عربي21:
2025-04-01@00:52:40 GMT

ابتزاز سوريا بحقوق الإنسان

تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT

لم يقبل أي من أصدقاء نظام بشار المخلوع استقبال فلوله فانتهوا مطاريد في جبال قنديل ليتحولوا إلى مرتزقة يؤجرون بنادقهم مع فاغنز أو أي عصابة مسلحة جوالة بين بؤر التوتر في العالم. هذا مؤشر جيد، ،لا أحد من حلفاء بشار مستعد في المدى المنظور إلى معاداة الثورة السورية جهارا. الخوف من مناصبة الثورة العداء ليس تاما لكنه يكشف عن وجهه، فنرى مؤشرات أخرى لا تحمل بنادق ولكنها تحمل كل صنوف الابتزاز التي تعرض لها الربيع العربي في كل مواقعه.

وهذا يلزم الثورة أن تكون متيقظة ومنتبهة لأساليب الكيد والتخريب الناعم. إننا نشاهد مسرحية سمجة تعرض مرة أخرى في سوريا التي دفعت مليون شهيد فآخت الجزائر في مصابها.

توجد هنا معادلة لا بد من فهمها: تحصيل الاعتراف بالثورة مقابل تنزيل سقوفها إلى الغريزي، لتتخلى مقابل الاعتراف الغربي بها عن مطامح التحرير الشامل والبناء الديمقراطي الذي من أجله انطلقت كل ثورات الربيع العربي وأصرت عليه الثورة السورية؛ حتى حققت بعض شروطه على الأرض لكنها ستعاني طويلا لتمر من سم الخياط الغربي.

فرنسا تدخل بالخمر والمثلية

من كل الآلام التي يعانيها الشعب السوري والتي لا يمكن تعدادها في مقال انشغلت وكالة إعلامية فرنسية رسمية بالبحث في فتح الحانات وبيع الخمور في دمشق. لم تهتم بالمهجرين المتزاحمين على الحدود عائدين إلى بيوت مهدمة، ولم تهتم بالأسر التائهة بين السجون والمقابر الجماعية باحثة عن عظام موتاها، ولم تهتم بأسواق مقفرة من السلع الأساسية، ولكن مقابل رفع علمها على سفارتها والتفضل بمقابلة قيادة الثورة،من كل الآلام التي يعانيها الشعب السوري والتي لا يمكن تعدادها في مقال انشغلت وكالة إعلامية فرنسية رسمية بالبحث في فتح الحانات وبيع الخمور في دمشق ذهبت تنكش بأسلوب الدجاج فيما إذا كانت حكومة الإسلاميين (الانتقالية) تنوي تحريم بيع الخمور للسوريين، ولسان حالها يقول إذا باعوا الخمور سنعترف بهم (وقد عاد صحفي البي بي سي إلى نفس السؤال، فبريطانيا العظمى مشغولة بخمر دمشق).

فإذا باعوها على جاري العرف في مدن الشام منذ ما قبل الإسلام ونجوا من الفخ؛ ستثير قضايا المثليين وتحرضهم على الظهور والمطالبة بالتواجد القانوني العلني، فإذا لم تسمح القيادة المشغولة بألف قضية سترجمهم بمعاداة المثلية وترمي في وجوههم دفاتر حقوق الإنسان التي تنحصر عند الفرنسيين في قضية المثلية. هكذا فعلت في تونس الخارجة منكوبة من نظام بن علي وفعلت في الجزائر والمغرب ومصر. وقد بدأت بعد في وضع ملف المرأة على طاولة الابتزاز في بلد نزار قباني الذي يتغنى عشاق دمشق بشعره في مخادعهم، فتجار البرنوغرافيا سيعلمون الدمشقيين احترام النساء مقابل الاعتراف بثورتهم وحكمهم.

