حموشي يقدم واجب العزاء لعائلة الشرطي شهيد الواجب بأبي الجعد
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
زنقة 20 | متابعة
في خطوة إنسانية، قام المدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف حموشي، اليوم الجمعة، بزيارة مفاجئة إلى منزل عائلة الشرطي شهيد الواجب، ضواحي مدينة أبي الجعد، لتقديم واجب العزاء والتضامن.
الزيارة التي تمت بدون أي بروتوكول رسمي، لاقت استحساناً واسعاً من طرف العائلة وسكان المنطقة، حيث عكست روح التواضع والإنسانية التي تميز قيادة الأمن الوطني.
وخلال اللقاء، عبر المدير العام عن خالص تعازيه ومواساته القلبية للعائلة، مؤكداً أن تضحية المرحوم ستظل خالدة في ذاكرة الوطن، وأن المديرية العامة للأمن الوطني ستواصل تقديم الدعم الكامل لأسر شهداء الواجب.
و أقامت المديرية العامة للأمن الوطني، الثلاثاء، جنازة رسمية مهيبة للشرطي عبد الغني رضوان، الذي استشهد خلال أداء واجبه المهني أثناء تدخل أمني لتوقيف شخص متورط في قضايا المخدرات، بعدما تعرض لطلق ناري عن طريق الخطأ.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
غزة وصنعاء: حكايةُ الواجب والمبدأ
بسَّام شانع
حين تلتقي التضحية بالكرامة، تنبثق حكايات سامية تُخلَّد في صفحات التاريخ.
صنعاء وغزة ليستا مُجَـرّد مدينتين على خارطة العالم العربي، بل هما رمزٌ للثبات والصمود في وجه الطغيان.
ومع ذلك، يتساءل البعض بنبرة مُبطّنة، تُخفي تحتها نوايا مغرضة: “ما الذي استفادته غزة من مساندة صنعاء لها؟” سؤال يَحمل من الإجحاف والتشكيك أكثر مما يحمل من الموضوعية.
تخيَّلوا شجرة عتيقة، جذورها غائرة في الأرض، تتعرض لرياح عاتية تحاول اقتلاعها.
إنها شجرة اليمن التي تحمّلت الحصار والجوع، وقاومت العواصف التي لم تترك شريانًا من شرايين الحياة إلا وحاولت قطعه.
رغم ذلك، حين سمعت أنين شقيقتها فلسطين، مدت أغصانها التي بالكاد تنبض بالحياة لتغطيها من لهيب النار.
هل يُعاب على الشجرة أنها مدت ظلها رغم أوجاعها؟ أم يُمجَّد هذا الفعل كدليل على الأصالة والمروءة؟
من المفارقات العجيبة أن الذين يطرحون هذا السؤال يوجهونه نحو صنعاء وحدها، متجاهلين دولًا أُخرى تتمتع بكل عناصر القوة والاستقرار.
لماذا لا يُطالبون الدول المطلة على مضيق جبل طارق بمنع السفن الإسرائيلية من المرور؟ لماذا لا يُحمِّلون النظام المصري مسؤولية استمرار عبور سفن الاحتلال عبر قناة السويس؟ أليس الأولى بمن يعيشون في رغد العيش والأمان أن يتحَرّكوا قبل أن يُلام المُحاصر الذي بالكاد يجد قوت يومه؟
إنه لمن السخف أن يتم تجاهل الجهود الجبارة لصنعاء التي تتحدى التحالف الأمريكي البريطاني الصهيوني بكل شجاعة، بينما يتم التغاضي عن حكومات لم تحَرّك ساكنًا سوى إصدار بيانات الإدانة الخجولة.
غزة لم تحتَج إلى منافع مادية من صنعاء، بل إلى موقف يُعيد للأُمَّـة العربية كرامتها.
صنعاء قدمت ما هو أثمن من المال، قدمت موقفًا عزز الإيمان بأن فلسطين ليست وحدها.
لقد وقفت صنعاء لتقول للعالم إن الكرامة لا تشترى، وإن الشعب اليمني، رغم الجراح، قادر على إرباك حسابات أكبر القوى.
السؤال الذي ينبغي أن يُطرح ليس “ما الذي استفادته غزة من صنعاء؟”
بل “ما الذي يجب على الأُمَّــة فعله تجاه فلسطين؟” صنعاء أجابت على هذا السؤال، ليس بالكلمات، بل بالأفعال.
أما أُولئك الذين يهاجمونها، فهم إما جاهلون أَو أصحاب أجندات.
صنعاء وغزة، كجناحي طائر، ترفرفان رغم القيود، تُعلّمان العالم أن الحرية لا تُشترى، وأن الكرامة العربية، وإن غابت عن بعض العواصم، لا تزال تسكن قلوب الأحرار.