قال منصور عباس، رئيس القائمة العربية الموحدة بالكنيست الإسرائيلي، إن "المطلوب في الوقت الحالي ترتيب البيت الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة لما لذلك دور كبير في إنهاء الحرب".

وذكر عباس في لقاء خاص مع عماد الدين أديب على قناة "سكاي نيوز عربية": "العرب الفلسطينيون في إسرائيل تعدادهم يتجاوز 2 مليون إنسان، ينقسمون إلى قسمين، القسم الأول هم المواطنون العرب الفلسطينيون في إسرائيل وتعدادهم حوالي مليون و600 ألف، هؤلاء عرب فلسطينيون هم البقية الباقية من شعبنا الفلسطيني الذي هُجر في العام 1948، نسبتهم من مجموع الفلسطينيين في عام 1948 كانت حوالي 15 بالمئة، بمعنى من مليون ونصف فلسطيني بقي حوالي 150 ألف فلسطيني في مناطق الـ48".

وتابع: "بقاؤهم في أرضهم في وطنهم دفعوا ثمنه بالمواطنة بمعنى وضعوا أمام معادلة، إما أن تقبل المواطنة الإسرائيلية وتحمل الهوية وجواز السفر الإسرائيلي، أو أن ترحل من بلادك، كما رُحل وهُجر 85 بالمئة من الشعب الفلسطيني في العام 1948".

وأكمل قائلا: "كانت هذه هي المعادلة التي اضطرت العرب المقيمين في إسرائيل أن يقبلوا من أجل المحافظة على وجودهم في أرضهم ووطنهم، ويبقوا هذه البقية اللي اليوم تطورت وتضاعفت عشر أضعاف من الناحية السكانية".

وتابع: "أما القسم الآخر من العرب في إسرائيل هم العرب الفلسطينيين سكان مدينة القدس، التي تم احتلال الجزء الشرقي منها في العام 1967، إسرائيل ضمت في قانون خاص ضمت القدس إليها وإلى السيادة الإسرائيلية بخلاف الضفة وغزة، منحت السكان الفلسطينيين في القدس الهوية الزرقاء يعني الإقامة صفة الساكن في إسرائيل ولكن لم تمنحهم المواطنة وبالتالي أيضا العرب الفلسطينيون في مدينة القدس وضعوا أمام خيار إما قبول الهوية الزرقاء وتبقى القدس أو أن ترفض هذه الهوية الزرقاء وتصبح مهددا بالتهجير والترحيل من القدس".

وأوضح: هذا التعقيد الفلسطيني نحياه بشكل يومي يفرض علينا الكثير من الخصوصية من جهة والصعوبة من جهة أخرى في حرب قائمة في قطاع غزة، نتألم ونتضامن لأجل شعبنا، ولكننا مواطنون في إسرائيل نلتزم بقوانين المواطنة، لأننا تريد أن نبقى في أرضنا".

الصوت العربي داخل المعادلة السياسية الإسرائيلية

ذكر منصور عباس: "كل مشروعنا السياسي في داخل مناطق الـ48 أو في داخل إسرائيل كمواطنين وعرب فلسطينيين؛ ينصب في مصلحة تحقيق تسوية سياسية ضمن دائرة حل الدولتين وإحلال السلام والأمن والاستقرار لشعبنا الفلسطيني، ودولته المستقلة ذات السيادة في غزة والضفة والقدس ولنا مواطنة كاملة الحقوق ومساواة بين المواطنين في داخل دولة إسرائيل".

وأضاف: "الكتلة السياسية العربية التي تصل في حدود 15 بالمئة،؜ حوالي مليون و600 ألف صوت الآن، هي بيضة القَبَّان بين اليمين وبين المركز واليسار، في الانتخابات الأخيرة وقبلها، القائمة العربية الموحدة التي أرأسها هي القائمة العربية الأولى والوحيدة التي استطاعت أن تخترق صفوف الأحزاب اليهودية، وأن تفرض نفسها كشريك وكلاعب سياسي في الملعب السياسي الإسرائيلي".

وأكمل: "في حكومة التغيير السابقة التي كنا شركاء فيها نحن كنا حزب من ضمن 8 أحزاب ولنا حضورنا ولنا تأثيرنا واستطعنا أن ننجز العديد من الإنجازات لصالح مجتمعنا العربي في عدة مرافق، كاعتراف بقُرى غير معترف بها، ميزانيات اقتطعناها لصالح مجتمعنا العربي، ومجموعة قوانين تخفف من وطأة العنصرية ضد المواطنين العرب، وأيضاً حكومة التغيير انفتحت في علاقتها أيضا على المستوى السياسي مع السلطة الفلسطينية".

ولفت إلى أن "المشاركة في الكنسيت ثم المشاركة في الائتلاف والحكومة؛ ليست خيانة للقضية الفلسطينية، أو للصوت العربي أو للحقوق العربية؛ بل بالعكس هي وسيلة من أجل تمكين المواطن العربي في داخل إسرائيل وأيضاً هي وسيلة من أجل تعزيز فرص السلام وإحقاق الحق للشعب الفلسطيني".