شاغل الاعتراف يربك الإسلاميين

الاعتراف الدولي شاغل ضرورة للثورة ورجالها، وهي تحتاجه ليتم تسهيل عملها بين شعبها الجائع المفقر المحتاج إلى رفع الحصار بما يعنيه من إطلاق عملية اقتصادية (قبل السياسية) لإعاشة الناس وإيوائهم وترميم حياة مهدمة مند ستين عاما، وليس فقط منذ انطلاق الثورة.

الصف المتقدم للقيادة لا يكشف لونا سياسيا محددا بالنظر إلى أن كل السوريين ساهموا في ثورتهم بدرجات، لكن الدول الغربية ترجمه الآن بتهمة الإرهاب الإسلامي وعليه تجاوز هذه العقبة، وقد تحولت لحية القائد إلى قضية دولية. الغرب يعرف قبل السوريين أن داعش وأخواتها صناعة غربية وأن الإرهاب جملة وتفصيلا من صناعتهم، لكنهم لا يكفون عن الابتزاز عبر الوصم بالإرهاب.

لم ير الغرب الإرهاب الصهيوني يستبق كل استقرار سياسي فيقضم من الأرض السورية ويركز له قواعد فذلك يدخل في الدفاع عن النفس، لكن لحى قادة الحكومة المؤقتة تزعجهم، وعلى السوريين دفع كلفة لحى القادة تجويعا واضطرابا. والأدهى أننا نسمع كما سمعنا في تونس ومصر من ينزل تحت سقف هذا النقاش ليزايد على من حمل السلاح وحرر بلده من القهر: لماذا يربي ذقنا؟ وهل يكون الحكام بذقن؟ وصورة بشار وأبيه القتلة ماثلة أمامهم بلا ذقون ولا شوارب حتى لتمثيلية ذكورة. الطابور الخامس انطلق في الابتزاز وفرض مدارس رقص الباليه، وسيظهر المال الغربي في جمعيات حقوق الإنسان.

يحتاج قادة الثورة وفيهم توجه متدين (لا يخفى على أحد وهم مقتنعون به) إلى تحصيل الاعتراف الدولي بثورتهم ونتائجها على الأرض، لكنهم لن ينالوه إذا خضعوا إلى الابتزاز الغربي على الطريقة الفرنسية. ستثار في وجوههم كل صباح قضية جديدة من قبيل الخمور والمثلية والنسويات (لقد سارت في تونس مظاهرات ممولة فرنسيا تطالب بحق الكلاب السائبة قبل حق الخبز للفقراء). هذه طريق مسدودة ولو حلق القادة لحاهم وشربوا الخمور.

الذكاء الشامي مدعو للحضور

أمام السوريين يمثل الخيار الأفغاني؛ الاعتماد على الذات والصبر على مكاره الحصار الدولي والاعتماد على الذات، والمتابع لما يجري هناك يرى شعبا يكافح بصعوبة للخروج لكنه لم يخضع للابتزاز. تتأخر التنمية هناك ويبذل الناس جهدا مضاعفا لتدبر قوتهم، لكنهم أغلقوا الأبواب على القضايا الهامشية. صور قيادة طالبان بلحاهم وجلابيبهم يفاوضون الأمريكي في الدوحة تحولت إلى حالة نجاح؛ اعتراف مقابل اعتراف بكلفة عالية لكن دون ابتزاز.

أهل الشام فيما نسمع عنهم وفيما عرفناه عنهم عبر أزمنة سحيقة حالة ذكاء استثنائي، وهذا الذكاء مطلوب الآن في دمشق ومدنها. وحاشا لله أن نعلمهم، ولكن نذكرهم وهم في المعمعة أن لا حدود لابتزاز الغرب المنافق.

يوجد في سوريا جوع وخراب ولا يوجد أمن بل فلول البعث تتربص للتخريب، لكن إعادة البناء بالتفضل يؤدي إلى فقدان الكرامة. فباسم حقوق الأقليات سيطلب من الغالبية السنية أن لا تحكم لتتحول الأغلبية إلى أقلية في بلدانها، تماما كما حكمت أقلية علوية بلدا متعدد الطوائف دون أن يسأل الغرب عن مصير الأغلبية.

انشغال حكومات الربيع العربي في تونس ومصر بضرورة تحصيل رضا الغرب عنها أفشلها، وهذا درس مجاني أمام الشعب السوري وأمام نخبه الوطنية التي نسمع بعضها الآن يتكلم بوعي متقدم جدا
هل سيقبل الجياع الساكنون في الخيام مرحلة من الصبر والتريث حتى تستقيم الأمور الاقتصادية بالإمكانيات الموجودة وهي كثيرة؟ هذا يتوقف على نوعية الإنسان السوري الذي لا نزعم معرفته معرفة تامة ولكن نظن أنه فهم سبب فشل ثورات الربيع العربي. إن انشغال حكومات الربيع العربي في تونس ومصر بضرورة تحصيل رضا الغرب عنها أفشلها، وهذا درس مجاني أمام الشعب السوري وأمام نخبه الوطنية التي نسمع بعضها الآن يتكلم بوعي متقدم جدا.

ستطرح بقوة على قيادة المرحلة سياسة إعلامية مختلفة عما اتبعته تونس ومصر، خاصة لجم الانفلات الإعلامي من قبل طاقم إعلاميين مشابه لإعلام السيسي. إن فرض الذات بقوة على خطاب الابتزاز يمر عبر التواصل المباشر مع الناس وتذكيرهم بالأولويات الوطنية قبل أولويات المبتزين، التواصل المباشر يكون في الميادين المحررة قبل السوشيال ميديا المخترقة. تملك الأغلبية في سوريا مساجدها، والمساجد منابر تواصل. وللطوائف رؤوس عاقلة وعليها تحمل مسؤولياتها السياسية في مرحلة حساسة.

من قبيل التذكير لا التعليم، نقول للسوريين قيادة وشعبا: الغرب لا يعترف إلا بالقوة ولا يقر إلا للقوي، وهو سيأتي صاغرا إذا وجد قوما بكرامتهم يعرفون كيف يلجمون خطاب الابتزاز. سيتأخر الاعتراف الغربي بالثورة السورية ولكنه سيأتي صاغرا كما يتسلل الآن إلى أفغانستان طلبان باحثا عن فرص استثمار من وراء روايات وهمية. ليتذكر السوريون أن الشركات الغربية لا تهتم فعلا للحية القائد ولا لشاربه بل تهتم لحساباتها البنكية، وسوريا وعد استثماري عظيم لهذه الشركات. الغرب (في مجمله) لا يهتم لحقوق الإنسان، ولو كان يهتم فعلا لحاسب جزار الشام الهارب (دعكم من غزة الآن). الغرب تاجر جبان فاحتقروه ولا تصدقوا خطابه، بل انتظروه سيأتي صاغرا تقوده شركاته الجشعة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الثورة سوريا الاعتراف الغربي سوريا الغرب الثورة اعتراف مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الربیع العربی الشعب السوری تونس ومصر فی تونس

إقرأ أيضاً:

عصابات برمجيات الفدية تبتكر أسلوبا جديدا لـ الابتزاز الإلكتروني

كشفت شركة كاسبرسكي، عن تحول كبير في أساليب عمل هاكرز برامج الفدية الخطيرة Fog Ransomware، وهي جماعة إجرامية سيبرانية نالت شهرة واسعة بسبب هجماتها الممنهجة على مجموعة متنوعة من القطاعات.

فبعد أن كانت تقتصر على تشفير بيانات الضحايا وتهديدهم بنشرها، بدأت المجموعة بربط عناوين بروتوكول الإنترنت IP الخاصة بضحاياها بالبيانات المسروقة ونشرها علنا عبر شبكة الإنترنت المظلم.

