اصنع لنفسك يوما جميلا ولا تنتظره من غيرك
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
في أحيان كثيرة، الإنسان هو من يبني نفسه بنفسه خاصة عندما يفتقد إلى من يسنده في رحلة الحياة، لذا هو من يبث السرور إلى روحه ليصنع شيئا مختلفا عن الآخرين، فاليتم ليس معناه الاستسلام أو التوقف عن صناعة الذات.
لكن البعض لا يصنع له حاضرا مشرقا، بل يضع أمام مستقبله «شبحا مخيفا» يعينه على الفشل والتوقف عن الحركة، ففي كل زاوية يجد ثمة شيئا يطارده ويشغل جل تفكيره ويعيق حركته متحججا بالظروف والمشاكل، يكبل جسده بالأغلال والأصفاد متبعا خطوات الشيطان ليظله عن طريق الحق والاستمتاع الصحيح بالحياة؛ لأنه يبحث عن بواطن الهزائم القديمة ليعيش في بوتقة «الهم والكرب» بحيث يتخيل بأنه الشخص الوحيد الذي لا يستطيع أن يتخلى عن هذه الأفكار بسهولة؛ لأن مجال تفكيره يظل مغلقا بالأوهام والخرافات والتخيلات التي لا أساس لها في الواقع.
الحياة جميلة أيها الرائعون.. فقط علينا أن نتعامل معها بلطف ونعرف كيف نتأقلم مع أحوالها المتقلبة، ونعي بأن ثمة لحظات خاطفة تكشف لنا سوء نيتها وغدرها المفاجئ، لكن هذا لا يجعلنا نحمل سيوفا نغرزها في صدورنا لأننا أشخاص محزونون.
قد تسلبنا الحياة في لحظة ما بعضا من مباهجها ونعتقد أن لا انفراجة لهذه المحن، ويزداد إحباطنا عندما نعتقد أيضا بأن ما نحن فيه سيظل خالدا إلى الأبد، فتصبح الحياة أشبه بلوحة يلفها السواد من كل جانب، قاتمة في معانيها وألوانها وتزداد الأمور تعقيدا إذا ما أمسكنا بسحائب الأحزان من أطرافها، لنجعلها تمطر على رؤوسنا مدادًا أسود.
عندها لن يستطيع الشخص منا أن يرى ضوءا في ذاته؛ لأن الظلام سيحل بكل الأماكن في الروح والجسد ويصبح الضعف جزءا مهما من الهزائم النفسية المتسلسلة وهذا ما يؤذي الإنسان ومشاعره.
تقول الروائية والشاعرة الأمريكية أليس والكر: «لا تنتظر من الآخرين أن يسعدوك، بل اصنع سعادتك بنفسك؛ لأنه إذا لم تتعلم كيف تسعد نفسك، فلن يسعدك أحد، ولن تسعد أيضا أحدًا»، أما الحكماء والفلاسفة يقولون: «إن أحببت أن تكون أسعد الناس بما علمت فاعمل.. فلو كانت السعادة تعني الحياة بلا قلق، لكان المجانين هم أسعد الناس».
لذا عليك أيها الإنسان، ألّا تمكّن الأعداء منك؛ فتصبح فريسة سهلة يسيطر عليها خيال التمني في الهروب من الواقع، أو تتوقع أن تتركها الوحوش لتعيش من جديد بعد أن وقعت بين أنيابهم الحادة.
من المفيد أيضا ألا تجعل الأوهام تلف حبالها الغليظة حول عنقك فتصح كمشنقة توقف كل نبض في جسدك، فأنت لم تخلق لتغلق على نفسك أبواب الحياة لتصبح شخصا ضعيفا غير قادر على مواجهة ظروف الحياة والعيش بسلام معها.
من النصائح الخالدة التي تركها العظماء والأقوياء لنا هو أن لا نجعل من صفحات الماضي عبارة عن أوراق تذروها الرياح وتنتهي، بل علينا أن ندقق في العبر التي تمنحنا إياها ونتعلم الدروس المستفادة منها، فما ذهب لن يعود إلينا بنفس التفاصيل الماضية، وإن عاد قدر منها، فلن نشعر بتلك البهجة التي اعتدنا عليها أول مرة.. كما لا تدع الحزن يسيطر على مجريات حياتك أو يكون سببا في ضياع الفرص أو حاجزا يمنعك من القيام ببعض الأعمال الجميلة التي يمكن أن تقوم بها لتسعد نفسك والآخرين.
