انقلابات في السياسة وانقلاب في الطبيعة أيضا.. ماذا تعرف عن أطول ليلة في نصف الكرة الشمالي؟
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
في 21 ديسمبر من كل عام، يحتفل العالم بظاهرة فلكية فريدة تعرف بالانقلاب الشتوي، حيث يُسجل أقصر يوم في السنة في نصف الكرة الشمالي، ويشهد أطول ليلة.
وتعود هذه الظاهرة نتيجة ميل محور الأرض الذي يجعل نصف الكرة الشمالي يبعد عن الشمس، مما يؤدي إلى تقصير النهار وإطالة الليل. وعلى الرغم من أنها حدث طبيعي، فإن لها أهمية ثقافية وتاريخية في العديد من دول العالم، حيث يتم الاحتفال بها بطرق متنوعة.
ففي المملكة المتحدة، يشهد مرصد غرينيتش في لندن، وهو أحد أبرز المراكز الفلكية، اهتمامًا كبيرًا بهذه الظاهرة. وتوضح آنا غامون-روس، عالمة الفلك في المرصد: "الانقلاب الشتوي يحدث بسبب ميل الأرض على محورها، مما يجعل نصف الكرة الشمالي يتعرض لأطول ليالٍ وأقصر أيام". ويُعتبر هذا الحدث علامة مهمة في دورة الفصول، إذ يسهم في تذكير البشر بالتغيرات الطبيعية التي تطرأ على كوكبنا.
وفي مصر، يُحتفل بهذه الظاهرة بشكل مميز، حيث يتناغم شروق الشمس مع محور معبد الكرنك في الأقصر. وتُعتبر هذه الظاهرة من عجائب الهندسة الفلكية التي استحدثها المصريون القدماء منذ أكثر من 3000 عام، حيث تكشف عن عبقريتهم في الربط بين العلم والمعمار. وقال أحمد همام، مرشد سياحي في الأقصر: "اليوم، نشهد انبثاق الشمس فوق معبد الكرنك، مما يعكس فطنة مهندسي مصر القديمة في علم الفلك".
أما في بريطانيا، فإن الأماكن مثل ستونهنج تشهد تجمعات ضخمة حيث يشارك الناس في طقوس احتفالية في تلك اللحظة المهيبة. ويتردد صدى الأهازيج والتصفيق بينما يراقب الجميع الشمس وهي ترتفع فوق صخور ستونهنج العريقة، مما يخلق أجواء من الوحدة بين المشاركين من مختلف أنحاء العالم.
من العصور القديمة إلى العصر الحديث، بقيت هذه ظاهرة الانقلاب الشتوي رمزًا للتجديد والتغيير، مما يجعلها مناسبة للاحتفال بالفصول القادمة وتأملات في تجديد الحياة والطبيعة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: شروق الشمس في أطول يوم لعام 2023 شاهد: الآلاف يحتشدون في ستونهِنج في بريطانيا للاحتفال بأطول يوم في السنة 21 يونيو-حزيران أقصر يوم في السنة! القطب الشماليالشتاءالانقلاب الصيفيعلم الفلكالمصدر: euronews
كلمات دلالية: هيئة تحرير الشام سوريا بشار الأسد ضحايا عيد الميلاد إسرائيل هيئة تحرير الشام سوريا بشار الأسد ضحايا عيد الميلاد إسرائيل القطب الشمالي الشتاء الانقلاب الصيفي علم الفلك هيئة تحرير الشام سوريا بشار الأسد ضحايا عيد الميلاد إسرائيل روسيا أبو محمد الجولاني الحرب في سوريا بنيامين نتنياهو قصف جريمة نصف الکرة الشمالی الانقلاب الشتوی یوم فی السنة فی نصف الکرة یعرض الآن Next أقصر یوم
إقرأ أيضاً:
أردوغان إذ يستغل الديموقراطية
#أردوغان إذ يستغل #الديموقراطية
#محمود_أبو_هلال
تركيا دولة قومية مجاورة للمنطقة العربية وتعد فاعلا مهما فيها، إضافة لإيران ودولة الاحتلال. فهي لحد الآن تُعد الحليف الاستراتيجي الأهم لحكومة الدبيبة في مواجهة حفتر المسنود أساسا من الإمارات ومصر.
