بوابة الوفد:
2025-03-23@11:38:58 GMT

حكم صبر الإنسان عند الإبتلاء بالفقر أو الغنى

تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT

الغنى والفقر.. أوضحت دار الإفتاء المصرية أن المكلف إذا التمس أسباب الرزق، فإمَّا أن يحصل له الغنى أو يُقدَّر له الفقر، فإن أصابه الغنى استوجب ذلك الشكر؛ قال تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ [إبراهيم: 7].

حكم الغنى والفقر

يقول الإمام الرازي في "مفاتيح الغيب" (19/ 67، ط.

دار إحياء التراث العربي): [الاستقراء دلَّ على أنَّ من كان اشتغاله بشكر نعم الله أكثر، كان وصول نعم الله إليه أكثر، وبالجملة فالشكر إنَّما حَسُن موقعه؛ لأنَّه اشتغال بمعرفة المعبود، وكل مقام حرَّك العبد من عالم الغرور إلى عالم القدس؛ فهو المقام الشريف العالي الذي يوجب السعادة في الدين والدنيا] اهـ.

وقال تعالى مثنيًا على نبيه إبراهيم عليه السلام: ﴿شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [النحل: 121].

ولذلك قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: «يَا مُعَاذُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ»، فقال: «أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ» أخرجه أبو داود في "سننه".

الغنى والفقر
وقالت الإفتاء إنْ طلب المكلَّف أسباب الرزق والغنى فقدَّر الله له الفقر؛ صار الصبر له مطلوبًا، والرضا بقضاء الله فيه عين العبادة، فقد قال تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: 155].

قال الإمام الشوكاني في "فتح القدير" (1/ 185، ط. دار ابن كثير): [عن ابن عباس في قوله: ﴿ولنبلونكم﴾ الآية، قال: أخبر الله المؤمنين أنَّ الدنيا دار بلاء وأنه مبتليهم فيها، وأمرهم بالصبر وبشرَّهم، فقال: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾، وأخبر أنَّ المؤمن إذا سلم لأمر الله ورجع واسترجع عند المصيبة؛ كتب الله له ثلاث خصال من الخير: الصلاة من الله، والرحمة، وتحقيق سبيل الهدى] اهـ.

وعن صهيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» أخرجه مسلم.

فالفقر والغنى ابتلاءان، أحدهما: ابتلاء بقلة النعمة، والآخر: ابتلاء بكثرتها؛ كما قال الله تعالى: ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾ [الأنبياء: 35]. والفقر يستوجب الصبر، والغنى يستوجب الشكر.

يقول الإمام الطبري في "جامع البيان في تأويل القرآن" (18/ 439، ط. مؤسسة الرسالة): [ونختبركم أيها الناس بالشر وهو الشدة نبتليكم بها، وبالخير وهو الرخاء والسعة والعافية؛ فنفتنكم به] اهـ.

كما أن الله تعالى قد أوضح هذه الحقيقة جلية في قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ۝ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ۝ كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ۝ وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ۝ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا ۝ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا﴾ [الفجر: 15-20].
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الغنى الفقر

إقرأ أيضاً:

أمسية رمضانية في حجة بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام

الثورة نت/..
نظّم أبناء مديرية شرس بمحافظة حجة، أمس أمسية رمضانية بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام تحت شعار “فزّت ورب الكعبة”.

وفي الأمسية، استعرض وكيل المحافظة لشؤون مديريات المدينة أحمد الأخفش، مواقف الإمام علي عليه السلام في خيبر والخندق، مقارنا بين هذه المواقف التي برز فيها الإيمان لمواجهة الكفر ودور أهل الحكمة والإيمان في مواجهة الشيطان الأكبر وأدواته.

وتطرق إلى مواقف أحفاد الأنصار المشرفة في نصرة الأقصى والانتصار للشهداء والمظلومين والمستضعفين في غزة وتجسيد قيم أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام في الذود عن الأمة نيابة عن أكثر من مليار مسلم ونصف المليار.

وأكد الأخفش، أهمية الاستعداد الكامل وإعداد العدة في مواجهة الاستكبار العالمي وأدواتها من العملاء والخونة والمطبعّين والمرتزقة وخوض معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” استجابة لأوامر الله تعالى وتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي.

ودعا الوكيل الأخفش إلى التحشيد للدورات الصيفية عقب إجازة عيد الفطر والدفع بالنشء للالتحاق بها لتحصينهم من العقائد الباطلة والفكر الوهابي، واستمرار دعم وإسناد الأشقاء في غزة ودعم التصنيع العسكري بجميع أنواعه.

وحث على اغتنام ما تبقى من أيام شهر رمضان في التقرب من الله تعالى والتزود بهداه والتواصي بالحق وعمل الصالحات وتفعيل برامج الإحسان والتكافل الاجتماعي وترسيخ الوعي لدى المجتمع بأهمية إخراج الزكاة.

وفي الأمسية التي حضرها مدراء مكاتب الصحة الدكتور أحمد الكحلاني والضرائب محمد المهاجر وضريبة القات محمد الشهاري وفرع هيئة الجيولوجيا محمد القدمي ونائب رئيس هيئة المستشفى الجمهوري الدكتور نبيل القدمي، أشار مسؤول التعبئة في المديرية صالح القدمي إلى النكبة التي أصابت الأمة بعد استشهاد الإمام علي عليه السلام.

وأفاد بأن الحديث عن ولي الله الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، هو حديث عن حامل راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والشجاعة والفروسية ومجندل كفار قريش وصناديدهم والتضحية والفداء والزهد والورع والجهاد والتقوى والعدل.

وأكد القدمي أهمية الالتفاف إلى جانب قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في مواجهة قوى الاستكبار العالمي وجلاوزة العصر ونصرة قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

فيما استعرض الناشط الثقافي الكرار النصيري، دور الإمام علي عليه السلام في نصرة الدين الإسلام والرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، معتبرًا استشهاده عليه السلام نكبة بالأمة الإسلامية.

تخللت الأمسية بحضور مدراء فروع المكاتب التنفيذية وأعضاء المجلس المحلي فقرات من التراث الشعبي.

مقالات مشابهة

  • أمسية رمضانية في إب بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • فعالية في ذمار إحياءً لذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • فعالية ثقافية في ذمار بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • العتبة العلوية تعلن عدد زائري ذكرى استشهاد الإمام علي (ع)
  • فعاليات نسائية في حجة بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • المفتي: الدين الإسلامي جاء بمنظومة متكاملة تشمل العقيدة والشريعة والسلوك
  • طفل يسأل علي جمعة: ليه الجن بيتحبس في رمضان ولماذا خلقه الله وهو يؤذي الإنسان؟
  • أمسية رمضانية في حجة بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • الشهادة في فكر الإمام علي “عليه السلام”
  • شيخ الأزهر: الحسن الإلهي موجود في كل شيء خلقه الله تعالى