عربي21:
2025-02-02@03:32:38 GMT

نتنياهو: سياسة الهروب إلى الأمام

تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT

للمرة الرابعة طيلة ثمانية أعوام، يمثل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام القضاء بتهم فساد واستغلال للسلطة، وسط حرب مفتوحة تشنها قواته على فلسطين المحتلة وسورية ولبنان وإيران واليمن، وخلاف في الداخل الإسرائيلي لم يحسم الموقف منه.

نتنياهو الذي أخفقت دولته البوليسية في صد عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول 2023، وفشلت كل أجهزته الأمنية في التعامل المبكر مع ترتيبات العملية، تمكن من إدارة أزمة الخلاف الداخلي التي كادت تطيح به وانتصر على جميع معارضيه في رؤيته السياسية والدموية للحرب على غزة.



العديد من المتابعين للشأن السياسي كانوا يعتقدون أن رئيس الحكومة الإسرائيلية لن يكمل وظيفته بعد تعالي الأصوات التي تطالبه بالذهاب الفوري لإتمام صفقة مع «حماس» تتضمن إعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، غير أن نتنياهو تمكن من تغيير الموجة لصالحه ومضى في الحرب.

لقد ساعده أن خصومه السياسيين ضعفاء وصوت المعارضة غير موحد، ما أتاح له المناورة السياسية بتبني مواقف متشددة تضمن له التحصن خلف قاعدته اليمينية المتطرفة، والمتعارف عليه أن نتنياهو حين يقع في أزمات داخلية أو خارجية يتبنى سياسة الهروب إلى الأمام.

في حربه مع خصومه في المعارضة وقت محاكماته بالفساد، لجأ نتنياهو إلى افتعال أزمات مع الفلسطينيين لحرف الأنظار عن مسار محاكمته، ونجح في ذلك وكسب الوقت لدعم تأييد معسكر اليمين المتطرف الذي ينتمي إليه.

كذلك حينما طالبته المعارضة بالاستقالة والاستجابة لمطالبها بشأن إخفاقات التعامل مع ملف الأسرى الإسرائيليين في غزة، تعمد الهروب إلى الأمام بصب الزيت على النار في غزة وشيطنتها، واعتبار الحرب ضدها حرب تحرر وطني وقومي وديني.

خلال محاكمته الأخيرة قبل أيام، خرج نتنياهو إلى وسائل الإعلام يعدد إنجازاته في تحقيق الأمن والهدوء على الجبهة الشمالية بعد إتمام الهدنة مع لبنان، وبطولاته في محور سورية وتوسيع المنطقة العازلة واستهداف معظم ترسانتها الحربية.

تحدث كثيراً عن ملامح الشرق الأوسط الجديد والسعي لترسيخه على أرض الواقع، بتحييد سورية والتركيز على إيران وفلسطين المحتلة. وقال: إن هذا التغيير مقبل لا محالة، وبالطبع هذه رسالة موجهة للداخل الإسرائيلي قبل الخارج.

هو يريد أن يقول للجمهور الإسرائيلي، إنه الوحيد القادر على تحقيق الإنجازات وجلب السلام الإستراتيجي للدولة العبرية، وأنه الأقدر عن غيره من السياسيين في التعامل مع الملفات الحسّاسة، وليس هناك أدنى شك أنه سيستخدم كل أسلحته ويقدم مسرحية ترجئ أو تفشل محاكمته.
بعد أن تمكن من تحييد جبهتَي لبنان وسورية، يبقى على نتنياهو أن يتعامل مع الملف الفلسطيني وهو الملف الأسخن والأهم لاعتبارات الجغرافيا والديموغرافيا وكذلك لاعتبارات سياسية تتعلق بموقعه في الحكومة الإسرائيلية.

الآن كل الحديث يدور حول هدنة وشيكة مع حركة «حماس»، دون الاستفاضة في تقديم تفاصيل بشأنها والعقبات التي يمكن أن تمنع تحقيقها. هنا سيحاول رئيس الحكومة الإسرائيلية جلب هدنة على المقاس الذي يريده بالضبط.

هو لا يهمه كثيراً مصير الأسرى الإسرائيليين لأن التفكير فيهم سيحد من مناوراته السياسية، ولذلك يفضل «المطمطة» في العدوان على غزة حتى يسمع عن أفكار مقبولة من «حماس» ربما تسمح ببقاء إسرائيل في محورَي فيلادلفيا و»نتساريم».

الفكرة أن نتنياهو يرغب في المماطلة بالملف الفلسطيني حتى يبقى على قمة الهرم السياسي. من الجائز أن يذهب في هدنة مجهولة مع «حماس»، لكنه سيسعى إلى ختمها بالحصول على مكاسب سياسية إما في غزة أو عبر الضفة الغربية.

ثمة ما يسمى مبدأ المكافأة أو جائزة الترضية، وتقوم على أساس أن نتنياهو حينما لم يتمكن من تحقيق أهم أهدافه في قطاع غزة، يذهب إلى الضفة الغربية أو محور سورية ويحقق فيها إنجازات، حتى يقدمها هدية إلى شعبه ثمناً للسكوت عنه.

