فولين: الغرب تخلى عن الديمقراطية ولم يعد نموذجا يُحتذى به
تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT
صربيا – صرح نائب رئيس وزراء صربيا ألكسندر فولين بأن الغرب قد تخلى عن كونه مجتمعا ديمقراطيا مشيرا إلى أنه لم يعد بإمكانه إقناع العالم بأنه نموذج يُحتذى به.
وقال فولين في مقابلة مع قناة “ONT” التلفزيونية البيلاروسية: “لقد تخلى الغرب عن كونه مجتمعا ديمقراطيا”، وأضاف مذكرا بقصف الناتو ليوغوسلافيا في عام 1999: “لم تسألوا مجلس الأمن الدولي عن الحق في الهجوم على دولة حرة ذات سيادة.
وأضاف: “لا جدال في فرنسا حول أن الناخبين قالوا: “‘نريد في السلطة من تسميهم النخبة في باريس باليسار المتطرف.. ولكن السيد ماكرون (الرئيس الفرنسي) يخرج ليقول، إن هذا لأمر مستحيل.. لا يمكن أن يصل اليسار المتطرف إلى السلطة ولا يمكن أيضا أن يصل اليمين المتطرف إلى السلطة.. فأين هي الديمقراطية في ذلك؟ لماذا يُطلب من الناخبين المشاركة في الانتخابات إذا كانت بعض الأحزاب ممنوعة من الوصول إلى السلطة؟”.
وتابع نائب رئيس الوزراء الصربي: “الوضع مشابه في ألمانيا، حيث يقال إن حزب البديل من أجل ألمانيا (اليميني المتطرف) لا يمكنه الوصول إلى السلطة.. لماذا لا يمكنه الوصول إلى السلطة إذا كان الشعب يصوت له؟ ما جدوى الانتخابات الحزبية إذن إذا كان البعض ممنوعا من الوصول إلى السلطة؟ ولماذا لا يتم حظر هذا الحزب أو اعتقال أعضائه إذا كان من غير المسموح لهم الوصول إلى السلطة؟”.
وتطرق فولين إلى الوضع المتعلق باقتصاد السوق في الدول الغربية قائلا: “يمكنكم، بصفتكم رجال أعمال بيلاروسيين أو روسيين أو صينيين أو هنوداً، أن تملكوا كل أموال العالم، ولكن لا يمكنكم شراء مؤسسة في أوروبا.. هذا الأمر محظور عليكم.. فجأة، أصبح للمال لون”.
وأشار إلى أن وضع حرية التعبير ووسائل الإعلام ليس بأفضل حال قائلا: “كم عدد وسائل الإعلام البيلاروسية التي يمكن رؤيتها في أوروبا؟.. كم عدد وسائل الإعلام الروسية أو الصينية التي يمكن رؤيتها في أوروبا؟.. فقط في صربيا يمكنكم مشاهدة وسائل الإعلام البيلاروسية والروسية ولا مكان آخر. .أين حرية الإعلام، حرية استقاء المعلومات؟”.
وأكد فولين أن غياب القانون الدولي يمثل أكبر مشكلة في العالم المعاصر، مشددا على أنه عندما لا يعمل القانون الدولي، يصبح خطاب القوة هو السائد.
واختتم نائب رئيس وزراء صربيا ألكسندر فولين بالقول إن الغرب تخلى عن نفسه كمجتمع ديمقراطي ولا يمكن أن يكون قدوة.
المصدر: ONT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الوصول إلى السلطة لا یمکن
إقرأ أيضاً:
إبراهيم الأمين: حماس قدمت نموذجا جديدا في المقاومة خلال طوفان الأقصى
شدد رئيس تحرير صحيفة "الأخبار" اللبنانية، إبراهيم الأمين، على أن حركة المقاومة الإسلامية قدمت نموذجا متقدما في المقاومة خلال معركة "طوفان الأقصى"، مشيرا إلى أن ما حققته الحركة في المعركة كان أبعد من التصورات.
وقال الأمين في مقال نشره عبر "الأخبار"، إنه "بعد عملية ‘طوفان الأقصى’، في 7 أكتوبر 2023، فُتح نقاش كبير داخل حزب الله حول ما يجب القيام به. كان هناك نداء من قائد كتائب القسام محمد الضيف إلى المقاومة في لبنان للدخول في المواجهة. وكانت هناك تقديرات لدى قيادة العدو بأن لدى حزب الله جهوزية لمحاكاة ما فعلته حماس على الحدود الشمالية، وكان هناك نقاش حول ما يمكن أن يحصل في كل المنطقة. ورغم القرار الذي اتخذته قيادة الحزب بوضع إطار لعملية إسناد غزة، إلا أن القادة الميدانيين كانوا يتابعون بتفصيل دقيق ما فعلته حماس يوم السابع من أكتوبر".
