السوريون يحتشدون بساحة الأمويين واستعداد لحوار وطني شامل
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
احتفل آلاف السوريين اليوم الجمعة في ساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق بإسقاط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد وانتصار الثورة السورية، وذلك بما أطلقوا عليه اسم "مهرجان التحرير"، في وقت تعتزم فيه الإدارة السورية الجديدة إطلاق حوار وطني موسع بالأيام المقبلة.
ويأتي "مهرجان التحرير" في دمشق بعد احتفالات مماثلة أقيمت في عدد من المدن السورية، منها حمص وحماة وحلب والسويداء، حيث خرجت مسيرات ضخمة جمعت آلاف المحتفلين الذين رفعوا العلم السوري الجديد.
وفي المسجد الأموي، أزال سوريون اسم الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد من لوحة حجرية كانت موضوعة على جدار المسجد باستخدام مطرقة، وذلك بعد تجمع الآلاف لأداء ثاني صلاة جمعة بعد سقوط النظام.
لحظ إزالة اسم "حافظ الأسد" من المسجد الأموي في دمشق. pic.twitter.com/ddYTOnNQkh
— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) December 20, 2024
وتستمر احتفالات السوريين في الجمعة الثانية من سقوط نظام الأسد، برمزية تشير إلى المظاهرات الحاشدة التي كانت تخرج أيام الجمعة بكافة أنحاء المدن السورية خلال الثورة التي انطلقت عام 2011 ضد نظام الرئيس المخلوع.
وكان آلاف السوريين احتفلوا الأسبوع الماضي بما سموه "جمعة النصر"، بأول جمعة بعد سقوط النظام، في مختلف أرجاء المدن السورية حيث توافدوا إلى الساحات والميادين العامة للهتاف من أجل حرية ووحدة وطنهم.
تطورات ومستجدات المشهد في سوريا خلال اليوم الجمعة
⭕️ #دمشق| ساحة #الأمويين عصر اليوم احتفالاً بالنصر. ???? pic.twitter.com/SDTg356QI8
— أنيس منصور (@anesmansory) December 20, 2024
إعلان حوار وطنيفي الأثناء، قالت مصادر للجزيرة إن الإدارة الجديدة في سوريا تعمل على عقد اجتماع موسع لإطلاق حوار وطني شامل بشأن المرحلة الانتقالية وآلية إدارة شؤون الدولة في الفترة المقبلة.
وأوضحت المصادر أن الإدارة الجديدة أكملت تحضيراتها للاجتماع، وسيتم عقده خلال الأيام المقبلة، وستحضره كل الهيئات وممثلون عن الشعب السوري ومكوناته.
وأضافت أن الدعوة للحوار الموسع ستوجه إلى ممثلي التجمعات السياسية والمجتمع المدني والكفاءات العلمية والمستقلين، إلى جانب مشاركة ممثلين عن الفصائل العسكرية للثورة.
وكان القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع أكد ضرورة الوحدة بين كافة مكونات الشعب السوري، مشددا على أن البلاد ستحكم لاحقا عبر دستور جديد وقوانين تراعي العدالة والمساواة بين الجميع.
يأتي ذلك في ظل حراك دولي بشأن سوريا ووفود تتوافد إلى دمشق، من بينها وصول وفد أميركي من 3 دبلوماسيين كبار إلى العاصمة السورية للقاء الشرع وممثلين عن المجتمع المدني السوري ونشطاء وأعضاء جاليات مختلفة، لمناقشة "رؤيتهم لمستقبل بلادهم وكيف يمكن للولايات المتحدة دعمهم"، وفق بيان لوزارة الخارجية الأميركية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
لافروف يكشف عن اتصالات رفيعة المستوى بين موسكو ودمشق الأسبوع المقبل
كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأربعاء، عن اتصالات "رفيعة المستوى" بين موسكو والسلطات السورية الجديدة في دمشق، دون التطرق إلى ماهية هذه الاتصالات وما إذا كانت تضم زيارات متبادلة.
