تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حققت الدراما السورية الكثير من النجاح على مدار السنوات الأخيرة، ليس فقط للمشاهد السوري، وإنما أصبحت تنافس على مستوى العالم العربي، وكان هناك عدد من العوامل التي حققت نجاحات للدراما السورية الإجتماعية، وأيضاً طفرات للدراما التاريخية والتي قدمت أعمالاً لها ثقل فني كبير وحققت رواجاً ونجاحاً كبيراً على مستوى العالم العربي.

نرصد بداية الدراما السورية وتطورها ومحطات الانطلاق والطفرات والازدهار، وما ينتظرها من تحديات خلال المرحلة المقبلة.

البداية من الإذاعة

بدأت رحلة الدراما السورية منذ عقود، وكانت انطلاقتها الأولى عبر المسلسلات الإذاعية، حيث شكَّلت الأساس لصناعة الدراما السورية. لاحقًا، جاء برنامج "سهرة دمشق" ليقدم مجموعة من السهرات التليفزيونية التي اعتُبرت أولى أشكال الدراما المرئية. سرعان ما تطورت هذه الصناعة مع إنتاج عدد كبير من الأعمال التي جمعت كبار نجوم الفن السوري. وفي تلك الفترة، تشابهت ظروف الإنتاج في سوريا مع مثيلاتها في مصر، حيث كانت جهة الإنتاج الوحيدة هي التليفزيون الحكومي.

محطات الازدهار

شهدت الدراما السورية محطات مهمة في مسيرتها، وبرزت فترة السبعينيات كبداية لازدهارها، خلال هذه الحقبة، توجه أبطال المسرح السوري نحو الدراما التليفزيونية، والتي حملت آنذاك طابعًا كوميديًا ساهم في ربط الجمهور بها، من أبرز الأسماء التي تركت بصمتها في تلك الفترة: دريد لحام، محمود جبر، ورفيق السبيعي.

التكوين والملامح

مع مرور الوقت، تطورت ملامح الدراما السورية وبدأت تأخذ طابعًا اجتماعيًا قريبًا من واقع الأسرة السورية. ركزت الأعمال على مواقف الحياة اليومية وتفاصيلها، مما جعل الجمهور يشعر بأنها تنقل واقعهم بشكل صادق. هذا التوجه ساهم في تعزيز مكانة الدراما السورية كمرآة تعكس تطلعات ومشاكل المواطن السوري.

ظهور الإنتاج المستقل

في مطلع التسعينيات، ظهرت شركات الإنتاج المستقل، وهو ما شكَّل نقطة تحول كبيرة في مسيرة الدراما السورية. ساهم ذلك في خلق دورة اقتصادية مستقلة، وجلب كفاءات جديدة لصناعة الدراما. أدى هذا التطور إلى زيادة جودة الإنتاج وفتح المجال أمام النجوم السوريين للعمل بين القاهرة ودمشق، مما أضاف بُعدًا جديدًا للأعمال السورية بفضل التداخل مع الخبرات المصرية العريقة.

طفرة الدراما التاريخية

حققت الدراما التاريخية السورية طفرة نوعية أسهمت في نقلها إلى مستوى عربي ودولي. يعود هذا النجاح إلى عدة عوامل:

الإنتاج الجيد: استثمرت شركات الإنتاج مبالغ كبيرة لدعم الأعمال التاريخية، مما انعكس على جودة الصورة والإخراج. 

وأشاد الكاتب يسري الفخراني بهذا النهج، مشيرًا إلى أهمية رؤية نتائج الاستثمار على الشاشة.

ثقل النجوم: 

شارك في هذه الأعمال نخبة من أبرز نجوم الدراما السورية، مثل تيم حسن، عابد فهد، سلوم حداد، وجمال سليمان.

اختيار الموضوعات الجذابة: ركزت الدراما السورية على أحداث تاريخية مشوقة تُثير اهتمام الجمهور العربي، مما ساعد في تحقيق انتشار واسع.

من أبرز الأعمال التاريخية السورية: "الحجاج"، "هارون الرشيد"، "ربيع قرطبة"، "الزير سالم"، "هولاكو"، و"المرابطون والأندلس".

