الجزيرة:
2025-04-23@13:52:22 GMT

مدينة حلب تنفض ركام الحرب عن تراثها العريق

تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT

مدينة حلب تنفض ركام الحرب عن تراثها العريق

يشهد فندق بارون الأثريّ على تاريخ عريق يمتدّ لقرن من الزمان في مدينة حلب كبرى مدن الشمال السوري، وأيضا على معارك قاسية عاشتها المدينة في العقد الماضي بين قوات الحُكم السابق وفصائل المعارضة المسلّحة.

وأتت المعارك في شوارع المدينة والقصف الجويّ والصاروخي بطائرات النظام السوري السابق – لا سيما بين العامين 2012 و2016 – على كثير من معالم المدينة المدرجة على قائمة اليونسكو والتي تعد واحدة من أقدم المدن المأهولة في التاريخ.

وبعد سيطرة المعارضة السورية الخاطفة على المدينة في مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، تبدو المدينة وكأنها تستعد للخروج من حالة الفوضى والتقاط أنفاسها، رغم الدمار الكبير فيها.

ويقول جورج إدلبي، وهو مرشد سياحيّ منذ 35 عاما "للأسف، أكثر من 60% من مباني حلب القديمة هدمت".

رغم ذلك، يبدو المتحف الوطني في حلب جاهزا لاستقبال زواره بعد شيء من أعمال الترميم، فالقذائف التي سقطت في محيطه أصابت بشكل أساسي باحته من دون أن تسبب ضررا كبيرا للمبنى نفسه.

مدخل المتحف الوطني في مدينة حلب كما يبدو في 17 ديسمبر/كانون الأول 2024 (الفرنسية)

ومما نجا من سنوات الحرب والفوضى، الكنوز الأثرية التي يحويها المتحف، وهي تشهد على 9 آلاف سنة من عمر البشريّة وعلى ظهور الكتابة في بلاد ما بين النهرين المجاورة.

إعلان

يقول مدير المتحف أحمد عثمان لوكالة الصحافة الفرنسية "لقد استفدنا مما جرى مع الدول المجاورة" ولا سيما العراق الذي "تعرّض متحفه للنهب"، لذا "اتخذنا التدابير اللازمة لحماية ما لدينا من قطع أثريّة".

ويضيف "التماثيل الثقيلة التي كان يصعب نقلها حُميت في المكان نفسه بصبّ الإسمنت حولها، أما القطع القابلة للنقل، فقد نُقلت إلى مستودعات آمنة".

تروي جدران الأسواق القديمة في حلب، العابقة برائحة صابون الغار الحلبي الشهير، قصص المعارك العنيفة والقصف الذي حوّل مساحات منها إلى ركام ترتفع من ورائه قلعة حلب المهيبة الشاهدة هي الأخرى على صعود دول وسقوط أخرى على امتداد الزمن.

واليوم، وبعدما توالت على هذا الموقع جيوش من عصور مختلفة، باتت القلعة تحت حراسة إدارة العمليّات العسكريّة، يضع أحدهم وردة في فوهة بندقيّته، في مؤشر على انتهاء نزاع دام 13 سنة مع حُكم عائلة الأسد التي أمسكت بمقاليد البلاد أكثر من نصف قرن بالحديد والنار.

وإضافة للنزاع الطاحن واستخدام الجيش السوري القلعة كمربض للقصف، عانى هذا البناء الأثريّ من تداعيات الزلزال العنيف الذي ضرب تركيا والشمال السوري في فبراير/شباط 2023، وفقا للمرشد السياحي.

وبجوار القلعة، عادت الحياة إلى الأزقة الصغيرة التي تشكّل السوق القديم بعدما خضعت لأعمال ترميم بتمويل من مؤسسة الآغا خان الثقافية بموجب اتفاق مع السلطات السورية، وأيضا بتمويل سعودي، بحسب ما تُظهر اللوحات الموضوعة في المكان.

فاضل فاضل بائع في سوق تقليدي بحلب بتاريخ 17 ديسمبر/كانون الأول 2024 (الفرنسية)

يقول جمال حبال البالغ من العمر 66 عاما والذي أعاد قبل نحو عام افتتاح متجره في السوق لبيع الحبال والمشغولات الحرفيّة "لدينا الكثير من الذكريات هنا، كان سوقا كبيرا ينبض بالحياة، كانت العرائس يأتين إلى هنا لشراء جهازهنّ، ويجدن كل شيء هنا. ثم فجأة، وقعت الأزمة"، متجنّبا استخدام كلمة "حرب".

عمال يعملون على ترميم متجر في سوق تقليدي بمدينة حلب بتاريخ 17 ديسمبر/كانون الأول 2024 (الفرنسية)

ويروي هذا التاجر أنه اضطر لترك متجره ثم عاد إليه في العام 2018. ويقول وسط آثار الدمار وقلّة الحركة وضعف الإنارة "الأوضاع ما زالت صعبة".

إعلان

وعلى غرار جمال حبال، أعاد فاضل فاضل فتح متجره المخصص لبيع التذكارات والصابون والصناديق المرصّعة.

ويقول هذا التاجر البالغ 51 عاما "كان كلّ شيء مدمرا هنا"، آملا أن تعود المدينة "مركزا تجاريا وصناعيا وسياحيًا" مثلما كانت.

ويضيف "يحدونا الأمل بحياة أفضل".

صورة جوية تظهر قلعة حلب المطلة على المدينة بتاريخ 17 ديسمبر/كانون الأول 2024 (الفرنسية)

استقبل فندق بارون في خالي الأيام شخصيات ذات شهرة عالمية، من بينها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الفرنسي الراحل شارل ديغول، ومؤسس نظام جمهورية تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، وأيضا ًالكاتبة البريطانية الشهيرة آغاثا كريستي.