هذا ما يحدث بالضبط في الضفة الغربية من سياسات تسمين المستوطنات وسرقة ممتلكات الفلسطينيين وتدميرها وإحراقها، وممارسة كل أنواع الترهيب بهدف تحويل الضفة إلى حديقة إسرائيلية، وكل ذلك يأتي تحت العنوان الأكبر «بقاء نتنياهو في السلطة».

في سبيل بقائه بالسلطة، نتنياهو مستعد للتضحية بأقرب المقربين منه حتى يحتفظ بالكرسي. فعلها مع حلفائه وتخلى عن غالانت وزير حربه، وهو الآن ينتظر صديقه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب حتى يساعده في تجاوز المحن الداخلية والخارجية، وتحقيق مصلحة إسرائيل فوق أي مصلحة أخرى.

(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتنياهو فساد نتنياهو الاحتلال فساد مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أن نتنیاهو

إقرأ أيضاً:

العدوان الإسرائيلي على جنين يدخل يومه الـ11

دينا محمود (رام الله، لندن)

أخبار ذات صلة غزة.. جولة جديدة من تبادل الأسرى والرهائن اليوم «الصحة العالمية»: 14 ألف شخص بحاجة للإجلاء الطبي من غزة

يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ11 على التوالي، وسط تدمير واسع للممتلكات العامة والخاصة، وللبنية التحتية.
وأسفر العدوان حتى الآن عن مقتل 19 فلسطينياً بينهم طفلة، وإصابة 50 آخرين على الأقل، وحملة اعتقالات واسعة، كما هدمت القوات الإسرائيلية نحو 100 منزل وأحرقت منازل أخرى، خاصة في مخيم جنين.
وتتواصل عمليات الحرق والنسف والتجريف لمنازل وممتلكات الفلسطينيين في حارات المخيم وداخل أحيائه، بالتزامن مع دفع إسرائيل بتعزيزات عسكرية جديدة إلى المدينة والمخيم مدعومة بالجرافات.
ووسط تواصل الجهود للحفاظ على تماسك وقف إطلاق النار الساري في قطاع غزة، تتصاعد التحذيرات من مغبة استمرار التصعيد العسكري في الضفة الغربية.
وشدد محللون وخبراء، على أن العملية الإسرائيلية في جنين توحي بأن حرباً أخرى قد اندلعت في شمالي الضفة، بعد أيام قليلة من صمت المدافع في قطاع غزة.
كما تثير عملية جنين مخاوف من تأثيراتها السلبية المحتملة، على الهدنة الهشة في غزة، والتي يُخشى من انهيارها، خاصة مع اقتراب الوصول إلى المرحلتين الثانية والثالثة منها، بما تتضمنه من بدء التطرق إلى قضايا حساسة وشائكة. وحذر الخبراء من أن نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنين وكثافتها، يُنذران بأن تتحول الضفة الغربية، إلى ساحة لصراع دموي جديد، بدلاً من أن يقود استمرار وقف إطلاق النار في غزة، إلى تهدئة التوترات المتصاعدة، منذ السابع من أكتوبر 2023، بما شمله ذلك من اندلاع مواجهات على جبهات متعددة.
وأشاروا إلى أن إطلاق العنان لهذه العمليات، بعد ثلاثة أيام فقط من بدء سريان الهدنة في غزة، لم يمنح الفلسطينيين الوقت الكافي، لالتقاط الأنفاس بعد الحرب المدمرة التي نشبت في القطاع لأكثر من عام، وحولته إلى منطقة مدمرة بشكل كامل تقريباً.
وفي حين قال مراقبون، إن مشاهد السكان الفارين من مخيم جنين، المُقام منذ عام 1953 ويبلغ عدد قاطنيه قرابة 27 ألف نسمة، تبدو مشابهة لما رُصِدَ في غزة طيلة شهور الحرب، وإن على نطاق أكثر محدودية، أعرب مسؤولون أمميون عن قلقهم، إزاء إمكانية استهداف المدنيين العزل، الذين يحاولون الفرار من المخيم.
من جهتها، شددت منظمات غير حكومية، على أن ذلك المخيم يشهد في هذه الفترة، أصعب أيامه منذ إنشائه، وسط تحذيرات من أن ما يحدث في جنين، والذي توقعت مصادر أمنية إسرائيلية في تصريحات لصحيفة «إندبندنت» البريطانية الإلكترونية أن يستمر لأشهر، يلقي بظلاله على الوضع في مناطق أخرى من الضفة، التي شهدت في الفترة الأخيرة، تصاعداً في أعمال العنف، والهجمات التي يشنها المستوطنون على قرى وبلدات فلسطينية.

مقالات مشابهة

  • عاجل | مكتب نتنياهو: تعيين إيال زامير رئيسا لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين: حكومة نتنياهو وحشية
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو والوزراء المتطرفون يفسدون صفقة التبادل
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 14 فلسطينيًا في الضفة الغربية
  • العدوان الإسرائيلي على جنين يدخل يومه الـ11
  • الاحتلال الإسرائيلي يُفجر المنازل في مُخيط طولكرم
  • وزير المالية الإسرائيلي: نتنياهو وترامب ملتزمان بعزل حماس من حكم غزة
  • إصابات برصاص الاحتلال الإسرائيلي في الضفة.. واعتقال طفل في رام الله
  • سياسة.. فن.. رياضة القضية الفلسطينية
  • نتنياهو يطالب بعدم تكرار ما حدث أثناء عملية إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين