"مافيا الذكاء الاصطناعي" تبتز مطعماً في لندن بتقييمات غوغل المزيفة
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
تعرض مطعم لندني لوابل من المراجعات السلبية المزيفة من عصابة "مافيا الذكاء الاصطناعي"، التي سعت لابتزاز 10000 جنيه إسترليني .
ويقول نيكولاس ليميل إن شركته المتخصصة في السمعة عبر الإنترنت، Maximatic Media، تم استدعاؤها من قبل المطعم - الذي لم يذكر اسمه لدواعي الخصوصية - عندما وجد أن أعماله مستهدفة من قبل العصابات عبر الإنترنت.
وقال لـ "دايلي ميل"، إن مالكة مصدومة استيقظت لتجد سيلاً من المراجعات ذات النجمة الواحدة، سحبت تصنيفها على غوغل من 4.9 إلى 2.3 بين عشية وضحاها تقريباً.
مراجعات وبيتكوين
ويقول نيكولاس إن المراجعات اللاذعة اتهمت المطعم المستقل بالعنصرية، وتسبب في تسمم الضيوف بالطعام وتقديم خدمة سيئة بشكل عام، ثم تلقى المالك بريداً إلكترونياً مجهولاً من "مافيا قصف المراجعات" كما تسمى، والتي أعلنت مسؤوليتها وطالبت بـ 10000 جنيه إسترليني في عملة البيتكوين المشفرة.
ويوضح نيكولاس أن المهاجمين كانوا يستخدمون مزارع روبوتات تعمل بالذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء العالم لخداع غوغل وإقناعهم بأنهم عملاء شرعيون يكتبون مراجعات من لندن على هاتف ذكي.
وقالت شركة Maximatic Media إنها عملت مع غوغل لإزالة المراجعات المزيفة وبناء استراتيجية رقمية شجعت العملاء المخلصين على كتابة مراجعات إيجابية، ويزعم أنهم أعادوا تصنيف ملف تعريف المطعم على غوغل إلى 4.8 نجوم في غضون شهر ولم تتواصل العصابة مع المطعم منذ ذلك الحين.
ويقول نيكولاس إن "مافيا الذكاء الاصطناعي" استمرت في إغراق المطعم بالمراجعات السلبية بينما كانوا يعملون مع غوغل لإزالتها، ولكن مع مرور الوقت انخفضت، تم تشجيع المالك على نشر بيان على وسائل التواصل الاجتماعي يوضح ما حدث والتواصل مع العملاء المخلصين بحوافز لدعمها خلال الوقت الصعب.
وساعدت المراجعات الإيجابية الجديدة في تحويل مسار الأمور ضد المهاجمين واستعادة سمعة المطعم.
ويقول نيكولاس إنه يشهد ارتفاعاً مخيفاً في الهجمات الآلية التي تضع سبل العيش في حالة من عدم اليقين، وحذر من أنه لا يوجد الكثير مما يمكنك فعله لوقف هذا النوع من الهجمات.
وقال نيكولاس: "عادةً ما نرى المنافسين يحاولون تقليل مكانة العمل في نظر قاعدة العملاء المحليين، لكن هذا كان طرفاً خارجياً، كانوا يحاولون ابتزاز الأموال لإزالة هذه المراجعات، كانوا مثل مافيا قصف المراجعات، كانوا يستخدمون مزارع الروبوتات لإخفاء عنوان IP للحسابات ومحاكاة جهاز محمول موجود في منطقة المطعم، وعادةً، إذا ترك شخص ما مراجعة من بلد مختلف، فسيكون من السهل إزالتها، لكن في هذه الحالة كان الأمر أكثر صعوبة بكثير، كانت المالكة ممتنة للغاية لأننا حصلنا على كل هذه المراجعات ولم تستسلم لمحاولة الابتزاز، ولكن لم تكن هناك احتياطات كثيرة كان بإمكانها اتخاذها لمنع مافيا قصف المراجعات من تدمير تصنيفها".
وما لم يكن عملك ضمن مجال تكنولوجيا المعلومات، فإن هذا الأمر يصعب على كثير من الأشخاص ولهذا السبب يصعب معرفة مصدره أو كيفية إيقافه، ومن المهم أن يتواصل الأشخاص مع المتخصصين في مثل هذه المواقف.
ويشير الخبراء إلى أنه إذا رأيت شركة تحصل على مئات المراجعات في غضون ثوانٍ، فهذه علامة واضحة جدًا على أنها مستهدفة على الأرجح بهجوم آلي.
