من صحراء المغرب إلى فيافي الجزائر.. إيطالي ينقذ نفسه بدماء الخفافيش!
تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT
#سواليف
قرر شرطي إيطالي يدعى ماورو بروسبيري في عام 2004 اختبار قدرته على التحمل بالمشاركة في #ماراثون_الرمال بجنوب #المغرب. في هذا السباق يتم قطع مسافة 250 كيلوا مترا خلال مدة ستة أيام.
هذا الشرطي كان يزاول منذ أن كان طفلا عدة رياضات منها الركض وإطلاق النار وركوب الخيل والمبارزة، وكان تسنى له حتى الانضمام إلى الفريق الأولمبي الإيطالي.
بدأ ماراثون الرمال في 10 أبريل 1994. سارت على ما يرام خلال الأيام الأربعة الأولى من السابق، ركض المشاركون بين نقاط التحكم، حيث تم تزويدهم بالماء، واستراحوا لبعض الوقت قبل أن يستـأنفوا الجري حاملين معهم ما يكفي من غذاء وما سُمح لهم من مقتنيات بسيطة.
مقالات ذات صلة شومان توقع اتفاقيات مع الفائزين بجائزتها للابتكار وصندوق دعم البحث العلمي 2024/12/20الطقس ساء في 14 أبريل وهبت #عاصفة_رملية عاتية في #الصحراء، فيما ارتفعت حرارة الجو إلى 46 درجة مئوية. منظمو السابق كانوا شددوا في تعليماتهم على المشاركين أن يبقوا في أماكنهم إذا ما واجهوا عاصفة رملية وأن يحتموا بكيس النوم ويستلقوا على الأرض إلى حين مرور العاصفة.
ماورو وصف الموقف لاحقا بقوله: “حين بدأت العاصفة الرملية، فقدت رؤية الجميع. ومع ذلك واصلت الركض لأنني اعتقدت أنني أستطيع تبين الطريق. كنت في المركز السابع ولم أرغب في خسارة ترتيبي. لكن العاصفة هبت بغضب شديد لدرجة أنني اضطررت إلى التوقف والبحث عن مأوى. وجدت شجيرة واحتميت بها. الرمال كانت مثل الإبر تنغرس في بشرتي. لففت المنشفة حول وجهي وانتظرت. تبدلت الكثبان الرملية من حولي، واضطررت للتحرك عدة مرات كي لا أجد نفسي مدفونا تحت الرمال”.
في الصباح استيقظ على مفاجأة غير سارة. نظر حوله من أعلى الكثبان الرملية ولم ير أي طريق أو أي علامات على وجود بشري، ولم تتبق لديه إلا قطرات من الماء.
انتظر بروسبيري على كثبان الرمال المساعدة وهو يرقب الأفق بدقة. مع غروب الشمس راي فجأة طائرة مروحية تحلق في البعيد. حين اقتربت أطلق شعلة مضيئة إلا أن المروحية مرت فوقه ولم يشاهده من كان فيها.
عن هذا الموقف العصيب كتب العداء الإيطالي يقول: “طار فوق راسي، وكان قريبا جدا لدرجة أنني تمكنت من رؤية خوذته البيضاء في قمرة القيادة. ظننت أني قد نجوت أخيرا، إلا أن المروحية لم تهبط. واصلت التحليق أمامي واختفت. أنا لم أفهم. حينها كنت في حالة من اليأس، وجنون من الخوف”.
حين أدرك ماورو أن إنقاذه لا يزال بعيدا، تذكر ما سمعه من جده الذي شارك في الحرب العالمية الأولى، فتبول في زجاجة ليشرب منها، ولكي تمده بما يحتاج من رطوبة في الصحراء الحارقة.
في محاضرة عن تلك المغامرة أوضح العداء الإيطالي الخبير أن المتسابقين في الماراثون عادة ما يأكلون القليل ويشربون الكثير، ولذلك يكون البول شفافا ويبدو سبيها بالماء.
بعد أن خزّن بوله نام مرة أخرى، وحين استيقظ رأى نسرين يحومان فوقه، حينها أدرك أن عليه أن يخرج من هذه المتاهة بنفسه.
أثناء سيره بلا هدى في الصحراء، صادف ماورو ضريحا لأحد الأولياء. لم يكن بداخله إلا بقايا عظام. لكنه وجد به الظل والرطوبة. غرس العلم الإيطالي الذي كان معه وأمضى اليوم بطوله في القبر.
كان كل ما كان معه من طعام وماء حينها قد نفد. عثر في البداية على بيض بعض الطيور في الضريح فأكلها، إلا أن الجوع بقي يعذب جسده المنهك بالتعب.