من هم فريق العاصفة المظلمة؟.. قراصنة تمكنوا من اختراق إكسعصابات برمجيات الفدية تبتكر أسلوبا جديدا

ويمثل هذا التكتيك الجديد تصعيدا غير مسبوق في أساليب الابتزاز الالكتروني، حيث يضع ضغط نفسيا أكبر عى الضحايا، ويجعل الهجمات أكثر وضوحا وقابلية للتتبع، مما يزيد من خطر فرض غرامات تنظيمية أكبر على المؤسسات المتضررة.


تعد هاكرز Fog Ransomware، مجموعة من أبرز الجهات التي تقدم خدمات برامج الفدية كخدمة RaaS، وهي نموذج عمل يعتمد على تأجير مطوري البرمجيات الخبيثة أدواتهم وبنيتهم التحتية للمهاجمين الأخرين لتنفيذ الهجمات.

 وقد ظهرت هذه المجموعة في بداية عام 2024، وسرعان ما اكتسبت شهرة سريعة من خلال استهداف قطاعات حيوية مثل التعليم والقطاع المالي.

تعتمد مجموعة الهاكرز على استغلال بيانات اعتماد الشبكات الخاصة الافتراضية VPN المخترقة للوصول إلى أنظمة الضحايا وتشفير بياناتهم، حيث يتم تنفيذ الهجوم عادة في غضون ساعتين فقط، وتستهدف هجماتها أنظمة التشغيل ويندوز.

وفي السابق، اعتمدت مجموعة Fog Ransomware على تكتيكات الابتزاز المزدوج، التي تجمع بين تشفير البيانات والتهديد بنشرها علنا للضغط على الضحايا لدفع الفدية.

ومع ذلك، أحدثت مجموعة تحولا جديدا في أساليبها حيث أصبحت أول مجموعة هاكرز تبدأ في نشر عناوين بروتوكول الإنترنت والبيانات المسروقة لضحاياها علنا.

هذا التكتيك لا يقتصر على تعزيز الضغط النفسي على الضحايا، بل يعرضهم أيضا لتهديدات إضافية، إذ يمكن لمجرمين آخرين استغلال العناوين المكشوفة كنقاط دخول لشن هجمات لاحقة.

وللحماية من هجمات برمجيات الفدية، يوصي خبراء كاسبرسكي المؤسسات باتباع بعض الإرشادات من بينها:

- تدريب الموظفين: تقديم برامج تدريبية تساهم في رفع وعي العاملين حول الضرورية للأمن السيبراني.
- النسخ الاحتياطي: إجراء نسخ احتياطي دوري للبيانات، وتخزين النسخ في مواقع منفصلة ومعزولة عن الشبكة الرئيسية.
- أنظمة الحماية: تركيب أنظمة حماية معتمدة وموثوقة في جميع أجهزة المؤسسية، بالإضافة إلى استخدام حلول XDR لرصد الأنشطة المشبوهة في الشبكة.

مقالات مشابهة

  • عطال ينال الاعتراف في دوري نجوم قطر
  • الخارجية الروسية: لن ننسى ولن نغفر كل شيء بسرعة للشركات الأوروبية التي انسحبت من سوقنا
  • في محاضرته الرمضانية السادسة والعشرين قائد الثورة: طموح الإنسان المؤمن يجب أن يكون في مرتبة الصالحين
  • ضبط مصنع خمور محلية بالبيضاء وخزان به 24 ألف لتر
  • سوريا.. ماذا نعلم عن وزراء الداخلية والدفاع والخارجية بالحكومة الجديدة؟
  • في محاضرته الرمضانية الرابعة والعشرين.. قائد الثورة:المأزق الحقيقي للإنسان في الذنوب وهي تشكل تهديداً خطيراً على مستقبله الأبدي
  • تراجع عمليات الابتزاز الالكتروني في العراق بشكل كبير
  • ابتزاز وفرض إتاوة.. تطورات في بلاغ الفنان محمد الشقنقيري بسبب «مطعمه»
  • عصابات برمجيات الفدية تبتكر أسلوبا جديدا لـ الابتزاز الإلكتروني
  • هل تتمكن دمشق من الوفاء بشروط الاعتراف الأميركي؟