دعا القائد العام للإدارة السورية، أحمد الشرع، خلال سلسلة لقاءات مع وفود أجنبية، إلى رفع العقوبات الغربية المفروضة على سوريا، مشددًا على أن هذه العقوبات كانت موجهة إلى النظام المخلوع الذي انتهى دوره الآن.

وأوضح الشرع أن رفع هذه العقوبات يُعد ضرورة ملحة لتسهيل عودة اللاجئين السوريين الذين نزحوا بسبب الحرب، ولتمكين جهود إعادة الإعمار التي تحتاجها البلاد بعد سنوات طويلة من الدمار.

تحركات دولية لرفع العقوبات

أكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق، دعمه لإنهاء العقوبات، معتبرًا أن الوقت قد حان لعودة مؤسسات الدولة للعمل بشكل كامل وضمان الأمن والاستقرار.

كما أشار إلى أن رفع العقوبات سيساهم في تسريع عملية التعافي الاقتصادي وتحسين الأوضاع الإنسانية للسكان المتضررين.

وفي 8 ديسمبر الجاري، وبعد 11 يومًا من العمليات العسكرية، أعلن مقاتلو المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام السيطرة على العاصمة دمشق، في تحول كبير للمشهد السوري، وتسعى الإدارة الجديدة إلى تقديم صورة مختلفة للعالم، تدعو فيها إلى التعاون من أجل إعادة إعمار البلاد وتسهيل عودة الاستثمارات الأجنبية.

العقوبات الغربية على سوريا

فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول غربية أخرى حزمة من العقوبات الاقتصادية والسياسية منذ بداية الأزمة السورية في عام 2011، بهدف الضغط على النظام السوري لوقف الانتهاكات ضد المدنيين والدفع نحو انتقال سياسي. وتضمنت هذه العقوبات:
1. تجميد الأصول: شملت أصول الحكومة السورية ومسؤولي النظام السابق في الخارج.
2. حظر التعاملات المالية: منع التعامل مع البنك المركزي السوري والمؤسسات المالية السورية.
3. قيود على الاستثمار: حظر الاستثمار في قطاعات النفط والغاز والطاقة.
4. منع الصادرات: حظر تصدير التكنولوجيا والمعدات ذات الاستخدام العسكري.
5. منع استيراد النفط السوري وبيع المعدات النفطية.
6. قيود على السفر: إدراج مئات الشخصيات والكيانات السورية على قوائم العقوبات.
7. حظر الطيران: منع الطائرات السورية من التحليق في الأجواء الغربية أو الهبوط في مطاراتها.
8. تقييد البرمجيات والتكنولوجيا: منع تصدير البرمجيات المستخدمة في الرقابة على الإنترنت.

كما تضمنت العقوبات تهديدًا بفرض عقوبات على الدول والشركات التي تتعامل مع سوريا أو تساعدها في التهرب من هذه الإجراءات.

تداعيات العقوبات على الاقتصاد السوري

أدت العقوبات الغربية إلى تضييق الخناق على الاقتصاد السوري بشكل كبير، ما تسبب في تراجع القطاعات الحيوية مثل النفط، الزراعة، والصناعة.

كما تفاقمت الأزمة الإنسانية نتيجة نقص الإمدادات الأساسية وارتفاع الأسعار، مما جعل الحياة اليومية أكثر صعوبة بالنسبة للمواطنين السوريين.

ورغم نجاح العقوبات في تقليص الموارد المالية للنظام السابق، فإنها لم تُحدث تغييرًا جذريًا في سلوكه السياسي، بل دفعت الحكومة السابقة إلى البحث عن قنوات بديلة وموارد جديدة، على حساب غالبية الشعب السوري.

تحديات الإدارة الجديدة

تحرص الإدارة السورية الجديدة على إعادة بناء جسور الثقة مع المجتمع الدولي، من خلال التأكيد على أن المرحلة المقبلة تتطلب شراكة حقيقية من أجل إعادة إعمار سوريا ورفع المعاناة عن شعبها، وتسعى الإدارة إلى إقناع الحكومات الغربية بأن العقوبات لم تعد تخدم أهدافها السابقة، بل أصبحت عائقًا أمام استقرار البلاد وتعافيها.

