لست بخير كالعادة منذ سنوات.. نشرات الأخبار العربية الحزينة باتت بالنسبة لى مكمن المرض اللعين الذى نخر فى أعصابى وتفكيرى.. ولم يعد يفلح فيها مسكنات الأمل وأدوية المستقبل المشرق وحبوب الوحدة العربية.. فلن تكفى أدوية العالم الشحيحة من العدل والرحمة ان تعالج حالات الخذلان المتكرر التى تنتابنى حالياً بشكل يومى.
فى فترة الثمانينيات من القرن الماضى كنت طالبة بجامعة القاهرة وكانت مسرحية «كأسك ياوطن» للكاتب السورى الكبير «محمد الماغوط» تكتسح مسابقات الفرق المسرحية المتنافسة على مستوى الجامعات المصرية، لا أتذكر بالضبط كم مرة شاهدتها أو شاهدت عدد البروفات التى كانت تقام على مسرح كلية تجارة أو مسرح كلية حقوق.. فى كل مرة مع انتهاء العرض لا بد أن تدمع عيناك باللاشعور، حتى أن أحد النقاد قال ممازحاً ما معناه أنَّ الماغوط يقدم لك صحن البصل المقشر طازجاً مع كل سطر تقرأه.
أو كما تحدث الكاتب خضر الماغوط أبن عمه قائلاً: «عندما تقرأ محمد الماغوط تدمعُ عيناك لأنك ستضحك أولا وأنت تقرأ السخرية من الوضع القائم من حولك، ثم سرعان ما ستبكى عندما تكتشف أنك أنت المعنى شخصياً فى كتاباته، أنت الإنسان المهزوم دائماً الذى يتراقص من حولك الأقزام الذين هزموك سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً حضارياً، إلى كلّ مجالات الانهزام».
هل تحررت سوريا حقاً بعد سقوط نظام بشار الأسد ؟ لا أدرى كيف تكون إجابة هذا السؤال وتركيا مسيطرة وروسيا متداخلة وإسرائيل اللعينة نصبت الشرك على الحدود!!
فعلى الرغم من بصيص النور الذى انفتح على سجن «صدنايا» المرعب فخرج على أثره آلاف المسجونين ليروا السماء ولسيستنشقوا الهواء لأول مرة منذ سنوات بعيدة كانوا فيها رهائن قبورهم وزنازينهم تحت الأرض، تجسدت حجم الخسائر الروحية فى تلك الشابة السورية التى دخلت المسلخ البشرى «صدنايا» فى عمر التاسعة عشرة وخرجت وهى فى الثانية والثلاثين من عمرها وفى يدها ثلاثة أطفال لا تعرف من والدهم من كثرة تعرضها للاغتصاب.
أتذكر ما كتبه الشاعر الكبير «محمد الماغوط» فى نص «سياف الزهور»: آه يا وطن الأسلاك الشائكة والحدود المغلقة.
والشوارع المقفرة
والستائر المسدلة
والنوافذ المطفأة
أما من حل وسط بين الكلمة والسيف
بين بلاط الشارع وبلاط السجن
سوى بلاط القبر؟
أيتها الأمة الكذوبة
أين اجدادى الصناديد الكماة
وما الذى يؤخرهم؟
أشارات المرور؟
هل تحررت سوريا حقاً بعد سقوط نظام بشار الأسد؟ يطمئننى التاريخ بحكاياته ويؤكد لنا دوماً ان الطغاة يرحلون وتبقى الشعوب تقاوم الظلم والقهر وتنتصر فى النهاية، فهناك فى ريف دمشق وحماة واللاذقية وحمص وحلب أغنية للحرية بين الدروب وعلى شرفات المنازل المزينة بزهور الياسمين، أو كما يصدر الشاعر السورى الكبير «نزار قبانى» القدرة على الصمود فى قصيدته الشهيرة «آخر عصفور يخرج من غرناطة»:
أعجوبةٌ أن يكتب الشعراء فى هذا الزمان.
أعجوبةٌ أن القصيدة لا تزال
تمر من بين الحرائق والدخان
تنط من فوق الحواجز، والمخافر، والهزائم،
كالحصان
أعجوبةٌ.. أن الكتابة لا تزال..
برغم شمشمة الكلاب..
ورغم أقبية المباحث،
مصدراً للعنفوان...
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كأسك يا وطن الوحدة العربية
إقرأ أيضاً:
عمر مرموش: لا أحب أن أكون محمد صلاح الثاني (فيديو)
تحدث نجم نادي فرانكفورت الألماني، عمر مرموش، إن النجم محمد صلاح تواصل معه في أول مرة انضم فيها للمنتخب، وقدم له نصائح مهمة حول تطوير الجانب العقلي في مسيرته الرياضية.
عمر مرموش يتخطى رقم محمد صلاح الشرق الأوسط: مفاوضات الهلال مع محمد صلاح مستمرةوقال عمر مرموش في حواره مع الإعلامية إسعاد يونس، في برنامج "صاحبة السعادة" الذي يُعرض على قناة dmc، : "تحدث معي صلاح عن ضرورة تطوير الجزء العقلي ونصحني كثيرًا في البداية، كنت أفكر، هل هذا الأمر سيفيدني حقًا؟ لكن مع مرور الوقت، فهمت ضرورة ما قاله"
أستمع إلى خبرات صلاحوأشار إلى رغبته في بناء قصة نجاح خاصة به، قائلاً: "أنا أستمع إلى خبرات صلاح والقصص التي مر بها لأنه أفضل لاعب في تاريخ مصر، لكنني أريد أن أكون عمر مرموش، ولا أريد أن أكون صلاح الثاني".
يعد انضمام عمر مرموش المرتقب إلى صفوف مانشستر سيتى، بمثابة إنجاز تاريخى لأول مرة للمحترفين المصريين فى الملاعب الأوروبية، كونه سيصبح أول لاعب مصرى فى التاريخ يلعب تحت قيادة المدرب المخضرم بيب جوارديولا، الذى أشرف على تدريب قائمة عربية تضم: المغربى المهدى بن عطية، ومواطنه إبراهيم دياز، والجزائرى رياض محرز.
وحال انتقل مرموش إلى مانشستر سيتى، بقيمة 80 مليون يورو، سيصبح هداف البوندسليجا، الأغلى فى تاريخ الكرة المصرية، متخطيًا محمد صلاح، الذى انتقل إلى ليفربول فى عام 2017 مقابل 42 مليون يورو.
بات مرموش على أعتاب أن يكون عضوا فى كتيبة «السيتزنز»، خلال فترة الانتقالات الشتوية الجارية فى ميركاتو يناير 2025، وتم الاتفاق على ضم الفرعون بقيمة 80 مليون يورو بخلاف المتغيرات، وهذا يعنى أن الجناح المصرى، أصبح أغلى لاعب عربى فى تاريخ كرة القدم، متخطياً الرقم القياسى للدولى المغربى أشرف حكيمى، ظهير باريس سان جيرمان الفرنسى، الذى انتقل إلى قلعة حديقة الأمراء، قادما من صفوف إنتر ميلان الإيطالى، مقابل 68 مليون يورو.