ارتفعت وتيرة الصدام بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية التابعة لرئيس السلطة السيد "أبو مازن" وبين رجال المقاومة في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، وذلك حين قررت الأجهزة القيام بحملة أمنية موسعة في إطار العملية التي أسمتها "حماية الوطن"! ما أدى إلى مقتل "يزيد الجعايصة"، القيادي في كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد، والمطارد من سلطة الاحتلال.

ومن المعلوم بحسب الإحصائيات أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية قد قتلت 13 فلسطينيا منذ بداية طوفان الأقصى 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وانطلقت الأحداث في المخيم عقب اعتقال أجهزة الأمن لـ"إبراهيم طوباسي" و"عماد أبو الهيجا"، مما أثار غضب "كتيبة جنين" التي احتجزت سيارات تابعة للسلطة كرهينة للمطالبة بالإفراج عنهما، ورفضت السلطة ذلك المطلب وأرسلت رسالة واضحة بأن هدفها هو إنهاء حالة المقاومة وتسليم السلاح، كما جاء على لسان الناطق بإسم أجهزة الأمن الفلسطينية العميد "أنور رجب"، وهو ما رفضته المقاومة.

حافَظَ رئيس السلطة وباجتهاد منقطع النظير على التنسيق بين أجهزته الأمنية وبين جهازي الموساد والشين بيت الإسرائيليين
وحاصرت الأجهزة الأمنية المخيم أكثر من 7 أيام، ونشرت القناصة على أسطح المنازل وأطلقت النار على كل هدف متحرك داخل مخيم جنين! وحاصرت كذلك المستشفى الحكومي للمخيم وفتشت سيارات الإسعاف وقطعت التيار الكهربائي، ثم اقتحمت مستشفى ابن سينا ومنعت الأهالي من وداع "الجعايصة"..

وقد استنكرت الفصائل الفلسطينية في بياناتها ما تفعله الأجهزة الأمنية من استهدافها للمقاومة وخدمتها للكيان الصهيوني، من قبيل أن "استمرار أجهزة السلطة في هذا النهج المشين يدق ناقوس الخطر ويؤجج خلافات داخلية في توقيت مصيريّ"، و"حماية الوطن لا تكون إلا بدرء الفتن والوقوف صفا واحدا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي"، و"عنجهية السلطة والأجهزة -خيلاؤها وكِبْرها-! هي ما أوصلتنا إلى هذه النقطة".

عجيب أمر السيد "أبو مازن"، لا يتعلم من الأخطاء والكوارث التي ارتكبها في ماضيه قبل وبعد انفراده بالسلطة، وخطيئته كانت ولا زالت في الثقة -المصطنعة!- في المُفاوض الإسرائيلي والداعم الأمريكي، وفي الجلوس على موائد المفاوضات في (مدريد، أوسلو)، والتعاون والتنسيق الأمني المشترك مع سلطات الاحتلال..

ولقد كانت مكاسب الكيان في تلك المفاوضات العبثية التي حمل لواءها "عباس" فرصة رائعة لتجميل صورة الصهاينة أمام العالم الغربي وأمام شعوبهم بأن إسرائيل دولة تسعى للسلام، والحقيقة أن ذلك لم يكن إلا عملية تخدير طويلة المدى اقتضتها الفترة الزمنية إبان التسعينات من القرن الماضي وساهم فيها أبو مازن بكامل طاقته!..

وهذا بخلاف ما تورط فيه رئيس السلطة ضد شعبه المحاصر في عام 2009 -على سبيل المثال لا الحصر!- من تأجيل التصويت على "تقرير غولدستون" المتضمن للأدلة والشواهد الدامغة بالصور والشهود على جرائم الصهاينة في غزة والساعي لإدانة الاحتلال بسبب جرائمه التي ارتكبتها آلته الحربية، وأشار المفوض الأممي لحقوق الإنسان حينها إلى أن سلطة رام الله التي يفترض أنها تمثل الشعب الفلسطيني! قامت بإنقاذ الكيان الصهيوني من الإدانة الدولية في مجلس حقوق الإنسان بجنيف..

