دبلوماسيون أمريكيون في زيارة مفاجئة إلى دمشق.. كواليس ما يدور بالغرف المغلقة
تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT
في خطوة غير مسبوقة منذ سقوط نظام بشار الأسد، وصل دبلوماسيون أمريكيون رفيعو المستوى إلى دمشق، وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الهدف من الزيارة هو عقد لقاءات مع قادة الفصائل والحكومة السورية المؤقتة، بالإضافة إلى البحث عن معلومات حول الصحفي الأمريكي المفقود أوستن تايس ومواطنين أمريكيين آخرين.
تحول كبير في السياسة الأمريكيةونقلت قناة «القاهرة الإخبارية» عن صحيفة «نيويورك تايمز» بأن الزيارة الأمريكية الأخيرة إلى دمشق، التي جاءت في سياق التطورات الأخيرة في سوريا، تُمثل تحولًا كبيرًا في السياسة الأمريكية، إذ انتقلت من التركيز على الجوانب العسكرية فقط في السنوات الماضية إلى إشراك دبلوماسي مباشر.
ويضم الوفد الدبلوماسي الأمريكي باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، وروجر كارستنز، المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الرهائن، بالإضافة إلى دانيال روبنشتاين، المستشار الخاص لشؤون سوريا.
ووفقًا لصحيفة «نيويورك تايمز»، عقد الدبلوماسيون الأمريكيون محادثات معمقة مع أطياف واسعة من المجتمع السوري، من منظمات المجتمع المدني والناشطين إلى قادة المجتمعات المحلية، كما تركزت هذه المحادثات على فهم رؤى السوريين لمستقبل بلادهم وكيف يمكن للولايات المتحدة دعم تحقيق هذه الرؤى.
مبادئ المرحلة الانتقاليةوتُشكل «مبادئ المرحلة الانتقالية» المُتفق عليها في اجتماع العقبة الأخير محورًا رئيسيًا للمباحثات، حيث تُولي الإدارة الأمريكية اهتمامًا خاصًا بالحوار مع هيئة تحرير الشام، باعتبارها القوة العسكرية الأبرز في سوريا حاليًا.
وأكد أحمد الشرع، قائد العمليات العسكرية في سوريا، في تصريحات سابقة، التزام إدارته بعملية سياسية شاملة تُراعي حقوق جميع مكونات الشعب السوري، بما في ذلك الأقليات الدينية.
وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في ندوة بمجلس العلاقات الخارجية بنيويورك، عن وضع مجموعة مبادئ مشتركة تُحدد متطلبات أي كيان سوري طامح للحصول على اعتراف ودعم المجتمع الدولي، ووصف بلينكن هذه العملية بأنها مفيدة للغاية في تحديد التوقعات المطلوبة.
وتُشكل العلاقة الأمريكية مع هيئة تحرير الشام عنصرًا حاسمًا في جهود البحث عن الأمريكيين المفقودين في سوريا، لا سيما الصحفي أوستن تايس المُختفى منذ عام 2012 في دمشق.
وأبدت هيئة تحرير الشام استعدادها للتعاون في البحث عن أوستن تايس، حيث تلقت من الولايات المتحدة قائمة بأسماء مسؤولين سوريين سابقين قد يملكون معلومات عن مصيره.
ويُعتقد أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يرى أن أوستن تايس لا يزال على قيد الحياة، ويقيم في سوريا.
إعادة النظر في تصنيف هيئة تحرير الشاموفي تطور مهم، دعت صحيفة نيويورك تايمز، نقلًا عن السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد، إدارة بايدن إلى إعادة النظر في تصنيف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية.
وبنى «فورد» دعوته لإعادة النظر في تصنيف هيئة تحرير الشام على ممارساتها العملية في إدلب خلال السنوات الأخيرة، حيث أظهرت قدرًا ملحوظًا من التسامح الديني، متضمنًا السماح للمسيحيين بإعادة بناء كنائسهم.
وتواجه إدارة بايدن تحديًا دقيقًا في التعامل مع القوى الناشئة في سوريا، خاصة بالنظر إلى تاريخها المعقد والتصنيفات السابقة.
وتشير زيارة الوفد الدبلوماسي الأمريكي إلى رغبة واشنطن في إعادة بناء علاقاتها مع سوريا، مع التركيز على ضمان استقرار البلاد وتعددية مكوناتها في المستقبل، بالرغم من التحديات التي يفرضها تاريخ العلاقات المعقدة بين الطرفين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: بشار الأسد الأسد أمريكا دمشق سوريا الحكومة السورية المؤقتة هیئة تحریر الشام أوستن تایس فی سوریا
إقرأ أيضاً:
هيئة البث الأوكراني: وفد كييف في السعودية يلتقي بالفريق الأمريكي في الرياض
يلتقي وفد أوكراني، اليوم الثلاثاء، مع الفريق الأمريكي في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة آخر التطورات في النزاع مع روسيا، والبحث عن سبل لدعم كييف عسكريًا واقتصاديًا.
بحسب ما نقلته هيئة البث الأوكرانية، ضم الوفد الأوكراني مسؤولين رفيعي المستوى، على رأسهم مستشار الأمن القومي الأوكراني، وعدد من الخبراء في مجالات الدفاع والسياسة الخارجية.
ومن الجانب الأمريكي، شارك مسؤولون من وزارة الخارجية الأمريكية والبنتاغون، حيث ركزت المباحثات على تعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا، وتقديم مساعدات إنسانية، بالإضافة إلى مناقشة المبادرات الدبلوماسية الهادفة إلى تخفيف حدة الصراع
تأتي هذه المحادثات في سياق جهود دبلوماسية أوسع تقودها الولايات المتحدة، حيث التقى الوفد الأمريكي أيضًا بمسؤولين روس في الرياض لمناقشة وقف إطلاق النار في منطقة البحر الأسود.
يُذكر أن هذه الاجتماعات تأتي بعد لقاء سابق في البيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني زيلينسكي، حيث تم تعليق بعض المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، مع مطالبة ترامب بأن يظهر زيلينسكي استعدادًا للتفاوض على وقف إطلاق النار مع روسيا كشرط لإعادة الانخراط المستقبلي.
ويترقب المجتمع الدولي نتائج هذه المحادثات، على أمل أن تسهم في تحقيق تقدم نحو إنهاء الصراع وإحلال السلام في المنطقة.
من المنتظر أن تخرج نتائج هذه المحادثات في شكل إعلان رسمي خلال الأيام المقبلة، وسط ترقب دولي لما ستسفر عنه الجهود الدبلوماسية في إنهاء النزاع، أو على الأقل تخفيف حدته في الفترة القادمة.