سوريا بعد الأسد.. سقوط النظام أم سقوط الدولة؟| شاهد
تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بعد عقد من الكر والفر.. تخلصت سوريا من عائلة الأسد وتنفس السوريون الصعداء آملين في مستقبل أفضل وأكثر استقرارًا، حالمين بوطن يتسع للجميع ويحتضن أبناءه من جديد.
انتهت حقبة دامت لأكثر من خمسين عامًا بإسقاط نظام بشار الأسد، لتدخل البلاد مرحلة جديدة من الفوضى والانهيار، ومع هذا السقوط المدوي، وجدت سوريا نفسها هدفًا لتدخلات خارجية متسارعة، أبرزها التدخل الإسرائيلي الذي جاء بجرأة غير مسبوقة، مستغلًا حالة الضعف والانقسام.
شنت إسرائيل واحدة من أضخم عملياتها العسكرية ضد البنية التحتية السورية، مستهدفة المطارات ومخازن الأسلحة الاستراتيجية والمواقع البحرية، قرابة 480 ضربة عسكرية إسرائيلية كانت كافية لتدمير ما تبقى من القوة السورية، وإيصال رسالة مفادها: "سوريا الجديدة تحت السيطرة الإسرائيلية".
القوات البحرية الإسرائيلية لم تكن أقل ضراوة، إذ شنت سلسلة هجمات دقيقة على الأسطول السوري في البحر المتوسط باستخدام زوارق صواريخ متطورة، ما أدى إلى تدمير عشرات السفن وإغراق الجزء الأكبر من القدرات البحرية السورية. على الجانب الآخر، أكد الجيش الإسرائيلي أن عملياته استهدفت تحييد حوالي 80% من البنية العسكرية السورية، بما في ذلك مواقع لتصنيع وتخزين الأسلحة.
إسرائيل تُبرر وتُخطط.. أهداف أكبر من الأمنتذرعت إسرائيل بأن هذه الهجمات كانت إجراءات استباقية لحماية أمنها ومنع وصول الأسلحة إلى تنظيمات مثل "هيئة تحرير الشام". ولكن خلف هذه الادعاءات، تتكشف أهداف استراتيجية أكثر خطورة، تهدف إلى إبقاء سوريا ضعيفة وغير قادرة على إعادة بناء جيشها، مما يعزز التفوق الإسرائيلي في المنطقة.
توسع في الجولان.. قواعد الاشتباك تتغيرأحد أبرز ملامح التدخل الإسرائيلي تمثل في التوسع العسكري في هضبة الجولان. التقارير الميدانية تشير إلى وجود دبابات إسرائيلية على بعد 20-25 كيلومترًا فقط من العاصمة دمشق. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يتردد في التصريح بأن انهيار الجيش السوري سمح لإسرائيل بتوسيع عملياتها داخل المنطقة العازلة، مما يعكس تحولًا جذريًا في قواعد اللعبة.
مخاوف من مستقبل سوريا.. دولة فاشلة لعقودمحللون عسكريون يرون أن إسرائيل تستغل حالة الفراغ لإضعاف أي حكومة انتقالية قادمة ومنعها من بناء جيش حديث. العميد اللبناني المتقاعد خالد حمادة صرّح قائلًا: "إسرائيل تدرك أن الفرصة سانحة لتقويض أي إمكانية لإحياء جيش سوري قادر على حماية سيادة الدولة". بينما أكد العقيد السوري المنشق إسماعيل أبو أيوب أن "سوريا تواجه خطر التحول إلى دولة فاشلة لعقود، خاصة مع استمرار الهجمات الإسرائيلية التي تدمر جميع مقومات القوة".
المعارضة السورية.. حياد مثير للشكوكوسط هذه التحولات، أثار موقف المعارضة السورية المسلحة الريبة، حيث وقفت موقف المتفرج أمام الهجمات الإسرائيلية المتواصلة. ورغم تاريخها "الجهادي" كما تصفه، إلا أن وداعة المعارضة تطرح تساؤلات عن احتمالية وجود صفقات سرية أسهمت في الإطاحة بالنظام مقابل غض الطرف عن المشروع الإسرائيلي في المنطقة.
مستقبل مجهول.. سوريا بين الأطماع الدولية والتقسيممع وعود الحكومة الانتقالية باستعادة الاستقرار، يبقى المشهد السوري مفتوحًا على كل الاحتمالات. التدخلات الدولية والإقليمية مرشحة للتصاعد، مما يجعل سوريا ساحة صراع للقوى الكبرى. وبينما تستغل إسرائيل الفوضى لتعزيز أمنها وتنفيذ مشروعها التوسعي، تبدو سوريا على شفا التحول إلى دولة ممزقة وضعيفة.