صورة جوية تظهر سوريين يؤدون صلاة الجمعة في الجامع الأموي بدمشق بتاريخ 20 ديسمبر/كانون الأول 2024 (الفرنسية)

وكان الفندق مقصدا للسياح والمهتمين بالتاريخ، سواء لعمارته الساحرة، أو لمعاينة مقتنيات توثّق تاريخا مضى، من بينها فاتورة لم تُسدّد، تعود للضابط والدبلوماسي البريطاني لورانس العرب. لكن غرف الفندق وباحاته تحتاج لنفض غبار السنين عنها قبل أن تعود لاستقبال زوارها.

في العام 2014، وفيما كانت الحرب السوريّة في ذروتها، أعرب آخر مالكي الفندق آرمان مظلوميان عن تشاؤمه لمصير الفندق. وقال يومها "أخشى أن تكون الأيام الجميلة قد ولّت"، وقد توفي بعد ذلك قبل أن تضع الحرب السوريّة أوزارها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دیسمبر کانون الأول 2024

إقرأ أيضاً:

704 ملايين درهم أرباح «رأس الخيمة الوطني» للربع الأول

 
رأس الخيمة (الاتحاد)


سجل بنك رأس الخيمة الوطني «راك بنك» صافي أرباح للربع الأول من العام الجاري 2025، بلغت 704 ملايين درهم، بعد الضريبة، بزيادة قدرها 22.7% مقارنة بالربع الأول من العام الماضي.
وأظهرت النتائج المالية للربع الأول تحقيق البنك أرباحاً قياسية - قبل الضريبة - بلغت 772 مليون درهم، رغم تزايد المخاوف العالمية، في حين سجل الربح التشغيلي 866 مليون درهم، بارتفاع سنوي نسبته 10.2%، مدفوعاً بالنمو القوي في الميزانية العمومية وزيادة الإيرادات غير المرتبطة بالفوائد.
وبحسب النتائج، ارتفعت المصاريف التشغيلية بنسبة 11.8% مقارنة بعام 2024، فيما بلغ معدل التكاليف إلى الدخل 33.4% مقابل 33.1% في الربع الأول لعام 2024، وتجاوز إجمالي الأصول حاجز 90 مليار درهم لأول مرة في تاريخ البنك، كما تجاوز إجمالي القروض والتسهيلات 50 مليار درهم، مسجلاً نمواً سنوياً بنسبة 16.7%.
وبلغت قروض الخدمات المصرفية للشركات بنسبة 30.1%، بينما بلغت ودائع العملاء 61.0 مليار درهم، بزيادة سنوية قدرها 18.2%.
وارتفعت نسبة الودائع الجارية والتوفير (CASA) إلى 65%، بزيادة 10.2%على أساس سنوي، لتبقى من النسب الأعلى في القطاع المصرفي.
كما حافظت جودة محفظة الائتمان على قوتها، حيث بلغت تكلفة المخاطر 0.8% مقابل 1.5% خلال الفترة نفسها من عام 2024، ويعود ذلك إلى التحول الاستراتيجي في مزيج الأعمال نحو الأصول المضمونة منخفضة المخاطر.
ووفقاً للنتائج، تحسنت نسبة القروض المتعثرة في نهاية الربع الأول من عام 2025 لتصل إلى 2.1% مقابل 2.6% في الربع الأول من عام 2024. في حين بلغ معدل «المخصصات إلى إجمالي القروض» 5.6% مقارنة بـ 6.0% في الربع الأول من عام 2024، بما يوفر تغطية كافية، وحافظت عوائد المساهمين على قوتها، حيث بلغت نسبة العائد على حقوق الملكية (ROE)%22.4 مقارنة بـ 21.4% في الربع الأول من عام 2024، ونسبة العائد على الأصول (ROA)%3.2 مقارنة بـ 3.1% في الربع الأول من عام 2024.
وحافظ البنك على متانة رأس المال، حيث بلغت نسبة كفاية رأس المال 18.6% (CAR) للربع الأول من عام 2025، مقابل 17.2% للربع الأول من عام 2024.
تعكس السيولة القوية للبنك نسبة الأصول السائلة المؤهلة التي بلغت 17.1% مقارنة بـ 13.5% للربع الأول من عام 2024، بالإضافة إلى نسبة التمويلات إلى الموارد المستقرة التي بلغت 76.4% مقابل 78.7% للربع الأول من عام 2024.

مقالات مشابهة

  • مجلس الوزراء يعلن مد الإعفاء من سداد مقابل الجُعل حتى 31 ديسمبر 2025
  • إسطنبول: المدينة التي حملت أكثر من 135 اسمًا عبر التاريخ
  • عودة 55 ألف لاجئ سوري من الاردن منذ كانون الأول الماضي
  • مناظرة العيدروس للوليد مادبو التي ارجات احمد طه الى مقاعد المشاهدين
  • مرضى الفشل الكلوي في غزة يكافحون للبقاء وسط ركام الحرب ونقص الرعاية
  • 704 ملايين درهم أرباح «رأس الخيمة الوطني» للربع الأول
  • السوداني: مشروع المدينة الطبية بالناصرية هو الأول من نوعه في العراق
  • فوز فريق هندسة القاهرة بالمركز الأول فى مسابقة سانت - جوبان الفرنسية
  • عودة الحياة إلى الخرطوم: من المدينة الرياضية بدأت الحرب… ومنها تعود الحياة
  • في العام الثالث للحرب.. من ركام الالم خرجت الانتصارات