقة وإعادة احتلال فلسطين
  • نتنياهو يوجه رسالة للحوثيين.. من يهاجم إسرائيل سيدفع ثمنًا باهظًا
  • عاجل| نتنياهو: الحوثيون يتعلمون بطريقة صعبة أن من يهاجم إسرائيل سيدفع ثمنا باهظا
  • الخارجية الفلسطينية: اعترافات جنود الاحتلال بارتكاب جرائم حرب تتطلب ضغطًا دوليًا أكبر لوقف الإبادة
  • “مريضة ومختلة ومنكسرة”.. لابيد يهاجم حكومة نتنياهو وينتقد زيارته لجبل الشيخ
  • ملك الأردن يؤيد الانتقال السلمي بسوريا ويدعو لوقف الإبادة بغزة
  • شيخ الأزهر يستقبل الرئيس الإندونيسي ويتفقان على مواصلة الضغط لوقف الإبادة الجماعية في غزة