صحيفة التغيير السودانية:
2025-02-23@01:15:38 GMT

ولا يزال السودان منسيًا

تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT

ولا يزال السودان منسيًا

 

ولا يزال السودان منسيًا

عبد اللطيف المناوي

لا أعرف السبب الذى جعل الأزمة فى السودان منسية بهذا الشكل. منسية إعلاميًا وأمميًا وإنسانيًا. منسية لدرجة أننا لا نعرف ماذا يحدث، وإلى أين يتقدم أحد المعسكرين، وأين يسيطر الآخر. لا نعرف عدد الضحايا ولا إلى أين وصلت الحالة الإنسانية فى مناطق الصراع هناك.

هنا، لا ألوم على أحد، لا ألوم على دولة أو خبراء أو إعلام أو مراكز دراسات وأبحاث، بل هذه ظاهرة ربما يشترك العالم أجمع فيها.

فالعالم ربما نسى السودان تمامًا. الأزمة السورية حاضرة والفلسطينية بكل تأكيد. الحرب الروسية الأوكرانية ضمن الاهتمامات، البرنامج النووى الإيرانى كذلك. ملفات الرئيس القادم إلى البيت الأبيض، دونالد ترامب، ربما انشغلت بها مراكز دراسات وأبحاث عالمية عديدة، أما السودان فحقًا ليس فى الحسبان.

 

طالعت، منذ أيام، خبرًا عجيبًا عما يحدث فى السودان، وهو أن البلد الذى تجمعه مع مصر حدود طويلة، وهو جزء من وادى النيل، صارت له عُملتان.. عملة تُستخدم فى الأماكن التى يسيطر عليها الجيش السودانى بقيادة عبدالفتاح البرهان، وعملة أخرى فى الأماكن التى تسيطر عليها قوات الدعم السريع بقيادة حمدان دقلو (حميدتى)!.

 

الحكومية السودانية أعلنت منذ فترة بدء التبديل الجزئى لعملات وطنية، إذ لم تعد الورقتان من فئتى الألف جنيه والـ 500 جنيه بطبعتيهما القديمة مجازتين فى ٧ ولايات يسيطر عليها الجيش، فى حين أن 11 ولاية تقع كليا أو جزئيا تحت سيطرة قوات الدعم السريع لن تستطيع استبدال عملاتها القديمة بالطبعات الجديدة. وبالتالى، فإن سكان الولايات الـ 11 يواجهون أزمة تمنع استبدال عملاتهم القديمة، لأنها بلا بنوك أو مصارف عاملة.

 

فى الشوارع والأروقة وعلى منصات التواصل صار السودانيون يتحدثون عن بلدين بالفعل. ولايات يسمونها ولايات العملة القديمة، وولايات يسمونها ولايات العملة الجديدة. هذا بالتأكيد غير تسميات أخرى لها علاقة أيضا بتقسيم البلد إلى نصفين: نصف تابع للجيش، ونصف تابع للدعم السريع. أما المواطن العادى فهو مضطر لأن يتعامل مع كل نصف وكأنه بلده، لأنه فى الواقع هو المتحكم فيه وفى حياته، ومضطر كذلك إلى التعامل مع النصف الثانى وكأنه دولة ثانية.

 

للأسف الشديد، تذكرت جيدًا ما حدث قبل انفصال جنوب السودان، حيث انتشر وقتها مصطلح (دولة واحدة بنظامين)، ما أدى فى النهاية إلى الانفصال وتكوين دولتين غير مستقرتين. الآن تنتشر مصطلحات أخرى عن دولتين أخريين، ولهذا تزيد مخاوفى على أن يسفر هذا الانتشار عن انفصال آخر، وكأن السودان ينتظر انفصالا آخر.

كل هذا يتم تحت نظر العالم أجمع، ولكن لا أحد يتحرك، لا أحد يقدم حلولا.. أو ربما تكون حلول الأرض انتهت، لتبقى حلول السماء.. لعلها تكون أحن على السودانيين من أهل الأرض!.

الوسومالحرب السودان العسكريين المناوي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الحرب السودان العسكريين المناوي

إقرأ أيضاً:

توتر في غزة.. الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين لا يزال مؤجلا حتى إشعار آخر

لم تصدر السلطات الإسرائيلية، حتى اللحظة، أي بيان توضح فيه سبب تأخير إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين وعدت بالإفراج عنهم مقابل الأسرى الإسرائيليين الذي سلمتهم حركة حماس السبت للصليب الأحمر في إطار اتفاق وقف إطلاق النار.

اقرأ ايضاًتسليم جديد في غزة.. وحماس تؤكد إعلانها حول الأسرى.. هل تبدأ المرحلة الثانية؟

وفي وقت سابق، نقلت وسائل إعلام عبرية أن القرارات من القيادة السياسية لبدء الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين لم تصدر بعد عن مصلحة السجون الإسرائيلية، فيما قالت مصادر إنه "سيتخذ قرار بشأن خطوات الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين بعد المشاورات الأمنية".

بدورها، أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين سيتأخر حتى انعقاد الاجتماع الأمني اليوم.

 

 

 

تأجيل وموعد غير معلوم للإفراج عن أسرى فلسطينيين، أي دور للجانب الأميركي لإلزام إسرائيل ببنود الاتفاق؟@AlrawashdehImad pic.twitter.com/jD5tVBhNSu

— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 22, 2025

 

 

 

وسلّمت حماس في وقت سابق، السبت، أسرى إسرائيليين إلى الصليب الأحمر ضمن التزام حماس باتفاق وقف إطلاق النار، فيما لا تزال عائلات الأسرى الفلسطينيين بانتظار الإفراج عن المعتقلين لدى الاحتلال الإسرائيلي.

اقرأ ايضاًاكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في الصين

 

وبموجب الاتفاق، من المفترض أن تطلق سلطات الاحتلال سراح 602 أسير فلسطيني، بينهم 50 أسيرًا محكوما بالمؤبد و60 آخرون محكومون بأحكام عالية، بالإضافة إلى 47 أسيرًا من محرري صفقة "وفاء الأحرار" الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم. 
 

المصدر: وكالات


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

عمر الزاغ

محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي. ‎

الأحدثترند توتر في غزة.. الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين لا يزال مؤجلا حتى إشعار آخر سيراً على الأقدام.. وفود تصل إلى بيروت للمشاركة بالتشييع توضيح من البنك المركزي الأردني حول دوام البنوك خلال الـ3 أيام حماس تسلم هشام السيد دون مراسم "مراعاة لفلسطينيي الداخل" أسير يلفت الأنظار.. شاهد كيف قبل رأس اثنين من عناصر القسام Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • نجم الزمالك يشيد بـ ناصر منسي : مهاجم كلاسيكي ومقنع جداً
  • هل لا يزال نتنياهو يحلم بمشروع إسرائيل الكبرى؟
  • توتر في غزة.. الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين لا يزال مؤجلا حتى إشعار آخر
  • تساقط أمطار غزيرة على عدة ولايات غدا السبت
  • الشعور بالتعب المستمر سببه ربما هذه الظروف الصحية.. وفق الخبراء
  • شولتس: وقف إطلاق النار في أوكرانيا لا يزال بعيد المنال
  • ترامب يُهدد بالبحث عن بدائل لبوينج لتصنيع طائرة الرئاسة Air Force One
  • تحذير طبي من عقاقير تخسيس تؤدي للعمى المفاجئ
  • ثلوج كثيفة في تركيا تؤدي إلى تعليق الدراسة وتحذيرات في 5 ولايات
  • رياح قوية وزوابع رملية في 5 ولايات!