متحف سرسقينفض عنه غبار الحرب ويحتفل
تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT
كتبت سوسن الابطح في" الشرق الاوسط": احتفال «متحف سرسق» في بيروت، بعودته إلى جمهوره ومحبيه، له طعم آخر هذه المرة. إذ أصرّت إدارة المتحف، على ألا تفتح أبوابها بعد الحرب المدمرة التي شنَّتها إسرائيل على لبنان، من دون أن يجتمع لهذه المناسبة عشاق الفن وأصدقاء المتحف، في ما يشبه تدشيناً جديداً لمؤسسة فنية، عاشت تقلبات الحروب، وعانت إغلاقاً وعودة لمرات عدة.
فإثر انفجار المرفأ عام 2020 تعرَّض المتحف لأضرار بالغة، فقد نسف العصف نوافذه الملونة الجميلة، وأصيب المبنى إضافة إلى تلف لوحات وتحف. واحتاج الأمر، إلى جهد كبير، وتبرعات وفيرة؛ كي يتم ترميم ما تأذّى. وكان «متحف سرسق» في أيار من العام الماضي، قد احتفى، بعودته إلى الحياة، بعد غياب ثلاث سنوات. لكن شاءت الظروف أن تعيش بيروت أخطاراً جديدة؛ لذا لجأ المتحف لإجراءات سريعة خشية أن يتعرض لنكسة أخرى، قبل أن ينسى تجربته المريرة السابقة. وباشتداد القصف الإسرائيلي على بيروت في تشرين الأول الماضي، ومع صعوبات التنقل للموظفين، قرر إغلاق أبوابه. وحفاظاً على الأعمال الفنية الثمينة تم توضيبها بعناية ووضعت في المستودعات..
وتقول مديرة «متحف سرسق» كارينا الحلو لـ«الشرق الأوسط»: «عاش فريق العمل، ضغطاً كبيراً. بعضهم لم يكن قادراً على الوصول إلى مكان عمله. لم نرد تعريضهم للخطر، كما أننا لا نزال تحت صدمة انفجار المرفأ، وما تسبب به من كوارث للمتحف. رغبنا في حماية المقتنيات؛ لأننا لم نكن نعلم إلى أين يمكن أن تتجه الأمور».
تم الافتتاح الجديد، بحضور حشد من المحبين، وعُرضت على واجهات المتحف بالأبعاد الثلاثية ثماني لوحات، من مجموعته الدائمة، لوحتان لإيتل عدنان، وثلاث لولي عرقتنجي، وأخرى لجوليانا سيرافيم، وشفيق عبود وسامي عسيران. ونظمت إدارة المتحف جولة للزوار على المعروضات التي عادت إلى مكانها..وترى الحلو أن الاحتفال الجامع بعودة العمل إلى المتحف، «هو بمثابة إعلان عن عودة الفن إلى أصحابه، وملاقاة الناس له. أردنا أن نؤكد على الصلة الوثيقة بين المتحف والمدينة، لهذا؛ نحن نعمل على تنظيم ورش عمل للأطفال في المدارس لتعريف تلامذتنا بالفن والفنانين اللبنانيين» وتضيف: «نحن حريصون أيضاً، من خلال هذا الاحتفال، أن نرفّه عن نفوس الناس، الذين مرّوا بظروف صعبة من خلال الفن والموسيقى». وتمكن الزوار خلال هذه الاحتفالية من زيارة ثلاثة معارض أعيدت إلى الصالات.
هناك معرض «أنا جاهل»، الذي يلقي الضوء على أهمية صالون الخريف الذي كان له دور رئيس في إطلاق الكثير من الأسماء الفنية والمواهب، والقيّمان عليه هما: ناتاشا كسبريان وزياد قبلاوي. والمعرض الثاني الذي شاهده الزوار هو «موجات الزمن»، القيّمة عليه مديرة المتحف كارينا الحلو. وهو عبارة عن إعادة تأريخ للمراحل التي مرّ بها المتحف من حين كان منزلاً أنيقاً لصاحبه محب الفن والجمال نقولا سرسق، وصولاً إلى ما حدث بعد انفجار المرفأ، مروراً بخطوات الترميم التي خضع لها ليعود لجمهوره. ويتضح للزائر من خلال هذا المعرض أن المتحف مرّ بإغلاقات قسرية عدة، غير تلك التي تعرض لها في السنوات الأخيرة، كان أولها بين عامي 1952 و1961، أي أنه دام تسع سنوات، إثر معركة قانونية لتحويل دارة إبراهيم نقولا سرسق إلى متحف للعموم.
