في خطوة تحمل دلالات سياسية هامة، عقد وفد من الخارجية الأمريكية برئاسة باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية لشئون الشرق الأوسط، لقاءً مع أحمد الشرع، القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا، وهو اللقاء الأول من نوعه الذي يجمع الولايات المتحدة بالإدارة الجديدة عقب سقوط نظام بشار الأسد. اللقاء الذي وصفه الطرفان بـ"الإيجابي"، تطرق إلى قضايا جوهرية تتعلق بمستقبل سوريا والمنطقة.

وتناول الاجتماع بين الوفد الأمريكي والإدارة السورية الجديدة رفع العقوبات عن الشعب السوري، بما في ذلك إعادة النظر في قانون قيصر الذي فرضته واشنطن سابقًا. كما بحث الوفد إمكانية رفع هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب، وهي قضية أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الدولية.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر بالإدارة السورية الجديدة قوله إن "اللقاء كان مثمرًا، وستتبعه خطوات إيجابية". بينما وصف مسئول أمريكي في تصريح لموقع أكسيوس اللقاء مع زعيم هيئة تحرير الشام بأنه "جيد ومفيد"، ما يشير إلى احتمال تحولات كبيرة في التعامل الأمريكي مع الأطراف الجديدة في سوريا.

وتطرق اللقاء أيضًا إلى مسائل حساسة تشمل انتقال السلطة في سوريا، جهود محاربة تنظيم داعش، ومصير الصحفيين والمواطنين الأمريكيين الذين فقدوا خلال حكم نظام الأسد. وأكدت الخارجية الأمريكية أن الوفد الأمريكي سيواصل لقاءاته مع المجتمع المدني السوري ونشطاء وأعضاء من الجاليات المختلفة، في إطار العمل على تعزيز استقرار سوريا بعد التغيير السياسي الكبير.

كان من المقرر أن تعقد باربرا ليف مؤتمرًا صحفيًا في العاصمة دمشق عقب انتهاء الاجتماعات، إلا أن السفارة الأمريكية أعلنت إلغاءه "لأسباب أمنية"، دون الكشف عن تفاصيل إضافية. وذكرت مصادر أن المؤتمر قد يُعقد عبر الإنترنت لاحقًا للإجابة عن استفسارات الصحفيين.

وفي تعليق لافت، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لموقع بلومبيرج إن ما سمعته واشنطن من هيئة تحرير الشام "أمر إيجابي"، لكنه شدد على أن الدعم الأمريكي مشروط بتحقيق توقعات المجتمع الدولي من الإدارة الجديدة. وأضاف بلينكن أن رفع الهيئة من قوائم الإرهاب يتطلب اتخاذ خطوات عملية تثبت التزامها بالمعايير الدولية.

لم تكن الولايات المتحدة وحدها في الساحة السورية الجديدة، فقد شهدت دمشق وصول وفود غربية من بريطانيا وألمانيا، عقدت هي الأخرى لقاءات مع القيادة الجديدة في سوريا، ما يعكس اهتمامًا دوليًا واسعًا بمستقبل البلاد بعد سقوط نظام الأسد.

ويُعد اللقاء بين واشنطن والإدارة الجديدة خطوة غير مسبوقة قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في المشهد السياسي السوري والإقليمي. ومع تزايد الانفتاح الغربي على السلطات الناشئة في سوريا، يبقى السؤال الأكبر: هل ستكون هذه اللقاءات بداية لحل دائم للأزمة السورية أم أنها مجرد محطة في طريق طويل من التحديات؟.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سوريا بلينكن الشرع المزيد فی سوریا

إقرأ أيضاً:

مع اقتراب مونديال 2026.. سفارة واشنطن بالرباط تحذر المغاربة من دخول الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية

زنقة 20 | الرباط

نشرت السفارة الأمريكية بالرباط على موقعها الإلكتروني تحذيرا موجها لكل من يحاول دخول الولايات المتحدة بشكل غير شرعي.

و قالت السفارة أن الرئيس دونالد ترامب يسعى إلى ضمان أمن الولايات المتحدة وقوتها وازدهارها من خلال الحرص على الالتزام بقوانين الهجرة الأمريكية.

و ذكرت أنه سيتم تطبيق عقوبات جسيمة على كل من يحاول الدخول إلى الولايات المتحدة بشكل غير شرعي، أو يكذب للحصول على تأشيرة، أو يعمل بدون تصريح قانوني، أو يبقى في الولايات المتحدة بعد انتهاء مدة تأشيرته أو فترة الإعفاء من التأشيرة.

وتشتمل هذه العقوبات على السجن والترحيل والحظر الدائم من الحصول على تأشيرات أمريكية في المستقبل.

و دعت كل من لديه أصدقاء أو أفراد من عائلته متواجدين في الولايات المتحدة بشكل غير شرعي، أن يطلب منهم العودة إلى بلادهم.

و أكدت السفارة أنه سيتم القبض على كل من حاول الدخول إلى الولايات المتحدة أو البقاء فيها بشكل غير شرعي

و أشارت الى أن إدارة ترامب عززت أمن الحدود وزادت بشكل كبير من عدد الأجانب غير الشرعيين الذين يتم توقيفهم وترحيلهم.

و جاء في منشور للسفارة “في حال حاولتم عبور الحدود الأمريكية والبقاء في الولايات المتحدة بشكل غير شرعي، سيتم توقيفكم واحتجازكم وإعادتكم إلى بلادكم. وقد يتم أيضا حظركم من العودة إلى الولايات المتحدة في المستقبل، أو فرض الغرامات عليكم، أو توجيه الاتهامات الجنائية إليكم”.

و ذكرت السفارة أن “عملية منح التأشيرات الأمريكية هي الأكثر أمانا في العالم، ولكن على الرغم من ذلك، يحاول البعض خداع النظام من خلال استخدام مستندات مزورة، أو الكذب في الطلبات، أو البقاء في البلاد بعد انتهاء فترة التأشيرة. هذه بعض الأمثلة على عمليات الاحتيال المتعلقة بالتأشيرات، وهي تمثل جرما خطيرا. وستتم معاقبتكم في حال خالفتم القانون بهذه الطريقة وقد تمنعون من الدخول إلى الولايات المتحدة مرة أخرى.”

و اشارت الى أنه “يتعين على من يفكرون في الرحلة المحفوفة بالمخاطر للعبور إلى الولايات المتحدة بشكل غير شرعي أن يدركوا أنهم يعرضون سلامتهم وحتى حياتهم للخطر، إذ تستهدف الجماعات الإجرامية والكارتلات والمتاجرين بالبشر المهاجرين غير الشرعيين بأعمال العنف والابتزاز والاعتداء”.

و ذكرت أن وزير الخارجية ماركو روبيو أعلن مؤخرا عن سياسة جديدة لتقييد منح التأشيرات للمسؤولين الأجانب – بمن فيهم موظفي الهجرة والجمارك وسلطات الموانئ – الذين يتخلفون عن وقف الهجرة غير الشرعية. وتبني هذه السياسة على قيود مماثلة قائمة ومفروضة على العاملين في مجالات النقل والسياحة، مؤكدة أن الولايات المتحدى لا ترحب بمن يهددون أمن الولايات المتحدة من خلال تسهيل الهجرة غير الشرعية.

مقالات مشابهة

  • تعليق جديد من الولايات المتحدة على اعتقال إمام أوغلو
  • الرئيس الأمريكي: الولايات المتحدة تريد جرينلاند من أجل الأمن الدولي
  • وزير الخارجية الأمريكي: نرغب في التعاون مع تركيا بشأن سوريا
  • وزير الخارجية الأمريكي: واشنطن قلقة إزاء الاحتجاجات الأخيرة في تركيا
  • وزير الخارجية الأمريكي: واشنطن قلقة بشأن عدم الاستقرار في تركيا
  • الإعلان عن موعد لقاء ثلاثي.. يجمع ماكرون والشرع وعون
  • ماذا طلب ترامب من الحكومة السورية مقابل رفع العقوبات؟
  • مسؤولة أمريكية تلخص المطلوب من السلطات السورية.. ماذا قالت عن الإعلان الدستوري
  • مع اقتراب مونديال 2026.. سفارة واشنطن بالرباط تحذر المغاربة من دخول الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية
  • الولايات المتحدة تعرب عن قلقها إزاء قمع الاحتجاجات في تركيا