أسماء لامعة في سماء الدراما

على مدار مسيرتها، أفرزت الدراما السورية عددًا من النجوم الذين تركوا بصمة واضحة سواء داخل سوريا أو في مصر، ومن أبرزهم: جمال سليمان، تيم حسن، عابد فهد، سلوم حداد، قصي خولي، وكاريس بشار.

التحديات المستقبلية

رغم النجاحات التي حققتها الدراما السورية، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة في المرحلة المقبلة، أبرزها الحفاظ على جودة الإنتاج، تطوير النصوص، ومواكبة التقنيات الحديثة في صناعة الدراما. ومع ذلك، تظل الدراما السورية قادرة على التأقلم والابتكار، وهو ما يضمن استمرارها كواحدة من ركائز الفن العربي.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الدراما السورية العالم العربي المسلسلات الإذاعية الدراما السوریة

إقرأ أيضاً:

مؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم تصادق على مشاريعها وميزانيتها التقديرية على خلفية زيادة منخرطيها

أعلنت مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، أن عدد منخرطيها ارتفع بنسبة 5 في المائة مقارنة بسنة 2023، ليصل عددهم الإجمالي إلى 544 ألفا و778 منخرطا، دون احتساب الأزواج والأبناء.

وأكد بلاغ للمؤسسة، عقب الاجتماع العادي للجنتها المديرية، خصص لعرض حصيلة إنجازات سنة 2024، والمصادقة على المشاريع والميزانية التقديرية برسم سنة 2025، ترأسه يوسف البقالي، أن المؤسسة قامت بتعزيز ولوج أسرة التعليم إلى التمويل عبر كل من برنامج « يسير » وبرنامج « امتلاك » لدعم الولوج إلى السكن، هذا الأخير كشفت المؤسسة أنه حقق نتائج مميزة في 2024، حيث استفاد منه 7500 منخرط، مسجلا زيادة بنسبة 17 في المائة مقارنة بسنة 2023، في الوقت الذي تم رفع سقف التمويل ضمن الآلية الثانية للبرنامج من 150 ألف درهم إلى 200 ألف درهم بفائدة 0 في المائة.

أما برنامج « يسير »، فشهد نموا استثنائيا بنسبة 145 في المائة مقارنة بسنة 2023، ليصل عدد المستفيدين إلى 34 ألفا و517 مستفيدا، وذلك بفضل رفع سقف التمويل إلى 30 ألف درهم بفائدة 0 في المائة.

وفي مجال التربية والتكوين، واصلت المؤسسة دعمها للطلبة المتفوقين من خلال منح « استحقاق »، استفاد منها أكثر من 8200 طالب جامعي خلال سنة 2024، من بينهم 2734 طالبا ينتمون لفوج 2024، وذلك بتكلفة إجمالية بلغت 58,17 مليون درهم.

كما تم رفع قيمة منحة التعليم الأولي لأبناء المنخرطين إلى 2500 درهم سنويا، ليستفيد منها 29 ألفا و 700 طفل بتكلفة إجمالية بلغت 74,25 مليون درهم.

وعلى صعيد آخر، أبرز البلاغ أن المؤسسة اختتمت برنامج « نافذة 2 » لدعم ولوج أسرة التعليم إلى تكنولوجيا المعلومات، بعد تحقيق أهدافه المتعلقة بدعم اقتناء الحواسيب، وذلك بمبلغ إجمالي بلغ 221,37 مليون درهم، مشيرا إلى أن المؤسسة تستمر في تقديم التخفيضات على اشتراكات الإنترنت عالي السرعة 4G والألياف البصرية وخدمات الهاتف المحمول، بتكلفة تقديرية بلغت 2,14 مليون درهم خلال سنة 2024.

بالإضافة إلى ذلك، وقعت المؤسسة اتفاقية شراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في إطار تنزيل خارطة الطريق 2022-2026.

وفي هذا الصدد، تم تنفيذ عدة مبادرات، أبرزها تزويد مدارس الريادة بأجهزة الحاسوب بهدف تحديث عملية التعلم؛ وقد شمل ذلك توزيع 49 ألفا و712 حاسوبا خلال 2024، بكلفة إجمالية تجاوزت 159 مليون درهم.