المعرض الثالث «رؤى بيروت»، وهو مجموعة من الصور الفوتوغرافية القديمة والنادرة لمدينة بيروت تعكس التحولات التي عاشتها المدينة، والأحداث الجسام التي تعرضت لها، وتعود الصور إلى «مجموعة فؤاد درباس». ومن خلال فيديو يضم ما يقارب 20 ألف صورة، بطريقة رقمية، نذهب إلى ما يشبه جولة افتراضية على المباني التراثية الجميلة التي نسفها انفجار المرفأ، وقد أعيد تصورها مع الأحياء المحيطة، وكأنها خرجت من كل أزماتها وذهبت إلى المستقبل.
جدير بالذكر أن «متحف سرسق» في جعبته مجموعة فنية ثمينة، مكونة من 1600 عمل فني، ولوحات لما يقارب 150 فناناً لبنانياً يمثلون مراحل ومدارس مختلفة، وفي حوزته أيضاً 12 ألف مادة مؤرشفة، و30 ألف صورة تعود لفؤاد درباس. وكذلك مئات الأعمال المستعارة، أو التي تم التبرع بها، وبعض آخر يوجد بسبب التبادل مع متاحف أخرى.
يعود بناء «متحف سرسق» أو ما يعرف بـ«قصر سرسق» إلى عام 1912. وقد أوصى صاحبه، الرجل المحب للفن نقولا سرسق، قبل وفاته، بأن يُوهب قصره لبلدية بيروت، وأن يقام فيه متحف يشرف عليه رئيس البلدية، وتديره نخبة بيروتية. لكن القصر تحول مكاناً لاستضافة الملوك والرؤساء، قبل أن يُحوّل بالفعل متحفاً عام 1961.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: انفجار المرفأ من خلال
إقرأ أيضاً:
المتحف المصري الكبير يشهد انطلاق الدورة السادسة من "فن القاهرة"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يشهد المتحف المصري الكبير انطلاق الدورة السادسة من مهرجان فن القاهرة
"آرت كايرو" تحت شعار "سلام لكل البلاد"، وذلك خلال الفترة من 7 وحتى 11 فبراير المقبل.
يشارك في المهرجان 27 جاليري وقاعة عرض تمثل مختلف اتجاهات الفن في 10 دول عربية وأوروبية هي: مصر، الأردن، لبنان، الإمارات، فلسطين، البحرين، العراق، سوريا، فرنسا، الدانمارك.
وقال محمد يونس الرئيس التنفيذي لفن القاهرة / ارت كايرو ومؤسس المهرجان، إن الدورة السادسة من فن القاهرة تتواكب مع الاستعدادات النهائية لافتتاح المتحف المصري الكبير.
وأضاف "يحظى زوار المهرجان بفرصة نادرة من فرص الحوار بين نماذج مبدعة من الفن المصري القديم وتجارب فنية متنوعة لفنانين هم الأبرز عربيا وعالميا"
وأوضح يونس، أن الدورة السادسة تحمل رسالة عميقة بعنوان: "سلامٌ لكل البلاد"
وأكد يونس أن فن القاهرة ليس مجرد تظاهرة فنية، بل هو موعدٌ سنوي يلتقي فيه كل من يؤمن بالفن كرسالة سامية، تحمل الأمل وسط ضجيج العالم وصخبه.
وأشار إلى هذا الموعد يذكر أن الفن ليس ترفاً، بل هو صوتنا الجماعي وصدى تطلعاتنا المشتركة، لأن السلام هو ما نستحق، وهو ما نرضاه.
