يجمع محللون سياسيون على أن الحراك الذي يقوم به المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة في سوريا يهدف إلى اختبار أداء السلطة الجديدة وخاصة "هيئة تحرير الشام" والقائد العام للإدارة الجديدة أحمد الشرع.

وقد أجرى وفد يضم دبلوماسيين رفيعي المستوى من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مباحثات مع الشرع في العاصمة دمشق -الجمعة- وقالت السفارة الأميركية إن باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط اجتمعت مع مسؤولين من "هيئة تحرير الشام" بمن فيهم الشرع لمناقشة المبادئ التي اتفقت عليها الولايات المتحدة وشركاؤها الإقليميون في مدينة العقبة الأردنية.

وأكدت مصادر للجزيرة أن الوفد الأميركي ناقش رفع العقوبات عن الشعب السوري، ومن بينها "قانون قيصر"، وكذلك رفع "هيئة تحرير الشام" من قوائم الإرهاب.

وتحدث الكاتب والباحث السياسي، محمود علوش -ضمن وقفة "مسار الأحداث"- عما أسماها مرحلة اختبار دولي لنيات "هيئة تحرير الشام" ولمدى قدرتها على ترجمة تصريحاتها ووعودها بشأن عملية الانتقال السياسي إلى أفعال، مشيرا إلى أن النهج الدولي في التعامل مع الملف السوري لمّا يتبلور.

وقال إن هناك حالة من عدم الانسجام في السياسات الدولية والإقليمية، فبينما سارعت قوى إقليمية إلى الاعتراف بالوضع الجديد في سوريا، هناك "قوى عربية فاعلة لا تزال مترددة ولديها هاجس من تيار الإسلام السياسي".

إعلان

ويتفق مدير المركز السوري للعدالة والمساءلة في واشنطن، محمد العبد الله مع ما ذهب إليه علوش من أن المجتمع الدولي يقوم باختبار لأفعال الشرع و"ليس موافَقة عليه أو اعترافا به"، وتحديدا مدى التزامه وتعامله مع المجتمع الدولي وفق بيان العقبة.

وقال إن "قانون قيصر" أعيد تمديده من مجلس الشيوخ الأميركي في انتظار توقيع الرئيس عليه، ليمتد حتى عام 2029، مبيّنا أن إعادة الإعمار غير ممكنة في ظل الإبقاء على "قانون قيصر"، وحتى موضوع رفع "هيئة تحرير الشام" من قوائم الإرهاب لم يتم الحسم فيه.

تعليق العقوبات

ورجّح العبد الله أن يتم تعليق -وليس رفع- العقوبات على سوريا وإنْ لفترة قصيرة ربما من 3 إلى 6 أشهر، من أجل السماح بتدفق المساعدات الإنسانية وعدم دفع الحكومة السورية الانتقالية للفشل.

وخلص إلى أن الإدارة الأميركية الحالية تتعامل مع أمر واقع في سوريا "وليس لديها خطة مرسومة لكي تستطيع الاعتراف بالشرع أو عدم الاعتراف به"، وقال إن العقوبات هي إحدى أوراق الضغط التي تملكها على سوريا، ولذلك طالب الكونغرس بعدم الاستعجال برفعها وانتظار سلوك "هيئة تحرير الشام"، وهو نفس رأي الرئيس المنتخب دونالد ترامب، بحسب العبد الله.

ومن جهته، يرى الباحث السياسي، الدكتور مؤيد غزلان قبلاوي أن السوريين لا يستطيعون تحمل الشروط الدولية في الفترة الحالية، حيث الاقتصاد منهار ومجتمع يحتاج إلى انتقال اجتماعي واقتصادي، ووصَف السياسة الأميركية إزاء سوريا بأنها "نصف خطوة مقابل خطوة"، أي أن الأميركيين يطلبون أكثر مما يقدمون.

وشدد على أن العملية السياسية الشاملة في سوريا والتي أشارت إليها مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط في بيانها "تحتاج إلى قاعدة زمنية غير ملزمة"، لأن المكونات في سوريا بحاجة لأن تعرف بعضها، ولا يمكن إنشاء عملية سياسية انتخابية حاليا وفقا لمكونات خرجت من إرث ومن تركة نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

إعلان

وعن الحوار الوطني الموسع الذي تعتزم الإدارة الجديدة إطلاقه خلال الأيام المقبلة، قال غزلان قبلاوي إن هذا الحوار هو عبارة عن مسارات للتفاعل والتفاهم وإرساء التعايش بين مختلف المكونات السياسية والطائفية والإثنية، وسيكون عنوانه: "الاستقرار السياسي وعدم التسريع بعملية سياسية تكون نتائجها كارثية، ولكن في نفس الوقت تكون مرضية لوصاية الشرعية الدولية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات هیئة تحریر الشام فی سوریا

إقرأ أيضاً:

هيئة الإشراف على التأمين تعلن أبرز إجراءات إعادة هيكلة قطاع ‏التأمين ‏الصحي في سوريا ‏

دمشق-سانا‏

أعلنت هيئة الإشراف على التأمين عن أبرز الإجراءات التي اتخذتها ‏لإعادة ‏هيكلة قطاع التأمين الصحي، وتحسين الخدمات المقدمة، وتجاوز ‏التحديات.‏

وتضمنت الإجراءات وفق ما نشرته وزارة المالية عبر قناتها على ‏التلغرام ‏ربط أنظمة التأمين إلكترونياً بشركات الإدارة لتحسين التنسيق، ‏وتحديث ‏بيانات المؤمن عليهم، (خاصة العاملين في الدولة)، وتدقيق مصروفات ‏شركات ‏التأمين للحد من الهدر المالي، وتفعيل الحسابات المجمدة لاستعادة ‏ديناميكية ‏التشغيل.‏

كما شملت الإجراءات اشتراط تحديث تراخيص المزودين الطبيين ‏لضمان ‏الجودة، وإلزام المزودين باستلام براءات الذمة بعد تسلم المستحقات ‏المالية ‏كاملة، وتقييم شركات الإدارة وفق مؤشرات أداء معتمدة.‏

ولفتت الهيئة إلى أن هذه الإجراءات جزء من خطة شاملة لإعادة هيكلة ‏قطاع ‏التأمين الصحي، وتحقيق نقلة نوعية فيه عن طريق رفع جودة ‏الخدمات ‏الطبية، وسد الثغرات التشغيلية، وضمان استدامة القطاع عبر آليات ‏دقيقة ‏لتعزيز الشفافية والكفاءة، وتعويض سنوات الإهمال، وذلك في إطار ‏معالجة ‏إرث النظام البائد الذي أرهق قطاع التأمين الصحي بتدهور ‏الخدمات ‏واختلال الأنظمة.‏

وكانت هيئة الإشراف على التأمين أوقفت بعض خدمات التأمين للقطاع ‏العام ‏شهراً (مع استثناء الحالات الإنسانية والطارئة)، ثم أعادت تفعيلها ‏بعد ‏المراجعة، مع دفع مستحقات المزودين، كما تدرس الهيئة تطوير ‏تغطيات ‏العقود وإطلاق الدفع الإلكتروني لتسريع إنجاز المعاملات.‏

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • لماذا تتردد واشنطن في رفع العقوبات عن سوريا بعد سقوط الأسد؟
  • وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد الشرع دعمًا لدروز سوريا
  • العراق.. إغلاق مطار بغداد الدولي بشكل مؤقت لسوء الأحوال الجوية
  • جامعة الملك سلمان الدولية تفتتح الملتقى الثاني للتدريب والتوظيف احتفالًا بعيد تحرير سيناء
  • هيئة الإشراف على التأمين تعلن أبرز إجراءات إعادة هيكلة قطاع ‏التأمين ‏الصحي في سوريا ‏
  • تحرير 100 مخالفة لضبط الأسواق ومتابعة جودة القمح في حملة تموينية بقنا
  • الخارجية الصينية تطلق تصريحات بشأن واشنطن وسوريا والهند وباكستان
  • هيئة الإشراف على التأمين تعلن عن خطة شاملة لإعادة هيكلة قطاع ‏التأمين ‏الصحي في سوريا ‏
  • منظمة الشفافية الدولية هيئة عالمية تكافح الفساد
  • مفاجآت من دمشق.. ستاتزمان يكشف أسرار لقاءه مع الشرع وفرص التحول في سوريا