إحباط إسرائيلي من غياب توقع استخباراتها لسقوط الأسد وتخوف من السيناريوهات المقبلة
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
رغم المحاولات الإسرائيلية المتواصلة في الحصول على "فضل" سقوط رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد، إلا أن القناعة السائدة في تل أبيب أنه ليس لديها مبرر لتنسب ذلك لنفسها، وهو الحدث الذي لم يكن للاحتلال أي دور فيه، مما يستدعي من أجهزته الاستخبارية الاستعداد للسيناريو الأكثر ترجيحا لمصير سوريا، والتخوف من "الفوضى" الحاصلة في العراق ولبنان واليمن.
وأكد الباحث الاستراتيجي بصحيفة "معاريف" شموئيل روزنر، أن "الإخفاق الاستخباري الإسرائيلي الأخير في عدم توقع سقوط الأسد ليس جديدا، فهناك الكثير من الأحداث التاريخية التي فشلت أجهزة الأمن الإسرائيلية بالتنبؤ بها، فهي لم تتوقع مثلا اندلاع حرب 1973، ولا اتفاق السلام مع مصر في 1978، ولا نهاية الحرب الباردة 1990".
وفشلت أجهزة الأمن الإسرائيلية أيضا بـ"التنبؤ بحرب الخليج الأولى 1991، واتفاقيات أوسلو 1993، والهجوم على البرجين التوأمين في نيويورك في 2001، وفشلت في توقع ثورات الربيع العربي في 2011، وأخيرها فشلت في توقع هجوم حماس في أكتوبر 2023".
وأضاف روزنر، في مقال ترجمته "عربي21" أن "كثيرين في الاستخبارات الإسرائيلية توقعوا سقوط الأسد، لكنهم لم يستطيعوا تقديم جدول زمني لهذا السقوط، بل اعتقدوا أنه سيحدث في غضون بضعة أشهر مع اندلاع الثورة في 2011، لكن الأمر استغرق في الواقع عقدا ونصف، مما يعني أنه ليس لدى إسرائيل أي سبب لتحمل الفضل في انهيار النظام السوري، وليس لديها سبب لخلق الانطباع بأن ما حدث هو نتيجة مباشرة للضربات التي وجهها لإيران وحزب الله، كما قال بنيامين نتنياهو في مؤتمره الصحفي مؤخرا، وكأن هذه هي الخطة الإسرائيلية".
وأشار إلى أن "إسرائيل لم تبادر للتحرك لإسقاط الأسد، ولم تؤيد التحرك لإسقاطه، ولم تُبد أي اهتمام خاص بذلك، بل إنها لو أُعطيت قادتها إمكانية الاختيار لفضّلوا تجنب الضغط عليه، وإبقائه في مكانه، وبالتالي فإن كل ما يحصل من احتفالات في تل أبيب يمكن وصفها بأنها "استرجاعية" لما لم يكن لها دور فيه، ولا سيطرة عليه، بل إننا عثرنا على حفلة، وقررنا شرب بعض النبيذ، فقط ليس أكثر".
وأوضح أنه "صحيح أن التحول في سوريا جاء جزئيا بسبب عمليات أخرى حدثت في المنطقة، ولا شك أن الضربات التي وجهها الاحتلال لحزب الله ساهمت فيه، لكن ما ساعد فعلا أن روسيا مشغولة جدًا بأوكرانيا، بجانب انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، مما أجبر إيران على توخي الحذر، وهذا لا علاقة له بإسرائيل، فضلا عن لعبة الحظ التي لعبت دائماً دورا في هجمات مفاجئة من النوع الذي رأيناه في سوريا، وهذه المرة كانت مع الثوار، وانهار جيش النظام بسرعة، فاجأت حتى الإسرائيليين أنفسهم".
وأشار أن "ما تشهده إسرائيل من احتفالات بسقوط الأسد إنما يتم لأغراض السياسة الداخلية، وإن كان من سبب وجيه لهذه الاحتفالات فهو يتعلق بالإجابة عن سؤال اليوم التالي في سوريا، لأن أول الخيارات الماثلة فيها قيام دولة فاعلة ومنظمة تحت سيطرة العناصر السنية. وهو الخيار المناسب الأقل احتمالا، على الأقل في المدى القصير، وثانيها دولة فاعلة، لكنها معادية للغاية، مما يعني حرباً أخرى".
