البيئة السنية على طرفي الحدود العراقية السورية.. تواصل أم تهديد ؟
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
20 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: بعد سنوات طويلة من الفوضى والاضطرابات، شهد منفذ البوكمال السوري المقابل لمنفذ القائم العراقي تطورًا لافتًا في الأحداث، حيث نشرت السلطات السورية لأول مرة منذ سقوط نظام بشار الأسد قوات عسكرية نظامية في هذا الموقع الحدودي الحساس.
الخطوة تأتي في وقت تزايدت فيه المخاوف من استغلال التنظيمات الإرهابية للفراغ الأمني على جانبي الحدود.
من الجانب العراقي، تواجدت قوات عسكرية مزودة بدبابتين عند مدخل منفذ القائم، وهو ما يعكس جدية بغداد في تأمين هذه المنطقة الحدودية التي لطالما شكلت تحديًا أمنيًا بسبب نشاط الجماعات الإرهابية وتنقلها عبر الحدود. ورغم التواجد العسكري على جانبي المنفذ، لم تسجل أي حالات تماس بين القوات العراقية ونظيرتها السورية حتى الآن.
في سياق متصل، شهد المنفذ حركة لافتة لعدد من العوائل السورية التي قررت العودة طوعًا من الجانب العراقي إلى وطنها.
ورغم أن هذه العودة تبدو مبشرة، إلا أنها تأتي وسط استمرار وجود العديد من العوائل السورية في مناطق غرب العراق، ما يثير مخاوف من احتمالية استغلال التنظيمات الإرهابية لهذه الأوضاع لإعادة تشكيل وجودها أو شن هجمات جديدة.
تاريخيًا، تشترك مناطق غرب العراق ونظيرتها السورية في بيئة سكانية سنية متشابهة، ما يجعلها بيئة خصبة للتنظيمات الإرهابية التي تستغل الروابط الاجتماعية والجغرافية لتوسيع نفوذها. ومع ذلك، فإن انتشار الجيش العراقي في المنطقة يشكل حاجزًا أمنيًا حاسمًا يسهم في منع إعادة إنتاج زخم الإرهاب عبر الحدود.
على الجانب الآخر، فإن نشر قوات سورية رسمية في البوكمال قد يكون خطوة إيجابية تخدم استقرار المنطقة، شريطة أن تكون هذه القوات موجهة نحو محاربة التنظيمات الإرهابية المسلحة وليس التواطؤ معها أو تسهيل تحركاتها.
وفي هذا السياق، يبقى التنسيق الأمني بين بغداد ودمشق أمرًا بالغ الأهمية لضمان تحقيق الأهداف المشتركة المتمثلة في تأمين الحدود والقضاء على بقايا الإرهاب.
المشهد الحدودي الحالي يمثل اختبارًا حقيقيًا للطرفين، حيث يتطلب الأمر تعاونًا مشتركًا وإجراءات صارمة لضمان أن لا تصبح هذه المنطقة مرة أخرى نقطة انطلاق للتهديدات الأمنية التي طالت البلدين لسنوات طويلة.
وكان العراق نشر آلافا من القوات العسكرية والأمنية والحشد الشعبي على طول الشريط الحدودي مع سوريا الذي يبلغ أكثر من 620 كيلومترا معززة بإجراءات أمنية وحواجز أسمنتية وأسلاك شائكة وخندق أمني كبير وحماية من القوات الجوية والكاميرات الحرارية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
عقود الصحة تهدد القطاع الطبي ودعوات الى الاعتماد على الكادر العراقي
23 مارس، 2025
بغداد/المسلة: أثار ملف تشغيل مستشفى الإمام الصادق في محافظة بابل جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والشعبية بعد أن صوت مجلس محافظة بابل على التوصية بإلغاء عقد تشغيل المستشفى الذي تديره شركة تركية بمبلغ 40 مليون دولار سنويًا .
جاء هذا القرار بعد اجتماع بحضور عدد من النواب استعرض تقرير لجنة الصحة والبيئة الذي أشار إلى عدم التزام الشركة ببنود العقد وخاصة فيما يتعلق بجودة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى .
النائب محمد جاسم الخفاجي وصف عقود الصحة بالكارثية.
ويرى خبراء أن هذه العقود، تلتهم المال العام وتعتمد على العمالة الوافدة في حين تبقى الكوادر العراقية عاطلة عن العمل.
وقال الخفاجي: أن العقد يشمل تشغيل المستشفى في خمس محافظات: بابل، كربلاء، ذي قار، النجف، والبصرة .
وتابع: في كربلاء، تتابع دائرة الصحة الموضوع وقد شخصت المشاكل الموجودة وتعمل على معالجتها مع استمرار المتابعة.
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وافق بشكل مبدئي على إعادة تقييم عمل الشركة التركية ودرس إمكانية تحويل العقد إلى محافظة أخرى لتجنب التبعات القانونية والمالية وفقًا لفقرات العقد المبرم .
هذه التطورات تأتي في ظل مطالبات شعبية بإلغاء العقد وتخصيص مبلغ العقد لمحافظة بابل لإنعاش القطاع الصحي ودعم الكوادر العراقية.
وقامت لجنة الصحة والبيئة النيابية بزيارة ميدانية إلى المستشفى للاطلاع على بنود العقد وآلية تشغيل المستشفى من قبل الشركة التركية في سبتمبر 2024 .
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts