مرت سنوات عجاف على أسواق مدينة الرمثا الأردنية، التي كانت في السابق مركزًا تجاريًا حيويًا لمختلف أنواع البضائع القادمة من سوريا، وذلك بفضل موقعها الجغرافي الذي يلاصق محافظة درعا السورية، وبالقرب من المعبرين الحدوديين اللذين يربطان الأردن بسوريا.

ومع بداية الحرب في سوريا، تحولت المدينة إلى منطقة "منكوبة"، حيث تراجعت الحركة التجارية بشكل كبير نتيجة للظروف الأمنية الصعبة التي شهدتها المنطقة، ومع ذلك، يراهن تجار الرمثا الآن على تحسن الأوضاع بعد إسقاط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، على أمل استعادة النشاط التجاري الذي فقدوه طوال السنوات الماضية.



ويعول التجار في مدينة الرمثا على قرار فتح معبر جابر الحدودي بين الأردن وسوريا في 6 كانون الأول/ ديسمبر 2024، ما يتوقع أن يسهم في تعزيز حركة الشحن التجاري بين البلدين ويعزز انسياب البضائع التي ظلت حبيسة الحدود لسنوات.

وفي جولة ميدانية داخل أسواق الرمثا، وتحديدًا في منطقة "السوق السوري"، التي كانت قبلة التجار من جميع أنحاء الأردن قبل الحرب السورية، تحدث العديد من التجار للأناضول عن آمالهم في استعادة النشاط التجاري.


وعبّر أبو عبد الله، تاجر جملة في السوق، عن تفاؤله بإعادة الحياة التجارية إلى السوق، مشيرًا إلى أن سوريا كانت "سلة غذاء للمواطن العربي"، ولكنه أضاف أن "البنية التحتية المدمرة" في سوريا قد تبطئ من عملية التصدير في البداية.

وأشار إلى أنه بعد فتح حركة الشحن البري بين الأردن وسوريا، يتوقع أن تتجاوز صادرات الأردن إلى سوريا وارداته. وطالب الحكومة الأردنية بتسهيل انسياب البضائع وتخفيض الرسوم الجمركية لتعويض الخسائر التي تكبدها التجار خلال السنوات الماضية.

من جانبه، صرح وزير الصناعة والتجارة الأردني يعرب القضاة بأن حركة الشحن عبر معبر جابر قد بدأت فعلاً، حيث عبرت مئات الشاحنات من الأردن إلى سوريا والعكس، وهو ما يُعد بداية جديدة لانسياب البضائع بين البلدين.


وأضاف تاجر آخر، خالد شنوان، أن ما يهمهم في الوقت الحالي هو عامل الوقت، معتبرًا أن قرب سوريا من الأردن يسهل عملية الاستيراد، كما أن المنتجات السورية عادة ما تكون أقل تكلفة مقارنة بتلك القادمة من دول أخرى.

وفي نفس السياق، أشار محمد عبيدات إلى أن سوريا كانت "الشريان الرئيسي" لأسواق الرمثا، لافتًا إلى أن توقف التجارة مع سوريا بسبب الحرب أثر على اقتصاد المدينة بشكل كبير.

وأضاف أن أملهم في استعادة الحركة التجارية مع سوريا يعتمد على اتخاذ خطوات مشتركة من قبل الحكومتين الأردنية والسورية، من بينها إعادة تأهيل المعابر الحدودية وتخفيض الرسوم الجمركية.

تعتبر الأزمة السورية أحد أكبر التحديات التي واجهتها الأردن في السنوات الأخيرة، حيث تستضيف نحو 1.3 مليون سوري، نصفهم تقريبًا من اللاجئين، ورغم أن الوضع قد شهد تحسنًا مع سيطرة فصائل المعارضة السورية على دمشق في 8 كانون الأول / ديسمبر 2024، إلا أن استعادة الحركة التجارية الطبيعية بين الأردن وسوريا تتطلب وقتًا وجهدًا من كلا البلدين.

على الرغم من هذه التحديات، يبقى تجار الرمثا متفائلين بأن عودة النشاط التجاري مع سوريا ستنعش أسواقهم وتُعيد الحياة الاقتصادية إلى المنطقة.

وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية مدينة الرمثا سوريا معبر جابر الحدودي سوريا الاردن مدينة الرمثا معبر جابر الحدودي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة کانون الأول مع سوریا إلى أن

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: 200 ألف سوري عادوا إلى بلادهم منذ ديسمبر

دمشق (الاتحاد)

أخبار ذات صلة الأمم المتحدة: الحرب أعادت التنمية في غزة 69 عاماً إلى الوراء 8 قتلى وجرحى بانفجار ألغام من مخلفات الحرب في حلب واللاذقية

عاد نحو 200 ألف لاجئ سوري إلى بلادهم منذ ديسمبر من العام الماضي، وفقاً لما صرح به المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو جراندي. 
وبحسب الأرقام التي نشرها جراندي على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»، عاد حوالي 195 ألفاً و200 سوري إلى وطنهم حتى 16 يناير، منذ سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر 2024.
كما أعلن جراندي عن خطط لزيارة سوريا والدول المجاورة قريباً لتعزيز دعم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين  للعودة واللاجئين والمجتمعات المضيفة، رغم أن الجدول الزمني للزيارة لا يزال غير محدد. 
وفي الوقت نفسه، وفقاً للمنشور، تقدر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من 550 ألف سوري قد عادوا إلى بلادهم في عام 2024، حيث استقبلت محافظة حلب الشمالية أكبر نسبة من العائدين، حوالي 23%. 
وفي حين أبدى العديد من اللاجئين السوريين رغبة في العودة، أشار تقرير للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين صدر الجمعة إلى مشاعر مختلطة، حيث لا يزال بعض اللاجئين مترددين. 
وقد أكد العديد منهم على الحاجة إلى الدعم المالي واللوجستي للتمكن من العودة وإعادة بناء حياتهم ومنازلهم داخل سوريا. 
وفي استجابة لذلك، تقدم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظماتها الشريكة خطة مشتركة لتسهيل عودة اللاجئين، وفقاً للتقرير. 
كما أكدت الوكالة على أهمية التمويل المستدام وبرامج الحماية لكل من اللاجئين والمجتمعات المضيفة. 
ويوجد أكثر من 7 ملايين شخص من النازحين داخل البلاد، بينما يحتاج أكثر من 90 بالمائة من السكان إلى دعم إنساني من أجل البقاء، وفق مفوضية اللاجئين.
وفي سياق آخر، زار وفد «هيئة الإغاثة النرويجية»، أمس، وزارة الصحة السورية في دمشق، حيث التقى القائم بأعمال وزارة الصحة. وأفادت قناة «الإخبارية» السورية بعقد اجتماع بين الجانبين، نوقش فيه سبل تعزيز التعاون الصحي بين الوزارة والهيئة، كما ناقش الجانبان إمكانية إنشاء «برنامج مسح للسرطان» يتضمن أخطر السرطانات.
وأضافت أن الجانبين أكدا على ضرورة التركيز على بنوك الدم وتأمين كل مستلزماتها لاستمرار العمل فيها وبناء قدرات الكوادر الطبية والتمريضية.

مقالات مشابهة

  • أصالة تكشف عن موقفها من زيارة سوريا بعد سنوات من الغياب
  • الأمم المتحدة: 200 ألف سوري عادوا إلى بلادهم منذ ديسمبر
  • القسام تحيي اليمن من قلب غزة (فيديو)
  • جموع المهنئين تتوافد على ديوان آل عبدالرزاق في الرمثا لليوم الثالث / صور
  • رقابة المركزي على شراء العقارات تثير مخاوف الركود.. مواقف متباينة من البرلمان
  • الكنائس الأرثوذكسية تحيي الحج المسيحي إلى موقع المغطس
  • الأطماع المائية “الإسرائيلية”.. تهديد متجدّد لموارد سوريا والأردن
  • كاتب أمريكي يحذر من تكرار سيناريو العراق في سوريا.. دعا للتريث بالانتخابات
  • ترامب وإنهاء الحروب.. هل يكون 2025 عام الانتعاش الاقتصادي العالمي؟
  • وزارة التجارة التركية تعلن عن لقاء عاجل مع الإدارة السورية: هل سيتم تعديل النظام الضريبي في سوريا؟