وأضاف أن "الخيار السوري الثالث، وربما الأكثر ترجيحاً استنادا لتجربة الماضي انتشار حالة الفوضى وحرب العصابات وغياب الحكومة المركزية، ودخول الجماعات المسلحة وفق نماذج ليبيا وأفغانستان والعراق والصومال ولبنان واليمن، وفي مثل هذه الحالة، على إسرائيل أن تقلق من الخيار الرابع المتمثل باحتمالية تعرض الحدود السورية الأردنية للتحدي الأمني، ودخول القوات المسلحة للغرب من الحدود السورية العراقية، وهنا يمكن قراءة قلق إسرائيلي آخر مفاده أن تركيا أصبحت القوة الأقوى في المنطقة، وهذه ليست أخبار جيدة لتل أبيب".
واستدرك بالقول إنه "صحيح أن تركيا ليست عدواً مريراً وخطيراً ومتطرفاً مثل إيران، لكنها أيضاً ليست دولة لإسرائيل مصلحة في تعزيزها، لأن نفوذها المحتمل داخل سوريا يجعلها أقرب لحدود الاحتلال الإسرائيلي، وتُظهِر تجربة الماضي القريب أن الأتراك لا يجدون صعوبة بدعم الجماعات المسلحة، مثل حماس في غزة، ولذلك لا يبدو أنها تعيد التفكير بعلاقاتها مع الحركة بعد انتهاء حرب غزة، بل على العكس من ذلك، في ضوء التصريحات والأفعال القادمة من أنقرة".
وزعم أن "تركيا، على عكس سوريا، تعتبر نصف إمبراطورية، وإسرائيل تشعر براحة أكبر مع جيران ليسوا إمبراطوريات، وبالتالي فإن الخلاصة الإسرائيلية ليست متشائمة ولا متفائلة، بل حذرة، لأن شيئا غير مخطط له حدث في الشرق الأوسط، مما يجعل من قدرة إسرائيل على صياغة نتائج سقوط الأسد محدودة، لأنها لم تتمكن من هندسة لبنان، أو هندسة الحكم الذاتي الفلسطيني، أو هندسة غزة، وبالتالي فلن تكون قادرة على هندسة سوريا بعد الأسد، ولذلك لا يمكنها الاستمرار في الاحتفال".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلية تل أبيب سوريا الاحتلال تل أبيب سوريا إسرائيل الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة سقوط الأسد
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: أسبوعان حاسمان لمصير صفقة التبادل وتهديدات بـفتح أبواب جهنم
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية التطورات الأخيرة في مفاوضات تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كاشفة عن تفاصيل جديدة بشأن المقترحات المقدمة، ومبرزة الانقسام في المواقف الإسرائيلية.
وكشفت محللة الشؤون السياسية في القناة الـ12 دانا فايس معلومات جديدة عن مسار المفاوضات مع حركة حماس، مؤكدة أن الحركة هي من طرحت فكرة دمج دفعات الإفراج عن الأسرى قبل 3 أسابيع، واقترحت تسليم المختطفين الأحياء في اليوم الـ35 بدلا من اليوم الـ42.
وفي السياق نفسه، أشارت مراسلة الشؤون السياسية في القناة الـ13 موريا أسرف والبيرغ إلى أن فرص الوصول إلى المرحلة المقبلة من الصفقة "ضعيفة جدا".
وعزا والد أسير إسرائيلي قُتل في غزة صعوبة الوصول إلى المرحلة الثانية إلى حسابات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السياسية، مؤكدا أنه يتجنب تسمية المرحلة المقبلة "المرحلة الثانية" حفاظا على ائتلافه الحكومي.
خطة التهجير
من جهته، حذر مراسل الشؤون العسكرية في القناة الـ14 هيل بيتون روزين من أن المرحلة المقبلة محدودة زمنيا بأسبوع أو أسبوعين على أقصى تقدير.
وأضاف المراسل أنه إذا فشلت المفاوضات "فسنفتح أبواب جهنم على غزة"، رغم إقراره بصعوبة هذا الخيار.
إعلانوفي تطور لافت بالخطاب الإعلامي الإسرائيلي، دعت الخبيرة في الإدارة والحكم روت إيمرزون إلى النظر للمجتمع الفلسطيني في غزة ككل باعتباره منتجا لحركة حماس، مضيفة أنهم في غزة يدربون الأطفال كي يصبحوا مقاتلين في الحركة منذ الطفولة، وقالت "بمساعدة الرب ستكون إجابتنا فقط بإبادتهم".
وفي السياق نفسه، أيد مراسل الشؤون السياسية في القناة الـ14 تعمير موراغ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير سكان غزة، مستخدما تشبيهات عنصرية في وصف أهالي القطاع.