لاحظ العداء التائه خفافيش تتدلى من السقف. عن ذلك اللقاء بالخفافيش قال: “قررت أن آكلها نيئة لأن الطهي على موقدي المحمول لن يؤدي إلا إلى تجفيفها، وكنت أعرف أن الرطوبة هي أكثر ما أحتاجه. لذلك انتزعت أعناقهم ومصصتها. كان الأمر مقرفا، لكني كنت أشعر بالجنون من الجوع.”
امتص دماء حوالي عشرين خفاشا، ودفن رفاتها في الأرض وبعد ذلك استلقى وغرق في سبات عميق. صبيحة اليوم التالي استيقظ ماورو على صوت طائرة يتناهى من بعيد. جمع وهو في حالة جنونية كل ما لديه من أغراض وخاصة المصنوعة من البلاستيك وأوقد فيها النار كي يلفت إليه الأنظار. لسوء الحظ، ما أن اتقدت النار حتى هبت عاصمة رملية أخرى.
مرت اثنتا عشرة ساعة قبل أن تهدأ العاصفة، وازداد يأس ماورو. خبا أمله في أن يتمكن من الخروج حيا من هذه المتاهة الصحراوية. تذكر أن أسرته في إيطاليا لن تحصل على معاش شرطي بالوفاة إذا لم يتم العثور على جثته، لذلك قرر الانتحار في ملاذ على الأقل بعيدا عن الرمال السافية.
نقش على الحائط رسالة لزوجته، ثم قطع عروقه بسكين صغير واستلقى في انتظار الموت، لكنه لم يأت. الجفاف استشرى في جسده إلى درجة أن الدم تخثر ولم يسل. حين استيقظ صباح اليوم التالي، استجمع ما تبقى لديه من قوة وقرر المضي قدما. كان يشرب من البول الذي يخزنه وانتقل عبر الصحراء مسترشدا بالغيوم.
في الأيام الستة اللاحقة، سار بروسبيري في الصحراء المترامية، وكان يمشي في الصباح الباكر وفي المساء ويستريح فيما يجد من ظل حين تشتد حرارة الشمس. كان يقتات على كل ما تصل يده إليه. أكل الفئران والسحالي والثعابين، وكان يمضغ بعض الوريقات. من الجوع والقيظ الشديد كان يهلوس ويتراءى له السراب.
في اليوم الثامن منذ هبوب العاصفة الرملية الأولى، صادف واحة حقيقية بها بئر ماء صغير. هرع ماورو يعب الماء منه، إلا أن جسده لم يعد يستسيغ الماء.
روى العداء الإيطالي هذه المحنة قائلا: “هرعت إليه وعببت الماء بشراهة، لكن كان من الصعب عليّ ابتلاعه. ما أن دخل الماء جوفي حتى تقيأت على الفور. لم أستطع كبح أي شيء. أدركت أنه يتوجب أن آخذ رشفات صغيرة، واحدة كل عشر دقائق. كنت مستلقيا بجانب بركة مثل النمر عند نبع ماء. أخذت رشفات من الماء. بحلول الصباح، تمكنت من إخماد عطشي”.
ملأ زجاجات الماء وغسل الجروح في ساقيه. عثر أثناء سيره في اليوم التاسع على فضلات ماعز حديثة وآثار أقدام بشرية. قادته الآثار إلى رعاة من الطوارق.
أول من شاهد طفلة ترعى تبلغ من العمر ثماني سنوات. ما ان رأته حتى فرت مرتعبة. كان العداء الإيطالي يبدو مثل مومياء تسير بعينين غارقتين ووجه شديد الشحوب. لحسن الحظ أن الراعية الصغيرة أحضرت والدتها وقد ساعدت ماورو في المضي معهم إلى الخيمة حيث سقته حليبا. تقيأه بروسبيري على الفور ورفضه جسمه.
رجال الطوارق استدعوا الشرطة. رجال الأمن شهروا أسلحتهم على العداء ظنا منهم أنه جاسوس! الأمر المذهل الذي تبين أن العداء انحرف عن الطريق الأصلي بحوالي 290 كيلو مترا، وأن رحلته التي بدأت في المغرب انتهى بها المطاف في الجزائر.
الشرطة حين عرفت أن هذا الرجل هو العداء الإيطالي الذي كان يعتقد حينها أنه توفى، نقلته على المستشفى وتبين أن وزنه لا يتعدى 43 كيلو غراما.
أظهرت الفحوصات الطبية أن كبد ماورو الذي عولج في الجزائر لمدة أسبوع، تعرضت لأضرار جسيمة ما أعاق عملية الهضم واستدعى تناوله وجبات من الحساء والسوائل لعدة أشهر، كما عانى من تقلصات شديدة في الساق لمدة عام وتعرضت أيضا كليتاه لأضرار.
بعد العلاج في الجزائر، عاد بروسبيري إلى عائلته في روما، واستقبل هناك بحرارة وتحدثت الصحف الإيطالية عن مغامرته في الصحراء وأجريت العديد من المقابلات معه.
