بوابة الوفد:
2025-03-25@20:58:06 GMT

الغيب في الإسلام: بين علم الله وحذر الإنسان

تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT

في حديث صحيح أخرجه الإمام البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال صلى الله عليه وسلم: "مِفْتَاحُ الغَيْبِ خَمْسٌ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ: لا يَعْلَمُ أَحَدٌ ما يَكونُ في غَدٍ، ولا يَعْلَمُ أَحَدٌ ما يَكونُ في الأرْحَامِ، ولا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا، وما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، وما يَدْرِي أَحَدٌ مَتَى يَجِيءُ المطرُ".

من خلال هذه الكلمات النبوية الشريفة، يوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك خمسة أمور من الغيب التي لا يعلمها إلا الله وحده. هذه الأمور تتعلق بالمستقبل والمجهول، مثل ما سيحدث غدًا، أو نوعية الأعمال التي سنكتسبها، أو حتى المكان الذي سنموت فيه. ومن هنا، يظهر أحد الأسس الأساسية في العقيدة الإسلامية التي تُقر بأن الغيب بيد الله وحده، ولا يمكن للبشر أن يدركوه بمفردهم.

علم الله بالغيب

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: "إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (لقمان: 34). هذه الآية تؤكد على أن الله سبحانه وتعالى هو الوحيد الذي يعلم الغيب، بما في ذلك علمه بكل تفاصيل حياتنا ومستقبلنا. هذا العلم ليس محصورًا في الحاضر، بل يمتد ليشمل كل ما هو مخفي عن أعين البشر، مثل أقدار الناس، ومتى سيموتون، وأين سيموتون، وما سيفعلون في المستقبل.

الاختلاف بين العلم الغيبي والعلم البشري

رغم التقدم العلمي الهائل الذي شهدته البشرية في السنوات الأخيرة، خصوصًا في المجالات الطبية والتقنية، فقد استمر العلم في حدود معينة ولم يتمكن من الوصول إلى معرفة الغيب الذي حذرنا الله من التجرؤ على التنبؤ به. ومن أبرز الأمثلة على ذلك معرفة جنس الجنين في بطن أمه، وهو أمر يمكن للطبيب تحديده في مرحلة معينة من الحمل باستخدام وسائل علمية مثل السونار. ومع ذلك، لا يمكن للبشر تحديد حياة هذا الجنين أو موعد ولادته أو أي تفاصيل أخرى تتعلق بمستقبله. ولا يزال الأجل ورزق الإنسان متعلقا بمشيئة الله وحده، كما يذكر الحديث الشريف.

التحذير من الدجالين والمشعوذين

ما بين الحقيقة العلمية والدجل، هناك فارق كبير يجب أن يتنبه له المسلم. ففي الوقت الذي يعترف فيه العلماء بعجزهم عن معرفة الغيب، يروج البعض لتنبؤات معتمدة على الخرافات والشعوذة. قد يحاول البعض الادعاء بمعرفة المستقبل، سواء عبر قراءة الكف أو التنبؤ بالأبراج، في سعي لتحقيق مكاسب شخصية على حساب جهل الناس أو خوفهم من المجهول. لكن يجب على المسلم أن يكون واعيًا بأهمية الرجوع إلى الله وحده في أمور الغيب، وألا ينجرف وراء هذه الادعاءات الزائفة.

عبرة من قصة إبراهيم والنمرود

في قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع النمرود بن كنعان، يظهر لنا درس عظيم عن الجهل بالغيب. ففي حين ادعى النمرود القدرة على إحياء الموتى، رد عليه إبراهيم عليه السلام بإثبات قدرة الله وحده على التحكم في الحياة والموت، قائلاً له: "إِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ". هذه الحجة البسيطة كانت كافية ليفشل النمرود في تحديه لله ويُسكت حِجَجه.

 

الغيب هو مجال لا يمكن للبشر التنبؤ به إلا إذا كشفه الله عنهم، ولذلك يجب على المسلم أن يكون حذرًا في التعامل مع المعتقدات الخاطئة حول معرفة المستقبل. فالتأكيد في الإسلام هو أن الغيب لا يعلمه إلا الله، ومن يزعم أنه يملكه فهو في ضلال. لذا، يجب أن نعتمد على علمنا وديننا في توجيه حياتنا ونبذ التشاؤم والتعلق بالأوهام.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الله الغيب علم الله المسلم قصة إبراهيم الله وحده

إقرأ أيضاً:

فتاة: ليه ربنا فضل الإسلام على باقي الأديان اللي خلقها؟ علي جمعة يجيب

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن الله تعالى قال (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ) ونحن نؤمن بجميع الأنبياء على حد سواء.

لو مسيحي مات وهو بيدافع عن الوطن هيخش الجنة؟.. علي جمعة يجيبفتاة: لو ليا صديقة مش مسلمة هل يمكن تهنئتها في أعيادهم؟ علي جمعة يجيب

وأضاف علي جمعة، خلال إجابته على سؤال من فتاة تقول فيه (ليه ربنا فضل الإسلام عن باقي الأديان اللي خلقها؟ أننا لا نفاضل بين الأنبياء ولكن الله تعالى هو الذي يفضل بينهم.

وأشار إلى أن القضية ليست أن دين الإسلام أفضل من سائر الديانات، ولكن القضية أن الله أرسل النبي وأمر العالمين وكل من في الأرض إلى يوم القيامة أنهم يؤمنوا به، فمن لم يؤمن به عنده شئ من النقص ولم يكتمل إيمانه، فالمسلم يصدق بكل الأنبياء وكل الكتب والقرآن كله من أوله إلى آخره ذكر اسم 25 نبي ورسول.

وتابع: ليس لدينا مشكلة مع أحد ولكن الآخرون من لديهم مشكلة معنا، فحينما نقول سيدنا النبي محمد، يقولون معلش اقف هنا بقى احنا مش بنؤمن بالنبي بتاعك، فانت كده عندك حتة ناقصة يبقى دي مشكلتك انت بقى عيش حياتك وعلى الله حكايتك.
 

مقالات مشابهة

  • درس التراويح بالجامع الأزهر: الصدقة في الإسلام باب من أبواب البر
  • حيث الإنسان يبعث الحياة في سكن الطالبات بجامعة تعز ويتكفل بكل إحتياجاته حتى  زهور الزينة .. تفاصيل العطاء الذي لن يندم عليه أحد
  • سهيل بن عمرو.. خطيب قريش الذي تحول إلى داعية للإسلام
  • فتاة: ليه ربنا فضل الإسلام على باقي الأديان اللي خلقها؟ علي جمعة يجيب
  • سالم مولى أبي حذيفة.. حامل القرآن وإمام المهاجرين
  • هل الرحمة تجوز على غير المسلم؟.. الدكتور أيمن أبو عمر يجيب
  • دمشق.. أولى عواصم الإسلام
  • مفتي الجمهورية: اليأس ليس من صفات المؤمن.. والتشاؤم لا أصل له في الإسلام
  • فن الإدارة في الإسلام.. نموذج فريد للتنظيم والقيادة
  • ما الذي جرى لليابان بعد أن اكتشفت الإسلام؟