اليوم 24:
2025-02-21@14:14:53 GMT

نسج الزرابي فن صامد في المغرب رغم ضعف مداخيل الصانعات

تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT

قضت إيجا بنشري جل عمرها في نسج الزرابي مثل أغلبية نساء منطقة تازناخت الريفية جنوب المغرب، حيث يعد هذا التقليد مورد عيش و »فنا فطريا » في الوقت نفسه، رغم هزالة حصتهن من سوقها الموجه أساسا للسياح.

كانت البداية « في سن 11 أو 12 عاما حين رأيت نساء ينسجن ورغبت في تقليدهن رغم أنني لم أكن أدرك ماذا يصنعن… بدأت أتعلم شيئا فشيئا فإذا بي أقضي حياتي كلها في نسج الزرابي »، كما تقول السيدة الستينية لوكالة فرانس برس، جالسة قبالة آلة النسج التقليدية في بهو بيتها.

تحتل الزرابي أجنحة خاصة في كل أسواق المدن العتيقة مستهدفة بالخصوص السياح الأجانب، وهي أيضا من أهم صادرات الصناعة التقليدية في المغرب (نحو 22 في المائة عام 2022)، وفق وزارة السياحة.

وتنسجها عادة نساء على آلات تقليدية بسيطة في البيوت أو في ورشات متخصصة. وتصنف إلى طرازات تتنوع باختلاف منطقة المنشأ أو بين الزرابي الحضرية والريفية، حيث يتميز كل طراز عن الآخر بنقوشه وألوانه ومواده الأولية.

من بين أشهر تلك الأصناف زرابي القرى الجبلية المحيطة بمنطقة تازناخت الأمازيغية، في جبال الأطلس الكبير جنوب شرق المغرب، « حيث يعود هذا التقليد إلى قرون ويتوارث أما عن جدة »، كما توضح صفية امنوتراس التي ترأس إحدى التعاونيات المحلية.

وكانت بين المشاركات في مهرجان سنوي يحتفي بالزربية المحلية، ويسعى للترويج لها أقيم أواخر نوفمبر في مجمع للمعارض بتازناخت.

تعدد صفية بحماسة ميزات هذه الزربية المسماة « الواوزغيتية » نسبة إلى قبائل المنطقة، مشيرة إلى اعتمادها على « صوف أغنام جبال سيروا (الأطلس الكبير) التي تعد من أجود الأصواف »، وعلى « صباغات طبيعية تستخلص من أعشاب محلية مثل الحناء والفوة أو الرمان والنيلة… »

كانت هذه الأعشاب المنتشرة في البيئة الجبلية المصدر الوحيد للصباغة، التي تستخرج منها بعد تجفيفها وطهوها… لتطلى بها خصلات الصوف قبل تحويلها إلى خيوط تصفف بشكل طولي لتنسج على آلة خشبية.

حاليا، عوضت الصباغات الصناعية النباتات الطبيعية بالنسبة لغالبية النسجات في المنطقة، لكونها أقل كلفة ماديا وزمنيا.

تستغرق عمليات النسج بين أسبوعين إلى أربعة بحسب حجم الزربية، التي تبدو أشبه بلوحة فنية، حيث تختلف الزرابي في الألوان والنقوش، « وفقا لما توحي به نفسي… أعرف أي لون يناسب الآخر »، كما توضح إيجا باستحياء وهي تتحدث بالأمازيغية اللغة الأم في المنطقة.

وتستطرد صفية امنوتراس موضحة أن نسج الزرابي « يتم بالفطرة ولا يعتمد على تصميم مسبق، وإنما يتبع الشكل الذي تريده المرأة وتعبر من خلاله عن مشاعرها سواء إيجابية أكانت أو سلبية ».

بغض النظر عن التعبير، يظل هذا النشاط الحرفي بالأساس مورد عيش بالنسبة لممارساته اللواتي يعلن منه أحيانا أسرهن.

في الصباح الباكر كل خميس، تقصد الكثير منهن سوقا أسبوعية متخصصه لعرض إبداعاتهن، حيث يقتنيها منهن وسطاء بسعر لا يتعدى متوسطه 250 درهما (نحو 25 دولارا)، وفق إيجا بنشري.

وتشكو هشاشة الصانعات في مسار التسويق « لم نعد نربح سوى القليل… نجتهد في المساومة لكن السماسرة يفرضون في النهاية السعر الذي يناسبهم، فنضطر للقبول لأن هذا مصدر عيشنا ».

وتأسف لكون « أسطا » أي نسج الزرابي باللغة الأمازيغية، « لم يعد يجذب الفتيات اللواتي يفضلن مهنا أخرى بدخل أفضل ».

على الجانب الآخر من جبال الأطلس الكبير غربا، تعرض جل تلك الزرابي في بازارات مراكش، العاصمة السياحية للمملكة، لتباع بأسعار قد تصل حتى عشرة أضعاف المبلغ الذي كسبته الصانعات.

ويمكن أن تصل إلى مبالغ خيالية في بعض منصات التسويق الإلكتروني.

وأنشئ في الآونة الأخيرة مجمع للمعارض في تازناخت لتشجيع نحو 30 تعاونية على عرض منتجات الصانعات مباشرة، على ما يفيد مديره محمد توفيق.

ويعتزم المجمع توفير تدريب على التسويق الإلكتروني، لفتح إمكانات جديدة أمام الصانعات.

لكن تراجع مداخيلهن، فضلا عن منافسة الزرابي الصناعية العصرية، « يطرح اليوم إشكالية فقدان هذا التراث (…) إذا لم يتم تثمينه ليصبح مربحا ماديا »، وفق ما تنبه امنواتراس.

عن (فرانس برس)

كلمات دلالية المغرب حرف زرابي فن ورزازات

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: المغرب حرف زرابي فن ورزازات

إقرأ أيضاً:

سو-57.. تفاصيل صفقة المقاتلة الروسية التي ستمتلكها الجزائر

موسكو- أعلنت الجزائر رسميا أنها ستستلم الجيل الخامس من مقاتلات "سو-57" الحربية الروسية، لتكون بذلك أول دولة أجنبية تحصل على هذا النوع من الطائرات الحربية الروسية المتطورة، وأضافت أن الطيارين الجزائريين موجودون الآن في روسيا للتدرب على قيادتها.

ومن المقرر أن تبدأ عمليات تسليم هذه الطائرات ذات القدرات الشبحية قبل نهاية العام الحالي، وفق تأكيدات رسمية روسية وجزائرية، لكن لم يتم الكشف عن عدد الطائرات المنوي تسليمها وسعرها أيضا، بينما تفيد تقارير عسكرية روسية وغربية أن تكلفة الطائرة الواحدة تبلغ 35 مليون دولار.

ولكن كما هو الحال عادة مع السلع العسكرية، من المرجح أن يكون سعر التصدير أعلى، ومن المتوقع كذلك أن تمول الجزائر جزءا من عملية الشراء من خلال "صفقات مضادة"، إذ تتمتع البلاد بموارد طبيعية قد تكون موضع اهتمام بالنسبة لروسيا.

معظم المعلومات المتعلقة بطائرة "سو -57" محاطة بدرجة عالية من السرية (رويترز) الطائرة المعجزة

تصف روسيا "سو-57" بأنها "طائرة معجزة" تملك قدرات تكنولوجية لا مثيل لها، وقال عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنها "أفضل طائرة في العالم".

وفي السنوات الأخيرة، شاركت شركة سوخوي المصنعة لـ"سو-57″ في المعارض الجوية في الصين والهند، بهدف جذب المشترين، وفي أغسطس/آب 2011، تم عرض الطائرة لأول مرة للجمهور في معرض "ماكس" الدولي للطيران، مع ذلك، تم تأجيل الإنتاج التسلسلي إلى منتصف عام 2019، كما سبق أن ساهمت الهند ماليا في تطوير المشروع قبل أن تنسحب منه في عام 2018.

ويشير محلل الشؤون العسكرية يوري كنوتوف إلى أن معظم المعلومات حول طائرة "سو -57" سرية، ولهذا فإن المعروف حاليا هو الخصائص التقريبية.

إعلان

ووفق رأيه، تعد "سو-57" واحدة من الطائرات الأكثر تقدما في العالم، نظرا لاحتوائها على العديد من الأنظمة الجديدة، بما في ذلك الصواريخ التي تسمح بتدمير الأهداف على مسافة لا يمكن الوصول إليها باستخدام الطائرات الأخرى، الروسية والأجنبية على حد سواء.

ويشرح كنوتوف أن "سو-57" تعتبر أكبر من "إف -22" من ناحية طول الجناحين والهيكل، ولكنها أصغر من طائرة "سو-27" من حيث الوزن، وتنتمي في العموم إلى فئة المقاتلات الثقيلة.

ويتابع بأنها تلبي بشكل كامل جميع متطلبات مقاتلات الجيل الخامس من حيث انخفاض الضوضاء، بسبب المزيج الذي تمتلكه من تقنيات التخفي وأنظمة الحرب الإلكترونية، كما أن لديها سرعة تفوق سرعة الصوت، وقادرة على المناورة مع الأحمال الزائدة العالية، ومجهزة بإلكترونيات متقدمة ومتعددة الوظائف.

علاوة على ذلك، تتمتع الطائرة بالقدرة على التحكم بها عن طريق الذكاء الاصطناعي أو عن طريق المشغل عن بعد، وعلى مسافات كبيرة من القاعدة، دون الحاجة لأن تكون مأهولة، ويعني ذلك إزالة القيود المتعلقة بالجانب الجسدي للطيارين في حالات السرعة والمناورة، وبالتالي ستتوقف الأحمال الزائدة عن لعب دور في تكتيكات القتال.

