كشفت كبيرة مستشاري الاتصالات في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين رولا أمين، أن سوريا في انتظار عودة مليون لاجئ خلال الـ6 أشهر الأولى من العام 2025 وذلك بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقالت رولا أمين في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن هذا أمر نتوقع حدوثه في أفضل السيناريوهات لكيفية تطور الأمور في سوريا، ويتوقف على الانتقال السلمي للسلطة، واستقرار الوضع الأمني، الذي هو متقلب للغاية وهش في الوقت الحالي.

وأشارت إلى أن الناس يراقبون أيضًا ما إذا كان المجتمع الدولي سيتدخل ويدعم السوريين لإعادة بناء بلدهم، وبناءً على كل هذه العوامل المختلفة والأشياء الممكنة في أفضل السيناريوهات، نتوقع عودة مليون سوري.

وعن التحديات التي تفرضها عودة مليون لاجئ على الحكومة والدولة، قالت أمين: "لقد تم تدمير الكثير من البنية التحتية الأساسية في سوريا، مثل الكهرباء وشبكات المياه والمدارس والخدمات الصحية والمستشفيات، والأهم من ذلك، تم تدمير منازلهم، لذا، لكي يتمكنوا من التعافي، سيحتاجون إلى الكثير من الدعم منا كوكالات إنسانية".

ونزح أكثر من 13 مليون سوري من ديارهم، واضطروا إلى الفرار، البعض داخل البلاد، والبعض خارج البلاد منذ انتفاضة 2012.  

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الانتقال السلمي للسلطة الرئيس السوري بشار الأسد المجتمع الدولي المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين المفوضية السامية للأمم المتحدة عودة ملیون

إقرأ أيضاً:

الأول بعد سقوط الأسد في سوريا.. بأي حال عدت يا عيد؟

سوريا – لا يريد السوريون أن يغادروا مساحة التفاؤل رغم أن واقعهم الحالي بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على سقوط نظام الرئيس بشار الأسد لا يزال صعبا.

وهم اليوم إذ يقفون على مسافة قصيرة من أول عيد فطر في ظلال الحكم الجديد فإن الظروف المعيشية لم تختلف بشكل كبير عما كانت عليه سابقا رغم انخفاض أسعار بعض السلع وتوفر سلع أخرى ما كانت موجودة في السابق ليبدو مشهد الزحام في الأسواق قبيل العيد وكأنه ازدحام وهمي قائم على استحضار أجواء غابرة لا يقوى المال الشحيح الذي في الجيوب على محاكاتها إلا أن تتولى الذاكرة ذلك فتطال بالأمنيات ما لا سبيل إلى تحقيقه اليوم على أرض الواقع.

بأي حال عدت يا عيد

يحاول أحمد (الموظف في مبنى محافظة دمشق) توصيف العيد بالنسبة لجل السوريين باعتباره اليوم “منازلة صعبة مع الظروف المادية تفضي في الغالب إلى إنتصار هذه الأخيرة” .

وفي حديثه لـRT يؤكد أحمد أنه قضى أياما بلياليها وهو يتدبر في الطريقة التي يمكنه من خلالها شراء ثياب جديدة لأطفاله الثلاثة في حين أن راتبه لا يتجاوز 400 ألف ليرة أي أقل من 40 دولارا تضاف إليه المنحة التي صرفتها الحكومة الجديدة قبيل العيد والتي يحتاج الحصول عليها إلى الوقوف لساعات طويلة في الطوابير أمام الصرافات القليلة المتواجدة في العاصمة.

من جانبه يرى لؤي (معلم مدرسة) أن انخفاض أسعار بعض المواد والسلع عقب سقوط نظام الأسد لا يعني بأن الحال قد تغير كثيرا بالنسبة للمواطنين السوريين الذين انتظروا شهورا لقبض رواتبهم على مراحل زمنية متقطعة لا تسمح بوجود آلية للتدبر في كيفية الإنفاق الخاضعة أصلا للتقشف الشديد.

مشيرا إلى أنه اضطر لتصريف الـ100 دولار التي أرسلها له أخوه من ألمانيا من أجل شراء ملابس وأحذية لأطفاله بعدما ماطل في الموضوع طويلا على أمل أن ينهض الراتب والمنحة بالأمر.

بدوره يحاول عدي (عامل في مطعم) خلق جملة مقارنة بين أجواء العيد قبل وبعد سقوط النظام لجهة الأجواء والأسعار. يتذكر الرجل الخمسيني الذي يسكن مع زوجته وأطفاله الخمسة في بيت متواضع في منطقة ركن الدين بأن الأسعار في عهد النظام السابق كانت مرتفعة جدا حيث تجاوز سعر صحن البيض الـ60 ألف ليرة وكيلو اللحمة وصل إلى 200 ألف ليرة أي ما يعادل نصف راتب الموظف في حين كان شراء جرة غاز واحدة يتجاوز هذا المبلغ.

ووصف عدي في حديثه لموقع RT الأوضاع الاقتصادية عقب سقوط النظام بأنها تندرج في إطار التحسن البسيط فالأسعار لا تزال عالية والمادة التي انخفض سعرها انخفضت جودتها بنفس المقدار، مشيرا إلى أنه لاحظ ذلك من خلال شرائه ملابس العيد لأولاده حيث انخفض سعر ألبسة الولادي والبيجامات إلى النصف، لكن ذلك كان على حساب الجودة.

السيدة إلهام تساءلت من جانبها عن عدد الرواتب التي يمكن أن تجعل للعيد قيمة ومعنى في نفوس الأسرة. “ربما يجب أن يتضاعف إلى خمسة أو ستة أضعاف” تؤكد السيدة الأربعينية، مشيرة إلى أنها اشترت بعض الملابس من السوق بمناسبة العيد واضطرت لتدوير ملابس أخرى لكي تناسب الصغار من أطفالها الذين شعروا بالغصة لأن إخوتهم الكبار حصلوا على الملابس الجديدة فيما كان القديم الرث من نصيبهم هم .

أديب( صاحب محل لبيع الألبسة) في منطقة الشيخ سعد أكد في حديثه لـRT  أن حركة السوق قبيل العيد قد لا تعطي مؤشرا دقيقا لحركة البيع، لافتا إلى أن الكثير من الناس يخرجون لاستطلاع السوق ويحجمون عن الشراء نتيجة ضعف السيولة رغم انخفاض الأسعار نسبيا، وأضاف أن إنتشار البسطات الكثيف ومن دون ضوابط ورقابة حكومية أثر بشكل كبير على مبيعات محله وبقية المحلات التي تدفع فواتير الكهرباء والمياه الباهظة للدولة الأمر الذي يضطرها لرفع السعر فيما لا يجد أصحاب البسطات حاجة لذلك فيبيعون كميات أكبر بأسعار منافسة فيما لم يعد يهم المواطن السوري شراء ثيابه من أماكن أنيقة طالما أن غايته الأساسية تتمثل في توفير أي مبلغ مالي مهما كان بسيطا.

بدوره يرى بشير (صاحب محل موالح) أن الحكومة الجديدة تحتاج إلى المزيد من الوقت لجعل حالة السوق أكثر استقرارا، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق برفع الرواتب إلى أربعة أضعاف كما وعدت الحكومة وزيادة ساعات التغطية الكهربائية واستقرار سعر صرف العملات الأجنبية التي يتم بموجبها ضبط الأسعار في الأسواق.

ولفت بشير إلى أن أسعار الموالح قد انخفضت بنسبة كبيرة بعد سقوط نظام الأسد فسعر الكيلو الفاخر كان قد وصل إلى حوالي 300 ألف ليرة، في حين أنه يباع اليوم بأقل من نصف ذلك المبلغ كما أن المكسرات من الجوز واللوز والبندق التي يشتريها المواطنون عادة من أجل إعداد حلويات العيد والتي تباع على البسطات وفي السيارات المتوقفة على الأرصفة باتت متوفرة وبأسعار رخيصة نسبيا الأمر الذي أثر على حركة الشراء من محله في هذا العيد بنسبة كبيرة.