في ظل هذه التطورات، يبقى رفع العقوبات اختبارًا حقيقيًا لمدى تجاوب المجتمع الدولي مع الواقع الجديد في سوريا، ومدى استعداد القوى الكبرى للمشاركة في إعادة بناء دولة مزقتها الحرب على مدار أكثر من عقد.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: أحمد الشرع البنك المركزي السوري الحكومة السورية العقوبات الغربية العاصمة دمشق اللاجئين السوريين القائد العام المركزي السوري النظام السوري تجميد الأصول تراجع القطاعات تحرير الشام هيئة تحرير الشام عودة اللاجئين عودة اللاجئين السوريين مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا مقاتلو المعارضة رفع العقوبات العقوبات ا

إقرأ أيضاً:

تجميد الجثث أملا في إعادة إحيائها مستقبلا لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

قررت بيكا زيجلر، البالغة من العمر 24 عامًا، تجميد جثتها في براد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها في المستقبل.

ووقّعت هذه المرأة الأمريكية، التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقدًا مع شركة «تومورو بايوستيتس» الناشئة، المتخصصة في حفظ الموتى عند درجات حرارة منخفضة جدًا، بهدف إعادة إحيائهم إذا ما توصل التقدم العلمي إلى ذلك يومًا ما.

وعند وفاة زيجلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيجلر، وهي مديرة قسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لوكالة فرانس برس: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

لم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد، الذي ظهر في ستينيات القرن العشرين، مقتصرًا على أصحاب الملايين أو على الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» حيث تم تجميد هان سولو، أو فيلم «هايبرنيتس» الذي يعود فيه رجل تحرر من الجليد القطبي إلى الحياة.

وتوفر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة منذ فترة، ويُقدّر عدد الأشخاص الذين وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بحوالي 500 فرد.

وتأسست شركة «تومورو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث لوكالة فرانس برس، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة: «إن أحد أهدافنا هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

ومقابل مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار)، تتقاضاه الشركة من زبائنها طوال حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

ويُضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة، أو 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده، ويمكن تغطية هذه التكاليف من خلال نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 عاما)، المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا: إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير شركة «تومورو بايوستيتس» إلى أنّ لديها نحو 700 زبون متعاقد معها، وتؤكد أنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بنهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه تتراوح أعمارهم بين 30 و40 عاما، وهم يعملون في قطاع التكنولوجيا، ومعظمهم من الذكور.

وعند وفاة أحد الزبائن، تتعهد «تومورو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصا لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء، ثم يتم حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

«دماغ أرنب»

وفي عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحالة مثالية بفضل عملية التبريد، وفي مايو من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، وأظهرت الدراسات أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهرا من التخزين المبرد.

مع ذلك، يرى هولجر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، أن الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جدا.

ويقول: «نشكّ في ذلك، وأنصح شخصيا بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويضيف: «في الممارسة الطبية، إن الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينيات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكنًا أم لا، وأعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعًا لا».

وبغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيجلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها.

وتضيف: «قد يبدو الأمر غريبا، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».

وكالة فرانس بريس العالمية

مقالات مشابهة

  • الدولية للهجرة تطالب بـ"إعادة تقييم" العقوبات على سوريا
  • لماذا يريد المجتمع الدولي مقابلة حكام سوريا الجدد؟
  • أحمد الشرع: سوريا لن تكون منصة لمهاجمة أو إثارة قلق أية دولة عربية
  • عاجل| أحمد الشرع يهدد إسرائيل بشان توغلها في سوريا: هذا ما سنفعله
  • وزير الصحة السوري يتحدث للجزيرة عن تطوير القطاع الطبي وتأثير العقوبات
  • فرنسا: العقوبات ومساعدات إعادة الإعمار في سوريا ستكون مشروطة
  • رئيس الائتلاف السوري: لم نلتق الشرع وسنعود إلى سوريا
  • وسط مطالبات برفعها بعد سقوط نظام الأسد.. ما طبيعة العقوبات الدولية المفروضة على سوريا؟
  • تجميد الجثث أملا في إعادة إحيائها مستقبلا لم يعد يقتصر على الخيال العلمي