من يخسر بانتخاب جوزف عون رئيساً؟
تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT
كتبت روزانا بو منصف في" النهار": من هي القوى السياسية التي تخسر بانتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون للرئاسة الأولى؟
في الواقع العملاني، باستثناء رئيس "التيار الوطني الحر" برئاسة جبران باسيل المعارض علنا لانتخاب عون، لا تتموضع أي من القوى السياسية في خانة الخسارة، بمن في ذلك الثنائي الشيعي، ولو أنه يعترض ضمنا أو يُنقل عنه رفضه عون رئيسا، فيما هذا الرفض قد يكون قابلا للتبدل "بشروط" معينة قد يسعى الثنائي إلى تأمينها في المقابل، أكان من عون أم من الدول الداعمة له.
من حيث المبدأ، غالبية القوى السياسية تخسر بانتخاب قائد الجيش، لأن ذلك سيُعزى وفق ما تقول هذه القوى نفسها، إلى عجزها عن صياغة توافقات تسمح بالابتعاد عن العودة مجددا إلى انتخاب قائد للجيش، أيا تكن مؤهلاته وصفاته التي قد تسمح له بتبوء سدة الرئاسة الأولى، وخصوصا أن لبنان عرف تجارب كارثية مع قادة للجيش انتخبوا رؤساء، وتحديدا ميشال عون وإميل لحود.
خطوة الحزب التقدمي الاشتراكي دعم ترشيح جوزف عون عدّها البعض مؤشرا لعدم تحمل البلد مزيدا من المراوحة وتضييع الفرص، بالإضافة إلى ضرورة إنضاج انتخاب رئيس تتلاقى حوله أكبر نسبة من الأصوات، فيما أدرجها البعض الآخر في خانة عدم فتح الباب أمام تعقيدات لترشيحات جديدة وفق ما يخشى البعض من موقف حزب "القوات اللبنانية" الملوّح بأحقية سمير جعجع للرئاسة، باعتباره صاحب الكتلة المسيحية الأكبر، وهو ما يعطيه على الأقل أرجحية التأثير الحاسم. ولكن لا تزال قوى سياسية تستقوي بما ينسب إلى سفراء في المجموعة الخماسية عن عدم حماستهم لدعم انتخاب قائد الجيش، وتفضيلهم أن يبقى على رأس المؤسسة العسكرية، ينفذ القرار 1701 واتفاق وقف النار مع إسرائيل. وما يسري على فرنسا في هذا الإطار، والتي ينسب إليها تفضيلها سمير عساف أو زياد بارود، ينسحب على قطر التي ينسب إلى ديبلوماسييها كذلك عدم حماستها لعون، وتفضيلها وصول مرشحين آخرين، على رغم أن قطر من أكبر الداعمين للجيش. وفي هذا الاستقواء استمرار للقوى في التعويل على خلافات بين سفراء الخماسية، الأمر الذي يثير تساؤلات جدية عن طبيعة تموضع دول الخارج وتلبننها.
إلا أن الإشكالية الأهم أن القوى السياسية التي لا تزال تدور في فلك الأسماء نفسها منذ انتهاء عهد ميشال عون، لم تطور موقفا داخليا يسمح بإنتاج مرشح يحظى بدعم غالبية القوى، إن لم يكن معظمها، ولم تقدم بديلا لا يمكن رفضه، فيما التحولات الإقليمية، ولا سيما في سوريا، عززت فرص العماد عون على نحو كبير.
ولا يعود ذلك إلى إعلان رئيس الهيئة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع دعم انتخابه، ولم يكن مضى عليه سوى أيام معدودة في موقع السلطة، بمعنى تبنيه سلطة الرعاية المباشرة وغير المباشرة للنظام السوري على لبنان، بل إلى واقع توجيه رسالة إلى من يلزم من القوى الإقليمية والدولية أنه على الخط الدولي والإقليمي نفسه وغير بعيد من توجهاتها، بما في ذلك ملف لبنان.
والواقع أن القوى السياسية لم تستطع الاستفادة من فرص أتيحت خلال أكثر من سنتين من الفراغ الرئاسي من أجل تمرير انتخاب رئيس للجمهورية من ضمن تنازلات معينة، وقد عجزت عن الخروج من الدائرة المحدودة والمقفلة التي وضعت نفسها فيها لناحية اختيار المرشحين المحتملين، فيما أدركت منذ شهور عديدة أين الأفضلية بالنسبة إلى بعض الدول المؤثرة والتي يجب أن تأخذ شروط انخراطها في لبنان في الاعتبار. فلا هي قدمت بديلا لهذه الدول ولا توافقت داخليا على مرشح تستطيع فرضه على الخارج. والإشكالية الأخرى أن توافق الثنائي الشيعي مع "التيار الوطني الحر" ليس كافيا لانتخاب رئيس بل لإتاحة المجال أمامه ليحكم، وهناك ظلم لاحق ببعض المرشحين في هذا الإطار.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: القوى السیاسیة انتخاب قائد
إقرأ أيضاً:
رئيس وزراء باكستان: ندعم كل المحاولات السياسية للتوصل لوقف إطلاق النار بغزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، إنه بالنيابة عن شعب باكستان يريد أن يعبر عن مدى اعتزازه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، من أجل عقد هذا المؤتمر وهذه الجلسة، من أجل مناقشة الأحداث الجارية، والقتل العمد للأبرياء في غزة ولبنان على هامش قمة مجموعة الثماني النامية.
وأضاف «شريف»، في كلمته خلال القمة الجلسة الخاصة بالأوضاع في فلسطين ولبنان بالقمة 11 لمنظمة الدول الثماني النامية، عبر فضائية «إكسترا نيوز»، أن الجلسة تناقش وقتًا عصيبًا للغاية؛ لأننا رأينا تصعيدات كبيرة في الهجمات الإسرائيلية، ولا سيما على قطاع غزة والآن قد توسعوا في هجماتهم، ووصلوا إلى الضفة الغربية ولبنان وحتى سوريا، وهذا القصف الإسرائيلي أثر على المنطقة بأكملها، وقد وصل ليمتد إلى العراق واليمن، وما بعاد ذلك وهذا يؤثر على المنطقة بأكملها.
وتابع: « ما حدث في الفترة الماضية واحدة من أسود الفصول على الإنسانية والتصعيدات التي تحدث غير مسبوقة وإسرائيل استهدفت المدنيين الأبرياء في غزة وفي لبنان وهذا قد نتج عنه الالاف الضحايا الأبرياء ومئات الالاف الجرحة والاحتلال الإسرائيلي انتهك كافة القرارات الدولية الإنسانية والآن هذه الحرب تتغذى على دماء الأبرياء»، مشيرًا إلى أن باكستان تدعم كل المحاولات السياسية للتوصل لوقف إطلاق نار بشكل فوري
وواصل: « الدول الغربية التي اختارت ان تكون صامته هي أيضًا ترتكب جريمة وبكستان كانت دائمًا تدين ما يحدث من هجمات من إسرائيل على غزة وعلى الضفة الغربية وعلى لبنان وسوريا»
ولفت إلى أن باكستان قد أدانت محاولة وقف عمل الأونروا وإسرائيل كانت تحاول بقدر الإمكان ان تعرقل قدر الإمكان دور الأونروا وهو بالغ الأهمية اليت كانت منظمة تعمل على قدم وساق من اجل إنقاذ المدنيين الأبرياء في غزة وفي الضفة الغربية.