حافَظَ رئيس السلطة وباجتهاد منقطع النظير على التنسيق بين أجهزته الأمنية وبين جهازي الموساد والشين بيت الإسرائيليين، وتكفينا إشادة واحد من أهم الصحف الإسرائيلية، "معاريف"، بالتنسيق القائم لملاحقة الناشطين الفلسطينيين لضمان أمن مواطني الكيان، الأمر الذي ساهم في إنقاذ حياة المئات منهم! وهذا ما ذكره الكاتب بالصحيفة "جاكي خوجي" حين أكد أن التنسيق الأمني هو الاسم السري للتعاون على أعلى المستويات بين أجهزة الأمن من الجانبين لملاحقة ناشطي حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وذلك بأن توفر إسرائيل المعلومات الاستخبارية عن وجود خلية مسلحة تخطط لتنفيذ عملية ما، فينطلق الأمن الفلسطيني لاعتقال أفرادها، مما يعفي إسرائيل من المخاطرة بجنودها لدى تنفيذها عمليات الاعتقال!..
محمود عباس يبعث برسائله إلى الداعم الأمريكي وإلى حلفائه في المنطقة أنه الرجل القوي إذا ما وسّدوا إليه حكم غزة بعد إزاحة حماس وأخواتها من فصائل المقاومة، وأن عريكته لا تلين في حماية الكيان الصهيوني وفي التضييق على المقاومة
ما الذي يريده السيد "أبو مازن" ومن أين له بتلك الجرأة في خيانة شعبه؟!

سؤال مُلح يحتاج إلى الإجابة عليه، بعد كل تلك الملاحم التي عاشها ويعيشها الشعب الفلسطيني الأبي خاصة في غزة، وقد وضح للشعب الفلسطيني أن خيارات "عباس" في الثقة بالصهاينة وفي المراهنة على خيار المفاوضات كانت كارثية، وأن التنسيق الأمني مع الاحتلال وكشف عورات المقاومة خيانة عظمى يستحق عليها المحاكمة، وعلى أقل تقدير أن يشعر ببعض الخجل من ماضيه الأسود وأن يتوارى عن المشهد الفلسطيني!

ويبدو أن الرجل ماض في غيه مدعوما بالرضا الأمريكي، والدعم السياسي والمالي من حكومات المنطقة العربية، ومن الجامعة العربية المنحازة لخيارات الحكام لا الشعوب، وهو معروف بغلظته واستعلائه على قادة المقاومة وبوده وانكساره مع داعميه، وكلنا يذكر حالة الود التي ظهر عليها حينما حضر جنازة المجرم "شيمون بيريز" وتجاهله حضوره جنازة زعيم المقاومة الشهيد "إسماعيل هنية" التي جرت بالدوحة، رغم كون هنية رئيسا شرعيا لوزراء فلسطين!..

محمود عباس يبعث برسائله إلى الداعم الأمريكي وإلى حلفائه في المنطقة أنه الرجل القوي إذا ما وسّدوا إليه حكم غزة بعد إزاحة حماس وأخواتها من فصائل المقاومة، وأن عريكته لا تلين في حماية الكيان الصهيوني وفي التضييق على المقاومة حتى ولو هدم المسجد الأقصى!

لا قدر الله..

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية جنين الضفة الاحتلال التنسيق الأمني محمود عباس فلسطين محمود عباس الاحتلال جنين الضفة مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأجهزة الأمنیة أجهزة الأمن أبو مازن

إقرأ أيضاً:

المنصات تثق بقدرة المقاومة على ردع الاحتلال رغم اختلال موازين القوى

وخلال الساعات الماضية، أعلن جيش الاحتلال أن قواته وآلياته العسكرية قد انتشرت وسيطرت على وسط محور نتساريم الذي يفصل شمالي قطاع غزة عن وسطه وجنوبه.

ولاحقا، أعلن الجيش بدء عملية برية أخرى على محور الساحل في منطقة بيت لاهيا شمال القطاع، في مؤشر على توسيع نطاق العمليات العسكرية البرية.

