سياسي أيرلندي يهاجم نتنياهو ويدعو لوقف الإبادة في غزة (بورتريه)
تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT
يطلق عليه الأيرلنديون لقب "رئيس وزراء تيك توك" نظرا لاستخدامه وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة.
وهو أصغر سياسي يتسلم منصب رئيس الوزراء في بلاده، وهو أيضا أصغر نائب في البرلمان حتى أنه وصف بـ "طفل مجلس النواب" وهو في سن 24 عاما.
ورغم صغر سنه إلا أنه كان مشتبكا مع جميع القضايا التي شهدتها أيرلندا منذ أن التحق بحزب "فاين جايل".
وأيضا اشتبك بشجاعة نادرة مع فلسطين وغزة، فكان الأكثر صراحة في وصف سلوك دولة الاحتلال في غزة بأنه "مثير للاشمئزاز"، و"أمر مقزز".
ولد سيمون هاريس في عام 1986 في المدينة الساحلية جريستونز في مقاطعة ويكلو في جمهورية أيرلندا، لأب كان يعمل سائقا لسيارة أجرة، وأم تعمل مساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة ربما لأن أحد أطفالها كان مصابا بالتوحد.
أثناء دراسته الثانوية كان ناشطا في الدراما والتمثيل وكان رئيسا للطلاب حتى أنه كتب وهو في سن الثالثة عشرة، مسرحية.
انخرط لأول مرة في السياسة المحلية عندما كان يبلغ من العمر خمسة عشر عاما عندما أسس تحالف "نورث ويكلو تريبل إيه" لمساعدة أسر الأطفال المصابين بالتوحد والأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه.
درس هاريس في البداية مسح التقييم، المعروف أيضا باسم اقتصاد الممتلكات لمدة عام قبل التحول إلى الصحافة واللغة الفرنسية في معهد دبلن للتكنولوجيا، لكنه ترك الدراسة لمتابعة وظيفة في السياسة.
فقد بدأ العمل كمساعد برلماني لزميلته المستقبلية في مجلس الوزراء فرانسيس فيتزجيرالد في عام 2008، عندما كانت عضوا في مجلس الشيوخ الأيرلندي، الغرفة العليا في الهيئة التشريعية الأيرلندية.
نشط في "فاين جايل" وهو حزب سياسي محافظ ليبرالي وديمقراطي في جمهورية أيرلندا. وهو حاليا الحزب الحاكم وأكبر حزب في أيرلندا من حيث عدد الأعضاء في البرلمان الأيرلندي والأعضاء في البرلمان الأوروبي.
انتخب هاريس في الانتخابات المحلية لعام 2009 لمجلس مقاطعة ويكلو، ثم لاحقا انتخب في عام 2011 نائبا في البرلمان عن نفس الدائرة.
وأعيد انتخابه في برلمان 2016، وفي انتخابات عام 2020، وعين وزيرا للدولة في وزارة المالية عام 2014، وتسلم منصب وزير الصحة في حكومة الأقلية بحزب "فاين جايل" عام 2016، وعند تشكيل الحكومة الائتلافية عام 2020، عين وزيرا للتعليم الإضافي والعالي والبحث والابتكار والعلوم.
وما بين عامي 2022 و 2023، شغل أيضا منصب وزير العدل أثناء إجازة الأمومة لزميلته في مجلس الوزراء هيلين ماكنتي.
بعد استقالة رئيس الوزراء ليو فارادكار في آذار/ مارس الماضي، كان هاريس المرشح الوحيد في انتخابات زعامة حزب "فاين جايل" فعين رئيسا للوزراء في سن 37 عاما، وأصبح أصغر شاغل لهذا المنصب في تاريخ البلاد.
مواقفه السياسية في غالبيتها داخلية تتعلق بقضايا وملفات وطنية، لكنه، وحتى قبل أن يتسلم منصب رئيس الوزراء، فقد انتقد العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة ، قائلا "إن الأمر لا يتعلق بالتأييد لإسرائيل أو الفلسطينيين. إنه يتعلق بالتأييد للقانون الدولي. لقد كان الأمر يتعلق بالتأييد لحقوق الإنسان. وأعتقد أن ما يحدث في غزة أمر غير مقبول".
ودعا إلى وقف إطلاق النار، وقال: "إن مقتل 40 ألف شخص في غزة هو علامة فارقة يجب أن يخجل منها العالم. لقد فشلت الدبلوماسية الدولية في حماية الأطفال الأبرياء، بعضهم لم يتجاوز عمره أياما قليلة".
وكان أقسى ما وجهه إلى نتنياهو قوله "رئيس الوزراء نتنياهو، دعني أقل لك ذلك في هذا المساء. الشعب الأيرلندي لم يكن له أن يكون أوضح من ذلك. نحن مشمئزون من أفعالك. أوقِف إطلاق النار الآن واسمح بتدفق المساعدات بأمان".
وأضاف "إننا نشهد أطفالا يتعرضون للتشويه والقتل، أطفال أبرياء إنه أمر مثير للاشمئزاز، إنه أمر مقزز ويجب أن يتوقف".
وسبق أن أعلنت أيرلندا الاعتراف بدولة فلسطينية في أيار/ مايو الماضي، وهي الخطوة التي وصفها هاريس بـ "مهمة وتاريخية".
