لجريدة عمان:
2025-02-22@10:25:53 GMT

ميلاد عام جديد ورحيل آخر !

تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT

ميلاد عام جديد ورحيل آخر !

بعد أيام معدودة، سنجد أنفسنا ندخل عاما ميلاديا جديدا، رقم آخر يضاف إلى مسيرة حياتنا على الأرض، وميلاد عام هو بالنسبة للكثيرين من الناس عبارة عن حلم آخر يأتي إلى الحياة بصرخات الوجع والاشتياق، ورغم ذلك سيضاف إلى ما تبقى من أمنيات سابقة لم تتحقق حتى هذه اللحظة.

يسير بنا قطار الحياة متجاوزا كل المشاهد والأحداث التي لا نفيق أو نتعلم من مرورها، بل نحن كجمهور يحضر عرضا مسرحيا يضحك ويتأثر قليلا ثم يكمل حياته، كذلك هو قطار العمر لا يتوقف إلا عندما يحين موعد النزول وهنا نستشهد بمقولة رافقتنا دهرا وجب علينا ذكرها فهي تقول: «كنا نعتقد أن الغد أجمل، حتى كبرنا واكتشفنا أن الجمال الحقيقي كان بالأمس وليس في الغد».

بالأمس كان معنا الونيس والجليس، أما اليوم، فنحن نكمل مشوارنا وقد فقدنا الكثير من رفقاء الرحلة والمزيد من القوة على مواصلة الحياة بكل ما فيها من مظاهر استحدثها البشر بمسميات مختلفة ليطمسوا قليلا من وجه الشقاء الإنساني والتعب الذي ينهك أجساد البشر.

واقعنا الحالي يشدنا نحو عباءة الفرح الذي يستمد قوته من الاعتقاد بأننا سنترك عاما قديما قد مضت أيامه وشهوره، لذا علينا كغيرنا من الحالمين بوهج السرور أن نبتهج بقدوم عام جديد، فعليا قد نجهل ماذا يخبئ في جعبته من أحداث لكنه عام ربما أفضل من الذي سيسقط قريبا في خانة الذكريات، نشعر بأن هناك أملا بحجم السماء والأرض سيخرج إلى الوجود، واعتقاد أن ما قد مضى من أوجاع شعر بها العالم ستسقط هي الأخرى في «مزبلة التاريخ أو مقبرة الزمن»، في هذه الأيام القليلة نشعر بأننا بحاجة إلى معانقة أرواحنا المتعبة ولملمة أوراق الخريف المتطايرة، نحس أن هناك شوقا خفيا جديدا يشق طريقه في صدورنا، قد يكون مبعثه ومنبعه يأتي من ذلك الحلم الذي راودنا طويلا وانتظرناه أكثر مما ينبغي وهو العيش بسلام دون ألم أو فقد أو حزن على ما مضى من الزمن.

ستنجلي ظلمة الليل ويأتي صباح يتنفس كعادته من رئة صحية، يخرج إلينا في صورة بهجة تملأ القلب سرورا وتجعل من شرايين القلوب تتدفق دماء نظيفة، ومشاعر طفولية هي الأخرى ستولد قريبا في إحدى حجرات القلوب المعبأة بنبض كان منخفضا في لحظات البؤس والانتظار، أما مراكب الأيام فستبدأ هي الأخرى تشق عباب الزمن وما تبقى من أعمارنا فيها ونحن لا نزال في قطار الحياة.

اعتدنا منذ أن أبصرنا ضوء الشمس أننا نسير في طريقنا دون أن نعلم شيئا عن الغيب؛ لأنه بيد الله تعالى، لكن ما نعرفه تماما هو أن الأيام ستنقضي سريعا كطيف عبر دون أن نحس به، أو عبارة أخرى هو حلم تجلى ثم تبخر مع صرخة ألم من قلب مفجوع برحيل مفاجئ أو متوقع لقلب عانى كثيرا من الصدمات والمرض.

تقول الروائية والقاصة السعودية ليلى الجهني، في كتابها «في معنى أن أكبر»: «إنني أكبر وأنفق جل وقتي كي أفهم الزمن، فلا أفهمه، لذا أشعر أنه عدوي الخفي الذي يضرب دون أن يكون باستطاعتي درء ضرباته عني. لا أعرف كيف يمضي؟ ولِمَ يمضي؟ وكيف أننا نحيا فيه ونعجز أن ندركه كما ينبغي له؟ أهو شيء يمرُنا ونمرُه، أم حال تعترينا؟ وإذا مضى فإلى أين يمضي؟ أين تذهب كل أعوامنا التي تغادرنا؟ ولِمَ لا يمكن أن نحتفظ بها في مكان ما كثيابنا وأشيائنا العتيقة»؟.