حتى الذين خدعوك على حين غرة، ثق بأن الأيام كفيلة بأن تذيقهم بعضا مما أذاقوك إياه، وربما أكثر بكثير، فقط ليشعروا بجرمهم تجاهك، وسيثبت لك القدر بأن العقاب الذي أنزلوه عليك لم تكن تستحقه وإنما ألصقت بك التهم لتكون أن الضحية التي ينتظرها الجزار منذ زمن.
أحيانا قد توجه نوعا من اللوم إلى نفسك الضعيفة، وتؤنبها على ما سولت لك من أعمال كانت سببا في دفعك ثمنا باهضا لأشياء كان يجب ألّا تدفعها لأشخاص لا يستحقون عطاءك، ولكن ثق أيضا بأن ثمة شيئا عظيما ينتظرك وهو «أن ما عند الناس يفنى، وما عند الله باق، وعند الله تجتمع الخصوم».
لا تتصور في كل مرة، أن الآخر يجتهد من أجل إسعادك أو الاهتمام بك، عندها ستصل إلى بعض الحقائق المهمة متأخرا، ولكن لا بأس من ذلك؛ لأن هذا هو القدر الذي ينتظرك، والثمن الغالي الذي تدفعه لتعيد جدولة ديونك وحساباتك أو معرفة كل ما عليك فعله من أجل أن تعيش حياتك بهدوء دون أن توجد خلافات مع الآخرين.
قبل أن تترجل نحو البعيد، ضع في سجل حياتك مبدأ مهما وهو «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا»؛ لأن هذا السلوك هو الأصل في كل الأشياء التي تسير عليها، وغير ذلك سيكّون منك شخصا «واهما» تستحق ما تلقاه آجلا أم عاجلا، الحياة مدرسة تتجاوز مدى الأشياء المنظورة، ضع في ذهنك بعضا من المعادلات الحسابية التي كنت تظن بأنها لن ترافقك في حياتك مثل الكسر والجبر والطرح والجمع والقسمة وغيرها؛ لأنك ببساطة ستحتاج إلى أن تعيد حسابات الأشياء مع كل مفترق طريق جديد ومرحلة أخرى تدخل فيها سواء في العمل أو الحياة بشكل عام.
من الأشياء التي لن تستطيع أن تخفيها هو خوفك من المستقبل، خوفك من الوحدة والعزلة والشغف لكل شيء كان يمثّل لك الحياة بما فيها من زينة ومتاع لا تشبع منه أبدا.
لذا نقول وبصوت مرتفع كما قال غيرنا منذ زمن: «عش حياتك وابحث عما يسعدك، فالأيام لن تعود، اصنع لنفسك عالما جميلا ويوما جميلا ولا تنتظر جمال يومك من أي أحد».. ورسّخ قواعد إسعاد الذات في عموم حياتك والبعد عن كل ما يعكر صفو أيامك، وتأكد أن الحياة ما هي إلا لحظات وتنقضي مهما تآلفت وتشكلت فيها الظروف وتغيرت بداخلها الأشياء.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
كيف تحمي نفسك من عواصف الغبار؟
كثيرا ما تشهد مناطق عواصف غبار، أو ما يعرف أيضا باسم العواصف الترابية، فما تأثيرها على الصحة؟ وكيف التعامل معها؟
وتحدث العواصف الترابية عندما تثير الرياح القوية التربة الجافة لتشكل سحبا كثيفة داكنة. في حين أن العواصف لا تستمر عادة سوى بضع دقائق، إلا أنها تسبب مخاطر صحية وسلامة جسيمة.
من الربيع إلى الخريف، تنتشر عواصف الغبار والعواصف الترابية الصغيرة بشكل كبير في مناطق معينة.
تؤثر العواصف الغبارية سلبا على جودة الهواء وتقلل من الرؤية، وقد يكون لها آثار سلبية على الصحة، وخاصة على الأشخاص الذين يعانون بالفعل من مشاكل في التنفس.
