صحيفة التغيير السودانية:
2024-12-20@20:21:29 GMT

ولا يزال السودان منسيًا

تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT

ولا يزال السودان منسيًا

 

ولا يزال السودان منسيًا

عبد اللطيف المناوي

لا أعرف السبب الذى جعل الأزمة فى السودان منسية بهذا الشكل. منسية إعلاميًا وأمميًا وإنسانيًا. منسية لدرجة أننا لا نعرف ماذا يحدث، وإلى أين يتقدم أحد المعسكرين، وأين يسيطر الآخر. لا نعرف عدد الضحايا ولا إلى أين وصلت الحالة الإنسانية فى مناطق الصراع هناك.

هنا، لا ألوم على أحد، لا ألوم على دولة أو خبراء أو إعلام أو مراكز دراسات وأبحاث، بل هذه ظاهرة ربما يشترك العالم أجمع فيها.

فالعالم ربما نسى السودان تمامًا. الأزمة السورية حاضرة والفلسطينية بكل تأكيد. الحرب الروسية الأوكرانية ضمن الاهتمامات، البرنامج النووى الإيرانى كذلك. ملفات الرئيس القادم إلى البيت الأبيض، دونالد ترامب، ربما انشغلت بها مراكز دراسات وأبحاث عالمية عديدة، أما السودان فحقًا ليس فى الحسبان.

 

طالعت، منذ أيام، خبرًا عجيبًا عما يحدث فى السودان، وهو أن البلد الذى تجمعه مع مصر حدود طويلة، وهو جزء من وادى النيل، صارت له عُملتان.. عملة تُستخدم فى الأماكن التى يسيطر عليها الجيش السودانى بقيادة عبدالفتاح البرهان، وعملة أخرى فى الأماكن التى تسيطر عليها قوات الدعم السريع بقيادة حمدان دقلو (حميدتى)!.

 

الحكومية السودانية أعلنت منذ فترة بدء التبديل الجزئى لعملات وطنية، إذ لم تعد الورقتان من فئتى الألف جنيه والـ 500 جنيه بطبعتيهما القديمة مجازتين فى ٧ ولايات يسيطر عليها الجيش، فى حين أن 11 ولاية تقع كليا أو جزئيا تحت سيطرة قوات الدعم السريع لن تستطيع استبدال عملاتها القديمة بالطبعات الجديدة. وبالتالى، فإن سكان الولايات الـ 11 يواجهون أزمة تمنع استبدال عملاتهم القديمة، لأنها بلا بنوك أو مصارف عاملة.

 

فى الشوارع والأروقة وعلى منصات التواصل صار السودانيون يتحدثون عن بلدين بالفعل. ولايات يسمونها ولايات العملة القديمة، وولايات يسمونها ولايات العملة الجديدة. هذا بالتأكيد غير تسميات أخرى لها علاقة أيضا بتقسيم البلد إلى نصفين: نصف تابع للجيش، ونصف تابع للدعم السريع. أما المواطن العادى فهو مضطر لأن يتعامل مع كل نصف وكأنه بلده، لأنه فى الواقع هو المتحكم فيه وفى حياته، ومضطر كذلك إلى التعامل مع النصف الثانى وكأنه دولة ثانية.

 

للأسف الشديد، تذكرت جيدًا ما حدث قبل انفصال جنوب السودان، حيث انتشر وقتها مصطلح (دولة واحدة بنظامين)، ما أدى فى النهاية إلى الانفصال وتكوين دولتين غير مستقرتين. الآن تنتشر مصطلحات أخرى عن دولتين أخريين، ولهذا تزيد مخاوفى على أن يسفر هذا الانتشار عن انفصال آخر، وكأن السودان ينتظر انفصالا آخر.

كل هذا يتم تحت نظر العالم أجمع، ولكن لا أحد يتحرك، لا أحد يقدم حلولا.. أو ربما تكون حلول الأرض انتهت، لتبقى حلول السماء.. لعلها تكون أحن على السودانيين من أهل الأرض!.

الوسومالحرب السودان العسكريين المناوي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الحرب السودان العسكريين المناوي

إقرأ أيضاً:

حقيقة عودة ناصر منسي لفريق البنك الأهلي

أكد اللواء أشرف نصار، رئيس نادي البنك الأهلي، أنه لم يحدث أي تواصل أو اتفاق مع إدارة الزمالك، لعودة ناصر منسي في فترة الانتقالات الصيفية الماضية.
وقال نصار، في تصريحات عبر برنامج “بوكس تو بوكس” الذي يذاع على قناة  "etc":" جميع الصفقات تتراوح من 10 مليون وأقل، والإعارة تكون في حدود 3 مليون".
وتابع:" بيعنا ناصر منسي للزمالك مقابل 20 مليون جنيه، واستعارة حسام أشرف، ولم يحدث أي حديث رسمي مع الزمالك لعودة منسي في الصيف الماضي".
وواصل:" أسامة فيصل، تم شراءه من الزمالك، قبل إنتهاء عقده مع الزمالك، وحسمنا الصفقة خوفًا من تجديد عقده اللاعب مع الزمالك، أو الرحيل لنادي آخر".

مقالات مشابهة

  • السلطات الألمانية: حادث الدهس بماجديبورج ربما يكون هجوما
  • اكتشاف أرضية مصنوعة من عظام الحيوانات في مبني قديم بـ هولندا
  • القناة 13 الإسرائيلية: لا يزال التفاؤل كبيرا بقرب التوصل إلى صفقة مع حماس
  • استمرار حملة التطعيم ضد الكوليرا في ثلاث ولايات سودانية
  • السودان : تحذيرات من عمليات غير مشروعة في التخلص من العملة القديمة
  • القبض على مشتبه به في جريمة قتل بعد قيام جوجل ستريت فيو بتصويره وهو يحمل جثة في صندوق سيارة
  • وزير الخارجية: هناك محددات يجب الإتفاق عليها قبل الدخول في مفاوضات مع الإمارات
  • بيمنع تساقط الشعر والسكر .. مكمل غذائي منسي يحمى من أشهر الأمراض
  • حقيقة عودة ناصر منسي لفريق البنك الأهلي