كيف تدار المفاوضات في الكنيست؟

وبهذا الخصوص، قال عباس: "التجربة التي خضناها في المرة السابقة، لأول مرة يكون حزب عربي شريك في إدارة مفاوضات ائتلافية، ونقطة القوة التي كانت بين أيدينا أننا أدرنا مفاوضات مع أكثر من طرف، يعني كان في شخصيتين أو ثلاث شخصيات مرشحات لرئاسة الحكومة السابقة فالقائمة العربية الموحدة أدارت مفاوضات مع بنيامين نتنياهو، ومع يائير لبيد ومع نفتالي بينيت، كلما كانت لك مساحة مناورة وخيارات أكثر كلما كانت فرصتك لإنجاز أكثر في المحصلة في الاتفاق الائتلافي".

ماذا قال عباس عن شخصية نتنياهو؟

وعلى اعتبار أن عباس فاوض نتنياهو، فقال عنه: "نتنياهو حالته معقدة جدا، من تجربتي الشخصية هو شخص يمكن أن تأخذ وتعطي معه ويمكن أن تصل إلى حلول معه، المشكلة في نتنياهو بالائتلاف المحيط به، بمعنى عندما تكون في حكومة شركاؤك فيها من أقصى اليمين يعني متشددين أكثر فيضعون له القيود والخطوط الحمراء التي يتحرك فيها، والحرب في غزة دليل على ذلك".

وتابع: "نتياهو الحدث المركزي بالنسبة له هو المحافظة على رئاسة الحكومة، أيضا لأجل الأوضاع الخاصة به خوفا من أن يقف أمام المحاكم في إسرائيل، وموقع رئيس الحكومة يعطيه نوعا من القوة في مواجهة المحاكم في إسرائيل، فبالتالي التعامل مع نتنياهو يجب النظر إلى البعد الخاص الشخصي وما هي محركاته الذاتية الشخصية ويجب أن تنظر إلى التركيبة السياسية التي حوله".

وأكمل: "يستطيع نتنياهو أن يدير ظهره للحلفاء الطبيعيين في اليمين، وفعل ذلك في 2020 عندما ائتلف مع بيني غانتس في ظل جائحة كورونا، وفعل ذلك من قبل في العام 2013 عندما اختلف مع يائير لبيد، فالرجل لديه براغماتية يتمتع بها وهو من فصيلة الواقعية السياسية".

وأشار إلى أن "نتنياهو لو منهجه السياسي الدوغمائي فما طالت فترة حكمه لإسرائيل والتي وصلت إلى 16 سنة وما زالت، حتى أنه تفوق على مدة حكم بن غوريون نفسه، البراغماتية السياسية التي يتحلى بها تغطيه الفرصة للمناورة بين القوى السياسية في اليمين واليسار".

إلى أين تأخذنا صورة الائتلاف اليوم؟

قال رئيس القائمة العربية الموحدة بالكنيست الإسرائيلي لـ"سكاي نيوز عربية": "القوى السياسية المشكلة الآن للائتلاف متماسكة إلى حد كبير لأن مصلحتها مع بعضها البعض، هناك مجموعة قضايا تحدث شروخا بين الفصائل السياسية في إسرائيل.. إحدى هذه القضايا هي مسألة إيقاف الحرب أو عدم إيقافها.. واضح تماما أن الصهيونية الدينية بقيادة سموتريش وبن غفير لا تريد إنهاء الحرب في غزة ولا في لبنان مما اضطر نتنياهو إلى أن يذهب لمعادلة وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 60 يوما".

وأكمل: "في حين توجد قوى سياسية في داخل الحكومة الإسرائيلية تريد إيقاف الحرب وهم الحريديم وهم يوازون الصهيونية الدينية في القوة، يريدون إنها الحرب ليس لإنهاء الحرب بل لكي يستطيعوا إقرار قانون يعفيهم من الخدمة العسكرية الإجبارية فهم لا يستطيعوا تمرير القانون في ظل استمرار حالة الحرب".

وأكد على أن "المطلوب في هذه المرحلة حتى نستطيع أن نتقدم في مسار وقف الحرب، إيجاد حلول سياسية أوسع من فكرة صفقة التبادل يعني مطلوب ترتيب البيت الفلسطيني خاصة في قطاع غزة هذا له دور كبير في إنهاء الحرب".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إسرائيل المواطنة الإسرائيلية جواز السفر الإسرائيلي إسرائيل إسرائيل القدس التعقيد الفلسطيني إسرائيل الأحزاب اليهودية المواطنين العرب الكنسيت نتنياهو اليمين غزة نتياهو إسرائيل يائير لبيد البراغماتية السياسية لبنان قطاع غزة نتنياهو إسرائيل منصور عباس باربرا ليف إسرائيل المواطنة الإسرائيلية جواز السفر الإسرائيلي إسرائيل إسرائيل القدس التعقيد الفلسطيني إسرائيل الأحزاب اليهودية المواطنين العرب الكنسيت نتنياهو اليمين غزة نتياهو إسرائيل يائير لبيد البراغماتية السياسية لبنان قطاع غزة شرق أوسط فی إسرائیل فی العام فی داخل