هذه القصة المثيرة التي تبدو كما لو كانت سيناريو سينمائي متخيل، هي درس بالدرجة الأولى على إمكانية الخروج من أصعب المواقف وأشد الظروف حين تتوفر الخبرة أو المعرفة بأساليب العيش في الظروف القاسية وكذلك الإرادة القوية والاعتماد على الذات في المقام الأول.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف ماراثون الرمال المغرب عاصفة رملية الصحراء فی الصحراء فی الجزائر إلا أن
إقرأ أيضاً:
أمسية رأس السنة تحت نجوم سماء الشارقة في صحراء مليحة
في فرصة للابتعاد عن صخب الحياة في المدينة والاحتفال بليلة رأس السنة الجديدة في صحراء مليحة، تنظم هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، فعاليتين فريدتين في موقعين منفصلين ضمن “منتزه مليحة الوطني”، حيث تقدم هذه الاحتفالات تجربة تفاعلية وشيقة لجميع الزوار، سواء في “استراحة مليحة البانورامية”، أو في “موقع تخييم مليحة”.
احتفالية ليلة رأس السنة في “استراحة مليحة البانورامية”
وتقدم “استراحة مليحة البانورامية” للباحثين عن احتفال راقٍ وفاخر أمسية أنيقة مقابل المشهد الصحراوي الممتد لصحراء مليحة في الشارقة، وتتيح للضيوف عدة خيارات للمجالس الجماعية المشتركة أو الخاصة، حيث توفر المجالس المشتركة جواً اجتماعياً حيوياً للتفاعل مع باقي الضيوف، في حين تقدم المجالس الخاصة مساحات حصرية لمجموعة من 10 أشخاص أو أكثر.
وتبدأ أسعار التذاكر بـ450 درهماً للكبار، 350 درهماً للصغار في المجلس المشترك، في حين تبدأ أسعار تذاكر المجلس الخاص بـ650 درهماً للكبار، و450 درهماً للصغار.
تجربة وسط الطبيعة في “موقع مليحة للتخييم”
أما الباحثون عن المغامرة وعشاق الطبيعة فيمكنهم الاستمتاع بحفل رأس السنة الجديدة، الاستثنائي، في “موقع مليحة للتخييم”، في ليلة حافلة بالمغامرات، والاسترخاء، والأنشطة العائلية، حيث يشكل التخييم الليلي في خيام خاصة تجربة عائلية مميزة، يمكن للضيوف فيها الترحيب بالعام الجديد 2025 بأول إطلالة لشروق الشمس في مشهد هادئ وسط الصحراء، وبوفيه إفطار مفتوح لمدة ساعتين ابتداءً من الساعة الـ7:30 صباحاً.
وتتوفر الخيام ضمن خيارين، عادي وفاخر، تبدأ بـ1800 درهم، وتتضمن إقامة إضافية مجانية للأطفالبعمر 4 أعوام أو أصغر.
مغامرة لا تُنسى من الثقافة والمغامرة والترفيه
وتتحول الأمسية إلى حفل ينبض بالحياة، من خلال عروض الرقص بالنار التي يحول الراقصون خلالها سماء الليل إلى لوحة مضيئة، وأنغام العود التي تنقلنا إلى أجواء التراث وتعكس أصداء التقاليد العريقة وسط رمال الصحراء.
وتحفل الأمسية العائلية في موقع مليحة للتخييم، بمجموعة متنوعة من الأنشطة، منها الرسم على القماش، وشوي المارشميلو على النار، وركن مخصص لالتقاط الصور التذكارية، وكاريوكي الغناء مع الموسيقى، والبحث عن الكنز، الذي يتضمن رسوماً إضافية، وغيرها من الأنشطة التي تسلّي الأطفال والكبار على حد سواء، في حين يسبق حفل على أنغام آلة العود العد التنازلي لمنتصف الليل، الذي يعلن انطلاقة العام الجديد.
وللباحثين عن المغامرة، توفر “جولة سفاري الغروب”، مقابل رسوم إضافية، مشاهد تخطف الأنفاس لكثبان مليحة الممتدة التي يحتضنها الغسق مع مغيب الشمس، ومع حلول الليل، تضفي حلقات النار الدفء على قلوب الزوار الذين يجتمعون حولها لتبادل أطراف الحديث والقصص والتواصل مع الطبيعة، في حين توفر مراقبة النجوم تجربة فريدة لتأمل الكون من خلال مراقبة السماء الصافية المرصعة بالنجوم.
احتفال مثالي
سواء في “استراحة مليحة البانورامية” الفاخرة، أو تجربة المغامرة في “موقع تخييم مليحة”، تشكل الفعاليتان احتفال رأس سنة لا يُنسى تحت السماء المرصعة بالنجوم لصحراء مليحة.