الغبار والتنفستختلف جزيئات الغبار في حجمها من الخشنة (غير القابلة للاستنشاق)، إلى الدقيقة (القابلة للاستنشاق)، إلى الدقيقة جدا (القابلة للاستنشاق).
تصل جزيئات الغبار الخشنة عادة إلى داخل الأنف أو الفم أو الحلق فقط. ومع ذلك، يمكن للجسيمات الأصغر أو الدقيقة أن تتوغل في المناطق الحساسة من الجهاز التنفسي والرئتين بشكل أعمق. تتمتع جزيئات الغبار الأصغر هذه بإمكانية أكبر للتسبب في أضرار جسيمة لصحتك.
عادة، تميل جزيئات العواصف الغبارية إلى أن تكون خشنة أو غير قابلة للاستنشاق، ولا تشكل تهديدا صحيا خطيرا لعامة الناس. ومع ذلك، قد يواجه بعض الأشخاص الذين يعانون من مشاكل تنفسية سابقة، مثل الربو وانتفاخ الرئة، صعوبات.
إعلان تشمل أعراض التعرض للغبار ما يلي: تهيج العين والأنف والحلق السعال الصفير عند التنفس الأشخاص الأكثر عرضة للخطر هم: الرضع والأطفال والمراهقون كبار السن الأشخاص الذين يعانون من أمراض تنفسية، مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية وانتفاخ الرئة الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب الأشخاص الذين يعانون من داء السكري بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، قد يؤدي التعرض لعاصفة الغبار إلى: إثارة ردود فعل تحسسية ونوبات ربو مشاكل تنفسية خطيرة المساهمة في أمراض القلب والأوعية الدموية يمكن أن يؤدي التعرض المطول للغبار المحمول جوا إلى مشاكل مزمنة في التنفس والرئة، وربما أمراض القلب. الاحتياطات الصحيةيمكن أن تساعدك الاحتياطات التالية على حماية نفسك وتقليل الآثار السلبية لعاصفة الغبار:
تجنب الأنشطة الخارجية. إذا اضطررت للخروج، فاقض أقل وقت ممكن في الخارج. غط أنفك وفمك بقناع أو قطعة قماش مبللة لتقليل التعرض لجزيئات الغبار. يجب أن يحجب قناع P2 أو P3، المتوفر في متاجر الأدوات المنزلية، حتى أدق الجسيمات إذا تم تثبيته بشكل صحيح على الأنف والفم. تجنب التمارين الشاقة، خاصة إذا كنت تعاني من الربو أو السكري أو أي مشكلة متعلقة بالتنفس. ابق في المنزل، مع إغلاق النوافذ والأبواب. ابق في أماكن مكيفة إن أمكن. إذا كنت مصابا بالربو أو تعاني من مشكلة تنفسية وظهرت عليك أعراض مثل ضيق التنفس أو السعال أو الصفير أو ألم الصدر، فاتبع خطة العلاج الموصوفة لك. إذا لم تهدأ الأعراض، فاطلب المشورة الطبية. اغسل وجهك وأنفك وفمك لمنع وصول الغبار والرمال إلى الرئتين. تجنب فرك عينيك لتجنب خطر الإصابة بالتهابات العين. في حالة دخول الغبار إلى عينيك، اشطفهما بالماء فورا. عند الخروج، ارتد نظارات واقية لمنع وصول الغبار والرمال إلى عينيك. نظف المنزل جيدا بعد العواصف الرملية. تابع توقعات الطقس باستمرار. في حالة القيادة: أغلق النوافذ وفتحات التهوية، واضبط مكيف الهواء على إعادة التدوير. إعلان العواصف الرملية والسلامةتتدهور الرؤية بسرعة كبيرة أثناء العواصف الرملية. إذا كنت على الطريق وتأثرت قدرتك على القيادة بأمان بسبب ضعف الرؤية، فخفض سرعتك.
كن مستعدا للانعطاف على جانب الطريق إذا انخفض مدى الرؤية إلى أقل من 100 متر. إذا كانت سيارتك مكيفة، فقلل كمية الغبار الداخلة عن طريق تحويل مدخل الهواء إلى وضع "إعادة التدوير".