أبوظبي- وام
تواصل علاقات الصداقة والتعاون الوثيق بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، مسارها التصاعدي في كافة المجالات بما يسهم في دفع عجلة التنمية الشاملة في البلدين الصديقين ويعود بالخير والنفع على شعبيهما.
وتعكس الزيارات واللقاءات الرسمية المتبادلة والمستمرة بين كبار المسؤولين في البلدين عمق وصلابة العلاقات الإماراتية الإثيوبية التي تحظى باهتمام ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، والدكتور آبي أحمد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية.


وتحظى إثيوبيا بأهمية كبيرة ضمن استراتيجية الإمارات الخاصة بتعزيز وتوسيع علاقاتها مع دول القارة الإفريقية، وتمتين جسور التعاون معها في المجالات المختلفة، وذلك انطلاقاً مما تتمتع به إثيوبيا من حضور وأهمية في محيطها الإقليمي.
وبدأت العلاقات الإماراتية الإثيوبية في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، ورئيس الوزراء الإثيوبي الراحل مليس زيناوي، لتشهد منذ ذلك الحين تطوراً مستمراً لاسيما بعد افتتاح القنصلية الإثيوبية في الإمارات عام 2004، ثم افتتاح سفارة دولة الإمارات في أديس أبابا في يوليو عام 2010، وصولاً إلى افتتاح السفارة الإثيوبية في أبوظبي عام 2014، الأمر الذي ساهم في تعزيز أوجه التعاون بين البلدين في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية.
وتتسم العلاقات الثنائية بين البلدين بتوافق الرؤى في مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، وتحرص الإمارات على دعم مجالات التعاون مع إثيوبيا وتنويع مقوماته في ظل ما يجمعهما من قيم ورؤى طموحة مشتركة وتطلعات إلى تحقيق مزيد من التقدم والازدهار.
وتعد اللجنة المشتركة بين الإمارات وإثيوبيا منصة فعالة لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف الأصعدة وفي شتى القطاعات، من خلال تقديم المقترحات والحلول العملية لتعزيز مستوى التعاون وتجاوز التحديات التي يمكن أن تحد من آفاق العلاقات الثنائية، حيث تسعى دولة الإمارات من خلال هذه اللجنة إلى تعزيز مستوى التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين في مجالات متعددة منها الاقتصاد والاستثمار والثقافة، والنقل الجوي والطاقة المتجددة والزراعة والثروة الحيوانية، والعمالة، والتعدين والصناعة، والموانئ والخدمات اللوجستية والبنية التحتية. ومنذ نشأة العلاقات الثنائية بينهما وقعت الإمارات وإثيوبيا عشرات الاتفاقيات الاستراتيجية ومذكرات التفاهم لتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية، والصحية، والتعليمية، والبيئية، والتكنولوجية، والثقافية، والخدمية، وغيرها.
وتتخذ الإمارات موقفاً ونهجاً ثابتاً في دعم السلام والاستقرار في إثيوبيا انطلاقاً من إيمانها الراسخ بأن تحقيق التنمية وبناء مستقبل أفضل للشعوب يتطلب بناء قاعدة متينة من الاستقرار والسلم والتعايش والتعاون المشترك.
ووصل إجمالي المساعدات الإماراتية إلى إثيوبيا 5.05 مليار دولار، وشكلت المساعدات التنموية منها 89% وهو ما يعكس حرص دولة الإمارات على دعم استقرار إثيوبيا، والمساهمة في دفع عجلة التنمية فيها.
وترى الإمارات في إثيوبيا ركناً أساسياً في العمل الإفريقي المشترك، وفي هذا السياق جاءت الجهود الكبيرة التي بذلتها دولة الإمارات من أجل صنع عملية السلام الإثيوبية الإريترية عام 2018، حيث سخرت الإمارات علاقاتها المتميزة مع القيادة في كل من أديس أبابا وأسمرة كجسر لعبور البلدين إلى مرفأ التوافق والسلام الذي انعكس إيجاباً على عموم منطقة القرن الإفريقي.
وجاء منح المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «رحمه الله» كلاً من أسياس أفورقي رئيس دولة إريتيريا والدكتور آبي أحمد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، «وسام زايد» تكريماً لجهودهما في إنهاء الصراع والخلافات بين بلديهما وتقديراً وتثميناً لدورهما في حل النزاع الثنائي.
على الصعيد الاقتصادي، تعد دولة الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري لإثيوبيا، حيث بلغ حجم التجارة غير النفطية بين البلدين 1.4 مليار دولار في عام 2022، كما بلغت الواردات الإماراتية من إثيوبيا 628 مليون دولار، فيما بلغت الصادرات الإماراتية 564.5 مليون دولار، في حين بلغت قيمة إعادة التصدير الإماراتية إلى إثيوبيا 553.3 مليون دولار.
ووصل إجمالي الاستثمارات الإماراتية في إثيوبيا إلى 2.9 مليار دولار، تشمل قطاعات متنوعة من أبرزها تصنيع الأدوية، والألمنيوم، والأغذية والمشروبات، والكيماويات.
ويمثل مجلس الأعمال الاستشاري الإماراتي الإثيوبي أحد أبرز منصات دعم المستثمرين الإماراتيين ورجال الأعمال الإثيوبيين، والارتقاء بالتعاون الثنائي المشترك، وذلك من خلال الدور الذي يؤديه في تحديد الفرص الاستثمارية لرجال الأعمال الإماراتيين في إثيوبيا، والترويج للتبادل التجاري والتعاون الاستثماري عبر تسهيل مشاركة الشركات في المعارض والفعاليات، وتحفيز الحوار البناء بين ممثلي القطاعين العام والخاص.
وتعتبر الإمارات أحد أبرز الداعمين والممولين لمشاريع الطاقة المتجددة في إثيوبيا، ففي يناير الماضي، شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، والدكتور آبي أحمد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، تبادل اتفاقية بين شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» والحكومة الإثيوبية لتطوير مشروع للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 500 ميغاواط مرحلة أولى وبهدف تطوير ما يصل إلى 2000 ميغاواط من المشاريع المماثلة داخل إثيوبيا.
وتلعب الثقافة دوراً مهماً في تعزيز الروابط والعلاقات الثنائية بين الإمارات وإثيوبيا، وقد وقع البلدان في عام 2018 مذكرة تفاهم للتعاون الثقافي تهدف إلى وضع أساس متين للتعاون بينهما في مجالات الثقافة وتنمية المعرفة، لاسيما فيما يتعلق بالآثار والتراث والفنون والمكتبات وذلك من أجل توسيع معرفة الجانبين بالهوية الوطنية والحضارية والثقافية والفنية لكل منهما من أجل تعزيز الروابط بينهما.
وأعلنت دولة الإمارات ممثلة بوزارة الثقافة والشباب وبالتعاون مع وزارة الخارجية في مايو الماضي عن تقديم دعم مادي لمشاريع تستهدف حفظ التراث العالمي والوثائق وتنمية وتأهيل القدرات والكوادر في إفريقيا، ومن أبرزها مشروع الحفاظ على كنيسة يمرحانا كريستوس، التي تعد واحدة من أكثر المواقع رمزية في إثيوبيا حيث تضم قصراً وكنيسة يرجع تاريخهما إلى القرنين الحادي والثاني عشر.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات إثيوبيا العلاقات الثنائیة بین دولة الإمارات بین البلدین فی إثیوبیا آل نهیان