ودعا يونس المهتمين بالفن ومبدعي العالم ليكونوا جزءاً من هذه الرسالة، حيث يلتقي الفنانون ومحبو الجمال على أرض مصر للتأكيد على حقيقة أن الفن هو الجسر الذي يربط القلوب، ويحقق الوصل والسلام .
ونوه بأن فن القاهرة يحظى باهتمام واسع من خبراء ومسوقي الفن في العالم ، كما يمثل حدثا ثقافيا و سياحيا رائدا في المنطقة العربية.
كما كشف مدير مهرجان "فن القاهرة / ارت كايرو"، أن نسخة هذا العام تشهد مشاركة 3 قاعات عرض كبرى من الاردن هي ( وادي فنان ودار الاندي وأورفلي،كما تستضيف 4 جاليريهات من لبنان وهي "أرميه، نادين ياض، مايا آرت سبيس وجاليري كف، فن ا بورتيه، ذات" ويشارك سلام جاليري من العراق ، وجاليري جورج كامل من سوريا.
ومن فلسطين يشارك جاليري "1 ون" ومن البحرين جاليري "فلك" ومن فرنسا Art du Temps
وتشارك من مصر جاليريهات: آزاد ، مشربية ، موشن ، فيلا آزاد ،آرت توك، جاليري مصر ، المشربية ، مركز الفيوم للفنون ، Le Lab.
ويعرض مهرجان فن القاهرة أعمالا فنية لنحو 70 فنانا من مصر والعالم العربي من بينهم: آدم حنين ، بهجت عثمان، حلمي التوني، وجميل شفيق، ايفلين عشم الله، محمد عبلة "مصر".
ومن فناني العالم العربي سعاد مردم بك ، سيروان باران ، الفنان رأفت بلان ، زيد شوا ، محمود عبيد ، محمود دحيدل ، مروة النجار، شيرين قطينه ، غدير سعد ،صدام جميلي ،قيس عيسى ، عمار داود ، جعفر طوقان علي التاجر ناطق ألوسي ،محمد شمري ،شاكر الألوسي هاني دالة ، ريما سلمون ، غيلان صفدي ، غالب حاويلا ، ميريلي مهرج ، باسم كيرلوس ، نزارضاهر، رلي أبو صالح ،خالد الخاني ،كارين مشهور ،جابي هوشر ،جيهان الخليل ، مصطفى قبيسي ، نزار صابور ، يوسف يوسف ، آردا ، ربيع كيوان ، محمد حواجيري ،ميار عبدو ،خالد جرادة ، عباس الموسوي ، عبد الجبار الغضبان ،احمد قاشا ،مجد كردية ، مجد مصري، ،ريم مصري ، نادين فياض ، رؤوف رفاعي ،إبراهيم جوابر ، جوزف رشماوي
ويهدف المهرجان من خلال الأعمال الفنية المقدمة إلى تأكيد حالة الازدهار التي تميز حركة الفن التشكيلي في العالم العربي ،كما يظهر المستوى المتقدم لأعمال التشكيليين المصريين الذين يمثلون مختلف الأجيال ومنهم : إسراء زيدان ، هند عدنان ،تغريد دارغوث ،علياء الجريدي . خالد حافظ ، طاهر حمودة ،شعبان الحسيني ،إسلام زاهر ،محمد بنوي ،احمد قرعلي ، طه القرني ،محمد رضوان ،احمد عثمان ،حكيم ابو كيلة ، سعاد عبد الرسول ،ريم اسامة ، ايمان عزت إسلام عبادة ،جمال الخشن ،ماهر البارودي . خالد حامد ،محمد شعبان ، شريف منصور. أحمد مجدي ، هديل زوردك ، علاء ابو الحمد ، عامر علي كلاي قاسم ، مينا عساف، محمد ربيع ،مصطفى ربيع ،منى هيكل، رانيا ابو العزم ، سارة طنطاوي زياد غازي.
وأشار مدير المهرجان إلى أن الدورة السادسة تتضمن مجموعة من الندوات التي تغطي مختلف قضايا التشكيل العربي وعمليات تسويقه كما تشهد انطلاق أول دورة من نوعها لإعداد وتأهيل كوادر جديدة لدعم حركة نقد الفنون التشكيلية.