ولا يستطيع أحد إنكار أنها أشرفت بشكل مباشر، عسكريا وسياسيا، على إسقاط الأسد، وأنها “المستثمر” الأكبر في الحكم الجديد في سوريا التي تتواجه فيها جُل أجندات الاستعمار العالمي تقريبا وتقاطع فيها مصالح نفوذ واستثمار
وإن كانت تبحث عن مصالحها، لكن لا نستطيع أن نقول عنها مشروع استعمار، حتى مع وجودها في الحلف الطلسي، لا نستطيع أن نصفها بقوة إمبريالية بنفس خاصيات الإمبرياليات الاستعمارية الأخرى، حتى القول أو أنها مجرد حليف/وكيل أمريكي في المنطقة، هو وصف انفعالي تحركه بعض الغرائز الأيدلوجية.
تركيا مشروع قومي ناهض له كل شروط التناقض الموضوعي مع قِوَى الاستعمار التقليدية التي فتكت وما زالت تفتك بالعرب. والمساواة بينها وبين هذه القوى بؤس أيديولوجي. وهذا لا يعني أنها تبحث عن مصلحتنا نحن العرب استراتيجيا، لكن تكتيكيا قد. نلتقي معها، فمن مصلحتها نشأة مجال عربي مستقرّ ومزدهر يُشكل لها ظهيرا اقتصاديا وسياسيا في مواجهة أوروبا التي تعتبر تركيا عدوها الأقرب.
أردوغان الذي صعد إلى رئاسة بلدية اسطنبول عام 1994 استثمر على امتداد ثلاثين عاما كاملة في مشروع سياسي ذي خلفية ثقافية إسلامية شكّلت تحوّلا نوعيا في هوية الدولة والمجتمع في تركيا دون أن يعلن الحرب على العلمانية وعلى رموزها في تركيا. لأنه يعلم أن في ذلك خروجه من الحكم، ما يعني انهيار كل المشروع الذي تقدم في إنجازه خطوات كبرى وسط محيط تركي منقسم حول مشروعه ومحيط أوروبي معادٍ جذريا له.
الأحداث الجارية في تركيا وتحرك المعارضة على الأرض جاء على خلفية اعتقال الزعيم المعارض ورئيس بلدية اسطنبول إكرام إمام أوغلي. التهم المنسوبة لزعيم المعارضة صحيحة وبعضها شكاوى من نفس حزب أوغلي، وبعضها قديم لكن أردوغان تغافل عنها للوقت المناسب -كما يعتقد- في عملية سياسية استباقية، أو انقلاب استباقي، كما سمّته المعارضة، من جانب أردوغان لمنع سقوط مشروعه. وقد نطلق على ذلك مجازا “استبداد الديموقراطية” أو خرقا لقواعد الصراع الديمقراطي.
والحقيقة، التي لا معنى لإخفائها، أن أردوغان لا يفعل إلا ما يجعله ميكيافيليا ناجحا. العالم تحكمه “حرب سياسة” مفتوحة. وكما لن يفوّت خصومه فرصة الانقلاب عليه، وقد حاولوا ويحاولون(والقول بأن المحاولة الانقلابية المجهضة سنة 2016 كانت مجرد مسرحية ليس إلا تخريف)، فلن يتردد هو أيضا في استغلال الديموقراطية للقيام بانقلابات مضادة، ولو استباقا.
لقد تم الانقلاب على الثورات العربية والديموقراطية في العالم العربي، فيما أردوغان يستغل الديموقراطية في الانقلاب على الخصوم.. والفرق شاسع.