سوريون يبحثون بأمل مشوب بحذر عن أبنائهم المفقودين
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
فتح سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد بابا للأمل مشوبا بالحذر للعثور على معتقلين مفقودين، لكنه في الوقت نفسه قد يغلق جرحا مفتوحا بمعرفة مصائر مجهولة منذ سنوات.
ولم يترك السوريون طريقا في رحلة البحث عن أحبائهم المفقودين، إذ دفعوا أموالا طائلة إبان حكم الأسد وتواصلوا مع المؤسسات الحكومية، وصولا إلى نشر صور أبنائهم على الجدران والميادين العامة خاصة ساحة المرجة وسط العاصمة دمشق.
يقول والد أحد المفقودين إن رخصة قيادة وجدت بفرع المخابرات الجوية في مدينة حرستا بريف دمشق كانت الخيط لبدء رحلة البحث عن الشاب المفقود قاسم عدنان صادق.
وكشف والد المفقود -للجزيرة- أنه يبحث منذ عام 2013 عن ابنه المعتقل في سجون الأسد، وعدد بعضا من الخيارات بشأن مصير ابنه.
وتنحصر الخيارات -وفق والد قاسم- بين نجاة ابنه أو موته أو فقدانه الذاكرة أو حتى نقله إلى سجن آخر للمقايضة عليه لاحقا.
وكانت الجزيرة قد حصلت على وثائق من سجن صيدنايا بريف دمشق تتضمن ملفات إعدام جماعية، ووردت فيها أسماء السجناء الذين تم إعدامهم منتصف يوليو/تموز من عام 2021.
جولة بفرع مخابرات حرستاوتجولت الجزيرة في فرع المخابرات الجوية في حرستا، حيث يعتقد متطوعون في البحث عن المفقودين أن نظام الأسد تعمد إخفاء الأدلة بشأن آلاف المعتقلين على مدار السنوات الماضية.
إعلانيقول نبيل أبو هادي من رابطة معتقلي سجن صيدنايا إن الوثائق المتعلقة بالمعتقلين المدنيين في الفرع أتلفت بعملية ممنهجة، في حين لم تلحق أضرارا بوثائق الأشخاص العسكريين.
ووفق أبو هادي، فإن الإخفاء القسري للمعتقلين في سجن صيدنايا كان أداة ابتزاز مالي للأهالي، مقدرا أن إجمالي ما دفعوه للنظام المخلوع يصل إلى 900 مليون دولار بين عامي 2011 و2020.
وتمكنت قوات المعارضة السورية في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 من اقتحام السجن سيئ الصيت، وتحرير المعتقلين رجالا ونساء وأطفالا منه، وذلك بعد دخولها العاصمة السورية وإسقاط نظام بشار الأسد.
ويُعَد هذا السجن أحد أكثر السجون العسكرية السورية تحصينا، ويطلق عليه "المسلخ البشري" بسبب التعذيب والحرمان والازدحام داخله، ولُقب بـ"السجن الأحمر" نتيجة الأحداث الدامية التي شهدها خلال عام 2008.
واحتوت غرف فرع المخابرات الجوية بحرستا -وفق كاميرا الجزيرة- على وثائق وبيانات لمعتقلين سابقين، ولكن من دون الجزم بوجود أصحابها على قيد الحياة.
وبعيدا عن مقار الاعتقال والاحتجاز، يبحث الناس عن خيط أمل في ساحة المرجة وسط دمشق، إذ علقوا صورا لمعتقلين وأرفقوها برقم هاتف للاتصال.
كما استعرض تقرير الجزيرة بعضا من تلك الحالات الإنسانية مثل سيدة تحاول جاهدة معرفة مصير ابنها الذي اختفى بعد خروجه من المعتقل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
يعودون بالمئات إلى بلادهم.. سوريون يتراجعون عن طلبات اللجوء في قبرص
عاد أكثر من 500 سوريا إلى بلادهم، فيما سحب أكثر من ألف سوري طلبات لجوئهم في قبرص، وذلك مباشرة عقب سقوط النظام السوري.
وبحسب وكالة "أسوشيتد برس"، قال نائب وزير الهجرة والحماية الدولية في قبرص، نيكولاس يوانديس، إن: "هذه التطورات جاءت مباشرة في أعقاب سقوط النظام في سوريا".
من جهته، أعلن وزير التجارة التركي، عمر بولات، خلال مؤتمر صحفي، إثر زيارته إلى بوابة جيلفيجوزو الحدودية في محافظة هاتاي جنوب شرقي تركيا، أن: "نحو 40 ألف سوري قد عادوا إلى وطنهم من تركيا منذ سقوط النظام السوري في 8 ديسمبر الماضي".
وأوضح أن منهم: "نحو 27 ألفا و941 سوريا قد عادوا إلى بلادهم عبر ثلاث بوابات حدودية في هاتاي منذ 9 ديسمبر من العام الماضي"، مردفا أنّ "اللاجئين السوريين في تركيا يفضلون بشكل عام تقييم الأوضاع في بلادهم قبل اتخاذ قرار العودة"،
ولتسهيل عملية عودة السوريين لبلادهم، قدمت الداخلية التركية "إجراء جديدا" يسمح للسوريين بزيارة مناطقهم بشكل مؤقت حتى ثلاث مرات خلال فترة ستة أشهر. فيما حذّرت وزيرة التنمية الألمانية، سفينيا شولتسه، من التسرّع في مناقشة إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
وقالت وزيرة التنمية الألمانية: "لا تزال سوريا دولة مدمرة تماما، كما أن الوضع الأمني فيها غير واضح على الإطلاق"، مشيرة في الوقت نفسه إلى انتشار سوء التغذية على نطاق واسع بالإضافة إلى وجود أكثر من 7 ملايين نازح داخل سوريا.
أيضا، قالت مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة، عبر تقرير لها، إنّ: "التطورات الأخيرة في سوريا تطال تأثيراتها حياة ملايين السوريين داخل البلاد وخارجها، مشيرة إلى أرقام جديدة للنزوح".
وأشار التقرير، إلى أن "الأرقام غير متوفرة حتى الآن، لكن آلاف اللاجئين السوريين قد بدأوا بالعودة إلى البلاد من لبنان عبر معبر المصنع الحدودي الرسمي، ومعابر أخرى غير رسمية. وفي الوقت عينه، اضطر بعض السوريين للفرار بالاتجاه الآخر إلى لبنان".
إلى ذلك، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، الاثنين: "هناك فرصة عظيمة أمام سوريا للتحرك نحو السلام وأمام شعبها للبدء في العودة إلى ديارهم. ولكن في ظل استمرار الوضع غير المؤكد، يواصل ملايين اللاجئين بعناية تقييم مدى الأمان للقيام بذلك".