أبعد ذلك نسأل: هل علينا أن نقفز فرحا كلما تقدمنا في العمر سنة كاملة؟!، هذا يذكرني تماما كلما احتفلنا بعيد ميلادنا السنوي، نفرح لأنه يوم مولدنا، لكننا نجهل أننا نفقد عاما كاملا من حياتنا في الحياة !.

إذن هل علينا أن نحتفل كغيرنا من شعوب الأرض بعام جديد رغم أن جراح العام الذي لم تنته ساعاته بعد لا تزال ندية مخضبة بدماء الأبرياء وبكاء الثكالى ويتم الأطفال في مدن الموت والألم؟ ينقسم العالم بين محتفل بقدوم عام جديد، وقسم ينظر إلى الآمال المعلقة أن تتحقق ليشعر بالسلام والأمان غيره من شعوب الأرض المعذبة بنزاعات وحروب ودمار لا تتوقف! لدينا شعور مكتمل النمو بأن الشمس ستشرق يوما، وسيكشف ضوء النهار عن جراح نزفت على أرض التقمت أجساد الأبرياء، سنفرح يوما عندما نشعر أن الحرية هي جزء من فرح لا يعكره محتل أو غاصب أو حاقد، ستشرق قريبا شمس هدنة تضع الحرب أوزارها، ويعيد الأبرياء ترقيع قلوبهم التي مزقتها الحروب.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: عام جدید

إقرأ أيضاً:

ذكرى ميلاد سيف الله المختار.. حقيقة قرابته بالفنان أحمد رمزي

تحل اليوم، ذكرى ميلاد الفنان الكوميدي الراحل سيف الله المختار، الذي شارك في الكثير من أعمال السينما والمسرح والتليفزيون، في فترة الستينات والسبعينات والثمانينات.

مثل في عدد ضخم من الأفلام المصرية، منها: فيلم "رجب فوق صفيح ساخن"، في عام 1979م، و"امرأة في السجن"، في عام 1984م، و"رمضان فوق البركان"، في عام 1984م.

واشتهر بترديده لكلمة "آبه" على نحو مضحك، وشارك في الكثير والعديد من أعمال السينما والمسرح والتلفاز في فترة الستينات والسبعينات والثمانينات.

ورغم محدودية وصغر مساحة الأدوار التي كان يلعبها وتسند إليه في أغلب الأعمال التي ظهر ومثل بها طوال مشواره الفني؛ إلا أن مجرد ظهوره في أي عمل كان يعتبر مكسبًا فعليًا للعمل ويعزز من فرص نجاحه.

كما برع الفنان سيف الله مختار، في تقديم شخصية الساذج والأبله في جميع أعماله، وهو ممثل خفيف الظل، سريع البديهة محبوب من الجماهير، ويمكن مشاهدة تمثيله المميز في فيلمي "ممنوع في ليلة الدخلة"، و"الراقصة والطبال" مع الممثل الكوميدي محمد رضا.


فيما ظهرت شائعة عقب وفاته وانتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي، بأنه شقيق الفنان أحمد رمزي، وهي شائعة كاذبة، حيث إن الفنان أحمد رمزي له شقيق واحد اسمه "حسن"، ويعمل في مجال الطب.

مقالات مشابهة

  • بالبيتزا.. داليا البحيري تحتفل بعيد ميلاد ابنتها قسمت
  • شواطئ.. مكاوي سعيد والقصة القصيرة في مصر (1)
  • مصطفى محمد يحتفل بعيد ميلاد إمام عاشور
  • هاشم: العدوان الذي اصاب لبنان غايته تحويل المناطق الجنوبية خاصة منزوعة الحياة
  • ذكرى ميلاد سيف الله المختار.. حقيقة قرابته بالفنان أحمد رمزي
  • كمونة لـ«الأسبوع»: تعيين بيسيرو ورحيل جروس قرار غير مدروس.. ولاعب الزمالك سيكون مفاجأة القمة
  • مأساة أسرة سودانية.. وفاة محمد في المعتقل واختفاء شقيقته ورحيل والديه وعمته
  • رماح تقطع الزمن (3)
  • للعبرة والتفكّر
  • نجمة خامسة تزف للسيب.. أم ميلاد بطل جديد يكتب التاريخ .. غدا ؟