إقرأ أيضاً:

رئيس حزب إسرائيلي معارض: نتنياهو يتهرب من مفاوضات المرحلة الثانية

اتهم زعيم حزب "الديمقراطيين" الإسرائيلي المعارض يائير غولان، حكومة  بنيامين نتنياهو بالتهرب من المفاوضات عن المرحلة الثانية من الصفقة، معتبرا أن إنهاء الحرب يشكل كارثة سياسية لرئيس الوزراء.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه الأحد صحيفة "معاريف" الإسرائيلية على خلفية تنصل إسرائيل من التزاماتها بموجب الاتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والتهرب من المرحلة الثانية من الصفقة والمطالبة بتمديد المرحلة الأولى دون ضمانات بإنهاء الحرب.

أكد غولان، أن إسرائيل وقّعت على اتفاق وكان من المفترض أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية في اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى، لكنها تهربت من ذلك.

وأضاف، أن مستشار الرئيس الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، اقترح البحث عن طريقة للخروج من المأزق، قائلا "دعونا نرى كيف نخرج العربة من الوحل".

وأوضح غولان، أن ويتكوف توصل لبعض الخطوط العريضة، لكن كان متوقعا أن ترفضها حماس، مشددا على أن أي اتفاق يتطلب وقف إطلاق نار طويل الأمد وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.

ويعتقد غولان أن أي دولة جادة تحدد أولوياتها "فلا يوجد شيء اسمه إطلاق سراح المحتجزين والقضاء على حماس أيضا في نفس الوقت".

إعلان

وأضاف أن إسرائيل قوية وتفتخر بقدراتها العسكرية، وينبغي أن تضع تحرير المحتجزين أولوية قصوى، محذرا من أن استمرار الحرب بلا أفق واضح ليس سوى وسيلة لنتنياهو لإبقاء المواطنين في حالة طوارئ دائمة تخدم أهدافه السياسية.

وأشار إلى أن نتنياهو لا يكترث بعدد القتلى في صفوف الجنود أو بمصير الأسرى، إذ يضع احتياجاته الشخصية والسياسية فوق أي اعتبار آخر. وأوضح أن نتنياهو لا يريد إعادة المحتجزين، لأن ذلك يعني نهاية الحرب، وهو ما يعد كارثة سياسية له.

الإسرائيليون يتهمون نتنياهو بعرقلة المحرلة الثانية من الصفقة (غيتي) انقلاب على الاتفاق

يأتي ذلك في ظل اتهام حركة حماس نتنياهو بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار باعتماده مقترحا أميركيا لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، داعية الوسطاء إلى التدخل للضغط من أجل بدء مفاوضات المرحلة الثانية.

بيان حماس جاء تعليقا على إعلان مكتب نتنياهو موافقته على خطة لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق غزة ادعى أنها صادرة عن ويتكوف، غير أن الأخير لم يعلنها، كما أنه سبق وأن أجل زيارته إلى المنطقة عدة مرات في الأسبوعين الأخيرين.

ولم يصدر على الفور عن الوسيطين المصري والقطري أو ويتكوف تعليقات على الإعلان الإسرائيلي.

وانتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار رسميا والتي استغرقت 42 يوما، دون موافقة إسرائيل على الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.

وعرقل نتنياهو ذلك، إذ كان يريد تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية.

بينما ترفض حركة حماس ذلك، وتطالب بإلزام الاحتلال بما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وتدعو الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية بما تشمله من انسحاب إسرائيلي من القطاع ووقف الحرب كاملا.

وتقدر تل أبيب وجود 62 أسيرا إسرائيليا بغزة (أحياء وأموات)، بحسب إعلام إسرائيلي، ولم تعلن المقاومة الفلسطينية عدد ما لديها من أسرى.

وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

إعلان

وبدعم أميركي، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: نستعد للمراحل المقبلة من الحرب
  • نتنياهو يناور.. والقضية الفلسطينية على طاولة القمة العربية في القاهرة
  • معلقًا على تصريحات الكوني.. التويجر: الأجسام السياسية الحالية مؤقتة ولا تملك حق تحديد نظام الحكم
  • رئيس حزب إسرائيلي معارض: نتنياهو يتهرب من مفاوضات المرحلة الثانية
  • الرئيس الفلسطيني يعيّن قائدين جديدين للأمن والدفاع المدني
  • نتنياهو يماطل في تنفيذ الاتفاق وغوتريش يحذَّر من عودة الحرب
  • تقرير يكشف .. نتنياهو قد يعود إلى الحرب
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو أخلّ بالاتفاق مع حماس ويفتعل الأزمات 
  • تقرير: نتنياهو قد يعود إلى الحرب في غزة للضغط على حماس
  • ما خيارات نتنياهو في ظل رفض حماس التمديد للمرحلة الأولى من اتفاق غزة؟