تعاون تاريخي

يعود تاريخ التعاون العسكري بين البلدين إلى الحقبة السوفياتية، حيث بدأت الجزائر بعد حصولها على الاستقلال بعملية تشكيل القوات الجوية للجيش الجديد، وحصلت على أولى مقاتلاتها السوفياتية من طراز "ميغ-15" من مصر عام 1962.

وفي الوقت نفسه، تسلمت الجزائر طائرات مروحية متعددة الأغراض من طراز "مي 4" من الاتحاد السوفياتي، حيث تدرب طيارو القوات الجوية الجزائرية الشابة فيه، وفي بعض الدول العربية المجاورة.

وبحلول نهاية الستينيات من القرن الـ20، تم استلام المزيد من مقاتلات "ميغ-21" الحديثة وقاذفات "إيل-28″، وحصلت الجزائر لأول مرة على أنظمة صواريخ مضادة للطائرات من طراز "إس 75" السوفياتية الحديثة، التي تم استخدامها في ذلك الوقت في فيتنام ضد الطائرات الأميركية.

إعلان

تجدر الإشارة إلى أن الجزائر كانت قد جددت أسطولها الجوي ليس فقط بالمعدات الجوية السوفياتية، بل اختارت العروض الأكثر فائدة واشترت طائرات ومروحيات من بلدان مختلفة، فبالإضافة إلى طائرات "ميغ-23" و"ميغ-25″، اشترت الجزائر في أواخر الثمانينيات أحدث قاذفات الخطوط الأمامية من طراز "سو-24 إم" من الاتحاد السوفياتي.

وفي تسعينيات القرن الـ20 والألفينيات، جرت عملية إعادة تسليح حقيقية للطيران الجزائري بطائرات من الجيل الرابع، حيث تم استلام مقاتلات "ميغ-29″ من أوكرانيا وبيلاروسيا، وطائرات إضافية من طراز"سو- 24" وأحدث طائرات "سو-30" من روسيا.

وخلال العقد الأول من القرن الـ21، تم توقيع عقد لتوريد مقاتلات تدريب من طراز "ياك -130" ومقاتلات روسية أخرى متعددة المهام.

الصفقة العسكرية تحمل أبعادا سياسية للطرفين الجزائري والروسي برأي محللين (رويترز) مكسب للطرفين

يقول الخبير الإستراتيجي رولاند بيجاموف إن "الجزائر شريك تقليدي لروسيا في المجال العسكري والتقني، وهي الدولة الوحيدة من بين شركاء روسيا التي تعتبر الأكثر التزاما في مجال شراء السلاح، خلافا للهند ومصر اللتين قامتا بإلغاء صفقة مشابهة لشراء طائرات "سو -35".

وعلى هذا الأساس، يعتبر المتحدث أن الصفقة لها أبعاد سياسية أيضا، مشيرا إلى أن روسيا كانت تبيع الأسلحة إلى فنلندا، ولكن بعد أن أصبحت هلسنكي ضمن حلف شمال الأطلسي "الناتو" فلن يتم بطبيعة الحال نقل أي شيء إليها بعد الآن.

وحسب ما يوضح للجزيرة نت، تتيح الصفقة للجزائر رفع وزنها الإقليمي، لا سيما على ضوء إعلان المغرب شراء 25 طائرة "إف-16" من الولايات المتحدة، كما أن الإعلان عن الصفقة يقلل من المزاعم بوجود تباينات بين موسكو والجزائر حيال الأوضاع في إقليم أزواد، ودعم روسيا للحكومة المركزية في مالي.

كما يرجح بيجاموف أن يؤدي تصدير طائرات "سو-57" للجزائر إلى توسيع الإنتاج التسلسلي لهذه الطائرة، "وستسمح العائدات ليس فقط بزيادة القدرة الإنتاجية، ولكن أيضا بإجراء أعمال التحديث عليها".

إعلان

ويضيف أن "العقوبات الغربية والحرب مع أوكرانيا أثرتا على وتيرة تصنيع وتصدير هذه الطائرات إلى حد كبير، على الرغم من أن الطائرة تحظى باهتمام كبير من قبل العملاء الأجانب".

مقالات مشابهة

  • سلام: للضغط الأميركيّ على اسرائيل كي تنسحب بشكل كامل من النقاط التي لا تزال تحتلها
  • الرئيس عون عرض والوزير مكي لخطة العمل التي سيعتمدها في وزارته
  • الشيعة التي نعرفها
  • إيران التي عرفتها من كتاب “الاتحادية والباستور"
  • غادة أيوب: يبقى جيشنا فوق كل الافتراءات التي يروجها أتباع إيران في لبنان
  • الكشف عن عدد الجثامين التي تحتجزها إسرائيل
  • دونالد ترامب... الذّات الضجرة التي تتسلى بإحداث الفوضى ومشاغبة الخصوم
  • ما هي الصورة التي أخفتها المقاومة على منصة التسليم ؟
  • العمل عن بُعد في أوروبا: هل انحسرت شعبيته بعد جائحة كورونا أم لا يزال صامدًا؟
  • سو-57.. تفاصيل صفقة المقاتلة الروسية التي ستمتلكها الجزائر