حكم السرقات والتعديات على مياه الشرب والصرف الصحي
تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT
كشفت دار الإفتاء المصرية عن حكم السرقات والتعديات التي تحدث من قبل بعض الأشخاص على مياه الشرب والصرف الصحي، مؤكدة أنه يحرم شرعًا الانتفاع بموارد الدولة عن طريق عمل توصيلات غير قانونية من أجل التهرب من دفع الرسوم المقررة لذلك.
وأوضحت الإفتاء أن ذلك يعد من السرقة المحرمة وأكل أموال الناس بالباطل، والإضرار بالمصلحة العامة، وخرق النظام، وخيانة الأمانة، ومخالفة ولي الأمر الذي أمر الشرع بطاعته.
وأضافت الإفتاء أن الماء من النعم التي لا يستغنى عنها كائن حي على وجه الأرض؛ قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ [الأنبياء: 30]؛ فبها يحيا الإنسان والحيوان والنبات، وعليها تزدهر الأمم وتقوم الحضارات، ولا يكاد يخلو مشروع اقتصادي أو زراعي أو صناعي من الحاجة إلى المياه في كل المجالات، ومن هنا كانت المحافظة عليها واجبًا شرعيًّا على الأفراد والحكومات.
التهرب من قيمة استهلاك المياه من صور التعدي على المال العام
وأكدت الإفتاء أن توفير الانتفاع بالمياه وعملية إيصالها لمحتاجيها على الوجه الصالح لاستخدامها يكلف الدولة نفقات باهظة؛ يتطلبها حفر الطرق، وتمديد الشبكات، وتركيب المحطات، والمراحل العديدة للمعالجة والتكرير والتنقية، وتتحمل الدولة النصيب الأكبر من هذه التكاليف؛ دعمًا للمواطنين ومراعاةً لذوي الدخل المحدود، وتفرض في المقابل أسعارًا رمزية يجب إيفاؤها، ويحرم التهرب من دفعها.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ﴾ [النساء: 29].
وعن أبي بَكرةَ رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَليْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا» متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وآله وسلم: «كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ» أخرجه مسلم في "صحيحه".
وعن خولة الأنصارية رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللهِ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ القِيَامَةِ» أخرجه البخاري في "الصحيح".
قال العلامة ابن حجر في "فتح الباري" (6/ 219، ط. دار المعرفة): [أي: يتصرفون في مال المسلمين بالباطل، وهو أعم من أن يكون بالقسمة وبغيرها] اهـ.
التهرب من قيمة استهلاك المياه من صور مخالفة ولي الأمر والنظام العام
وقالت الإفتاء إن تنظيم الانتفاع بالمرافق في الدولة مضبوط بقواعد وعقود مبرمة بين المواطنين والدولة، ومحكوم بقوانين تحفظ مصالح الناس في المعاش، وقد نصت اللوائح والقوانين على منع سرقة المياه وتجريم فاعل ذلك، ويجب شرعًا الامتثال لذلك؛ إذ أمر الله تعالى بطاعة ولي الأمر في غير معصية؛ فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ [النساء: 59].
قال الإمام النووي الشافعي في "شرح صحيح مسلم" (12/ 222، ط. دار إحياء التراث العربي): [أجمع العلماء على وجوبها -أي: طاعة الأمراء- في غير معصية، وعلى تحريمها في المعصية، نقل الإجماع على هذا القاضي عياض وآخرون] اهـ.
كما أن التهرب من قيمة استهلاك المياه من صور خيانة الأمانة، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة: 1]، وقد جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم خيانة الأمانة وإخلاف الوعد من صفات المنافق؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ» متفق عليه.
وورد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ وَدَمٌ نَبَتَا عَلَى سُحْتٍ؛ النَّارُ أَوْلَى بِهِ» أخرجه أحمد في "مسنده" والدارمي في "سننه" مختصرًا، وصححه ابن حبان والحاكم، وحسنه الترمذي من حديث كعب بن عُجْرة رضي الله عنه.
وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ: «أَيُّمَا لَحْمٍ نَبَتَ مِنْ حَرَامٍ، فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ» أخرجه الحاكم في "المستدرك" والبيهقي في "شعب الإيمان".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مياه الشرب والصرف الصحى المياه الإفتاء الدوله صلى الله علیه وآله وسلم رضی الله عنه التهرب من قال تعالى
إقرأ أيضاً:
محافظ الدقهلية يتابع جهود المراكز في التعامل مع مياه الأمطار
تابع اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية، اليوم الأربعاء، جهود المراكز والمدن في التعامل الفوري مع تجمعات مياه الأمطار ،ووجه بالدفع بسيارات كسح وشفط المياه للمدن والمراكز التي تحتاج إليها للتغلب على تجمعات المياه والسرعة في تسيير حركة الشارع ومنع أي تعطيل للمواطنين .
وأكد محافظ الدقهلية، أنه منذ اللحظات الأولى لسقوط الأمطار على عدد من مدن ومراكز المحافظة تم الدفع بمعدات الوحدات المحلية والتعامل الفوري بتنفيذ أعمال كسح وشفط مياه الأمطار بنطاق مدن ومراكز، جمصه، وميت سلسيل، من خلال فرق العمل الميدانية وبمشاركة معدات الوحدات المحلية بالتنسيق مع شركة مياه الشرب والصرف الصحي.
وأوضح محافظ الدقهلية، أن يتم التنسيق بين رؤساء المراكز والمدن وشركة مياه الشرب والصرف الصحي لسرعة الاستجابة للحالات ،وكلف الأستاذ أحمد حمدي مدير الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة بديوان عام المحافظة بالتنسيق والمتابعة مع غرف الأزمات الفرعية بالمراكز والمدن والأحياء وشركة مياه الشرب لمتابعة تواجد تجمعات أمطار وسرعة التعامل الفوري معها.
من جانبه أكد الدكتور عمرو عبد العاطي رئيس مدينة جمصه، أنه وفقا لتعليمات اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية ،في سرعة التعامل مع مياه الأمطار، أن العمل بدأ منذ الساعات الأولى لسقوط الأمطار والأوضاع بالمدينة تحت السيطرة ولا توجد أي تجمعات لمياه الأمطار بالمدينة حاليا والحياة تسير بشكل طبيعي،كما أكدت الدكتورة آمال بركات رئيس مركز ومدينة ميت سلسيل أنه يتم التعامل مع تجمعات مياه الأمطار التي تساقطت اليوم وأن الأمور تحت السيطرة بالتعاون والتنسيق مع شركة مياه الشرب والصرف الصحي.
وكان " محافظ الدقهلية " قد أصدر توجيهاته برفع درجة الاستعداد القصوى لمواجهة تقلبات الطقس والتعامل الفوري معها واصلاح أية أعطال بأعمدة الإنارة على الفور وتلبية مطالب المواطنين والاستجابة لشكواهم في هذا الشأن.