وأضاف: "ثمة أمور يمكن الاحتفاظ بها إلى أن يحين وقتها، ومنها ردّة فعل القادة العسكريين في حزب الله حيال الفعل الجهادي الذي قامت به حماس. والمقصود، هنا، الجانب المهني والحرفي من العمل. سيطرت الدهشة والإعجاب بما لم يكن يخطر في بالهم، وهم من كانوا على الدوام يفكرون في كيفية ترجمة مجموعات المقاومة الفلسطينية تدريبات طويلة، من دون أن يخطر في بال أحد العمل الضخم والجبار الذي جرى في 7 أكتوبر. ولم يكن بعض قادة المقاومة في لبنان يخفي ليس إعجابه فقط، بل النظر إلى عناصر التفوق التي ظهرت على عمل كتائب المقاومة في غزة، وخصوصاً كتائب القسام".
وأشار إلى أن "ما فعلته حماس في المعركة التي استمرت نحو 15 شهراً، يفوق كل تصوّر. ويمكن القول، ببساطة شديدة، إن حماس قدّمت نموذجا متقدّما جدا من التخطيط الطويل، ومعالجة كل التفاصيل الخاصة بالعملية نفسها، بما في ذلك حسابات لا تخطر في بال كثيرين، مع تقدير لقدرات العدو. وعندما وقع الحدث، فوجئت حماس بأنها نجحت بصورة أكبر مما خُطّط له".
وذكر الأمين أنه "في حال كانت حماس، كما جميع اللاعبين في المنطقة، لم تحسب أن العدو يمكنه أن يخوض حرباً طويلة، أو أن يتحمّل الأثمان الكبيرة التي دفعها، وأن يغامر في حرب على جبهات عدة، فكل ذلك لا يعطي العدو أي أفضلية، لأن ما فعله، وما حصل عليه من دعم غير مسبوق من العالم، عكس الخطورة غير المسبوقة التي تعرّض لها بفعل عملية ‘طوفان الأقصى’. وهو كان جدّياً، ولم يناور، عندما تصرّف بأن إسرائيل تتعرّض لخطر وجودي، ما أتاح لها الحصول على هذا الاستنفار الكبير داخل الكيان، والدعم غير العادي من العالم المناصر لها".
وأردف قائلا إن “الأمانة التاريخية والواجب الأخلاقي والموجبات المهنية، كلها أسباب لإظهار التقدير العالي لما قامت به المقاومة الفلسطينية في هذه المعركة. ويجب الوقوف أمام نجاحات هائلة، في التخطيط والتنفيذ، وفي توفير عناصر معركة طويلة الأمد، وملاحقة جنود العدو كل الوقت، وعدم منحه فرصة لالتقاط الأنفاس، وكذلك الإدارة الاستثنائية للجانب الإعلامي في المعركة، ولا سيما الدور المتفوّق مهنياً الذي لعبه الإعلام العسكري في كتائب القسام".
وأكد أن أحد أهم مميزات حماس كان أسلوب التفاوض الذي اتبعته، قائلا إن "هناك ميزة إضافية تعطي حماس مكانة متقدّمة في أداء قوى المقاومة، وهي تتعلق بآلية عمل فريق التفاوض، وهو الفريق الذي كان عُرضة لكل أشكال الضغط خلال كل المراحل، كما كان يسير بين الأحرف والنقاط لصياغة ما هو أكثر وضوحاً، وبما يحقّق المكاسب التي قامت الحرب لأجلها".
وفي الختام، أشار الأمين إلى أن "ما حصل، لم يكن انتصارا عاديا. ومن يبقى مسكونا في مربع الخوف على بعض ما يصل إليه من فتات الرجل الأبيض، لن يعرف معنى الحدث التاريخي الذي نشهده هذه الأيام، وهو الحدث الذي يقول لنا مرة جديدة إن المقاومة هي قدرنا المحتوم، ليس لطرد الاحتلال فقط، بل لمقاومة كل أشكال القهر التي يمارسها الرجل الأبيض وعملاؤه".