وأوضح جيش الاحتلال أن الهدف من هذه العملية "توسيع المنطقة الدفاعية الأمنية، وإنشاء منطقة عازلة، ووضع خط فاصل بين شمال القطاع وجنوبه"، كما كان الوضع قبل الهدنة.

وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الجيش الإسرائيلي يستعد لإقامة حاجز إضافي على محور نتساريم.

وفي إجراء يشير إلى محاولات فرض واقع ميداني جديد، حذّر المتحدث باسم جيش الاحتلال سكان غزة من العبور عبر شارع صلاح الدين بين شمال القطاع وجنوبه في كلا الاتجاهين، وسمح فقط بالتحرك في اتجاه واحد من الشمال إلى الجنوب عبر شارع الرشيد.

وفي أول رد فعل من المقاومة منذ استئناف الحرب، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قصف مدينة تل أبيب برشقة صاروخية، ردا على ما سمتها "المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في قطاع غزة".

ودوت صافرات الإنذار في تل أبيب وضواحيها، وقال جيش الاحتلال إنه رصد إطلاق 3 صواريخ من جنوب قطاع غزة، نجح في اعتراض صاروخ، بينما سقط الآخران في مناطق مفتوحة.

إعلان

وأبرزت حلقة 2025/3/20 من برنامج "شبكات" إجماع مغردين على إدانة الممارسات الإسرائيلية ووصفتها بالمخالف للقوانين الدولية، مع التأكيد على حق المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن نفسها.

"كيان مغتصب"

وفي هذا السياق، قال المغرد عطية: "إسرائيل كيان مغتصب واحتلال على أعين العالم ومخالفة لكل المعاريف الدولية وتنقض كل العهود والتوسع الغاصب في الدول".

وفي سياق مشابه، علق المغرد "ميدو" على الوضع العسكري قائلا: "موازين الحرب غير متكافئة، لو كان عند حماس ما عندكم من الأسلحة لأصبحتم رماد، لا عهد لكم منذ القدم".

أما المغرد سيد فقد ركز على الرشقات الصاروخية التي أطلقتها المقاومة، معتبرا أنها رسالة واضحة بقوله: "الرشقة الصاروخية عنوانها بوضوح: لا تلتفتوا لكل تهديدات العدو وحربه النفسية وجرائمه النازية، فهو لا يملك إلا الإرهاب وقتل الأطفال والنساء".

وبشأن الجانب المعنوي للقوات الإسرائيلية، غرد عبد الله قائلا: "فلتتقدم إسرائيل للجحيم، وخير دليل أن بعض الضباط رفضوا العودة إلى غزة، ليش ما يرجعوا؟ خوفا من الفخاخ والآر بي جي"، مشيرا إلى ما قال إنه تراجع في معنويات الجيش الإسرائيلي.

من جهته، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس سكان غزة بأن "القادم سيكون أشد قسوة، وأنتم ستدفعون الثمن كاملا".

بدورها، قالت حركة حماس إنها تجري اتصالات مع الوسطاء لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والعمل على إلزام الاحتلال باتفاق وقف إطلاق النار.

الصادق البديري20/3/2025

مقالات مشابهة

  • الأجهزة الأمنية تلقي القبض على المتهم بقتل مفتش صحة فرشوط
  • في أقل من 24ساعة.. الأجهزة الأمنية تلقي القبض على المتهم. بقتل مفتش صحة فرشوط
  • هذا ما يريده ترامب في لبنان.. باحث إسرائيلي يعلن
  • ما رسائل المقاومة من قصف عسقلان؟ خبير عسكري يجيب
  • حماس تنفي مزاعم الكيان بشأن قطع الاتصالات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى
  • المنصات تثق بقدرة المقاومة على ردع الاحتلال رغم اختلال موازين القوى
  • الأجهزة الأمنية في عدن تعثر على 2 كيلو جرام من الحشيش
  • الجزائر تُدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف موكب الرئيس الصومالي
  • باحثة فلسطينية: نتنياهو يعاني من مشكلات كبيرة مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية
  • تمارا حداد: نتنياهو يعانى من مشكلات كبيرة مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية