محمود حامد يكتب: سلامٌ على سوريا الماضى والحاضر والأمل
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
سوريا الجريحة ليست مجرد بلد ظهر فجأة على خريطة العالم.. إننا إزاء دولة تضرب جذورها فى أعماق التاريخ، تعاقبت عليها حضارات عديدة، وكانت من أكثر المناطق حيوية في التاريخ القديم، مما جعلها تتميز بتنوع عرقي وديني كبير، حتى أن بضعة آلاف من السوريين ما زالوا يتحدثون اللغة الآرامية.
فى هذا العدد ومن خلال المساحة المحدودة، حاولنا تقديم لمحة عن سوريا الحضارة والأصالة والفكر والثقافة والإبداع وكل ما يتميز به هذا البلد الجريح، الذى يمثل مهما أراد له الأعداء، ركنًا مهمًا وأساسيًا فى عناصر قوتنا العربية.
حاولنا أن نرسم صورة لا تغيب عن أذهان الذين عايشوا كل ما مرت به سوريا «وأمتنا العربية بالتبعية» من انكسارات وانتصارات، كما لا بد أن تكون الصورة حاضرة أمام شبابنا الذى تتلاعب به الأمواج وتحاول أن تصرفه عن معرفة الحقيقة مهما كانت مؤلمة.. ويستكمل هذا العدد الجهد المتميز الذى قدمه زملاؤنا فى العدد الأسبوعى من «البوابة» الصادر يوم الثلاثاء ١٠ ديسمبر.. فالعددان يكملان توضيح الصورة إذ يركز هذا العدد على تقديم المعرفة من عدة أوجه، فيما ركز عدد ١٠ ديسمبر على رصد الواقع الحالى وتقديم الرؤية المستقبلية فى عدة تحليلات عميقة ومهمة للقارىء.
والقضية التى تستحق وقفة هى ما يحدث الآن فى دمشق بعد أن استولى على الحكم تنظيم هيئة تحرير الشام المصنف كتنظيم إرهابى رفع السلاح فى وجه السوريين وأسال من الدماء الكثير، ويريد أن يمسح عاره بتصريحات معسولة وخادعة لكن من يتعمق فيها يستطيع أن يصل إلى الحقيقة التى تعمل أطراف عديدة على إخفائها فى محاولة لتطهير هذا التنظيم مما علق به من آثام ودنس.
المتابع لتصريحات أبو محمد الجولانى، يستكشف الكثير، فقد أعلن أول أمس الخميس، أن «علاقتنا بتنظيم القاعدة أصبحت من الماضي» وأن هيئة تحرير الشام التي يتزعمها قطعت علاقتها بتنظيم القاعدة.. إننا إزاء اعتراف صريح وكما يقولون «الاعتراف سيد الأدلة»، فمن يحاسبه عن جرائمه فترة إنتمائه للقاعدة؟.. وهل إذا اشترك شخص ما مع آخرين فى قتل إنسان، يصبح بريئًا بمجرد أن يقول «لقد قطعت علاقتى بهم؟»!.. هل يمكن أن نسمع ردًا من الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو المملكة المتحدة، أو تركيا وجميعهم يصنفون هيئة الجولانى منظمة إرهابية، لكنهم يهرولون الآن للقائه تحت مزاعم الخوف على سوريا!.
وقبل ذلك بأيام، أعلن الجولانى عن نيته إلغاء الخدمة الإلزامية فى الجيش وتسريح أفراد الجيش الحالى.. وبكل بجاحة، أعلن أن الجيش سيعاد تشكيله من ميليشات جماعته وبعض الجماعات الأخرى، ليتحول من جيش وطنى إلى جيش إرهابى.. ويمكننا أن نربط تصريحه هذا بتصريح سابق رأى فيه أن التنظيم منهك وليس على استعداد لخوض حرب جديدة، بينما دمرت إسرائيل معظم أسلحة ومعدات الجيش السورى وقضت على أكثر من ٨٠٪ منها وسط صمت مريب، إن لم يكن مباركة من أطراف عديدة لا تريد إلا الشر للأمة العربية مهما ذرفت من دموع التماسيح على سوريا والإدعاء بالحرص على وحدتها.
الخطر يحدق بسوريا من كل جانب، وهناك جيران يضمرون الشر ويجدونها فرصة للتخلص من قوى فاعلة وكان لها دور أساسى فى محاربة داعش وطرده من معظم الأراضى السورية، ومازالوا حراسًا أمناء على آلاف الدواعش السجناء في المخيمات وسط أوضاع قلقة للغاية فى مواجهة تلك الجارة التى تسعى لفرض هيمنتها وتعادى سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها ولا تعنيها إلا مصلحتها ومن بعدها الطوفان.
نحاول أن نطلق صرخة تحذير فكوني كما عهدناكِ يا سوريا قوية وصامدة. وسوف تظل قلوبنا تنظر إليكِ كل لحظة مرددين مع أمير الشعراء أحمد شوقى:
سَلامٌ مِن صَبا بَرَدى أَرَقّ
وَدَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشقُ
وَبي مِمّا رَمَتكِ بِهِ اللَيالي
جِراحاتٌ لَها في القَلبِ عُمقُ
بَني سورِيَّةَ اطَّرِحوا الأَماني
وَأَلقوا عَنكُمُ الأَحلامَ أَلقوا
وَلِلأَوطانِ في دَمِ كُلِّ حُرٍّ
يَدٌ سَلَفَت وَدَينٌ مُستَحِقُّ
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: سوريا الاضطرابات في سوريا
إقرأ أيضاً:
سوريا .. الجيش الإسرائيلي يواصل توسعّه والحكومة الجديدة تلقى ترحيباً واسعاً
أعلن الجيش الإسرائيلي، “دخول قواته إلى مواقع جديدة في منطقة جبل الشيخ جنوب غربي سوريا خلال الأسبوع الماضي”.
وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي: “خلال الأسبوع الماضي، نفذت قوات لواء 810، التابع لقيادة فرقة 210، عمليات في مناطق جديدة عند قمة جبل الشيخ السوري، بهدف تعطيل التهديدات ومصادرة معدات العدو في المنطقة”.
وأضاف: “خلال العملية، اكتشفت قوات اللواء 810 ووحدة “يهالوم” بنى تحتية عسكرية، بما في ذلك معدات حربية وجهاز متفجرات يزن عشرات الكيلوغرامات”.
وقال: “ستواصل قوات جيش الدفاع الإسرائيلي عملياتها ضد البنى التحتية الإرهابية في قمة جبل الشيخ، لضمان أمن المواطنين الإسرائيليين وسكان هضبة الجولان”.
شيخ من السويداء: نحن مهمشون
قال الشيخ سعود نايف النمر، شيخ عشيرة “الشنابلة” خلال حفل الإعلان عن الحكومة السورية الجديدة في قصر الشعب، مخاطبا الرئيس السوري للفترة الانتقالية أحمد الشرع: “نحن في السويداء مُهمَّشون على الدور الأول “الرئيس السابق بشار الأسد” وعلى دوركم ولدينا مثقفين ولدينا قانونيين ومحامين”.
وتابع الشيخ سعود نايف النمر: “نحن نرجو من الله ومنكم أن تنصفوا جميع الشرائح. وشكرا لكم جميعا”.
وكشفت بعض وسائل الإعلام، أن “الشرع” رد على الشيخ قائلا: “لكن وزير الزراعة من عندكم (السويداء)”.
ترحيب بتشكيل الحكومة السورية الجديدة
لاقى تشكيل الحكومة السورية الجديدة، التي أعلن عنها الرئيس السوري أحمد الشرع، ترحيبا واسعا.
ورحبت الخارجية السعودية “بإعلان تشكيل الحكومة السورية وأعربت عن أملها في أن تحقق هذه الحكومة تطلعات الشعب السوري الشقيق”.
وأكدت الوزارة “تطلع المملكة للتعاون والعمل مع الحكومة السورية الجديدة بما يجسد العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين الشقيقين، ويعزز من العلاقات في المجالات كافة، كما أعربت عن تمنياتها للحكومة السورية الجديدة بالتوفيق والسداد بما يحقق لسوريا الشقيقة أمنها واستقرارها ورخائها”.
ورحّبت وزارة الخارجية الإردنية، “بإعلان تشكيل الحكومة السورية الجديدة، مُعرِبةً عن أملها في أن تحقق هذه الحكومة تطلعات الشعب السوري، بأن يعيش بحرية ومساواة وكرامة وسلام بعد معاناته الطويلة”.
وأكّد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة، “حرص المملكة على تعميق التعاون مع الحكومة السورية الجديدة في مختلف المجالات، بما يعكس تاريخية العلاقة واستراتيجيتها بين البلدين الشقيقين، وعلى ضرورة بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والإسناد المتبادل والثقة، ومعالجة كل القضايا، بما يخدم مصلحة البلدين الشقيقين”.
وجدّد القضاة “التأكيد على موقف الأردن الثابت في دعم إعادة بناء سوريا على الأسس التي تحفظ أمن سوريا ووحدتها واستقرارها”.
ورحبت وزارة الخارجية التركية، “بتشكيل الحكومة السورية الجديدة، مشيرةً إلى أن هذه الخطوة “تعكس إرادة الإدارة السورية للمضي قُدماً في عملية الانتقال السياسي الشامل، تحت قيادة السوريين وبملكية كاملة منهم”.
وجاء في بيان الوزارة: “نرحب بتشكيل حكومة انتقالية في سوريا. هذه الخطوة، التي تلتْ تنظيمَ مؤتمر الحوار الوطني والإعلان عن الوثيقة الدستورية، تُظهر التزام الإدارة السورية بمسار التحول الديمقراطي”.
وأضاف البيان: “ستواصل تركيا دعمها للعملية السياسية الشاملة والجامعة، التي تُعدُّ أساساً لتحقيق الأمن والاستقرار الدائم في سوريا”.
كما أكدت الخارجية التركية: “في هذه المرحلة الحاسمة، يتعين على المجتمع الدولي تركيز جهوده على تثبيت الاستقرار في سوريا. وفي هذا الإطار، يجب رفعُ العقوبات دون شروط مسبقة، والبدءُ فوراً بمشاريع إعادة الإعمار”.
وأعلن المبعوث الألماني إلى سوريا، ستيفان شنيك، “عن ترحيب بلاده بتشكيل حكومة جديدة في سوريا، مؤكدا استعداد بلاده لدعم السوريين في مداواة جراحهم وإعادة بناء بلدهم”.
ونقلت وسائل إعلام عن شنيك قوله: “الشمولية والعدالة والانفتاح على الشركاء ضرورية لتحقيق تطلعات الثورة”.