إقرأ أيضاً:

«الجيل»: العلاقات المصرية الإماراتية نموذج للتكامل الاقتصادي والتنمية

أشاد الدكتور أحمد محسن قاسم، أمين تنظيم حزب الجيل الديمقراطي، بالعلاقات المصرية الإماراتية، واصفًا إياها بأنها علاقات تاريخية عميقة الجذور، شهدت تعاونًا مكثفًا على مختلف الأصعدة التجارية والسياسية والاجتماعية. وأضاف أن هذا التعاون ليس على المستوى الداخلي للدولتين فحسب، بل يمتد ليشمل المستويات الإقليمية والدولية.

العلاقات المصرية الإماراتية

وأشار في تصريح لـ«الوطن»، إلى أن مشروع رأس الحكمة نقطة تحول في مسيرة الاستثمار الإماراتي داخل مصر، ويعكس مدى الثقة في قدرة مصر على جذب الاستثمارات الضخمة. وأكد أن الإمارات تدرك العوائد المباشرة وغير المباشرة التي ستعود على الاقتصاد المصري من هذه الاستثمارات.

الاستثمارات المصرية الإماراتية 

كما أشار إلى أن مصر تشهد طفرة في مجال السياحة، مستشهدًا بزيادة عدد السائحين الخليجيين إلى مدينة العلمين، حيث بلغ عددهم نحو مليوني سائح. وأوضح أن الإمارات ترى في مصر وجهة سياحية رئيسية لدول الخليج.

وتابع قاسم أن العلاقات المصرية الإماراتية ليست مجرد علاقات تجارية أو اقتصادية فقط، بل هي علاقات متجذرة ومتشابكة المصالح على مختلف المستويات، سواء في المجالات الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية، وتظل هذه العلاقات نموذجًا يُحتذى به في التعاون الدولي.

وأكد أمين تنظيم الجيل في ختام حديثه، أن هذه الشراكة الاستراتيجية تسهم في تعزيز الاستدامة الاقتصادية لمصر، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه المنطقة والعالم، مشددًا على أهمية الاستمرار في تطوير هذه العلاقات لدعم استقرار ونمو الاقتصاد المصري في المستقبل.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يستقبل رئيس وزراء جزر سليمان ويستعرضان العلاقات الثنائية بين البلدين
  • اسرائيل كلمة السر الكبرى في علاقات التحالف بين الإمارات وصربيا
  • رئيس الدولة والرئيس الصربي يشهدان تبادل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين
  • مصريون: تجمعنا مع الإمارات رؤية مشتركة لمستقبل يسوده السلام والازدهار
  • «الجيل»: العلاقات المصرية الإماراتية نموذج للتكامل الاقتصادي والتنمية
  • محمد بن زايد وجيك سوليفان يبحثان العلاقات الثنائية وتطورات المنطقة
  • برلمانيون: العلاقات الإماراتية المصرية نموذج ريادي للشراكة الاستراتيجية
  • رئيس الدولة ومستشار الأمن القومي الأميركي يبحثان هاتفياً العلاقات الثنائية وتطورات المنطقة
  • "مصدر" الإماراتية تعزز ريادتها في مجال الطاقة المستدامة
  • مستلزمات الخيول الإماراتية تستقطب زوار معرض الفروسية في المغرب