وتأسست شركة Maximatic Media في عام 2020 لمساعدة الشركات الصغيرة على إدارة سمعتها عبر الإنترنت من خلال استراتيجيات العلاقات العامة المستهدفة، ويقول نيكولاس إنها كثفت مؤخراً عملها في إدارة الأزمات لمكافحة الأشخاص عبر الإنترنت الذين يسيئون استخدام التكنولوجيا الحديثة لاستهداف الشركات، غير أنه يؤكد أن الهجمات من هذا النوع أصبحت أيضاً معقدة ومتقدمة بشكل متزايد.
وقال متحدث باسم غوغل: "تنص سياساتنا بوضوح على أن المراجعات يجب أن تستند إلى تجارب ومعلومات حقيقية، ونحن نستخدم مزيجاً من التكنولوجيا والمحللين الخبراء، وتقارير المجتمع لمراقبة المحتوى الاحتيالي، عندما نجد محتالين يحاولون تضليل الناس، نتخذ إجراءات تتراوح من إزالة المحتوى إلى تعليق الحساب وحتى التقاضي".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الذكاء الاصطناعي عبر الإنترنت
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي ومستقبل الإعلام السعودي
ما أشبه اليوم بالأمس، فاختيارات الإعلام العربي محدودة جدًا، إن هو أراد مواكبة العصر، وعدم التخلف عنه، فالإعلام “اليوم” لا يجد مفرًا من تفعيل برامج الذكاء الاصطناعي؛ لصناعة محتوى إعلامي جاذب، وهو الأمر الذي اضطر أن يفعله بالأمس، عندما اعتمد برامج تقنية جديدة، للدخول في صناعة إعلام حديث.
يقينًا، من الصعب قياس اهتمام الإعلام العربي ببرامج الذكاء الاصطناعي، إلا أنه في المجمل “ضعيف جدًا”، بالكاد تصل إلى 50% أو أقل في العموم، ففي مصر لا تزيد نسبة الاهتمام على 50 في المائة، وفي الأردن تلامس الـ60 في المائة، وتقل النسبة عن ذلك، في دول أخرى، مثل الجزائر وتونس وليبيا واليمن، ليس لسبب سوى أن هناك تحديات كبرى تواجه المؤسسات الإعلامية في هذه الدول.
وإذا كان مشهد الإعلام العربي “متواضعًا” في تفعيل برامج الذكاء الاصطناعي، نجد أن المشهد ذاته في المملكة العربية السعودية أفضل حالًا، بعدما نجحت رؤية 2030 في تأسيس بيئة ملائمة، يزدهر فيها الذكاء الاصطناعي في مفاصل الدولة؛ ومنها القطاع الإعلامي، ما دفع الدولة لتأهيل جيل جديد من الإعلاميين، قادر على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتطويعها في صناعة محتوى إعلامي رزين.
ومع تفاقم الاعتماد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي عالميًا، زادت وتيرة الاستثمار في برامج الذكاء الاصطناعي في السعودية؛ لقدرته على تقديم مفهوم جديد، يرتبط بما يعرف بـ”الصحافة الخوارزمية” أو صحافة “الذكاء الاصطناعي”، التي تستدعي المستقبل، وتتوصل إلى نتائج وأرقام، تثقل من المحتوى الإعلامي.
وتماشيًا مع رؤية 2030، يُسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز جودة الصحافة السعودية عبر دعم التحقيقات الصحفية، وتحسين تجربة الجمهور، واستشراف مستقبل الإعلام الرقمي، ومع استمرار الاستثمار في التقنيات الناشئة، يتوقع الخبراء أن يصبح الإعلام السعودي نموذجًا عالميًا في توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة المحتوى الصحفي، وتحقيق استدامته، وبقاء الصحفيين في الطليعة رغم مزاحمة التقنية.
ودعونا نضرب مثالًا توضيحيًا، بمحتوى فعاليات المنتدى السعودي للإعلام 2025 في نسخته الرابعة، التي انطلقت بالمملكة في فبراير الماضي، ومنها نستشعر الإقبال السعودي على كل حديث، خاصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي. هذا المنتدى كشف- لمن يهمه الأمر- أن قطاع الإعلام السعودي أدرك أهمية التقنية وأثرها في صناعة مستقبل الإعلام، والفرص والتحدّيات في صناعة الإعلام الرقمي، واستخدام الذكاء الاصطناعي والابتكار في صناعة المحتوى.
ويراهن المسؤولون عن قطاع الإعلام السعودي، على الجدوى من الذكاء الاصنطاعي، ويؤكدون قدرة القطاع على توفير نحو 150 ألف وظيفة بحلول 2030، “ليكون بيئة حاضنة للمواهب ومنصة لتعزيز الابتكار”- بحسب وزير الإعلام السعودي يوسف الدوسري- الذي بعث برسالة، تلخص مستقبل القطاع الإعلامي، قال فيها:” إننا نبني الإنسان، ونلهم العالم، ونصنع المستقبل”.
نايف الحمري