وشهدت العلاقات بين أيرلندا والاحتلال الإسرائيلي توترات شديدة خلال الفترة الأخيرة بسبب مواقف أيرلندا الصريحة في دعم القضية الفلسطينية.
وفي السنوات الأخيرة، دعم البرلمان الأيرلندي عددا من القرارات التي تنتقد الاحتلال الإسرائيلي، كما كانت أيرلندا واحدة من أولى الدول الأوروبية التي دعت إلى فرض عقوبات على دولة الاحتلال بسبب جرائمها في فلسطين. كما انضمت أيرلندا إلى جنوب أفريقيا في دعوتها ضد الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.
وكانت أخر مواجهة سياسية يخوضها رئيس وزراء أيرلندا على خلفية إعلان الاحتلال الإسرائيلي إغلاق سفارته في العاصمة الأيرلندية دبلن، ووصف هاريس إغلاق السفارة بـ"دبلوماسية تشتيت الانتباه".
وأكد أن تل أبيب لن تستطيع إسكات بلاده لانتقادها الهجمات التي تشنها القوات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. قائلا : "ما تفعله إسرائيل بفلسطين أمر حقير..ولا أحد سيُسكت أيرلندا ".
وقال في تصريحات أدلى بها للصحفيين "هل تعرفون ما الذي يجب إدانته في رأيي؟ قتل الأطفال؛ أعتقد أن هذا شيء يجب إدانته، هل تعرفون ما الذي يجب إدانته في رأيي؟ هول الوفيات بين المدنيين في غزة".
وأضاف "هل تعرفون ما الذي يجب إدانته في رأيي؟ ترك الناس يواجهون الجوع وعدم تدفق المساعدات الإنسانية".
وقال كلاما كثيرا ومؤثرا حول ما يشهده قطع غزة من جرائم منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
هاريس سياسي واعد وشجاع وينتظره الكثير رغم رحلة صعوده السريعة التي يصفها بقوله: "أعلم أن مسيرتي المهنية كانت غريبة بعض الشيء في كثير من النواحي، كنت عضوا في مجلس المقاطعة عندما كان عمري 22 عاما. وكنت عضوا في البرلمان الأيرلندي عندما كان عمري 24 عاما. وكنت وزيرا مساعدا في سن السابعة والعشرين. وكنت وزيرا للصحة في سن التاسعة والعشرين. لقد جاءت الحياة إلي أسرع بكثير مما كنت أتوقعه".
والعالم ينتظر منه الكثير من التوقعات في قادم الأيام، وفلسطين ستبقى تنظر إلى هؤلاء الأحرار بكل امتنان على شجاعتهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه بورتريه غزة سيمون هاريس نتنياهو غزة نتنياهو ايرلندا سيمون هاريس بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه سياسة سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی رئیس الوزراء فی البرلمان عندما کان فی مجلس فی غزة
إقرأ أيضاً:
رئيس وزراء أيرلندا لإسرائيل: لن تستطيعوا إسكاتنا
اتهم رئيس وزراء أيرلندا سيمون هاريس إسرائيل بمحاولة إسكات بلاده على خلفية موقفها الرافض للحرب على قطاع غزة، ووصف قرار تل أبيب إغلاق سفارتها في دبلن بـ"دبلوماسية تشتيت الانتباه".
وقال رئيس الوزراء الأيرلندي إن تل أبيب لن تسطيع إسكات بلاده لانتقادها الهجمات التي تشنها القوات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها للصحفيين في مدينة دون لوغيري، أمس الثلاثاء، على خلفية إعلان إسرائيل إغلاق سفارتها في بلاده.
ووصف هاريس قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إغلاق سفارة تل أبيب في دبلن بـ"دبلوماسية تشتيت الانتباه".
وأعرب عن أسفه على القرار، مشيرا إلى أنه كان يفضل ألا يحدث ذلك.
كما أشار هاريس إلى أن دبلن ستواصل اتصالاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، مستدركا بقوله: "لكن، لن يستطيع أحد إسكات أيرلندا".
وردا على سؤال صحفي بشأن موقف دبلن من الحرب الإسرائيلية على غزة، قال رئيس الوزراء الأيرلندي "اليوم، جميعكم تسألون عن موقف أيرلندا. لكن ماذا عن ممارسات إسرائيل؟ ماذا عن الممارسات التي ارتكبها نتنياهو بحق الأطفال الأبرياء في غزة؟ هذه عبارة عن دبلوماسية تدمير".
وأضاف "هل تعرفون ما الذي يجب إدانته في رأيي؟ قتل الأطفال؛ أعتقد أن هذا شيء تجب إدانته".
إعلانوأكد هاريس أن ما يستوجب الإدانة أيضا هو ما تقوم به إسرائيل من قتل للمدنيين في غزة، وتجويع لسكانها ومنع لتدفق المساعدات الإنسانية إليهم.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر أعلن -الأحد الماضي- إغلاق سفارة تل أبيب في أيرلندا على خلفية ما قال إنه بسبب "سياستها المناهضة لإسرائيل".
وتأتي الخطوة الإسرائيلية بعد إعلان أيرلندا الأسبوع الماضي انضمامها إلى الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، والتي تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 152 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.