أهمية تفسير القرآن الكريم في حياتنا اليومية
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
يتبوأ تفسير القرآن الكريم مكانةً عظيمةً في الفكر الإسلامي؛ فهو من أهم العلوم الإسلامية التي تسهم في فهم النصوص القرآنية فهمًا صحيحًا ودقيقًا، ويمنح المسلم فوائد عظيمة في حياته الدينية والدنيوية. إذ يعد أداة أساسية تعين على إدراك المعاني العميقة والرسائل الخفية في آيات القرآن، وجسرًا يربط بين هذه الآيات والعقل البشري، بما يُرشد إلى تطبيق المبادئ الإسلامية في الحياة اليومية، وصولًا إلى بناء مجتمع قائم على العدالة والمساواة والرحمة.
والقرآن الكريم يزخر بالمعاني العميقة والرسائل الخفية، التي قد تَخفى -ولا ريب- على كثير من الناس دون تفسير. وهنا يبرز دور التفسير في إزالة اللبس والغموض عن الآيات وشرح مضامينها ومعانيها وإيضاحها؛ حتى يتجنب القارئ الفهم الخاطئ لها.
فعلى سبيل المثال، يساعد تفسير آيات الأحكام على فهم تفاصيل العبادات والمعاملات، مما يؤدي إلى فهم أعمق وأشمل لتطبيق رسالة الإسلام. ذلك لأن التاريخ شهد ظهور العديد من الفرق والطوائف التي اعتمدت على تفسيرات مغلوطة للقرآن، مما أدى إلى انحرافات فكرية ودينية وتطبيق غير سليم لتعاليم الدين الإسلامي. لذا، يُعَدُّ التفسير العلمي المبني على قواعد اللغة العربية وأصول الشريعة هو السبيل الأمثل لضمان الفهم الصحيح للقرآن الكريم، وتعزيز الوحدة الفكرية بين المسلمين، والإسهام في تقليل الاختلافات الفقهية والفكرية، وتأكيد روح الأخوة والتعاون بينهم.
وكذلك، فإن للتفسير أثرًا كبيرًا في تعزيز الإيمان بالقيم الإنسانية والروحية من خلال فهم معاني الآيات المتعلقة بالعدل والمساواة والرحمة. على سبيل المثال، فإن الذي يترتب على فهم قول الله تعالى في سورة النساء: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا» هو التزام المسلم بإقامة العدل والشهادة بالحق، حتى لو كان ذلك ضد مصالحه الشخصية أو مصالح أقربائه، وجعل العدل قيمة أساسية في جميع أحواله، مع السعي لتحقيقه في كافة تعاملاته الاجتماعية والاقتصادية.
إضافة إلى ذلك، يساعدنا التفسير في مواجهة تحديات العصر الحديث، من خلال تقديم تفسيرات عصرية تتماشى مع التطورات العلمية والنوازل الاجتماعية. فالآية الكريمة من سورة البقرة: «وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ» يمكن تفسيرها في سياق العصر الحديث على أنها دعوة لمحاربة الفساد البيئي والتلوث. ويمكن للتفسير العصري لهذه الآية أن يسلط الضوء على أهمية الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية، وتشجيع المسلمين على تبني ممارسات مستدامة تحمي الأرض للأجيال القادمة، مثل: إعادة التدوير، وتقليل استخدام البلاستيك، والحفاظ على الموارد الطبيعية.
إنَّ القرآن الكريم ليس مجرد كتاب ديني، بل هو دليل شامل لحياة إنسانية كريمة، صالح لكل زمان ومكان. وإن تفسيره بأسلوب يتناسب مع العصر يعزز من قدرته على توجيه المسلمين في حياتهم اليومية، ويرفعهم عما تردّت إليه الحياة المادية، مجددًا نظرتهم إلى كتاب الله الخالد بوصفه مصدرًا حيًّا ودائمًا للهداية والسعادة والطمأنينة في الحياة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: القرآن الکریم
إقرأ أيضاً:
اختتام البرنامج الإنمائي لمعلمات القرآن الكريم بمحافظة الداخلية
اختُتم البرنامج الإنمائي الذي تنظمه إدارة الأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة الداخلية متمثلة في مركز التعليم والإرشاد الديني، حيث استهدف البرنامج تطوير وتنمية مهارات معلمات القرآن الكريم، وذلك ضمن جهود مستمرة للارتقاء بمستوى التعليم وتحقيق الجودة في الأداء التعليمي.
أُقيم البرنامج لمدة خمسة أيام متواصلة بقاعة جامع السلطان قابوس بنزوى، بمشاركة مجموعة من المدربين المتخصصين، وتناول البرنامج مجموعة متنوعة من الموضوعات، منها المنهج القرآني في بناء الشخصية قدمته المدربة مليكة بنت عبدالملك السيابية، وحلقة الولاء الوظيفي -احتفاء بعام الموظف- أدارها عماد بن علي العامري، وإنتاج المحتوى التعليمي بالذكاء الاصطناعي قدمها المدرب هيثم بن محمد البلوشي، و قدمت جيهان بنت إبراهيم الحضرمية حلقة تدريبية في أسرار الإبهار والتواصل الفعال.
كما استعرض البرنامج مجموعة من منجزات مدارس القرآن الكريم بالمحافظة، وذلك تمكينًا لدور معلمة القرآن الكريم في المجتمع وعرض نماذج ناجحة لتبادل الخبرات مع بقية الكادر التعليمي، وركز على تطوير أساليب تعليم القرآن الكريم، مع دمج التقنيات الحديثة لتعزيز جودة التعليم، بالإضافة إلى بناء شخصية متكاملة للمعلمات بما يتماشى مع المنهج القرآني، وشهد البرنامج تفاعلًا من الحاضرات، حيث أثنى الجميع على جودة المحتوى وتنوع الموضوعات التي تلبي احتياجاتهن المهنية.
وقد عبرت المشاركات عن شكرهن وامتنانهن للجهود المبذولة، مؤكدات على أهمية استمرارية مثل هذه البرامج التدريبية.
يأتي هذا البرنامج ضمن إطار رؤية تعليمية شاملة تسعى لتحقيق الريادة في مجال التعليم القرآني بمحافظة الداخلية، ودعم الكوادر التعليمية للارتقاء بمستوى العملية التربوية والتعليمية، وتنفيذًا لخطة الوزارة في جعل هذا العام عامًا للموظف.