كما قامت المؤسسة بتمويل الولوج إلى منصة تعليمية لتطوير المهارات اللغوية لفائدة 32 ألف أستاذ بتكلفة إجمالية تفوق 1 مليون درهم، كما رصدت غلافا ماليا قدره 300 مليون درهم لدعم التكوين المستمر لفائدة الأساتذة.

وقالت المؤسسة، إن الشراكة مع الوزارة أثمرت عن مساهمة المؤسسة في تنظيم النسخة الأولى من المنتدى الوطني للمدرس بغلاف مالي يناهز 15 مليون درهم، حيث تم توزيع جوائز جهوية تشجيعية على الأساتذة المبدعين ضمن « الجائزة الوطنية لأستاذ السنة »، وذلك بميزانية إجمالية قدرها 215 ألف درهم.

وبالنسبة للشق الثقافي، كشف البلاغ أن عام 2024 شهد افتتاح المؤسسة للمركز الثقافي « إكليل » بمدينة فاس، لينضاف إلى شبكة المراكز الثقافية في الرباط وطنجة وتطوان. وقد تم تنظيم 20 معرضا فنيا وأكثر من 1000 نشاط ثقافي في هذه المراكز، استفاد منها أكثر من 60 ألف شخص.

وفيما يتعلق بالترفيه والسفر، قامت المؤسسة باقتناء فندق « أوسكار » في طنجة لتعزيز شبكة مراكز الاصطياف « زفير » الموجودة في مراكش والجديدة وإفران وأكادير. وقد سجلت هذه المراكز أكثر من 400 ألف ليلة إقامة سنة 2024.

وفي مجال النقل، دعمت المؤسسة تكاليف أكثر من 2,5 مليون رحلة عبر القطار، بالإضافة إلى 200 ألف رحلة عبر حافلات « سوبراتور ». كما رفعت قيمة منحة الحج لتصل إلى 50 ألف درهم حسب السلالم الأجرية للمستفيدين، حيث استفاد منها أكثر من 260 شخصا في موسم الحج 2024، بتكلفة إجمالية تجاوزت 12 مليون درهم.

ومن جهة أخرى، تواصل المؤسسة تمويل مبادرات مؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم (FOSE)، حيث تم رفع سقف التمويل إلى 800 ألف درهم للمشروع، على ألا يتجاوز الغلاف المالي الإجمالي 5 ملايين درهم. وفي هذا السياق، تم اختيار ثلاثة مشاريع لإعادة تأهيل نوادي المدرس في سنة 2024، بتكلفة إجمالية بلغت 1,94 مليون درهم.

وبخصوص المشاريع المزمع تنفيذها خلال سنة 2025، أكد البلاغ أن المؤسسة تعتزم تطوير خدماتها من خلال التركيز على عدد من المشاريع الاستراتيجية، من بينها تجهيز 10 مراكز ثقافية جديدة « إكليل » في مدن وجدة وبني ملال وأگدز وبنسليمان والمحمدية والراشيدية وبركان وجرادة وتيزنيت وتارودانت، وافتتاح مركزي اصطياف جديدين »زفير » في كل من السعيدية ومرتيل، بالإضافة إلى نادي رياضي « نرجس » بمدينة وجدة.

وتواصل المؤسسة مضاعفة جهودها في إطار التعزيز المستمر لخدماتها، مبرزا أنه في الجانب المتعلق بالصحة؛ أطلقت مركزها المتنقل للتشخيص الطبي « أزير الصحة المتنقلة »، حيث نظمت أول حملة في الطب الوقائي لفائدة منخرطيها وأسرهم في جهة الرباط-سلا-القنيطرة.

وقدمت خلال هذه الحملة أكثر من 2900 خدمة طبية شملت الكشف عن الأمراض الخطيرة والمزمنة بالإضافة إلى استشارات طبية متخصصة (أمراض القلب، طب العيون، وطب الأطفال…).

وفي ختام الاجتماع، أشاد أعضاء اللجنة المديرية بحصيلة الإنجازات وصادقوا بالإجماع على مشروع ميزانية سنة 2025.

 

كلمات دلالية المصادقة حصيلة زيادة مؤسسة النهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين مشاريع منخرطين ميزانية

مقالات مشابهة