ويبقى السؤال الأكبر معلقًا: هل ستتمكن سوريا من استعادة وحدتها وقوتها؟ أم أن المستقبل يحمل مزيدًا من الانهيار والانقسام؟
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأسد بشار الأسد هجوم إسرائيلي سوريا الجولان مستقبل سوريا المعارضة السورية
إقرأ أيضاً:
أردوغان بمجموعة الثماني: نؤكد أهمية استعادة سلامة الأراضي السورية ووحدتها (شاهد)
بدأ قادة مجموعة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي "D-8"، الدورة الحادية عشرة لقمة بالقاهرة، الخميس، وهي الأولى حضورياً منذ 7 سنوات.
تضم المجموعة تركيا ومصر ونيجيريا وباكستان وإيران وأندونيسيا وماليزيا وبنغلاديش. وتأسست في تركيا عام 1997 وتهدف إلى تدعيم العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين أعضائها.
وتترأس مصر المجموعة في دورتها الحالية٬ بعد تسليم بنغلاديش الرئاسة الدورية لها حتى نهاية 2025، برئاسة رئيس النظام عبد الفتاح السيسي.
نتطلع لبناء سوريا خالية من الإرهاب
وتوالت كلمات القادة في القمة والتي كان أبرزها٬ كلمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان٬ الذي قال إن بلاده تتطلع بصدق إلى بناء سوريا خالية من الإرهاب، يعيش فيها جميع الأديان والمذاهب والإثنيات بسلام وجنبًا إلى جنب.
D-8 11'inci Zirve Toplantısı Filistin ve Lübnan'daki Duruma İlişkin Özel Oturumu https://t.co/anODza7wPz — Recep Tayyip Erdoğan (@RTErdogan) December 19, 2024
وأضاف في كلمته بقمة منظمة الدول الثماني: "المؤسسات المسؤولة عن ضمان الأمن والاستقرار العالميين لا تفي بمسؤولياتها في مواجهة تزايد الصراعات والأزمات والحروب".
وأردف: "في هذه المرحلة، نرى أنه ليس النظام السياسي (العالمي) فحسب، بل النظام الاقتصادي أيضًا الذي تم وضع أسسهما بعد الحرب العالمية الثانية قد تعرضا لصدمات خطيرة".
وتابع: "المؤسسات الاقتصادية العالمية إما غير قادرة على التكيف مع الواقع الحالي، أو تجد صعوبة في تقديم الدعم اللازم. وأتمنى أن تكون القرارات التي سنتخذها في قمتنا المنعقدة في هذه الفترة الحساسة مرشداً لنا في حل المشاكل".
وأكد أردوغان أن "الشعب السوري بحاجة للاتحاد وإحياء بلده المنهك جراء الحرب"، مضيفًا: "نحن نحاول المساهمة في ضمان الاستقرار في سوريا خلال هذه الفترة الصعبة".
وأشار إلى أنهم يتابعون التطورات الأخيرة في سوريا عن كثب من منظور يعطي الأولوية لمصالح الشعب السوري.
وأردف: "نؤكد في كل فرصة على الأهمية التي نعلقها على استعادة سلامة الأراضي السورية ووحدتها".
وأضاف: "باعتبارنا أعضاء في مجموعة الثماني، أعتقد أنه يتعين علينا أن نقف إلى جانب إخواننا السوريين في كفاحهم الصعب".
وفي 8 كانون الأول/ديسمبر الجاري، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق مع انسحاب قوات النظام، وفر المخلوع بشار الأسد برفقة عائلته إلى روسيا التي منحته "لجوء إنساني"، لينتهي 61 عامًا من حكم حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
تعزيز العلاقات مع مصر
وحول العلاقات مع مصر، قال الرئيس التركي: "مع موافقة مصر على اتفاقية التجارة التفضيلية، سيكون من الممكن الآن تنفيذها في إطار أوسع بكثير".
وأعرب عن اعتقاده بوجوب استخدام الإمكانيات المتاحة في مجموعة الثماني بشكل أكثر فعالية لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وأشار أردوغان إلى أن "موضوع الاجتماع، الشباب والشركات الصغيرة والمتوسطة، وهي قاطرة التقدم الذي حققته تركيا في مجال الاقتصاد خلال الـ 22 عامًا الماضية".
وأضاف أن غالبية سكان الدول الأعضاء في قمة الثماني، البالغ عددهم أكثر من مليار نسمة، يتألفون من الشباب.
وبيّن: "نحن في تركيا، نعلم أن التنمية المستدامة لا يمكن تحقيقها إلا بأقصى مشاركة للشباب في الاقتصاد. ونقوم بتنفيذ مشاريع وبرامج تعمل على تطوير المهارات التكنولوجية والرقمية لشبابنا وروح المبادرة لديهم".
وقال إن مجموعة الدول الثماني باتت أقوى بعد انضمام أذربيجان، التي حققت إنجازات مهمة خلال السنوات الأخيرة.
وتابع أردوغان: "نهدف للمساهمة في تحقيق العدالة والتنمية العالمية بمشاركة أقل البلدان نمواً في مهرجان تكنوفيست للطيران والفضاء الأكبر عالمياً".