وقال لافروف في كلمة له أمام مجلس "الدوما": "خططنا لإجراء اتصالات أخرى رفيعة المستوى مع زملائنا السوريين في الأسبوع المقبل".
وصف لافروف زيارة الوفد الروسي إلى سوريا عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد نهاية كانون الثاني /يناير الماضي بـ"الإيجابية"، مضيفا أن "السلطات السورية الجديدة تؤكد علنا ضرورة احترام الطبيعة الاستراتيجية التاريخية لعلاقاتنا".
وأضاف أنه "من الواضح أن أحد القضايا الرئيسية بالنسبة لها الآن منع تكرار سيناريو ليبيا التي فقدت كيانها نتيجة لعدوان حلف شمال الأطلسي، وانقسمت ولم تعد قادرة على لم شملها من جديد"، مشيرا إلى أن "هناك مثل هذه التهديدات في سوريا أيضا، والذين وصلوا إلى السلطة يدركون ذلك"، حسب موقع "روسيا اليوم".
في الثامن من كانون الأول /ديسمبر الماضي، انهار النظام السوري، حليف روسيا الوثيق، بشكل درامي جراء عملية عسكرية خاطفة شنتها فصائل المعارضة السورية على مدى 11 يوما انتهت بدخول دمشق وهروب بشار الأسد وعائلته إلى روسيا بعد منحهم اللجوء الإنساني من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويرى مراقبون أن روسيا تنطلق في توجهها الجديد تجاه سوريا من مبدأ الحفاظ على العديد من مصالحها الاستراتيجية مثل قاعدتيها على الساحل السوري.
وتعد قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة حميميم الجوية الركيزتين الأساسيتين لنفوذ موسكو في الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط، كما أنهما تشكلان عنصرين استراتيجيين حيويين لتعزيز حضور روسيا العسكري والسياسي في المنطقة.
والأسبوع الماضي، تلقى الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع اتصالا هاتفيا هو الأول من نوعه من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وذلك بعد زيارة روسية أجراها وفد رفيع المستوى إلى دمشق.
والاثنين، كشفت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية عن عزم روسيا الاحتفاظ بوجود عسكري محدود في سوريا بعد تقليص نفوذها بشكل كبير إثر سقوط حليفها الوثيق بشار الأسد.
ونقلت الوكالة عن مصادر تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها، قولهم إن موسكو تقترب من التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية الجديدة يسمح لها بالاحتفاظ ببعض الموظفين والمعدات في البلاد.
وأضافت المصادر أن روسيا تأمل في الاحتفاظ بنفس القواعد البحرية والجوية التي استخدمتها في سوريا قبل سقوط نظام الأسد إثر عملية عسكرية خاطفة شنتها فصائل المعارضة السورية أواخر العام الماضي.
وتواصل روسيا تأكيدها بشأن تواصل المباحثات المتعلقة بالعديد من الملفات من بينها مصير القاعدتين العسكريتين، في حين تبدو الإدارة السورية الجديدة منفتحة على تسوية العلاقات مع موسكو بما يضمن تحقيق "مصلحة" الشعب السوري، وفق حديث العديد من المسؤولين السوريين من بينهم وزير الدفاع مرهف أبو قصرة.
وقال أبو قصرة في حوار مع صحيفة "واشنطن بوست" مطلع الشهر الجاري، إن موقف روسيا تجاه الحكومة السورية الجديدة "تحسن بشكل ملحوظ" منذ سقوط نظام الأسد، لافتا إلى أن دمشق تدرس مطالب موسكو.
وحول تعرض المعارضة السورية سابقا للقصف من المقاتلات الروسية شمال البلاد قبل سقوط النظام ودخول الفصائل إلى دمشق، قال وزير الدفاع السوري: "في السياسة، لا يوجد أعداء دائمون".