الفقر وغياب العلاقات الاجتماعية في العيد

ترى السيدة بيسان، وهي عضو في إحدى الجمعيات الخيرية في دمشق، أن العيد ليس مجرد ثياب تشترى وطعام لذيذ يبسط على موائد السوريين بل هو قبل ذلك جو من الفرح والألفة والتواصل بين الأهل والأقارب والأصدقاء ويجب أن يتجاوز ذلك إلى حالة من الإنفتاح الشجاع والصادق في العلاقة بين المكونات السورية التي يضمها الوطن الواحد.

وفي حديثها لـRT أشارت بيسان إلى أن الكثير من طقوس العيد والتي كانت تعكس حالة المودة والتواصل بين السوريين قد انكفأت بسبب من الأحوال المادية الصعبة التي كانت ترتب على أي زيارة اجتماعية مبلغا من المال لم يعد أغلب السوريين يطيقون تحمله.

ولفتت السيدة بيسان إلى أن أبسط هدية يحملها سوري يريد أن يزور قريبه في العيد ستشكل عبئا ثقيلا على راتبه المتواضع أصلا، ولذلك فإنهم باتوا يفضلون التواصل الهاتفي الذي يحد من العلاقة الاجتماعية دون أن يلغيها.

وأشارت السيدة بيسان إلى أن كل ذلك يهون مقابل ذلك الشعور الأليم الذي يعيشه رب الأسرة السوري حين يعجز عن إسعاد أطفاله في العيد الذي يصبح بالنسبة له مناسبة عصيبة يتمنى لو أنها سقطت من أوراق الزمن إلى ذلك اليوم الذي يملك فيه رب الأسرة ما يحفظ ماء وجهه أمام أطفاله.

وختمت السيدة بيسان حديثها لموقعنا بالإشارة إلى وجوب أن تلحظ الحكومة ما يمكن أن يتركه تأثير الفقر على السوية النفسية لمواطنيها وخصوصا الأطفال منهم ممن ستلازمهم عقدة النقص طوال العمر حتى لا توصف بأنها حكومة لا تخطط للمستقبل بما يحفظ استقرارها وتمكينها في نفوس مواطنيها قبل أن تشرع في انتزاع أي اعتراف دولي هو أقل منزلة من اعتراف وطني يدعو فيه مواطن سوري لهذه الحكومة بالديمومة ويدعو لحكامها بطول العمر.

فالناس وفق عضو الجمعية الخيرية يحتفون بما تقدمه لهم الحكومة من خدمات أكثر بكثير من احتفائهم بالخلفية العقائدية والسياسية اهذا الحاكم أو ذاك حيث المواطنة هي المعيار الحق للعدالة.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • الأول بعد سقوط الأسد في سوريا.. بأي حال عدت يا عيد؟
  • أفلام عيد الفطر 2025.. 5 أفلام جديدة تنتظر العرض الأول
  • بعد تعافيه من الإصابة.. أرسنال يُعلن عودة ساكا للتدريبات الجماعية
  • السلطات الأمريكية تعتقل طالبة تركية شاركت في احتجاجات ...
  • عودة الحياة تدريجياً إلى أسواق مدينة معرة النعمان بريف إدلب بعد التحرير وعودة الأهالي إلى منازلهم
  • ستارمر: بوتين غير جادّ بشأن السلام مع أوكرانيا
  • تدريب الزمالك اليوم.. عودة الجزيرى وانتظام الدوليين الـ6 ووصايا بيسيرو
  • سعر النصف جنيه الذهب اليوم الأربعاء 26 مارس 2025
  • الأمم المتحدة تعلق دعمها المنقذ للحياة لـ 900 ألف لاجئ في مصر
  • الاستخبارات الأميركية: نتوقع أن يبقى الوضع في غزة "مُتقلّبا"